أَيُّهَا الْعُمَّالُ

Wave Image
أَيُّــهَــا الْــعُـمَّـالُ أَفْـنُـوا الْـ
ـعُــمْــرَ كَــدًّا وَاكْــتِــسَـابَـا
وَاعْــمُــرُوا الْأَرْضَ فَــلَـوْلَا
سَــعْـيُـكُـمْ أَمْـسَـتْ يَـبَـابَـا
إِنَّ لِــي نُــصْــحًــا إِلَـيْـكُـمْ
إِنْ أَذِنْــــتُـــمْ وَعِـــتَـــابَـــا
فِــي زَمَــانٍ غَــبِــيَ الــنَّــا
صِــحُ فِــيــهِ أَوْ تَــغَــابَــى
أَيْــنَ أَنْــتُــمْ مِــنْ جُــدُودٍ
خَـــلَّــدُوا هَــذَا الــتُّــرَابَــا
قَـــلَّـــدُوهُ الْأَثَـــرَ الْـــمُـــعْـ
ـجِــزَ وَالْــفَــنَّ الْــعُــجَـابَـا
وَكَــــسَــــوْهُ أَبَـــدَ الـــدَّهْـ
ـرِ مِــنَ الْــفَــخْــرِ ثِــيَــابَـا
أَتْــقَـنُـوا الـصَّـنْـعَـةَ حَـتَّـى
أَخَـذُوا الْـخُـلْـدَ اغْـتِـصَـابَا
إِنَّ لِــلْــمُــتْــقِـنِ عِـنْـدَ الـلـ
ـهِ وَالــــنَّــــاسِ ثَــــوَابَــــا
أَتْــقِــنُــوا يُــحْـبِـبْـكُـمُ الـلـ
ـهُ وَيَــرْفَــعْــكُــمْ جَــنَــابَـا
أَرَضِــيـتُـمْ أَنْ تُـرَى «مِـصْـ
ـرُ» مِـــنَ الْـــفَــنِّ خَــرَابَــا
بَــعْــدَمَــا كَــانَــتْ سَــمَـاءً
لِـــلــصِّــنَــاعَــاتِ وَغَــابَــا
•••
أَيُّــهَــا الْــجَـمْـعُ لَـقَـدْ صِـرْ
تَ مِــنَ الْــمَــجْـلِـسِ قَـابَـا
فَــكُــنِ الْــحُــرَّ اخْــتِـيَـارًا
وَكُــنِ الْــحُــرَّ انْــتِــخَــابَـا
إِنَّ لِـــلْـــقَـــوْمِ لَـــعَــيْــنًــا
لَــيْــسَ تَأْلُــوكَ ارْتِــقَــابَــا
فَـــتَــوَقَّــعْ أَنْ يَــقُــولُــوا:
مَــنْ عَــنِ الْــعُـمَّـالِ نَـابَـا؟
لَــيْــسَ بِــالْأَمْــرِ جَــدِيــرًا
كُــلُّ مَــنْ أَلْــقَـى خِـطَـابَـا
أَوْ سَــخَــا بِـالْـمَـالِ أو قَـدَّ
مَ جَـــاهًـــا وَانْـــتِــسَــابَــا
أَوْ رَأَى أُمِّـــــيَّــــةً فَــــاخْـ
ـتَــلَـبَ الْـجَـهْـلَ اخْـتِـلَابَـا
فَـــتَــخَــيَّــرْ كُــلَّ مَــنْ شَـ
ـبَّ عَـلَـى الـصِّـدْقِ وَشَـابَا
وَاذْكُـــرِ الْأَنْــصَــارَ بِــالْأَمْـ
ـسِ وَلَا تَـنْـسَ الـصِّـحَـابَـا
أَيُّــهَــا الْــغَـادُونَ كَـالـنَّـحْـ
ـلِ ارْتِــــيَـــادًا وَطِـــلَابَـــا
فِــي بُــكُـورِ الـطَّـيْـرِ لِـلـرِّزْ
قِ مَـــجِـــيـــئًــا وَذَهَــابَــا
اطْــلُــبُــوا الْــحَـقَّ بِـرِفْـقٍ
وَاجْــعَـلُـوا الْـوَاجِـبَ دَابَـا
وَاسْـتَـقِـيـمُـوا يَـفْـتَـحِ اللـ
ـهُ لَـــكُـــمْ بَــابًــا فَــبَــابَــا
اهْجُرُوا الْخَمْرَ تُطِيعُوا اللـ
ـهَ أَوْ تُــرْضُــوا الْــكِــتَــابَـا
إِنَّــهَــا رِجْــسٌ فَــطُــوبَـى
لِامْــــرِئٍ كَــــفَّ وَتَــــابَــــا
تُــرْعِـشُ الْأَيْـدِي وَمَـنْ يَـرْ
عَـشْ مِـنَ الـصُّـنَّـاعِ خَـابَـا
إِنَّــمَــا الْــعَــاقِـلُ مَـنْ يَـجْـ
ـعَــلُ لِــلــدَّهْــرِ حِــسَــابَــا
فَــاذْكُــرُوا يَــوْمَ مَـشِـيـبٍ
فِــيــهِ تَــبْـكُـونَ الـشَّـبَـابَـا
إِنَّ لِــــلــــسِّـــنِّ لَـــهَـــمًّـــا
حِــيــنَ تَــعْــلُــو وَعَــذَابَـا
فَـاجْـعَـلُـوا مِنْ مَالِكُمْ لِلشَّـ
ـيْــبِ وَالــضَّـعْـفِ نِـصَـابَـا
وَاذْكُـرُوا فِـي الـصِّحَّةِ الدَّا
ءَ إِذَا مَــا الــسُّــقْــمُ نَــابَــا
وَاجْــمَــعُـوا الْـمَـالَ لِـيَـوْمٍ
فِــيـهِ تَـلْـقَـوْنَ اعْـتِـصَـابَـا
قَــدْ دَعَــاكُــمْ ذَنَـبَ الْـهَـيْـ
ـئَــــــةِ دَاعٍ فَأَصَــــــابَـــــا
هِــيَ طَــاوُوسٌ وَهَـلْ أَحْـ
ـسَـــنُـــهُ إِلَّا الـــذُّنَـــابَـــى

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الرمل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

أحمد شوقي: شاعر مصري، يُعَدُّ أحد أعظم شعراء العربية في مختلِف العصور، بايعه الأدباء والشعراء في عصره على إمارة الشعر فلقب ﺑ «أمير الشعراء». كان صاحب موهبة شعرية فَذَّةٍ، وقلم سَيَّال، لا يجد عناء في نظم الشعر، فدائمًا ما كانت المعاني تتدفق عليه كالنهر الجاري؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية، فبلغ نتاجه الشعري ما لم يبلغه تقريبًا أيُّ شاعر عربي قديم أو حديث، حيث وصل عدد أبيات شعره إلى ما يتجاوز ثلاثةً وعشرين ألف بيت وخمسمائة.

وُلد «أحمد شوقي علي» بحي الحنفي بالقاهرة في عام ١٨٦٨م، لأبٍ شركسي وأُمٍّ ذات أصول يونانية، لكنه نشأ وتربَّى في كنف جَدته لأمه التي كانت تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل. أُدخل شوقي في الرابعة من عمره الكُتَّاب فحفظ فيه قدرًا من القرآن، ثم انتقل بعدها ليُتِمَّ تعليمه الابتدائي، وأظهر الصبي في صغره ولعًا بالشعر، جعله يَنْكَبُّ على دواوين فحول الشعراء فيحفظ وينهل منها قدر ما يستطيع، ولما أتمَّ الخامسة عشرة من عمره التحق بقسم الترجمة الذي أُنشِئَ حديثًا بمدرسة الحقوق، سافر بعدها إلى فرنسا ليكمل دراسته القانونية، ورغم وجوده في باريس آنذاك، إلا أنه لم يُبْدِ سوى تأثرٍ محدودٍ بالثقافة الفرنسية، فلم ينبهر بالشعراء الفرنسيين أمثال: رامبو، وبودلير، وفيرلين. وظل قلبه معلقًا بالشعراء العرب وعلى رأسهم المتنبي.

يُعَدُّ أحمد شوقي من مؤسسي مدرسة الإحياء والبعث الشعرية مع كل من: محمود سامي البارودي، وحافظ إبراهيم، وعلي الجارم، وأحمد محرم. وقد التزم شعراء هذه المدرسة بنظم الشعر العربي على نهج القدماء، خاصة الفترة الممتدة بين العصر الجاهلي والعباسي، إلا أنه التزامٌ مازَجَه استحداث للأغراض الشعرية المتناوَلَة، التي لم تكُن معروفة عند القدماء، كالقصص المسرحي، والشعر الوطني، والشعر الاجتماعي. وقد نظم شوقي الشعر بكل أغراضه: المديح، والرثاء، والغزل، والوصف، والحكمة.

بايع الأدباء والشعراء أحمد شوقي أميرًا لهم في حفلٍ أُقِيمَ بالقاهرة عام ١٩٢٧م، وظل الرجل مَحَلَّ إعجاب وتقدير ليس فقط بين الخاصة من المثقَّفين والأدباء بل من عموم الناس أيضًا، وفي عام ١٩٣٢م رحل شوقي عن عالمنا، وفاضت رُوحُهُ الكريمة إلى بارئها عن عمر يناهز أربعة وستين عامًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤