لَسْتِ مِنْ شَأْنِهِ وَلَا بَعْضِ شَانِهْ

Wave Image
لَــسْــتِ مِــنْ شَأْنِــهِ وَلَا بَــعْـضِ شَـانِـهْ
كَــبَــحَ الـشَّـيْـبُ وَالـنُّـهَـى مِـنْ عِـنَـانِـهْ
فَــاذْهَــبِــي مَــا سَــلَا الْــفُــؤَادُ وَلَــكِـنْ
سَــــاقَــــهُ يَأْسُــــهُ إِلَـــى سُـــلْـــوَانِـــهْ
وَبِــدَارِ الْــفِــرْدَوْسِ مَــنْ جَـانَـبُـوا الْإِثْـ
ـمَ لِــعَــجْــزِ الــنُّــفُــوسِ عَــنْ إِتْــيَـانِـهْ
قَــدْ تَــوَلَّــى الــشَّــبَـابُ رَيْـحَـانَـةُ الْـحُـ
ـبِّ فَــمَــنْ لِــي بِــالْــحُـبِّ أَوْ رَيْـحَـانِـهْ
آهِ مِـــنْ حَــيْــرَةِ الْــمَــشِــيــبِ: سَــوَاءٌ
هُـــوَ فِــي بَــوْحِــهِ وَفِــي كِــتْــمَــانِــهْ
إِنْ كَــتَــمْــنَــاهُ قَــهْــقَــهَ الــدَّهْـرُ جَـذْلَا
نَ وَمَــدَّ الْــخَــبِــيــثُ طَــرْفَ لِــسَـانِـهْ
أَوْ أَبَــــحْــــنَــــاهُ رَاعَـــنَـــا كُـــلَّ يَـــوْمٍ
شُـــرُفَــاتٌ يَــهْــوِيــنَ مِــنْ بُــنْــيَــانِــهْ
وَرَأَيْــنَــا الْــغِــيــدَ الْأَمَــالِــيــدَ حُــلْـمًـا
ضَــنَّ بِــالْــمُــلْــتَــقَــى عَـلَـى وَسْـنَـانِـهْ
كُـــــلُّ شَـــــيْءٍ لَـــــهُ أَوَانٌ يُـــــوَفِّــــيـ
ـهِ وَفَـــوْتُ الـــشَّـــبَــابِ قَــبْــلَ أَوَانِــهْ
كَـــمْ نَـــعِـــمْـــنَــا بِــهِ زَمَــانًــا فَــلَــمَّــا
طَــاحَ عِــشْــنَــا فِــي ذِكْـرَيَـاتِ زَمَـانِـهْ
طَـــائِـــرٌ كَــانَ إِنْ تَــغَــنَّــى إِلَــى الــرَّوْ
ضِ شَــجَــا الْـحَـالِـيَـاتِ مِـنْ أَغْـصَـانِـهْ
عَــسْــجَــدِيُّ الْــجَــنَــاحِ وَدَّ الْــعَــذَارَى
لَــوْ خَــضَــبْــنَ الْــبَــنَــانَ مِــنْ أَلْــوَانِـهْ
وَتَــمَــنَّــى الْأَصِــيــلُ لَــوْ نَــالَ يَــوْمًــا
لَــمْــحَــةَ الْـحُـسْـنِ مِـنْ سَـنَـا لَـمَـعَـانِـهْ
أَيْـــنَ تَــصْــفِــيــقُــهُ وَأَيْــنَ مَــجَــالِــيـ
ـهِ وَأَيْـــنَ الـــرَّخِـــيــمُ مِــنْ أَلْــحَــانِــهْ
جَـــالَ فِــي الْأُفْــقِ جَــوْلَــةً ثُــمَّ وَلَّــى
هَــلْ يَــعُــودُ الــشَّــادِي إِلَــى جَــوَلَانِـهْ
وَمَــضَــى خَــافِــقَ الْــجَـنَـاحِ وَلَـمْ يَـتْـ
ـرُكْ لِــقَــلْــبِــي مِــنْـهُ سِـوَى خَـفَـقَـانِـهْ
وَحَــوَاهُ الْــمَــاضِــي الْـخِـضَـمُّ وَأَبْـقَـى
ذِكْـــرَيَــاتٍ تَــطْــفُــو عَــلَــى شُــطْآنِــهْ
مَـــرَّةً نَـــسْـــتَــرِيــحُ شَــوْقًــا لِــذِكْــرَا
ه وَحِـــيـــنًــا نَــجِــدُّ فِــي نِــسْــيَــانِــهْ
أَنَــا عَــزْمِــي مِــنْ آلِ صَـخْـرٍ، وَرَأْسِـي
لَــقِــيَ الْــوَيْــلَ مِــنْ بَــنِــي شَــيْـبَـانِـهْ
وَلِــنَــفْــسِــي مُــنَـى الـشَّـبَـابِ، وَإِنْ أَدْ
رَجَ وَجْــهِــي الــشَّـبَـابَ فِـي أَغْـضَـانِـهْ
•••
مَـا أُحَـيْـلَـى الـصِّـبَـا فَـهَـلْ لَـمْـحَـةٌ مِـنْـ
ـهُ وَمِــــنْ زَهْــــوِهِ وَمِـــنْ رَيْـــعَـــانِـــهْ
بَـــانَ بِـــالْأَمْـــسِ رَكْـــبُــهُ فَــتَــطَــلَّــعْـ
ـتُ أَعُــدُّ الــطُّــيُــوفَ مِــنْ أَظْــعَــانِــهْ
وَبَــدَا فِــي طَــلِــيــعَـةِ الـرَّكْـبِ طَـيْـفٌ
لَـــجَّ مِــنْــهُ الْــفُــؤَادُ فِــي تَــحْــنَــانِــهْ
هَــاجَ ذِكْـرَى «دَارِ الْـمَـعَـارِفِ» وَالْـغُـصْـ
ـنُ رَطِــيــبٌ وَالْــعُــمْـرُ فِـي عُـنْـفُـوَانِـهْ
جَــمَــعَــتْــنَــا رَوْضًــا جَــنًــى وَظِــلَالًا
تَــتَــدَانَــى الْــقُــطُــوفُ مِــنْ أَفْــنَــانِـهْ
فَـــشَـــدَوْنَـــا عَـــنَـــادِلًا هَـــزَّتِ الــدَّهْـ
ـرَ وَكَــادَتْ تُــلْــهِــيــهِ عَــنْ حَــدَثَــانِـهْ
وَصَـحَـا الـشَّـرْقُ نَـاشِـطًـا يَـجْـبَـهُ الدُّنْـ
ـيَــا وَيَــنْــفِـي الـنُّـعَـاسَ عَـنْ أَجْـفَـانِـهْ
وَكَـــتَـــبْـــنَـــا فِـــي رَوْعَـــةٍ وَبَـــيَـــانٍ
يُــقْــسِــمُ الــسِّــحْــرُ: إِنَّــهُ مِـنْ بَـيَـانِـهْ
مِـــــنْ إِمَـــــامٍ وَشَـــــاعِـــــرٍ وَأَدِيــــبٍ
مُــعْــجِــزَاتُ الْــفُــنُــونِ طَــوْعُ بَـنَـانِـهْ
جَــمَــعَــتْــنَــا «دَارُ الْــمَــعَــارِفِ» أَحْـرَا
رًا فَـــكُــنَّــا لِــلْــعِــلْــمِ مِــنْ عُــبْــدَانِــهْ
إِنَّ عُـــنْـــوَانَـــهَـــا جَـــهَـــابِــذُ مِــصْــرٍ
وَجَـــلَالُ الْـــكِـــتَــابِ فِــي عُــنْــوَانِــهْ
مَـــصْـــنَـــعٌ مِـــنْ ثَـــقَــافَــةٍ وَضِــيَــاءٍ
كُــلُّ قُــطْــرٍ يَــعْــشُــو إِلَــى نِــيــرَانِــهْ
يُــنْــضِــجُ الْــخُــبْــزَ لِــلْــعُـقُـولِ نَـقِـيًّـا
لَــمْ يُــرَوَّعْ بِــالْــبَــخْـسِ فِـي مِـيـزَانِـهْ
كُـــلَّـــمَـــا دَارَ دَوْرَةً نَـــهَـــضَ الْـــعَـــقْـ
ـلُ وَأَلْــقَــى الْــعَــتِــيــقَ مِــنْ أَكْـفَـانِـهْ
طَــبَــعَــاتٌ فِـيـهَـا مِـنَ الْـحُـسْـنِ طَـبْـعٌ
قِــيــمَــةُ الْــمَــرْءِ فِـي مَـدَى إِحْـسَـانِـهْ
وَإِذَا رَاعَـــــكَ الْــــجَــــمَــــالُ لِــــفَــــنٍّ
عَـــبْـــقَـــرِيٍّ فَـــاسْأَلْـــهُ عَــنْ فَــنَّــانِــهْ
نَـــجْـــمَـــعُ الـــدُّرَّ تَـــوْءَمًـــا وَفَــرِيــدًا
ثُــــمَّ نَأْتِــــي بِــــهِ إِلَــــى دِهْـــقَـــانِـــهْ
قُـلْ كَـمَـا شِـئْـتَ فِـي مَـدِيـحِ «شَفِيقٍ»
وَالْـــكِـــرَامِ الـــثِّــقَــاتِ مِــنْ أَعْــوَانِــهْ
بَــاعِــثُ الْــفِــكْــرِ مِـثْـلُـهُ نَـاشِـرُ الْـفِـكْـ
ـرِ لَـــهُ فَـــضْـــلُـــهُ وَرِفْـــعَـــةُ شَـــانِــهْ
أَيُّ نَــفْــعٍ لِــلْـمِـسْـكِ فِـي حُـقَـةِ الْـمِـسْـ
ـكِ وَلِـــلْـــمَـــالِ فِــي يَــدَيْ خَــزَّانِــهْ؟
يَــنْــشَــطُ الْــفِــكْــرُ بِـالـذُّيُـوعِ وَيَـزْكُـو
وَزَكَـــاءُ الْـــيَــنْــبُــوعِ فِــي جَــرَيَــانِــهْ
•••
يَـا ابْـنَ «مِـتْـرِي» بَـلَـغْتَ مَدْحِي، وَهَذَا
مَــنْــزِلُ الــنَّــجْــمِ أَوْ قَــرِيــبُ مَـكَـانِـهْ
صُنْتُ شِعْرِي عَنْ أَنْ يَهُونَ وَبَعْضُ الشِّـ
ـعْـــرِ يَـــسْـــعَـــى لِـــذُلِّـــهِ بِـــهَـــوَانِــهْ
يَــصْـغُـرُ الْـفَـنُّ حِـيـنَـمَـا تَـصْـغُـرُ الـنَّـفْـ
ـسُ وَيَــنْــحَــطُّ مِــنْ رَفِــيــعِ قِــنَــانِـهْ
إِنَّ شِـــعْــرِي أَجْــرُ الــنُّــبُــوغِ فَــمَــا بَــ
ـضَّ لِــغَــيْــرِ الْــمُــجِـيـدِ فِـي مَـيْـدَانِـهْ
•••
أَشِــفِــيــقٌ، سِــرْ بِــالــشَّـبَـابِ حَـثِـيـثًـا
أَمَـــلُ الـــشَّــرْقِ فِــي يَــدَيْ شُــبَّــانِــهْ
قَـدْ قَـرَأْنَـا فِـي «اقْـرَأْ» صَـحَائِفَ أَبْدَتْ
صَـــفَـــحَـــاتِ الـــرَّبِــيــعِ فِــي إِبَّــانِــهْ
نَــهَــضَـتْ بِـالـشَّـرِيـفِ مِـنْ لُـغَـةِ الـضَّـا
دِ وَجَــاءَتْ بِــالــسِّــحْــرِ مِــنْ تِـبْـيَـانِـهْ
فَــــهَـــنَـــاءً «دَارَ الْـــمَـــعَـــارِفِ» لَا زِلْـ
ـتِ مَـنَـارَ الْـحِـجَـا وَمَـجْـلَـى افْـتِـنَـانِـهْ
لَــــقِـــيَ الـــشَّـــرْقُ فِـــي ذَرَاكِ مَـــلَاذًا
مُــذْ بَــعَــثْــتِ الْــحَــيَـاةَ فِـي أَوْطَـانِـهْ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤