مَرِهَتْ عَيْنِي فَعَيْنِي

Wave Image
مَـرِهَـتْ عَيْنِي فَعَيْنِي
بَــعْـدَ صَـخْـرٍ عَـطِـفَـة
فَـدُمُـوعُ الْـعَـيْنِ مِنِّي
فَــوْقَ خَــدِّي وَكِــفَـة
طَـرَفَـتْ حُـنْدُرُ عَيْنِي
بِـــعَـــكِـــيـــكٍ ذَرِفَــة
إِنَّ نَـفْـسِي بَعْدَ صَخْرٍ
بِــالــرَّدَى مُــعْــتَـرِفَـة
وَبِـهَـا مِنْ صَخْرَ شَيْءٌ
لَـيْـسَ يُحْكَى بِالصِّفَة
وَبِــنَــفْــسِـي لَـهُـمُـومٌ
فَــهْــيَ حَــرَّى أَسِـفَـة
وَبِذِكْرَى صَخْرَ نَفْسِي
كُـــلَّ يَـــوْمٍ كَـــلِــفَــة
إِنَّ صَـخْرًا كَانَ حِصْنًا
وَرُبًـــى لِــلــنَّــطِــفَــة
وَغِــيَــاثًــا وَرَبِــيــعًــا
لِــلْــعَــجُـوزِ الْـخَـرِفَـة
وَإِذَا هَــبَّــتْ شَــمَــالٌ
أَوْ جَــنُــوبٌ عَـصِـفَـة
نَـحَـرَ الْـكُـومَ الصَّفَايَا
وَالْــبِــكَــارَ الْــخَـلِـفَـة
يَـمْـلَأُ الْـجَـفْنَةَ شَحْمًا
فَـــتَـــرَاهَــا سَــدِفَــة
وَتَـرَى الْـهُـلَّاكَ شَـبْعَى
نَــحْــوَهَــا مُــزْدَلِــفَـة
وَتَــرَى الْأَيْـدِيَ فِـيـهَـا
دَسِـــمَـــاتٍ غَـــدِفَــة
وَارِدَاتٍ صَـــــــادِرَاتٍ
كَــقَــطًــا مُــخْـتَـلِـفَـة
كَـــدَبُـــورٍ وَشَـــمَــالٍ
فِــي حِــيَـاضٍ لَـقِـفَـة
يَــتَــفَــرَّقْــنَ شُـعُـوبًـا
وَلَــــهُ مُـــؤْتَـــلِـــفَـــة
فَـلَـئِـنْ أَجْـرَعُ صَـخْـرٍ
أَصْـبَـحَـتْ لِـي ظَـلِفَة
إِنَّــهَــا كَــانَــتْ زَمَـانًـا
رَوْضَـــةً مُــؤْتَــنَــفَــة

عن القصيدة

  • غرض القصيدة: الرثاء
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الرمل
  • عصر القصيدة: الجاهلي

عن الشاعر

الخنساء: هي صحابيةٌ وشاعرةٌ مُخضرَمة؛ حيث أدركت أواخرَ عصر الجاهلية وبدايةَ ظهور الإسلام، وهي تُعدُّ من أشهر النساء في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي)، وكانت قصائدُها ذائعةَ الصِّيت وانتشرت في مختلِف أرجاء البلاد.

هي «تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد»، وقد لُقِّبت ﺑ «الخنساء» لصِغَر حجم أنفها وارتفاع أرنبته. وُلِدت عام ٥٧٥م، وهي تنتمي ﻟ «آل الشريد»، وهم ساداتُ العرب وأشرافُهم وملوكُ قبيلة «بني سليم» في الجاهلية، وقد عاشت «الخنساء» فترةً طويلة في عصر الجاهلية وبعد ظهور الإسلام، ووفدتْ بصُحْبة بَنِيها وبني عمها من «بني سليم» إلى سيدنا «محمد» — صلى الله عليه وسلم — وأعلنوا دخولَهم في الإسلام، وذلك في عام ٨ﻫ/٦٣٠م.

كانت «الخنساء» تتمتَّع بمكانةٍ مرموقة بفضل نَسَبها، فضلًا عن تمتُّعها برجاحة العقل، واتِّزان الفكر، وقوة الشخصية، وحرية الرأي، ولم يستطع أحدٌ التحدُّثَ عنها بسوءٍ أو التهجُّمَ عليها. أما عن حياتها، فتزوَّجت «الخنساء» من ابن عمها «رواحة بن عبد العزيز السلمي»، وأنجبت منه ابنَها «أبا شجرة»، وبعد انفصالها عنه تزوَّجت من «مرداس بن أبي عامر السلمي» المعروف بسَخائه وجُوده، وأنجبت منه أربعةَ أبناء استُشهِدوا جميعًا في معركة القادسية عام ١٦ﻫ.

وقد غلب على شعر «الخنساء» البكاءُ والرثاء حتى غدَتْ أشهرَ شعراء الرثاء في عصرها، وكان الرسول — صلى الله عليه وسلم — يستنشدها ويُعجِبه شِعرُها كثيرًا، وكان أكثرَ شعرها وأجوده رثاؤها أخوَيْها «صخر» و«معاوية»، وكانا قد قُتِلا في الجاهلية.

تُوفِّيت «الخنساء» عامَ ٢٤ﻫ/٦٤٥م عن عمرٍ يناهز ٧١ عامًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤