هَذِي الدِّيَارُ وَأَنْتَ شَاعِرْ

Wave Image
هَــذِي الـدِّيَـارُ وَأَنْـتَ شَـاعِـرْ
فَـانْـثُـرْ كَـرِيـمَـاتِ الْـجَـوَاهِـرْ
وَافْـعَـلْ كَـمَـا يُـمْـلِـي الْـهَـوَى
فَـاكْـتُـمْ حَـدِيـثَـكَ أَوْ فَجَاهِرْ
هِــيَ مَــنْ عَـلِـمْـتَ مَـكَـانَـهَـا
فَـارْبَأْ بِـنَـفْـسِـكَ أَنْ تُـخَـاطِـرْ
حَــاذِرْ «عَـلـيُّ» وَلَـيْـتَ شِـعْـ
ـرِي هَـلْ يَـرُدُّكَ قَـوْلُ: حَـاذِرْ؟
حَــوْرَاءُ تَــسْـرَحُ فِـي الْـقُـلُـو
بِ كَأَنَّــــهَـــا مَـــرِحُ الْـــجَآذِرْ
•••
يَـــا لَــيْــلَــةً حُــمِــدَتْ بِــهَــا
عُـقْـبَـى الْـمَـوَارِدِ وَالْـمَـصَـادِرْ
مَـــرَّتْ كَـــحَــسْــوَةِ طَــائِــرٍ
قِــصَــرًا وَكَــرَّاتِ الْـخَـوَاطِـرْ
وَدَّ الْـــكَـــوَاعِــبُ لَــوْ تُــمَــدُّ
بِــمَــا لَــهُــنَّ مِــنَ الْــغَــدَائِـرْ
أَوْ لَـــوْ وَصَـــلْـــنَ سَــوَادَهَــا
بِــسَــوَادِ حَــبَّــاتِ الـنَّـوَاظِـرْ
نَــــشَـــرَ الْـــجَـــلَالُ لِـــوَاءَهُ
فِــيـهَـا وَصَـفَّـقَـتِ الْـبَـشَـائِـرْ
وَطَـفَـا الـسُّـرُورُ عَـلَـى الْوُجُو
هِ وَدَبَّ مَــا بَــيْــنَ الــسَّـرَائِـرْ
وَأَتَــتْ كَــمَــا يَأْتِــي الــشَّـبَـا
بُ مُـبَـارَكَ الـنَّـفَـحَـاتِ نَـاضِـرْ
إِنْ غَـابَ فِـيـهَـا بَـدْرُ ذِي الـدُّ
نْـيَـا «فَـبَـدْرُ الـدِّيـنِ» حَـاضِـرْ
•••
«أَمُـــحَــمَّــدٌ» يَــا زِيــنَــةَ الْـ
ـفِــتْــيَــانِ يَـا نَـسْـلَ الْأَكَـابِـرْ
صَــــاهَــــرْتَ أَكْـــرَمَ أُسْـــرَةٍ
نِـعْـمَ الْـمُـصَـاهَـرُ وَالْـمُـصَاهِرْ
وَظَــفِـرْتَ مِـنْ نِـعَـمِ الْـحَـيَـا
ةِ بِــنِــعْــمَـةٍ يَـا خَـيْـرَ ظَـافِـرْ
يَــا ابْــنَ الْأُلَــى بَــزَّتْ فِــعَــا
لُـــهُـــمُ الْأَوَائِـــلَ وَالْأَوَاخِـــرْ
يَــا ابْــنَ الْأُلَــى كَـانَـتْ لَـهُـمْ
فِـــي كُـــلِّ حَـــادِثَـــةٍ مَآثِــرْ
كَــانَــتْ رَشِــيــدُ بِــجَـدِّكَ الْـ
أَعْـلَـى تَـتِـيـهُ عَـلَى الْحَوَاضِرْ
قَـــدْ كَـــانَ رِدْءًا لِـــلْـــعِـــبَــا
دِ وَكَــانَ مَــوْئِــلَ كُــلِّ عَـاثِـرْ
كَـــمْ رَدَّ غَـــائِــلَــةَ الْــمُــحَــا
فِـظِ وَالْـمُـحَـصِّـلِ والْـمُـبَاشِرْ
عَـــصْـــرٌ بِــجَــدِّي ثُــمَّ جَــدِّ
كَ كَــانَ بِــالْــعَــلْــيَــاءِ زَاهِــرْ
سَــهِــرَا فَــنَــامَ الْــيَــائِــسُــو
نَ مُـحَـصَّـنِـيـنَ مِـنَ الْمَخَاطِرْ
وَتَــقَــاسَــمَـا فَـضْـلَ الْـفَـخَـا
رِ وَنَـادَيَـا هَـلْ مِـنْ مُـفَـاخِـرْ؟
جَـــدِّي بِـــعِـــلْـــمٍ نَـــاصِـــعٍ
يَـهْـدِي وَلَـيْـلُ الـشَّـكِّ عَـاكِـرْ
وَبِــمِــقْــوَلٍ يَــفْـرِي الْـحَـدِيـ
ـدَ وَيَـصْـرَعُ الْـخَـصْمَ الْمُكَابِرْ
فِــي حِــيــنِ جَـدِّكَ بِـالـسَّـمَـا
حَـةِ يُخْجِلُ السُّحْبَ الْمَوَاطِرْ
دَانَ الــــزَّمَــــانُ لِـــطَـــوْلِـــهِ
فَأَتَــى إِلَــيْــهِ وَهْــوَ صَــاغِـرْ
سَـــلْ مَــنْ رَأَوْهُ فَــكُــلُّــهُــمْ
لِــنَـوَالِ «بَـدْرِ الـدِّيـنِ» ذَاكِـرْ
أَمَّـــا أَبُـــوكَ فَـــقَــدْ سَــعَــى
فِــي إِثْــرِهِ سَــعْـيَ الْـمُـثَـابِـرْ
خُـــلُــقٌ كَــنَــوْرِ الــرَّوْضِ بَــا
كَـرَهُ الْـحَـيَـا وَالـرَّوْضُ عَـاطِرْ
وَعَــزِيــمَــةٌ أَمْــضَـى مِـنَ الْـ
أَقْــدَارِ فِـي حَـلَـكِ الـدَّيَـاجِـرْ
بَـطْـشٌ كَـبَـطْـشِ الـلَّـيْـثِ أَغْـ
ـضَـبَـهُ الـطَّـوَى وَاللَّيْثُ خَادِرْ
نَــزَلَــتْ مَــحَــبَّــتُــهُ الْــقُـلُـو
بَ وَأَقْـــسَــمَــتْ ألَّا تُــغَــادِرْ
هُــوَ خَــيْــرُ مَــنْ هَــزَّ الْــيَـرَا
عَ وَهَـــزَّ أَعْــوَادَ الْــمَــنَــابِــرْ
فَإِذَا انْـــبَـــرَى لِــلْــقَــوْلِ كَــا
نَ لَـهُ مِـنَ الـتَّـوْفِـيـقِ نَـاصِـرُ
فَـــتَـــكَــادُ تَأْكُــلُــهُ الــنُّــفُــو
سُ هَـوًى وَتَـشْـرَبُـهُ الـضَّمَائِرْ
«أَعَــــلِـــيُّ» إنَّـــكَ أنْـــتَ أَكْـ
ـرَمُ نَـــابِــهٍ فِــيــنَــا وكــابِــرْ
إِنْ عُـــدَّ أَبْـــطَـــالُ الـــرِّجَـــا
لِ فَأَنْــــتَ أَوَّلُـــهُـــمْ وآخِـــرْ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: أنشد الشاعر هذه القصيدة في حفل زواج صديقه محمد بدر الدين، في مايو سنة ١٩١٣م.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤