قُلْ لِلْمَلِيِّ الَّذِي قَدْ نَامَ عَنْ سَهَرِي

Wave Image
قُـلْ لِـلْـمَـلِـيِّ الَّـذِي قَدْ نَامَ عَنْ سَهَرِي
وَمَـنْ بِـجِـسْـمِـي وَحَـالِـي عِنْدَهُ سَقَمُ
تَـنَـامُ عَـنِّـي وَعَـيْـنُ الـنَّـجْـمِ سَـاهِـرَةٌ
وَاحَــرَّ قَــلْــبَــاهُ مِــمَّـنْ قَـلْـبُـهُ شَـبِـمُ
فَـالْـحُبُّ حَيْثُ الْعِدَى وَالْأُسْدُ رَابِضَةٌ
فَــلَــيْـتَ أَنَّـا بِـقَـدْرِ الْـحُـبِّ نَـقْـتَـسِـمُ
فَـهَـلْ تُـعِـيـنُ عَـلَـى غَـيٍّ هَـمَـمْـتُ بِهِ
فِــي طَــيِّــهِ أَسَـفٌ، فِـي طَـيِّـهِ نِـعَـمُ
حُـبُّ الـسَّـلَامَـةِ يَـثْـنِـي عَزْمَ صَاحِبِهِ
إِذَا اسْـتَـوَتْ عِـنْـدَهُ الْأَنْـوَارُ وَالـظُّـلَـمُ
فَإِنْ جَــنَــحْـتَ إِلَـيْـهِ فَـاتَّـخِـذْ نَـفَـقًـا
لَــيَــحْــدُثَــنَّ لِــمَــنْ وَدَّعْــتُـهُـمْ نَـدَمُ
رِضَـا الـذَّلِيلِ بِخَفْضِ الْعَيْشِ يَخْفِضُهُ
وَقَــدْ نَــظَــرْتُ إِلَـيْـهِ وَالـسُّـيُـوفُ دَمُ
إِنَّ الْــعُـلَا حَـدَّثَـتْـنِـي وَهْـيَ صَـادِقَـةٌ
إِنَّ الْـمَـعَـارِفَ فِـي أَهْـلِ الـنُّـهَـى ذِمَمُ
أَهَـبْـتُ بِـالْـحَـظِّ لَـوْ نَـادَيْـتُ مُسْتَمِعًا
وَأَسْـمَـعَـتْ كَـلِـمَـاتِـي مَـنْ بِـهِ صَـمَـمُ
لَــعَــلَّــهُ إِنْ بَــدَا فَـضْـلِـي وَنَـقْـصُـهُـمُ
أَدْرَكْـــتُــهَــا بِــجَــوَادٍ ظَــهْــرُهُ حَــرَمُ
أُعَــلِّــلُ الــنَّــفْـسَ بِـالْآمَـالِ أَطْـلُـبُـهَـا
لَـــوْ أَنَّ أَمْـــرَكُـــمُ مِــنْ أَمْــرِنَــا أَمَــمُ
غَـالَـى بِـنَـفْـسِـيَ عِـرْفَـانِـي بِـقِـيـمَتِهَا
حَـتَّـى ضَـرَبْـتُ وَمَـوْجُ الْمَوْتِ يَلْتَطِمُ
مَــا كُــنْـتُ أُوثِـرُ أَنْ يَـمْـتَـدَّ بِـي زَمَـنٌ
شُـهْـبُ الْـبُـزَاةِ سَـوَاءٌ فِـيـهِ وَالـرَّخَـمُ
أَعْــدَى عَـدُوِّكَ أَدْنَـى مَـنْ وَثِـقْـتَ بِـهِ
فَــلَا تَــظُــنَّــنَّ أَنَّ الــلَّـيْـثَ يَـبْـتَـسِـمُ
وَحُــسْــنُ ظَــنِّــكَ بِــالْأَيَّـامِ مُـعْـجِـزَةٌ
أَنْ تَحْسَبَ الشَّحْمَ فِيمَنْ شَحْمُهُ وَرَمُ
إِنْ كَـانَ يَـنْـجَـعُ شَـيْءٌ فِـي ثَـبَـاتِـهِـمُ
فَـــمَـــا لِـــجُـــرْحٍ إِذَا أَرْضَــاكُــمُ أَلَــمُ
يَــا وَارِدًا سُــؤْرَ عَـيْـشٍ صَـفْـوُهُ كَـدَرٌ
وَشَـرُّ مَـا يَـكْـسِـبُ الْإِنْـسَـانُ مَا يَصِمُ
فِـيـمَـا اعْـتِـرَاضُـكَ لُـجَّ الْـبَـحْرِ تَرْكَبُهُ
وَالــلــهُ يَــكْــرَهُ مَــا تَأْتُــونَ وَالْــكَـرَمُ
وَيَـا خَـبِـيـرًا عَـلَـى الْأَسْـرَارِ مُـطَّـلِـعًـا
فِـيكَ الْخِصَامُ وَأَنْتَ الْخَصْمُ وَالْحَكَمُ
قَــدْ رَشَّــحُــوكَ لِأَمْـرٍ لَـوْ فَـطِـنْـتَ لَـهُ
تَـصَـافَـحَـتْ فِـيـهِ بِيضُ الْهِنْدِ وَاللِّمَمُ
فَـافْـطَـنْ لِـتَـضْمِينِ لَفْظٍ فِيكَ أَحْسَبُهُ
قَـــدْ ضُـــمِّـــنَ الـــدُّرَّ إِلَّا أَنَّـــهُ كَــلِــمُ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: كتب صفي الدين الحلي بهذه القصيدة إلى صديق تأخر عن إنجاده في واقعة له، وقد كان أنجده في عدة وقائع، وتأخر عنه عند سفره لمجرد أن أضداده خدعوه ووعدوه بولاية، وهي من أحسن أنواع التضمين التي اخترعها وأصعبها، وذلك أنه عمد إلى عشرين بيتًا من قصيدة الطغرائي على الترتيب فخرج صدورها بأعجاز عشرين من قصيدة المتنبي التي عاتب بها سيف الدولة، وناسب بينهما مناسبة عجيبة توافق غرضه، ولم يغترم فيها من نظمه سوى صدري المطلع والختام.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: البسيط
  • عصر القصيدة: المملوكي

عن الشاعر

ستُتاح معلومات عن هذه الشخصية قريبًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤