أَنْتَ لِلْمُسْلِمِينَ حِصْنٌ وَحِرْزُ

Wave Image
أَنْـتَ لِـلْـمُـسْـلِـمِـيـنَ حِصْنٌ وَحِرْزُ
وَلِـــرَاجِـــي نَــدَاكَ ذُخْــرٌ وَكَــنْــزُ
أَبَــدًا مَــا تَــزَالُ عَـطْـفًـا عَـلَـيْـهِـمْ
وَدِفَــاعًــا عَــنْـهُـمْ تَـحُـجُّ وَتَـغْـزُو
أَصْـبَـحَـتْ هَـذِهِ الـرَّعِـيَّـةُ مِنْ عَدْ
لِــكَ فِــي ظِــلِّ نِــعْــمَــةٍ لَا تُــبَــزُّ
سَـكَـنَـتْ مَـعْـقِـلًا مِـنَ الْأَمْنِ لَا تُزْ
عَــجُ يَــوْمًــا بِــهِ وَلَا تُــسْــتَــفَــزُّ
مَـا لَـهَـا مِـنْ مُـزِيـلِ خَطْبٍ وَلَا كَا
شِــفِ كَــرْبٍ سِــوَاكَ حِــيـنَ تُـلَـزُّ
فَـهْـيَ مِـنْ بَعْدِ حَمْدِهَا اللهَ لَا يُسْـ
ـمَــعُ مِــنْــهَــا بِــغَــيْـرِ حَـمْـدِكَ رِزُّ
لَا تَـرَى إِنْ دَعَـتْ إِلَـى الـلـهِ أَوْلَـى
مِــنْ دُعَــاءٍ تَــبْــقَــى بِــهِ وَتَــعِــزُّ
وَمَــعَ الــرَّأْفَــةِ الَّـتِـي أَلِـفَـتْ مِـنْـ
ـكَ فَــفِــي الــلِّــيـنِ شِـدَّةٌ وَمَـهَـزُّ
رُضْـتَـهَـا لَـمْ تَـجُـرْ مُـقِـيـمًـا لِمَيْلٍ
رُبَّــمَــا صَــدَّعَ الْــمُــثَــقَّـفَ غَـمْـزُ
كَـيْفَ يُبْطِي عَنْكَ الثَّنَاءُ وَقَدْ أَسْـ
ـرَعَ جُــودٌ يَـحْـدُوهُ حَـثٌّ وَحَـفْـزُ
غَـرَّقَ الـسَّـائِـلِـيـنَ وَالـنَّـجْـدَ غَوْرٌ
وَحَـمَـى الْـعَـائِـذِيـنَ وَالْـوَهْدَ نَشْزُ
لَا كَــجُــودٍ يُـعْـيِـي وَيُـعْـنِـفُ إِدْلَا
ءٌ إِلَــى جَــفْــرِهِ الْــعَـمِـيـقِ وَنَـهْـزُ
مَــا رَأَيْــنَــاكَ نَــابِــيًــا عَـنْ مَـرَامٍ
مُــذْ هَــزَزْنَــاكَ وَالْــحُــسَـامُ يُـهَـزُّ
لَا وَلَا غَـيَّـرَتْـكَ عَـنْ طِـيـبِ أَعْـرَا
قِــكَ هَـذِي الْـخُـطُـوبُ وَالْـبَـزُّ بَـزُّ
فَــمَــنِ الْــمُــرْتَـجَـى لِـلَـهْـفَـةِ حُـرٍّ
بَـاتَ فِـي صَـدْرِهِ مِـنَ الْـهَـمِّ وَخْزُ
يَـتَـحَامَى الشَّكْوَى إِذَا أَعْلَنَ النَّجْـ
ـوَى وَحَـسْـبُ الْـكَـرِيمِ لَمْحٌ وَرَمْزُ
قَـدْ نَـحَتْ عَظْمِيَ الْخُطُوبُ فَفِيهِ
بَـيْـنَ جِـلْـدِي وَالـنَّـحْضِ حَزٌّ وَجَزُّ
كَيْفَ يُغْضِي عَلَى النَّوَائِبِ مُغْضٍ
وَلِأَنْـــيَـــابِـــهِــنَّ نَــهْــشٌ وَنَــكْــزُ
فِـي زَمَـانٍ بِـهِ الـرَّئِيسُ وَجِيهُ الدَّ
وْلَــــةِ الْأَوْحَــــدُ الْأَجَـــلُّ الْأَعَـــزُّ
الَّــذِي بَــيْــنَــنَـا وَبَـيْـنَ الـلَّـيَـالِـي
أَبَــدًا مِــنْ نَــدَاهُ حَــسْـمٌ وَحَـجْـزُ
يَــا هُــمَــامًـا مَـا شَـانَـهُ قَـطُّ لُـؤْمٌ
يَــا غَــمَـامًـا مَـا شَـابَـهُ قَـطَّ رِجْـزُ
أَنْـتَ أَحْمَيْتَ مَشْرَبِي وَهْوَ مَطْرُو
قٌ وَأَغْــزَرْتَ مَــطْــلَـبِـي وَهْـوَ نَـزُّ
أَنْـتَ أَنْـهَـضْتَنِي وَقَدْ خَرِقَ الْخَطْـ
ـبُ فَـلَـمْ يُـغْـنِ فِـيـهِ رَكْـلٌ وَهَـمْزُ
أَنْـتَ أَلْـبَـسْـتَـنِـي مَـلَابِـسَ نُـعْمَى
خَـــشِـــنٌ عِـــنْــدَهُــنَّ خَــزٌّ وَقَــزُّ
قَـدْ هَـجَـرْتُ الْوَرَى إِلَيْكَ وَلَمْ أَظْـ
ـلِـمْ وَمَـدْحِـي سِـوَاكَ لِلْمَدْحِ وَهْزُ
لَا تُـقِـلُّ الـرِّكَـابُ رَحْـلِـي وَلَا يَـحْـ
ـمِــلُ رِجْــلِــي إِلَّا لِــقَـصْـدِكَ غَـرْزُ
مَـشْـيُـهَـا الْـقَـهْقَرَى إِلَيْهِمْ وَإِنْ أَمَّـ
ـتْـكَ يَـوْمًـا فَـالْمَشْيُ وَثْبٌ وَجَمْزُ
وَإِذَا الْــبَـحْـرُ عَـنَّ لِـي وَهْـوَ طَـامٍ
فَـقُـعُـودِي مَـعَ الـصَّدَى عَنْهُ عَجْزُ
لَــيْــسَ أَيَّــامُــكَ الْـمُـنِـيـرَةُ لِـلْأيَّـ
ـامِ إِلَّا حُـــلًـــى تَـــزِيـــنُ وَطَـــرْزُ
أَنْـتَ أَعْـلَـى مِنْ كُلِّ مَا يَنْسِبُ النَّا
سِــبُ مِـنْ سُـؤْدَدٍ إِلَـيْـكَ وَيَـعْـزُو

عن القصيدة

  • غرض القصيدة: المدح
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: العباسي الثاني

عن الشاعر

هو أحمد بن محمد بن علي بن يحيى التغلبي، يُعَد أحد رُواد الأدب العربي، وأشهر شعراء الشام الذين ساهموا في النهضة الشعرية التي شهدها العصر العباسي الثاني، اتسم شِعره بحُسن البيان، وجزالة العبارة، وعُمق المعنى.

وُلد في دمشق سنة ٤٥٠ﻫ/ ١٠٥٨م، حين كانت تحت سيطرة الدولة الفاطمية، ونشأ وترعرع بها؛ فدرس علوم اللغة، والكتابة، ونَظَم فيها أُولى قصائده. وظل بها حتى سيطر عليها السلاجقة فهاجر منها إلى حماة، وكان عُمره آنذاك ثمانية عشر عامًا، ومكث في حماة مدةً قاربت اثنتَي عشرة سنة، واتصل بأميرها «محمد بن مانك» وعمل عنده كاتبًا، ثم انتقل إلى شينيز ومدح أميرها «علي بن مقلد بن منقذ»، ومنها إلى حلب السورية، وهناك التقى ﺑ «ابن حيُّوس» أشهر شعراء زمانه، ولازَمه مدةً حتى صار امتدادًا لشِعره، ثم اتجه غربًا إلى طرابلس الليبية التي أقام فيها مدةً قاربت عشر سنوات، وفيها ذاع صِيتُه، ووصلت شُهرته الآفاق، ونَظَم أبدع قصائده وأشهرها، وتَقرَّب من حاكمها «جلال الدين بن عمار»، ثم عاد ثانيةً إلى دمشق وحط فيها رِحاله، وصاحَب وزيرها السلجوقي «هبة الله بن بديع الأصفهاني».

سُمي ﺑ «ابن الخياط» لاشتغال أبيه بحرفة الخياطة، وسُمي بالكاتب لاشتغاله بالكتابة؛ حيث عمل كاتبًا لدى أمراء الدولة العباسية، كما نَظَم الشعر بأغراضه المتنوعة، كالهِجاء، والرِّثاء، والغزَل، ولكنَّ النصيب الأوفر من قصائده كان في المديح، حتى اشتُهر بذلك؛ فذكَرَته كُتُب المؤرخين المعاصرين بأنه من الشعراء المُجيدين، امتَدح الناس، وطاف البلاد، ودخل بلاد العجم وامتَدح أهلها. وصل إلينا ديوانه الذي حوى أبهى قصائد الشعر العربي، وأعذب العبارات، وأبلغ المعاني.

تُوفِّي «ابن الخياط» بدمشق في ١١ رمضان ٥١٧ﻫ/١ نوفمبر ١١٢٣م، عن عُمرٍ يُناهز سبعًا وستين سنة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤