زَوْرَةُ الْمَلَائِكَةِ

Wave Image
مَــرْحَــبًــا بِــالْــمَـلَأِ الْأَعْـلَـى الَّـذِي
شَـــرُفَــتْ دَارِيَ مِــنْــهُ وَالْــفِــنَــاءْ
حُــلُــمًــا فِــي الـنَّـوْمِ أَمْ حَـقًّـا أَرَى
يَــا وُلَاةَ الْــحَـقِّ يَـا أَهْـلَ الـسَّـمَـاءْ
يَــا وُلَاةَ الْــحَــقِّ يَــا أَهْـلَ الـنُّـهَـى
تَـبْـعَـثُـونَ الْـبُـرْءَ فِـي جُرْحِ الْقَضَاءْ
أَسْـعِـدُونِـي أَقْـتَـبِـسْ مِـنْ نُـورِكُـمْ
بُــلْــغَــةَ الــنَّــفْـسِ وَرَيَّـا لِـلـظِّـمَـاءْ
مَــلَــكُ الْــفَــضْــلِ حَـيِـيٌّ لَـحْـظُـهُ
وَعَــمِـيـمُ الْـفَـضْـلِ قِـرْنٌ لِـلْـحَـيَـاءْ
مَــلَــكُ الــطُّــهْــرِ صَـبِـيـحٌ وَجْـهُـهُ
إِنَّ وَجْــهَ الـطُّـهْـرِ مَـعْـبُـودُ الـرُّوَاءْ
مَــلَـكُ الْـحَـقِّ اخْـتَـفَـى فِـي نُـورِهِ
مَـا أَضَـلَّ الـطَّـرْفَ فِـي ذَاكَ الضِّيَاءْ
مَـــلَـــكُ الـــرِّفْــقِ دَوَاءٌ لَــحْــظُــهُ
إِنَّ بَـعْـضَ الـلَّـحْـظِ يَشْفِي كَالدَّوَاءْ
مَــلَــكُ الْــجُــودِ ضَــحُـوكٌ بِـشْـرُهُ
مِـثْلُ ضِحْكِ التِّبْرِ فِي وَجْهِ الشَّقَاءْ
مَـــلَـــكُ الْــعَــفْــوِ رَجِــيــحٌ رَأْيُــهُ
إِنَّــمَــا الـنِّـقْـمَـةُ ضَـرْبٌ مِـنْ غَـبَـاءْ
يَــرْحَــمُ الْــجَــانِــي عَــلَـيْـهِ كَـذِبًـا
وَيَـرَى الْأَفْـعَـالَ فِـي غَـيْبِ الْقَضَاءْ
طَــهُـرَتْ نَـفْـسِـيَ فِـي أَضْـوَائِـكُـمْ
مِــثْــلَــمَــا تَــطْـهُـرُ أَجْـسَـامٌ بِـمَـاءْ
وَشَـمَـمْـتُ الْـخُـلْـدَ مِـنْ أَنْـفَـاسِـكُمْ
نَـفَـسٌ يَـشْـفِـي مِـنَ الـدَّاءِ الْـعَـيَـاءْ
أَسْــمِــعُــونِــي مَـنْـطِـقًـا أَحْـيَـا بِـهِ
يُــطْـرِبُ الـنَّـفْـسَ بَأَلْـحَـانِ الْـعَـلَاءْ
مَــنْــطِـقًـا كَـالـلَّـحْـنِ حُـلْـوٌ رَجْـعُـهُ
لَـوْ وَعَـتْـهُ الـرِّيـحُ فِـي سَمْعِ الْهَوَاءْ
زَوْرَةٌ فَـــكَّـــتْ أَخِـــيــذًا عَــانِــيًــا
بِـحِـبَـالِ الْـيَأْسِ مَـصْـفُـودَ الـرَّجَـاءْ
وَأَرَى فِـي الـنَّـفْـسِ رَسْـمًـا مِـنْـهُـمُ
مِـثْـلَ رَسْـمِ الـنَّـجْمِ فِي مَتْنِ النُّهَاءْ
وَعَـــبِـــيـــرًا كَـــشَــذَا الْأَزْهَــارِ إِنْ
خَـلَّـفَـتْ فِـي الْأَنْـفِ ذِكْرَى كَالذَّمَاءْ
خَــلَّــفُــونِــي وَادِعًـا مِـنْ بَـعْـدِهِـمْ
أَحْـمَـدُ الْـعَـيْـشَ وَأَسْـتَقْصِي الْبَقَاءْ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الرمل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

عبد الرحمن شكري: شاعرٌ مِصْري، وأحدُ مُؤسِّسي مدرسةِ الديوانِ الشِّعرية، وصَفتْه الدكتورة «سهير القلماوي» بأنه الشَّاعرُ الذي أنزلَ العقلَ مِن على عَرشِه في إلهامِ الشُّعراء؛ فشِعْرُه خيالٌ مُتحرِّرٌ يرفضُ حدودَ الزمانِ والمكان. وقد أحدثَتْ أشعارُه نَقلةً تَجديدِيةً في مضمونِ الشِّعرِ العربي؛ فتحوَّلتْ به من شاطئِ العقلِ إلى بحرِ الخيال.

وُلِدَ «عبد الرحمن شكري عيَّاد» ببورسعيد عامَ ١٨٨٦م، لأسرةٍ ذاتِ أصولٍ مَغربِية، وقد كانَ لها دَورٌ مُؤثِّرٌ في حياتِه؛ حيثُ كانَ لزوجةِ أخيه «أحمد شكري» — المُولَعةِ برِوايةِ الحكاياتِ والأساطير — دورٌ في إثراءِ خيالِه، كما كانَ في مكتبةِ أبيه ما يُرضي نَهَمَه من دَواوينِ الشِّعر.

قَضى فَصْلًا من عُمرِه معَ أبيه ببورسعيد حتى نالَ الشَّهادةَ الابتدائية، ثُمَّ انتقلَ إلى الإسكندريةِ ليَلتحِقَ بمَدْرسةِ رأسِ التينِ الثانويةِ التي ظَلَّ بها أربعَ سَنواتٍ لينالَ منها الشَّهادةَ الثانويةَ (البكالوريا)، ثُم الْتَحقَ بمَدْرسةِ الحقوقِ إبَّانَ احتدامِ الحركةِ الوطنيةِ التي أتاحتْ له التعرُّفَ على «مصطفى كامل» زعيمِ الحركةِ الوطنيةِ في ذلكَ الوَقْت، والذي طلَبَ منه أنْ يعملَ مُحرِّرًا بجريدةِ «اللِّواء»، ونصَحَه أنْ يَلتحقَ بمدرسةِ المُعلِّمينَ فيَنهلَ من مَعِينِها ليكونَ عَوْنًا له في مَيْدانِ الصَّحافة.

وقد عطَّرَ «عبد الرحمن شكري» رَوْضةَ الأدبِ بالعديدِ من دواوينِه وقصائدِه، ومنها: دِيوانُ «ضَوْء الفَجر»، و«لَآلِئ الأَفْكار»، و«أناشيد الصِّبا»، و«زَهْر الرَّبيع»، و«الخَطَرات»، و«الأَفْنان»، و«أَزْهار الخَرِيف»، ونُشِر ديوانُه الثامنُ بعدَ مَوتِه ضمنَ الأعمالِ الكامِلة. بَدأَ شاعِرُنا صِراعَه معَ المرضِ صيفَ عامَ ١٩٥٧م، إلى أنْ صادَه الموتُ عامَ ١٩٥٨م.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤