لِقَدِيمِ الصَّبَوَاتِ

Wave Image
أَيْـــنِـــعِــي يَــا زَهَــرَاتِــي
لِـــقَـــدِيـــمِ الــصَّــبَــوَاتِ
لَـــمْ تَـــزَلْ ذِكْــرَى لَــيَــالِـ
ـيَّ الْــعِــذَابِ الـسَّـالِـفَـاتِ
حَــيَّــةً بِــالــذِّهْـنِ قَـدْ تَـبْـ
ـعَــثُ مِــسْـكَ الـنَّـفَـحَـاتِ
حِــيــنَ أَهْــدَيْـتِ مَـثِـيـلَا
تِــكِ فِــي حُـسْـنِ شِـيَـاتِ
لِــوَضِــيءِ الــصَّــفَــحَـاتِ
لُـــؤْلُـــئِــيِّ الْــبَــسَــمَــاتِ
يُــوسُــفِــيِّ الْــقَــسَــمَـاتِ
نَــرْجِــسِــيِّ الــلَّــحَـظَـاتِ
صَـــمَـــدَ الـــدَّهْــرُ إِلَــيْــهِ
وَهْــوَ وَعْــرُ الــسَّــطَـوَاتِ
مَا عَسَى طَاقَةُ ذِي الْحُسْـ
ـنِ بِــمَــاضِــي الْـعَـزَمَـاتِ
فَــذَوَى الْــحُــسْــنُ وَلَــمَّـا
يَـــذْوِ حُـــبُّ الــذَّاوِيَــاتِ
يَــا زُهُــورَ الـشِّـعْـرِ لَا خُـنْـ
ـتِ زُهُـــورَ الْـــوَجَـــنَــاتِ
إِنْ يَــكُــنْ أَخْــلَـقَ حُـسْـنٌ
كَــانَ وَحْــيَ الْـحَـسَـنَـاتِ
فَــقَــدِيــمًــا كَــانَ غَــضًّـا
سَـــحَـــرِيَّ الــنَّــسَــمَــاتِ
وَقَــدِيــمًـا جَـادَكِ الْـحُـسْـ
ـنُ بِــطَــلِّ الــضَّــحِــكَـاتِ
أَيْــــنِــــعِـــي فَـــوْقَ ذَوَاهُ
وَاحْـفَـظِـي عَـهْـدَ الـسُّقَاةِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الرمل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

إبراهيم عبد القادر المازني: شاعرٌ وروائيٌّ وناقدٌ وكاتبٌ مصريٌّ مِن رُوَّادِ النهضةِ الأدبيةِ العربيةِ في العصرِ الحديث. استَطاعَ أن يجدَ لنفسِه مَكانًا مُتميِّزًا بين أقطابِ مُفكِّري عَصرِه، وأسَّسَ معَ كلٍّ مِن عباس العَقَّاد وعبد الرحمن شُكري «مدرسةَ الديوانِ» التي قدَّمتْ مفاهيمَ أدبيةً ونَقديةً جديدة، استوحَتْ رُوحَها مِن المدرسةِ الإنجليزيةِ في الأدَب.

وُلدَ «إبراهيم محمد عبد القادر المازني» في القاهرةِ عامَ ١٨٩٠م، ويَرجعُ أصلُه إلى قريةِ «كوم مازن» بمُحافظةِ المُنوفية. تخرَّجَ مِن مَدرسة المُعلِّمين عامَ ١٩٠٩م، وعملَ بالتدريسِ لكنه ما لبثَ أنْ ترَكَه ليَعملَ بالصحافة، حيثُ عملَ بجريدةِ الأخبار، وجريدةِ السياسةِ الأُسبوعية، وجريدةِ البلاغ، بالإضافةِ إلى صُحفٍ أُخرى، كما انتُخبَ عُضوًا في كلٍّ مِن مجمعِ اللغةِ العربيةِ بالقاهرةِ والمجمعِ العِلميِّ العربيِّ بدمشق، وساعَدَه دُخولُه إلى عالمِ الصحافةِ على انتشارِ كتاباتِه ومقالاتِه بينَ الناس.

قرَضَ في بدايةِ حياتِه الأدبيةِ العديدَ من دواوينِ الشعرِ ونَظْمِ الكلام، إلا أنه اتَّجهَ بعدَ ذلك إلى الكتابةِ النَّثريةِ واستغرقَ فيها، فقدَّمَ تُراثًا غَزيرًا من المقالاتِ والقصصِ والرِّوايات. عُرِفَ ناقدًا مُتميِّزًا، ومُترجِمًا بارعًا، فترجمَ مِنَ الإنجليزيةِ إلى العربيةِ العديدَ مِن الأعمالِ كالأَشعارِ والرواياتِ والقصص، وقالَ العقادُ عنه: «إنَّني لمْ أَعرفْ فيما عرفتُ مِن ترجماتٍ للنَّظمِ والنثرِ أديبًا واحدًا يفوقُ المازنيَّ في الترجمةِ مِن لغةٍ إلى لغةٍ شِعرًا ونثرًا.»

تميَّزَ أُسلوبُه سواءٌ في الكتابةِ الأدبيةِ أو الشِّعريةِ بالسخريةِ اللاذعةِ والفكاهة، واتَّسمَ بالسلاسةِ والابتعادِ عَنِ التكلُّف، كما تميَّزتْ موضوعاتُه بالعمقِ الذي يدلُّ على سعةِ اطِّلاعِه، ولا ريبَ في ذلك؛ فقد شملَتْ قراءاتُه العديدَ مِن كُتبِ الأدبِ العربيِّ القديم، والأدبِ الإنجليزيِّ أيضًا، هذا بالإضافةِ إلى قراءتِه الواسعةِ في الكُتبِ الفلسفيةِ والاجتماعية. وعمَدَ المازنيُّ في مدرستِه الأدبيةِ إلى وصفِ الحياةِ كما هي، دونَ إقامةِ معاييرَ أخلاقية، فكانَ في بعض كتاباتِهِ خارجًا عن التقاليدِ والأَعرافِ السائدةِ والمُتداوَلة.

وقد رحلَ المازنيُّ عن عالَمِنا في شهرِ أغسطس من عامِ ١٩٤٩م.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤