الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
«فإن كانت الحقيقة أمرًا إنسانيًّا محضًا، فإن السؤال عن ماهيتها أو طريقة وجودها لا تكون له أهميةٌ عن كيفية ظهورِ حقائقَ مُحدَّدة، وكيفية إقرارها، أو كيفية صياغتها، كما يقول شيلر.»
لعبَت الفلسفةُ الإنجليزية بمدارسها المتعدِّدة دورًا مهمًّا في تطوُّر الفكر الفلسفي، ومثَّلَت مدارسُها منعطفًا خطيرًا في النظرة إلى الفلسفة ودراستها. ويستعرض «مِتس» في كتابه تأريخًا للفلسفة الإنجليزية من منتصف القرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن العشرين؛ حيث شَهِد النصف الثاني من القرن الثامن عشر ازدهارَ المدرسة الاسكتلندية التي أسَّسها «توماس ريد»، هذا بالإضافة إلى المدارس النفعية التجريبية والتطوُّرية الطبيعية. ومع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ظهرَت الحركةُ المثالية الجديدة المتأثِّرة بالفلسفة المثالية الألمانية، وكذلك المذهب البرجماتي الذي تَعُود أصولُه إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر على يدِ «بيرس»، والواقعية القديمة والجديدة، وفلسفة المنطق الرياضي، والعلم الطبيعي. لقد حرص المؤلِّف على أن يُقدِّم خلاصةَ الفِكر الفلسفي الإنجليزي خلال هذه الفترة، مُعتمِدًا على حصيلته المعرفية ومُحاوَراته مع عددٍ من الفلاسفة الإنجليز.