جُرْحٌ لَمْ يَنْدَمِلْ

Wave Image
أَقَــامُـوا بَـعْـضَ يَـوْمٍ فَـاسْـتَـقَـلُّـوا
فَـطَـارَ الْـقَـلْـبُ يَـخْفِقُ حَيْثُ حَلُّوا
مَـضَـتْ بِـهِـمُ الـنَّـجَـائِبُ مُصْعِدَاتٍ
تَــمَــلُّ بِــهَــا الــطَّــرِيــقُ وَلَا تَـمَـلُّ
زَوَامِـــلُ لَـــمْ يُــعَــوِّقْــهُــنَّ لَــيْــلٌ
وَلَــمْ يُــثْــقِــلْ كَــوَاهِـلَـهُـنَّ حِـمْـلُ
رَآهَـــــا آدَمٌ، وَعَـــــدَتْ بِــــنُــــوحٍ
وَوَلَّــى بَــعْــدَهَــا نَــسْــلٌ وَنَــسْـلُ
يُــسَــايِــرُهُــنَّ أَنَّــى سِــرْنَ بَــيْــنٌ
وَيَــتْـبَـعُـهُـنَّ حَـيْـثُ ذَهَـبْـنَ ثُـكْـلُ
هَـوَتْ أُمُّ الـرَّكَـائِـبِ! كَـيْفَ سَارَتْ؟
وَهَـلْ تَـدْرِي الـرَّكَـائِـبُ مِـنْ تُـقِـلُّ؟
أُسَـائِـلُهَا — وَقَدْ شَطَّتْ — وُقُوفًا
وَأَيْـنَ مِـنَ الْـوُقُـوفِ الْـمُـشْـمَـعِـلُّ؟
طَـفِـقْـتُ أَمُـدُّ نَـحْـوَ الرَّكْبِ طَرْفِي
فَــغَــصَّ الــطَّـرْفَ كُـثْـبَـانٌ وَرَمْـلُ
وَقُـمْـتُ أُطِـلُّ مِـنْ شَـرَفٍ عَـلَـيْـهِـمْ
فَــخَــانَـتْـنِـي الـدُّمُـوعُ فَـمَـا أُطِـلُّ
وَنَـادَيْـتُ الْـحَـبِـيـبَ فَـعَـادَ صَوْتِي
وَفِـــي نَـــبَــرَاتِــهِ هَــلَــعٌ وَخَــبْــلُ
أَصَــاخَ لَــهُ مِـنَ الـصَّـحْـرَاءِ نَـجْـدٌ
فَــرَدَّدَهُ مِــنَ الــصَّــحْــرَاءِ سَــهْـلُ
إِذَا بَـــدَتِ الْـــغَــزَالَــةُ ثُــمَّ غَــارَتْ
عَــلِــمْــنَــا أَنَّ هَــذَا الْـعَـيْـشَ ظِـلُّ
•••
هِــيَ الــدُّنْــيَـا فَـلَـيْـسَ لَـهَـا ذِمَـامٌ
وَلَــيْــسَ لَــهَــا عَــلَـى الْأَيَّـامِ خِـلُّ
إِذَا أَعْــطَـتْ فَـقَـدْ أَعْـطَـتْ قَـلِـيـلًا
وَلَا يَــبْــقَــى الْــقَــلِـيـلُ وَلَا الْأَقَـلُّ
تَــدُورُ فَــبَــيْــنَ شَـيْـخٍ أَسْـكَـتَـتْـهُ
مَــنِــيَّــتُــهُ، وَطِــفْــلٍ يَــسْــتَــهِـلُّ
لَــهَــا نَـهَـلٌ مِـنَ الْأُمَـمِ الْـمَـوَاضِـي
وَمِـــمَّـــا تَـــنْـــسُـــلُ الْأَيَّــامُ عَــلُّ
نَــعُــودُ إِلَــى الــتُّـرَابِ كَـمَـا بَـدَأْنَـا
فَــكُــلُّ حَــيَــاتِــنَــا نَـقْـضٌ وَغَـزْلُ
رَأَيْــتُ لِــكُــلِّ مُــشْــكِــلَـةٍ حُـلُـولًا
وَمُــشْــكِــلَــةُ الْــمَــنِــيَّـةِ لَا تُـحَـلُّ
إِذَا كَـــانَ الْـــفَـــنَـــاءُ إِلَــى بَــقَــاءٍ
فَأَنْــجَــعُ مَــا يُــصِـحُّـكَ مَـا يُـعِـلُّ
•••
بِـنَـفْـسِـي فِـي الـثَّرَى غُصْنًا رَطِيبًا
يَــرِفُّ مِــنَ الـشَّـبَـابِ وَيَـخْـضَـئِـلُّ
تُـضَـاحِـكُـهُ لَـدَى الْإِصْـبَـاحِ شَـمْسٌ
وَيَــلْــثِــمُــهُ لَــدَى الْإِمْــسَـاءِ طَـلُّ
كَأَنَّ حَــفِــيــفَــهُ نَــضْــرًا وَرِيــقًــا
بِــسَــمْـعِـي حَـلْـيُ غَـانِـيَـةٍ يَـصِـلُّ
يَــمِــيــلُ بِــهِ الــنَّــسِــيـمُ كَأَنَّ أُمًّـا
يَـمِـيـلُ بِـصَـدْرِهَـا الْـخَـفَّـاقِ طِـفْلُ
إِذَا اشْـتَبَهَتْ غُصُونُ الرَّوْضِ شَكْلًا
فَـلَـيْـسَ لِـقَـدِّهِ فِـي الْـحُـسْنِ شَكْلُ
ضَـنِـنْـتُ بِـهِ وَجُـدْتُ لَـهُ بِـنَـفْـسِـي
وَإِنَّ الْـــحُـــبَّ تَــبْــذِيــرٌ وَبُــخْــلُ
وَكُــنْــتُ أَشُـمُّ رِيـحَ الْـخُـلْـدِ مِـنْـهُ
وَأَهْـــنَأُ فِـــي ذَرَاهُ وَأَسْـــتَـــظِـــلُّ
وَقُــلْــتُ لَــعَــلَّــهُ يَــبْــقَـى وَرَائِـي
بِــدَوْحَــتِــهِ فَـمَـا نَـفَـعَـتْ «لَـعَـلُّ»
فَــسَـلْ عَـنْـهُ الْـعَـوَاصِـفَ: أَيُّ نَـوْءٍ
أَطَـــاحَ بِـــهِ؟ وَأَيَّ ثَــرًى يَــحُــلُّ؟
نَأَى عَـــنِّــي وَخَــلَّــفَ لِــي فُــؤَادًا
يَـذُوبُ أَسًـى عَـلَـيْـهِ وَيَـضْـمَـحِـلُّ
يُــبِــلُّ عَــلَـى الـتَّـدَاوِي كُـلُّ جُـرْحٍ
وَجُـــرْحُ الْـــقَـــلْـــبِ دَامٍ لَا يُــبِــلُّ
•••
أَشَــرْتُــمْ بِـالـرِّثَـاءِ فَـهِـجْـتُـمُـونِـي
وَتَــعْــذِيــبُ الــذَّبِـيـحَـةِ لَا يَـحِـلُّ
فَـضَـلَّ الـشِّـعْـرُ فِـي وَادِي الـثَّكَالَى
وَكَـــانَ إِذَا تَـــحَـــفَّـــزَ لَا يَـــضِــلُّ
خُـذُوا مِـنِّـي الـرِّثَـاءَ دُمُـوعَ عَـيْـنٍ
تَــكِــلُّ الْــمُــعْــصِــرَاتُ وَلَا تَــكِــلُّ
وَآلَامَ الْـــجَـــرِيـــحِ، أَطَـــلَّ نَــبْــلٌ
يُــزَاحِــمُ جَــانِــبَــيْــهِ وَغَـارَ نَـبْـلُ
وَشِــعْــرًا يُـلْـهِـبُ الْأَشْـجَـانَ جَـزْلًا
كَــمَــا أَذْكَــى لَـهِـيـبَ الـنَّـارِ جَـزْلُ
فَــلَــيْــسَ بِــهِ مَــعَ الْأَنَّــاتِ خَـبْـنٌ
وَلَــيْــسَ بِــهِ مَـعَ الـزَّفَـرَاتِ خَـبْـلُ
لَــهُ نَــغَــمٌ يَــعِــزُّ عَــلَــيْــهِ مِــثْــلٌ
عَــلَــى مَــاضٍ يَــعِـزُّ عَـلَـيْـهِ مِـثْـلُ
لَــعَــلَّ بِــهِ لِــمَــنْ فُــجِــعُـوا عَـزَاءً
فَإِنَّ جَــمِـيـعَـنَـا فِـي الْـحُـزْنِ أَهْـلُ
فَــقَــدْ يَــشْــفِـي بُـكَـاءٌ مِـنْ بُـكَـاءٍ
كَـمَـا يَـشْـفِـي أَلِـيـمَ الْـجُـرْحِ نَـصْلُ
بَــكَـى خَـيْـرُ الْـبَـرِيَّـةِ خَـيْـرَ طِـفْـلٍ
وَدَمْـعُ الْـعَـيْـنِ فِـي الْأَحْـدَاثِ نَـبْـلُ
•••
مَـضَـى «الـنَّـجَـارُ» وَالْـعَلْيَاءُ حِصْنٌ
عَـــلَـــيْـــهِ بَـــعْــدَهُ بَــابٌ وَقُــفْــلُ
بِـهِ جَـمَـعَ الْـحِـجَـا لِـلْـعِـلْـمِ شَـمْـلًا
فَــبُــدِّدَ بَــعْــدَهُ لِــلْــعِــلْــمِ شَــمْـلُ
لَــهُ حُــجَــجٌ يُــسَــمِّــيــهَـا كَـلَامًـا
وَمَــا هِــيَ غَــيْــرُ أَسْــيَـافٍ تُـسَـلُّ
إِذَا فَــاضَــتْ يَــنَــابِــعُـهُ خَـطِـيـبًـا
عَــلِـمْـتَ بِأَنَّ مَـاءَ الْـبَـحْـرِ ضَـحْـلُ
يَـذِلُّ لَـهُ شَـمُـوسُ الْـقَـوْلِ طَـوْعًـا
وَيَـسْـتَـخْـذِي لَـهُ الْـمَـعْـنَـى الْـمُدِلُّ
بَــيَــانٌ مُــشْــرِقُ الــلَّــمَـحَـاتِ زَاهٍ
وَقَــوْلٌ صَــادِقُ الــنَّـبَـرَاتِ فَـصْـلُ
وَآيَــاتٌ تَــرَى فِـيـهَـا «ابْـنَ بَـحْـرٍ»
يَــصُــولُ كَــمَـا يَـشَـاءُ وَيَـسْـتَـدِلُّ
يَـفُـلُّ شَـبَـا الْـخُـصُومَةِ كَيْفَ كَانَتْ
بِـــرَأْيٍ كَـــالْـــمُـــهَـــنَّـــدِ لَا يُــفَــلُّ
فَــذَاكَ الْــفَـضْـلُ، جَـلَّ الـلـهُ رَبِّـي!
فَــلَـيْـسَ يُـحَـدُّ لِـلـرَّحْـمَـنِ فَـضْـلُ
رَأَيْــتُــكَ وَالــرَّدَى يَــدْنُــو رُوَيْــدًا
إِلَــيْــكَ كَــمَــا دَنَــا لِــلْـفَـتْـكِ صِـلُّ
فَـوَجْـهُـكَ ذَابِـلٌ وَالـصَّـمْـتُ هَمْسٌ
وَمَـشْـيُـكَ وَاهِـنُ الْـخُـطُـوَاتِ دَأْلُ
تَــجُــرُّ وَرَاءَكَ الــسَّــبْـعِـيـنَ عَـامًـا
وَلِـــلـــسَّـــبْــعِــيــنَ أَرْزَاءٌ وَثِــقْــلُ
مَـشَـيْـتَ كَأَنَّ رِجْـلًا فِـي بِـسَـاطِي
تَــسِــيـرُ بِـهَـا وَفَـوْقَ الْـقَـبْـرِ رِجْـلُ
أَتَـيْـتَ تَـزُورُنِـي فَـهُـرِعْـتُ أَسْـعَـى
إِلَــيْــكَ وَدَمْــعُ عَــيْـنِـي يَـسْـتَـهِـلُّ
وَكَــانَ عِــنَــاقُــنَــا لَـمَّـا افْـتَـرَقْـنَـا
وَثَـــاقًـــا لِـــلْـــمَـــوَدَّةِ لَا يُـــحَـــلُّ
ذَمَـمْـتَ لِـيَ الْـمَـشِـيـبَ وَفِيهِ حَزْمٌ
وَأَطْـرَيْـتَ الـشَّـبَـابَ وَفِـيـهِ جَـهْـلُ
وَأَيْـنَ الْـحَـزْمُ وَيْـحَـكَ يَـا ابْنَ أُمِّي
إِذَا مَــا خَــانَــنِـي جِـسْـمٌ وَعَـقْـلُ؟
أَتَــذْكُــرُ إِذْ تَــمَــازَحْــنَــا لِـتَـنْـسَـى
وَقَــدْ أَدْرَكْــتَ أَنَّ الْــمَـزْحَ خَـتْـلُ؟
إِذَا أَمَــلَ الْــفَــتَــى فَــالْـهَـزْلُ جِـدٌّ
وَإِنْ يَـئِـسَ الْـفَـتَـى فَـالْـجِـدُّ هَـزْلُ
فَـدَيْـتُـكَ! هَـلْ إِلَـى الْأُخْـرَى بَرِيدٌ؟
وَهَـــلْ لِــتَــزَاوُرِ الْأَرْوَاحِ سُــبْــلُ؟
وَهَـلْ يَـبْـقَـى الْـفَـتَـى بَـعْـدَ الْـمَنَايَا
لَــهُ بِــالْأَهْــلِ وَالْإِخْــوَانِ شُــغْـلُ؟
وَهَـلْ تَـصِـلُ الـدُّمُـوعُ إِلَـى حَـبِيبٍ
وَيَـعْـلَـمُ حُـرْقَـةَ الْأَشْـجَـانِ نَـجْـلُ؟
وَهَـلْ لِـي بَـيْـنَ مَـنْ أَهْـوَى مَـكَـانٌ
إِذَا قَــوَّضْــتُ رَحْــلِــي أَوْ مَـحَـلُّ؟
وَهَــلْ فِـي سَـاحَـةِ الْـجَـنَّـاتِ نَـهْـرٌ
يَـــزُولُ بِـــمَــائِــهِ حِــقْــدٌ وَغِــلُّ؟
وَهَــلْ إِنْ سَــاءَلَ الْأَحْــيَــاءُ قَـبْـرًا
يُـجَـابُ لِـصَـيْـحَـةِ الْأَحْـيَاءِ سُؤْلُ؟
لَـقَـدْ جَـلَّ الْـمُـصَـابُ وَجَـلَّ صَـبْرِي
عَــلَـيْـكَ وَأَنْـتَ مِـنْ صَـبْـرِي أَجَـلُّ
فَـقُـمْ وَاخْـطُـبْ بِـحَفْلِكَ، كَمْ تَغَنَّى
وَهَــامَ بِــصَــوْتِـكَ الـرَّنَّـانِ حَـفْـلُ!
وَذَكِّــرْنَــا الْــيَـقِـيـنَ فَـكَـمْ عُـقُـولٍ
تَــكَــادُ عَــلَــيْـكَ مِـنْ شَـجَـنٍ تَـزِلُّ
وَقُـــلْ إِنَّ الْــفَــنَــاءَ إِلَــى خُــلُــودٍ
وَإِنَّ زَخَــــارِفَ الْأَيَّــــامِ بُــــطْــــلُ
وَإِنَّ الْــــمَــــوْتَ إِطْــــلَاقٌ لِـــرُوحٍ
مُـــعَـــذَّبَـــةٍ وَإِنَّ الْـــعَــيْــشَ غُــلُّ
شَــبَـابُ الْـمُـسْـلِـمِـيـنَ بِـكُـلِّ أَرْضٍ
عَــلَــيْــكَ ثَـنَـاؤُهُـمْ فَـرْضٌ وَنَـفْـلُ
أَخَــذْتَ عَــلَــيْــهِـمُ لِـلْـحَـقِّ عَـهْـدًا
فَــوَفَّــوْا بِــالْــعُــهُـودِ وَمَـا أَخَـلُّـوا
شَــبَــابٌ إِنْ دَعَــا الْـقُـرْآنُ شُـمْـسٌ
وَإِنْ تَـسْـتَـصْـرِخِ الـنَّـجَـدَاتُ بُـسْلُ
بَـنُـو الْـعَـرَبِ الَّـذِيـنَ عَـلَوْا وَسَادُوا
سَــمَــا فَــرْعٌ لَــهُــمْ وَاعْـتَـزَّ أَصْـلُ
فَـنَـمْ مِـلْءَ الْـجُـفُـونِ «أَبَـا صَلَاحٍ»
فَــفِــي الْــجَــنَّــاتِ لِــلْأَبْــرَارِ نُـزْلُ
يَــطُــوفُ بِــقَـبْـرِكَ الـزَّاكِـي سَـلَامٌ
وَيَــنْـضَـحُـهُ مِـنَ الـرَّحَـمَـاتِ وَبْـلُ
وَهَـــاكَ رِثَـــاءَ مَـــحْــزُونٍ مُــقِــلٍّ
وَمَـــا أَوْفَـــى إِذَا بَــذَلَ الْــمُــقِــلُّ!

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: أُنشدت في حفلة تأبين الشيخ عبد الوهاب النجار في دار جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة عام ١٩٤٢م.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الوافر
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤