الْوَطَنُ

Wave Image
مِصْرُ اسْلَمِي وَاسْلَمِي وَسُودِي
يَــا أَلِــفَ الْــكَــوْنِ وَالْــوُجُــودِ
نَـهَـضْـتِ وَالْأَرْضُ فِـي دُجَـاهَا
وَالـشَّـمْـسُ وَالْـبَـدْرُ فِي الْمُهُودِ
•••
قَـدْ كُـنْـتِ وَالـدَّهْـرُ فِـي صِـبَاهُ
نَــجْــمَ هُــدًى سَـاطِـعًـا سَـنَـاهُ
تَــعْــنُــو لِـسُـلْـطَـانِـكِ الْـجِـبَـاهُ
مَــرْفُــوعَــةَ الــرَّأْسِ وَالْـبُـنُـودِ
•••
يَــا بَــسْــمَــةً فِـي فَـمِ الـزَّمَـانِ
وَمَـــوْطِـــنَ الْـــعِـــزِّ وَالْأَمَـــانِ
نِــيــلُــكِ أَحْـلَـى مِـنَ الْأَمَـانِـي
جَــنًــى وَأَذْكَــى مِــنَ الْــوُرُودِ
•••
الْأَرْضُ أَنَّـــى خَــطَــوْتَ تِــبْــرُ
وَزَهْـــــرُهَـــــا جَــــوْهَــــرٌ وَدُرُّ
عِــقْــدٌ، وَهَــذَا الْــوُجُـودُ نَـحْـرُ
قَـدْ يَـجْـمُـلُ الـنَّـحْـرُ بِـالْـعُقُودِ!
•••
كَـمْ نِـلْـتِ بِـالْـعِـلْـمِ مِـنْ مَـقَـامِ
وَنِــلْــتِ بِــالْــجِــدِّ مِــنْ مَــرَامِ
إِلَــــى الْأَمَــــامِ إِلَــــى الْأَمَـــامِ
إِلَــى الْــمَـعَـالِـي إِلَـى الْـخُـلُـودِ
•••
يَـا مِـصْـرُ نَـحْـنُ الْـفِـدَاءُ نَـحْنُ
مَـا مَـسَّـنَـا فِـي الْخُطُوبِ وَهْنُ
أَرْوَاحُــنَــا فِــي يَــدَيْــكِ رَهْـنُ
وَعَــهْــدُنَــا أَصْــدَقُ الْــعُــهُــودِ
•••
آبَــــاؤُنَــــا قَــــادَةُ الــــدُّهُـــورِ
قَـدْ أَنْـطَـقُـوا صَـامِتَ الصُّخُّورِ
مِـــنْ كُـــلِّ وَثَّـــابَـــةٍ جَــسُــورِ
كَأَنَّـــــهُ صَـــــائِــــلُ الْأُسُــــودِ
•••
يَـا مِـصْـرُ فَـارُوقُـكِ الْـمُـرَجَّـى
إِلَــيْــهِ تَـرْنُـو الْـمُـنَـى وَتُـزْجَـى
بِــيُــمْــنِــهِ قَــدْ بَــلَـغْـتِ أَوْجَـا
وَعِــشْـتِ فِـي قِـمَّـةِ الـسُّـعُـودِ
•••
بِـفَـضْـلِـهِ صِـرْتِ فِـي الشُّعُوبِ
مَـهِـيـبَـةَ الْـقَـدْرِ فِـي الْـقُـلُـوبِ
فَـــمِـــنْ وُثُــوبٍ إِلَــى وُثُــوبِ
وَمِــنْ صُــعُــودٍ إِلَــى صُــعُــودِ
•••
نُــكَــرِّرُ الــشُّـكْـرَ مُـخْـلِـصِـيـنَـا
لِــمَــنْ أَعَــادَ الْــحَــيَــاةَ فِـيـنَـا
لِــمَــصْــدَرِ الــنُّــورِ لِــلْــبَـنِـيـنَـا
والْــمَــنْــهَــلِ الْـعَـذْبِ لِـلْـوُرُودِ
•••
مِـصْـرُ اسْعَدِي وازْدَهِي وَتِيهِي
دَعَــاكِ لِــلــنَّــصْــرِ فَــاتْـبَـعِـيـهِ
مَـا لَـكِ فِـي الْـمَـجْـدِ مِنْ شَبِيهِ
وَمَـــا لِـــجَــدْوَاهُ مِــنْ حُــدُودِ
•••
عَــاشَ مَــلِــيــكُ الْــبِـلَادِ زَنْـدَا
وَسَـــاعِـــدًا مُــسْــعِــدًا أَشَــدَّا
فَــارُوقٌ الْــمُـرْتَـجَـى الْـمُـفَـدَّى
مُـــوَفَّـــقُ الــرَّأْيِ وَالْــجُــهُــودِ
مِصْرُ اسْلَمِي وَاسْلَمِي وَسُودِي
يَــا أَلِــفَ الْــكَــوْنِ والْــوُجُــودِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: شعر مربع
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مخلع البسيط
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤