وَرَائِي أَمَامٌ وَالْأَمَامُ وَرَاءُ

Wave Image
وَرَائِـــــــي أَمَـــــــامٌ وَالْأَمَــــــامُ وَرَاءُ
إِذَا أَنَـــا لَـــمْ تُـــكْــبِــرْنِــيَ الْــكُــبَــرَاءُ
بِــأَيِّ لَــسَــانٍ ذَامَــنِــي مُــتَــجَــاهِــلٌ
عَــلَــيَّ وَخَــفْــقُ الــرِّيــحِ فِــيَّ ثَــنَـاءُ
تَــكَــلَّــمَ بِــالْــقَـوْلِ الْـمُـضَـلَّلِ حَـاسِـدٌ
وَكُـــلُّ كَـــلَامِ الْـــحَــاسِــدِيــنَ هُــرَاءُ
وَمَنْ هُوَ حَتَّى يُحْمَلَ النُّطْقُ عَنْ فَمِي
إِلَــيْــهِ وَتَــمْــشِــي بَــيْـنَـنَـا الـسُّـفَـرَاءُ
وَإِنِّــي لَــمُــثْــرٍ يَــا ابْــنَ آخِــرِ لَــيْـلَـةٍ
وَإِنْ عَـــزَّ مَـــالٌ فَـــالْـــقُــنُــوعُ ثَــرَاءُ
وَمُــذْ قَــالَ إِنَّ ابْــنَ اللَّـئِـيـمَـةِ شَـاعِـرٌ
ذَوُو الْـجَـهْـلِ مَـاتَ الـشِّـعْـرُ وَالشُّعَرَاءُ
تُـسَـاوِرُ فَـحْـلَ الـشِّـعْـرِ أَوْ لَـيْـثَ غَابِهِ
سِــفَــاهًــا وَأَنْــتَ الــنَّـاقَـةُ الْـعُـشَـرَاءُ
أَتَـمْـشِـي الْـقَـوَافِـي تَـحْـتَ غَيْرِ لِوَائِنَا
وَنَـــحْـــنُ عَـــلَـــى قُـــوَّالِــهَــا أُمَــرَاءُ
وَأَيُّ عَـــظِـــيـــمٍ رَابَ أَهْـــلَ بِـــلَادِنَــا
فَـــإِنَّـــا عَـــلَـــى تَـــغْــيِــيــرِهِ قُــدَرَاءُ
وَمَــا سَــلَــبَــتْــنَـا الْـعِـزَّ قَـطُّ قَـبِـيـلَـةٌ
وَلَا بَـــاتَ مِـــنَّـــا فِـــيـــهِـــمُ أُسَـــرَاءُ
وَلَا سَــارَ فِـي عَـرْضِ الـسَّـمَـاوَةِ بَـارِقٌ
وَلَــيْــسَ لَــهُ مِــنْ قَــوْمِــنَــا خُــفَـرَاءُ
وَلَــسْــنَــا بِـفَـقْـرَى يَـا طِـغَـامُ إِلَـيْـكُـمُ
وَأَنْـــتُــمْ إِلَــى مَــعْــرُوفِــنَــا فُــقَــرَاءُ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: العباسي الثاني

عن الشاعر

أبو العلاء المَعَرِّي: شاعرٌ وفيلسوفٌ وأديبٌ عربيٌّ مِنَ العصرِ العبَّاسي، اشتُهِرَ بآرائِه وفلسفتِه المثيرةِ للجدلِ في وقْتِه.

وُلِدَ «أحمد بن عبد الله بن سليمان القُضاعي التنُوخي المَعَرِّي» المعروفُ ﺑ «أبي العلاء المَعَرِّي» عامَ ٣٦٣ﻫ بمَعَرَّةِ النُّعمانِ بسُوريا، وفقَدَ بصَرَه وهو صغيرٌ نتيجةً لمَرضِه بالجُدَري. أخَذَ علومَ القراءاتِ القرآنيةِ بإسنادٍ عنِ الشُّيوخ، كما تعلَّمَ الحديثَ في سنٍّ مُبكِّرة، وقالَ الشِّعرَ وهو ابنُ إحدى عشرةَ سنة، ورحلَ إلى بغدادَ عامَ ٣٩٨ﻫ فأقامَ بها سنةً وسبعةَ أَشْهُر، ثُم اعتزَلَ الناسَ لبعضِ الوقت؛ فلُقِّبَ ﺑ «رَهِينِ المَحْبسَيْن»؛ العَمَى والدَّار.

أمَّا شِعْرُه، وهو ديوانُ حكمتِه وفلسفتِه، فالمطبوعُ منه حتى الآن: «اللُّزوميَّات»، و«سِقْطُ الزَّنْد». وقد تُرجِمَ الكثيرُ من شِعْرِه إلى غيرِ العربيَّة، وأمَّا كُتبُه فكثيرةٌ وفِهرسُها في «مُعجَمِ الأُدَباء». من تَصانيفِه كتابُ «الأَيْك والغُصُون» في الأدب، يَزيدُ على مائةِ جُزْء، و«تاج الحُرَّة» في النساءِ وأخلاقِهنَّ وعِظاتِهِن، و«عَبَث الوَلِيد» شرَحَ فيه دِيوانَ البُحْتُريِّ ونقَدَه، و«رِسالة المَلائِكة» وهي صَغِيرة، و«رِسالة الغُفْران»، و«الفُصُول والغَايات».

عاش المعري متفلسفًا زاهدًا في الدنيا؛ إذ كانَ يَدعمُ حقوقَ الحيوانِ ويُحرِّمُ إِيلامَه، ولذا كان نباتيًا؛ فلمْ يَأكُلِ اللحمَ خمسًا وأربعينَ سنة، كما كانَ يَلبسُ خشِنَ الثِّياب، وكان له أراءه الخاصة في العقيدة، التي جعلت الآراء تختلف حول حقيقة إيمانه؛ إذ ذهب البعض إلى تكفيره واتهامه بالإلحاد، وإخراجِه مِنَ الإسلام، بينما دافَعَ عنه عميدُ الأدبِ العربيِّ «طه حسين» في عِدَّةِ كِتاباتٍ ومُؤلَّفات؛ أشْهرُها «معَ أبي العلاءِ في سجنِه». 

ظلَّ حبيسًا في بيتِه حتى وفاتِه عامَ ٤٤٩ﻫ بمنزلِه بمَعَرَّةِ النُّعْمان، وقد أَوْصى أن يُكتَبَ على قبْرِه عِبارة: «هذا جَناهُ أبي عليَّ، وما جَنيْتُ على أَحَد.» ويَقصدُ أنَّ أباه بزَواجِه من أمِّه أوْقَعَه في دارِ الدُّنيا. وقد وقَفَ على قبْرِه جمْعٌ غفيرٌ من أُدباءِ عصْرِه وشُعرائِه ورَثَوْه بثمانينَ مَرْثَاة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤