الْجَيْشُ بِقَائِدِهِ

Wave Image
يَــا مَــوْطِــنًـا مَـا انْـتَـضَـيْـنَـاهَـا مُـهَـنَّـدَةً
إِلَّا لِــــرَدْعِ الْأَعَــــادِي عَـــنْ إِهَـــانَـــتِـــهِ
وَلَا رَكِـــبْـــنَـــا مَـــنَــايَــانَــا مُــطَــهَّــمَــةً
إِلَّا لِـــنَــكْــسِــبَ عِــزًّا مِــنْ صِــيَــانَــتِــهِ
سَــقْــيًــا وَرَعْــيًـا لِـرَوْضٍ مِـنْـكَ ذِي أَنَـقٍ
قَـدْ كَـانَـتِ الْـحَـرْبُ تُـذْوِي غُـصْـنَ بَـانَتِهِ
تَـالـلـهِ لَـمْ يَـنْـكَـسِـرْ فِـي الْحَرْبِ عَسْكَرُنَا
مِــنْ أَجْــلِ قِــلَّــتِــهِ أَوْ مِــنْ جَــبَــانَــتِـهِ
وَكَــيْــفَ وَهْـوَ تَـفُـوقُ الـطَّـيْـسَ كَـثْـرَتُـهُ
وَتَــسْــتَــعِــيــرُ الــرَّوَاسِــي مِـنْ رَزَانَـتِـهِ
لَــــكِــــنَّ قَـــائِـــدَهُ مَـــا كَـــانَ يَـــمْأَنُـــهُ
وَلَا يُـــبَـــالِـــي بِأَمْـــرٍ مِـــنْ مَــعَــانَــتِــهِ
حَـتَّـى لَـقَـدْ نَـفِـدَتْ فِـي الْـحَـرْبِ عِـينَتُهُ
بِــحَــيْـثُ لَـمْ يَـبْـقَ سَـهْـمٌ فِـي كِـنَـانَـتِـهِ
فَــظَــلَّ يَـرْسُـفُ فِـي الـنِّـيـرَانِ مُـرْتَـبِـكًـا
مُــسْــتَــفْــرِغًـا كُـلَّ جُـهْـدٍ مِـنْ مَـتَـانَـتِـهِ
حَـــتَّـــى غَـــدَا جُــلُّــهُ لِــلــنَّــارِ مَأْكَــلَــةً
وَمَــا تَــزَحْــزَحَ شِــبْــرًا عَــنْ مَــكَــانَـتِـهِ
وَلَا اسْــتَـكَـانَ لِـهَـوْلِ الْـحَـرْبِ مِـنْ فَـرَقٍ
بَــلْ كَـانَ يَـفْـرَقُ مِـنْ هَـوْلِ اسْـتِـكَـانَـتِـهِ
فَــخَــاضَ غَــمْـرَ الْـمَـنَـايَـا صَـابِـرًا وَأَبَـى
عَــلَــى الْــفِــرَارِ انْــغِـمَـارًا فِـي مَـهَـانَـتِـهِ
لَــيْــسَ الْــفِـرَارُ لِـجُـنْـدِ الْـمُـسْـلِـمِـيـنَ أَلَا
إِنَّ الْـــفِـــرَارَ لَـــكُـــفْـــرٌ فِـــي دِيَــانَــتِــهِ
وَكَــيْــفَ يَــغْــلِــبُ جَــيْـشٌ كَـانَ قَـائِـدُهُ
يَــحُــفُّــهُ بِــجُــيُــوشٍ مِــنْ خِــيَــانَــتِــهِ
فَــالْــجَــيْـشُ تَـلْـتَـهِـمُ الـنِّـيـرَانُ أَنْـفُـسَـهُ
وَقَــائِــدُ الْــجَــيْــشِ لَاهٍ فِــي مَـجَـانَـتِـهِ
أَقَــامَ فِــي الْـقَـصْـفِ وَالْأَجْـنَـادُ طَـاوِيَـةٌ
مُـــعَـــاقِـــرًا بِـــهَــنَــاءٍ بِــنْــتَ حَــانَــتِــهِ
صَـبْـحَـانَ غَـبْـقَـانَ فِـي أَقْـسَـى مُعَسْكَرِهِ
مُــحْــرَوْرِقًــا بَــيْـنَ رَهْـطٍ مِـنْ بِـطَـانَـتِـهِ
تَـلْـقَـاهُ مِـنْ بَـيْـنِ ذَاكَ الـرَّهْـطِ فِـي مَـرَحٍ
كَأَنَّـــهُ الْـــجَأْبُ يَــنْــزُو بَــيْــنَ عَــانَــتِــهِ
لَهْفِي عَلَى الْجَيْشِ جَيْشِ الْمُسْلِمِينَ فَقَدْ
قَـضَـى وَلَـمْ يَـقْـضِ شَـيْـئًـا مِـنْ لُـبَـانَـتِـهِ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: قال معروف الرصافي هذه القصيدة لما انكسر الجيش العثماني في معركة «لولا برغاز» وذلك في الحرب البلقانية العثمانية، وكان قائد الجيش العثماني إذ ذاك ناظم باشا، الذي قتله الاتحاديون في الآستانة.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: البسيط
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

معروف الرُّصافي: أديب وشاعر وأكاديمي عراقي له إسهامات معتبَرة في حقلَي التعليم والثقافة.

وُلِدَ معروف عبد الغني محمود الجباري في مدينة بغداد العراقية عام ١٨٧٥م وتلقَّى علومه الأوَّلِيَّة في الكتاتيب كباقي أقرانه، ثم التحق ﺑ «المدرسة العسكرية الابتدائية» لفترة، ولكنه انتقل للدراسة في المدارس الدينية حيث تتلمذَ على يد مجموعة من علماءِ بغداد الكبار، وقد لقَّبَهُ أحد شيوخه بمعروف الرُّصافي بدلًا من معروف الكرخي.

بعد تخرُّجه عمِل الرُّصافي معلمًا ﺑ «مدرسة الراشدية» ثم مدرسًا للأدب العربي ﺑ «المدرسة الإعدادية» ببغداد، وقد تنقَّل بين المدارس حتى أصبح مدرِّسًا للُّغة العربية ﺑ «الكلية الشاهانية» بإسطنبول، وكان أيضًا يمارس الصحافة؛ حيث عمل محررًا بجريدة «سبيل الرشاد».

انتُخِب الرصافي عضوًا ﺑ «مجلس المبعوثان» العثماني في عام ١٩١٢م (وهو شبيه بالمجالس النيابية الآن)، وتقديرًا لجهوده الأدبية والتعليمية انتُخِب عضوًا ﺑ «مجمع اللغة العربية» بدمشق، ثم عُيِّنَ مفتشًا بمديرية المعارف العراقية.

آمَن الرُّصافي بأهمية التعليم وعمِل على نشره بين العراقيين من خلال دعواته وجهاده المستمر لبناء المزيد من المدارس، محفِّزًا الأغنياء على دعم المشاريع التعليمية وكفالة طلبة العلم، حيث رأى أن طريق التحرُّر الوطني يمر بالمدارس. والحديث عن التحرُّر الوطني يَجرُّنا بالضرورة إلى نشاط الرُّصافي السياسي ورفضه للاحتلال البريطاني واستبداد السلطة؛ فنجده قد دبَّج المقالات وألَّف القصائد الحماسية محرِّضًا الشعب على النضال السياسي، وكذلك الثورة ضد التقاليد والجمود.

ترك الرُّصافي الكثير من الأعمال الشعرية والنثرية المميزة التي عكست أسلوبَه الرصين ولغته المتينة جزْلة الألفاظ، وقد تنوعت الموضوعات التي كتب فيها ما بين السياسي والاجتماعي والأدبي والتاريخي، وكثيرًا ما أثارت كتبه ضجَّةً كبرى في الأوساط الثقافية؛ فكتابه الشهير «الشخصية المحمدية» اعتبره البعض تهجُّمًا على الدين ومقدساته.

تُوُفِّيَ الرُّصافي بعد حياة حافلة في عام ١٩٤٥م عن سبعين عامًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤