صُنْتُ دِرْعَيَّ إِذْ رَمَى الدَّهْرُ صَرْعَيَّ

Wave Image
صُنْتُ دِرْعَيَّ إِذْ رَمَى الدَّهْرُ صَرْعَيَّ
بِـــمَـــا يَــتْــرُكُ الْــغَــنِــيَّ فَــقِــيــرَا
كَـالـرَّبِـيـعَـيْـنِ خِـلْـتُ أَنَّ الـرَّبِـيـعَـيْـ
ـنِ أَعَـــارَاهُـــمَـــا سَــرَابًــا غَــزِيــرَا
كُــلُّ بَــيْـضَـاءَ مِـنْـهُـمَـا تَـمْـنَـعُ الْـفَـا
رِسَ أَنْ يَــجْــعَــلَ الْــفِـرَارَ نَـصِـيـرَا
جَــهِــلَـتْ مَـا أَنَـا الـصَّـوَارِمُ وَالْـخِـرْ
صَــانُ لَـمَّـا غَـدَوْتُ فِـيـهَـا ضَـمِـيـرَا
لَـيْـسَ يَـبْـتَـاعُـهَـا الـتِّـجَـارُ وَلَـوْ أُعْـ
ـطِـيـتُ بِـالْـحَـلْـقَـتَـيْـنِ مِـنْـهَا بَعِيرَا
وَكَأَنَّ الــظَّــلِـيـمَ مِـنْ غِـرْقِـئِ الـتَّـرْ
كَــةِ أَلْــقَـى عَـلَـى الْـكَـمِـيِّ حَـبِـيـرَا
لَا يَــرُوعَــنْــكَ خِـدْنَـهَـا ظَـمَأُ الْـحَـرْ
بِ رُوَيْــدًا فَــقَــدْ حَــمَـلْـتَ غَـدِيـرَا
أَجْـبَـلَـتْ مَـا عَـلَـى الـسِّـنَـانِ وَلَوْ رَا
مَ سِــوَاهَــا أَمَــاهَ فِــيــهَــا حَـفِـيـرَا
ذَاتُ سَــرْدٍ تُــهِــيـنُ رُسْـلَ الْـمَـنَـايَـا
كُــلَّــمَــا فَــارَقَــتْ إِلَــيْــهَـا جَـفِـيـرَا
إِنْ تَــرِدْهَــا الْــقَــنَــاةُ فَــهْـيَ فَـنَـاةٌ
نَــمِــرًا صَــادَفَــتْ بِــهَــا لَا نَــمِـيـرَا
وَقَّـرَتْ شَـيْـبَـهَا فَلَاقَى مَشِيبَ السَّـ
ـيْــفِ ذُلًّا أَنْ مَــسَّ مِــنْــهَـا قَـتِـيـرَا
لَـوْ أَتَـاهَـا الْـحُـسَـامُ كَـالْـمُـقْـرَمِ الْوَا
رِدِ مَـــا أَصْـــدَرَتْـــهُ إِلَّا عَـــقِـــيـــرَا
أَمِــنَــتْــهَـا نَـفْـسِـي عَـلَـيَّ فَـلَـمْ تُـمْـ
ـسِ كَـذَاتِ الْـغُـوَيْـرِ أَمْـنَـتْ قَـصِيرَا
أَرْضَــعَــتْــهَــا أُمُّ الــشَّـرَارِ فَـمَـا تَـعْـ
ـرِفُ إِلَّا أَنِــيــسَــةَ الــلَّــيْــلِ ظِــيـرَا
كَـجَـنَى الْكَحْصِ مَا تَرَامَى إِلَيْهَا النَّـ
ـمْـلُ قَـصْـرًا لِـلْـحَـمْـلِ عِـيـرًا فَـعِيرَا
وَهْـيَ أُخْـتُ الْـجُـرَازِ تَـدْعُو وَيَدْعُو
وَالِــدًا مَــا اسْــتَــعَــانَ إِلَّا سَــعِـيـرَا
وَيَـكَـادُ الْـخَـيْـفَـانُ يَـنْـزِلُ فِـي الْقَيْـ
ـظِ عَــلَــيْــهَــا سَآمَــةً أَنْ يَــطِــيـرَا
وَاسْـتَـجَـابَـتْ هَاجَ الرِّيَاضِ وَقَدْ هَا
جَـتْ فَـجَـدَّتْ إِلَـى الْوَضِينِ مَسِيرَا
رَاجِـــيَـــاتٍ بِأَنْ تَـــحُـــلَّ رَجَـــاهَــا
مَــشْــرَبًــا بَــارِدًا وَمَـرْعًـى نَـضِـيـرَا
كَـالْأَضَـاةِ الْـمُـفْضَاةِ يَنْفِرُ عَنْهَا الضَّـ
ـبُّ أَنْ ظَــنَّــهَــا غَــدِيــرًا مَــطِــيـرَا
وَإِذَا تَــلَّــهَــا الْــفَــتَــى بِـسَـرَاةِ الـتَّـ
ـلِّ سَــالَــتْ حَــتَّـى تُـبِـنَّ الـسَّـرِيـرَا
وَتَـخَـالُ الـشِّـفَـارَ فِـي وِرْدِهَـا الْكُفَّـ
ـارَ زَارُوا مِــنَ الْــجَــحِـيـمِ شَـفِـيـرَا
زَفَــرَتْ خَـوْفَـهَـا الـرِّمَـاحُ وَلَـمْ يَـسْـ
ـمَــعْــنَ مِــنْــهَــا تَــغَـيُّـظًـا وَزَفِـيـرَا
مِـثْـلُ قِـطْـعِ الـصَّـبِـيـرِ زَيَّـنَـهَـا الْقَيْـ
ـنُ فَــجَــاءَتْ بِــرِيِّــهِــنَّ صَــبِــيــرَا
عَـمَـدَتْـهَـا نَـوَاقِـرُ الـنَّـبْـعِ فِـي الْـحَرْ
بِ فَــمَــا إِنْ رَزَأْنَ مِــنْــهَــا نَــقِــيـرَا
وَالْـفَـقِـيـرُ الْـوَقِـيـرُ مَـنْ هُـوَ مُـخْـتَا
رٌ عَــلَــيْــهَــا مِــنَ الــسَّـوَامِ وَقِـيـرَا
أَشْــعِــرِيــهَـا بَـدِيـلَ كُـرَّتِـهَـا الْـمِـسْـ
ـكَ إِذَا مَــا الــدُّعَــاءُ صَــارَ كَــرِيــرَا
وَاصْـبَـحِـيـهَـا الْـبَـانَ الـزَّكِـيَّ فَمَا أَرْ
ضَـى لِـعِـرْضِـي مِـنَ السَّلِيطِ ثَجِيرَا
هِـيَ حِـصْـنِـي يَـوْمَ الْـهِـيَـاجِ فَعَدِّيـ
ـهَـا عَـنِ الْآسِ وَاسْـتَـعِـدِّي الْـعَـبِيرَا
شِـبْـهُ عَـيْنِ الْغُرَابِ طَارَ غُرَابُ الْسَّـ
ـيْـفِ عَـنْـهَـا مِـثْـلَ الـرَّمِـيِّ كَـسِـيـرَا
أَمَــرَتْــنِــي الْـغَـيَّ الْـعَـوَاذِلُ وَالْـحَـا
زِمُ رَأْيًـــا مَــنْ لَا يُــطِــيــعُ أَمِــيــرَا
إِنَّـــمَــا جَــارَتَــايَ جَــارِيَــتَــا حَــيٍّ
وَمَـــا زَالَـــتِ الـــنِّـــسَــاءُ كَــثِــيــرَا
وَقَـمِـيـصًـا يُـبْـلِـي الْـفَـتَـى كُلَّ عَامٍ
وَقَـــمِـــيــصَــايَ أَدْرَكَــا أَرْدَشِــيــرَا
غَـفَـرَ الْـكَـلْـمُ حِـيـنَ لَـمْ يَـتْرُكِ الْمِغْـ
ـفَــرُ بِــالْــمَــفْــرِقَــيْــنِ إِلَّا شَـكِـيـرَا
أَنَـا فِـي الـدِّرْعِ مُـلْـبِـدُ الْغَابِ مُذْ كُنْـ
ـتُ فَـكُـونِـي فِي الدِّرْعِ ظَبْيًا غَرِيرَا
غَــيْـرَ أَنِّـي لَـبِـسْـتُ مِـنْـهَـا حَـدِيـدًا
وَاسْـتَـجَـادَتْ مِـنَ الـلِّـبَـاسِ حَـرِيرَا
بَـيْـنَ جِـيـرَانِـهَـا وَبَـيْـنَ الْـغِـنَـى الْفَا
ئِــضِ أَنْ أَبْــعَــثَ الْـجِـيَـادَ مُـغِـيـرَا
غَـــارَةً تُـــلْـــحِــقُ الْأَعِــزَّةَ بِــالــذُّلَّا
نِ أَوْ تَــجْــعَــلُ الــطَّــلِــيـقَ أَسِـيـرَا
أَضْـرِبُ الـضَّـرْبَـةَ الْـفَـرِيـغَ كَفِي الْبَا
زِلِ أَحْـــيَـــا لَـــهُ الْـــمُــرَارُ مَــرِيــرَا
بِــرَسُــوبٍ يَــهْـوِي إِلَـى ثَـبْـرَةِ الْـمَـا
ءِ وَلَــــوْ أَنَّــــهُ أَصَــــابَ ثَـــبِـــيـــرَا
وَإِلَــيْــهَــا نَـجْـلَاءُ يَـرْهَـبُـهَـا الـشَّـيْـ
ـخُ كَـمَـا يَـرْهَـبُ الـصَّـغِـيـرُ الْـكَبِيرَا
أَبَــدَتْ ضَــيِّــقًــا بِــهَـا خَـبَـرُ الْـمُـخْـ
ـبِــرِ فِـعْـلَ الْـفَـنِـيـقِ أَبْـدَى خَـبِـيـرَا
هَــدْرُهَــا يُـسْـكِـتُ الْـبَـلِـيـغَ وَلَـوْ زَا
دَ عَــلَــى الْـمُـصْـعَـبِ الْأَعَـزِّ هَـدِيـرَا
كَـالْـقَـلِـيـبِ النَّزُوعِ فِي الْقَلْبِ لَا تُنْـ
ـبِــطُ إِلَّا الــدَّمَ الْــغَــرِيــضَ زَبِــيـرَا
أَسْــهَــرَتْــهُ وَأَهْــلَــهُ وَهْـيَ كَـالْـمَـغْـ
ـمُـورِ نَـوْمًـا تُـحِـسُّ مِـنْـهَـا شَـخِيرَا
فَــرَسَــتْـهُ فَـرْسَ الْـهِـزَبْـرِ وَمَـا تَـسْـ
ـمَــعُ مِــنْــهَــا زَأْرًا وَلَــكِــنْ هَــرِيــرَا
رُبَّ بَـحْـرٍ لِـلْـحَـرْبِ فِـي لَـيْلِ هَيْجَا
ءَ أَبَـــى مُــقْــمِــرًا فَــعُــدَّ ثَــمِــيــرَا
لَــمْ أَقُـلْ فِـيـهِ مَـازِ رَاسَـكَ وَالـسَّـيْـ
ـفَ كَــمَــا قَــالَـهَـا الْـمُـرِيـدُ بَـحِـيـرَا
وَقَـلُـوصًـا كَـلَّـفْـتُ إِذْ قَـلَـصَ الـظِّلُّ
مَـــكَـــانًـــا بِــغَــيْــرِ ظِــلٍّ جَــدِيــرَا
كَــمِــرَاةِ الــصَّــنَــاعِ تُــولِــيــهِ مِــرْآ
تَـيْ صَـنَـاعٍ خَـرْقَـاءَ تَـمْطُو الْجَرِيرَا
بَــعُــدَتْ حَــاجَــةٌ عَــلَــيَّ فَــيَــسَّـرْ
تُ بِــتَـلْـكَ الْـعَـسِـيـرَ أَمْـرًا عَـسِـيـرَا
وَيَــصُــدُّ ابْـنَ دَأْيَـةَ الْـجَـوْنَ عَـنْـهَـا
رَبُّــهَــا بَــعْــدَمَــا ثَــنَــاهَـا حَـسِـيـرَا
مُـسْـتَـجِـيـرًا لَـهَـا بِـفِـهْـرٍ سِـوَى فِهْـ
ـرِ لُــؤَيٍّ فَــقَــدْ كَــفَــاهَــا مُــجِـيـرَا
وَعُـوَيْـرًا شَـكَـتْ وَلَـيْـسَ الَّـذِي أَسْـ
ـرَى بِــهِــنْـدٍ لَا بَـلْ عُـوَيْـرًا بَـصِـيـرَا
وَذَكَــرْتُ الْــعَــقِــيــقَ أَيَّــامَ عَـقَّ الْـ
ـمَـالَ ضَـيْـفٌ يَـبِـيـتُ عِـنْـدِي بَـرِيرَا
وَاسْـتَشَارَتْ إِبْلِي وَمَا كُنْتُ فِي نَحْـ
ـرِيَ لِـلـرَّكْـبِ خَـيْـرَهَـا مُـسْـتَـشِـيـرَا
مُــسْـفِـرُ الْـوَجْـهِ لِـلْـقَـرِيـبِ وَلِـلْـجَـا
نِــبِ إِنْ جَــانِــبٌ أَخَــبَّ الـسَّـفِـيـرَا
بِـرَقِـيـقٍ مِـثْـلِ الـشَّـقِـيـقِ مِـنَ الْـبَرْ
قِ تَــعَـادَتْ فِـيـهِ الـصَّـيَـاقِـلُ غِـيـرَا
إِنَّ كَـفِّـي لَا تَـحْـلُـبُ الْـخِـلْـفَ لَـكِـنْ
تَـحْـلُـبُ الـسَّـاقَ مُـشْـرِقًا مُسْتَطِيرَا
مُــؤْذِنًــا هَــالِــكِــيُّــهُ بِــالْــمَــنَــايَــا
هَـــالِـــكِـــيـــهِ مُــبَــشِّــرًا وَنَــذِيــرَا
كَـائِـنًـا لِـلْـمَـنُـونِ هَـارُونَ فِـي الْـبَعْـ
ـثِ لِــمُــوسَــى عَــوْنًــا لَــهُ وَوَزِيـرَا
ثُــمَّ قَـصْـرِي مَـوْتٌ وَقَـدْ فَـاتَ كُـلًّا
مِــنْــهُ فَــوْتٌ إِنْ سَـيِّـدًا أَوْ حَـقِـيـرَا

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: العباسي الثاني

عن الشاعر

أبو العلاء المَعَرِّي: شاعرٌ وفيلسوفٌ وأديبٌ عربيٌّ مِنَ العصرِ العبَّاسي، اشتُهِرَ بآرائِه وفلسفتِه المثيرةِ للجدلِ في وقْتِه.

وُلِدَ «أحمد بن عبد الله بن سليمان القُضاعي التنُوخي المَعَرِّي» المعروفُ ﺑ «أبي العلاء المَعَرِّي» عامَ ٣٦٣ﻫ بمَعَرَّةِ النُّعمانِ بسُوريا، وفقَدَ بصَرَه وهو صغيرٌ نتيجةً لمَرضِه بالجُدَري. أخَذَ علومَ القراءاتِ القرآنيةِ بإسنادٍ عنِ الشُّيوخ، كما تعلَّمَ الحديثَ في سنٍّ مُبكِّرة، وقالَ الشِّعرَ وهو ابنُ إحدى عشرةَ سنة، ورحلَ إلى بغدادَ عامَ ٣٩٨ﻫ فأقامَ بها سنةً وسبعةَ أَشْهُر، ثُم اعتزَلَ الناسَ لبعضِ الوقت؛ فلُقِّبَ ﺑ «رَهِينِ المَحْبسَيْن»؛ العَمَى والدَّار.

أمَّا شِعْرُه، وهو ديوانُ حكمتِه وفلسفتِه، فالمطبوعُ منه حتى الآن: «اللُّزوميَّات»، و«سِقْطُ الزَّنْد». وقد تُرجِمَ الكثيرُ من شِعْرِه إلى غيرِ العربيَّة، وأمَّا كُتبُه فكثيرةٌ وفِهرسُها في «مُعجَمِ الأُدَباء». من تَصانيفِه كتابُ «الأَيْك والغُصُون» في الأدب، يَزيدُ على مائةِ جُزْء، و«تاج الحُرَّة» في النساءِ وأخلاقِهنَّ وعِظاتِهِن، و«عَبَث الوَلِيد» شرَحَ فيه دِيوانَ البُحْتُريِّ ونقَدَه، و«رِسالة المَلائِكة» وهي صَغِيرة، و«رِسالة الغُفْران»، و«الفُصُول والغَايات».

عاش المعري متفلسفًا زاهدًا في الدنيا؛ إذ كانَ يَدعمُ حقوقَ الحيوانِ ويُحرِّمُ إِيلامَه، ولذا كان نباتيًا؛ فلمْ يَأكُلِ اللحمَ خمسًا وأربعينَ سنة، كما كانَ يَلبسُ خشِنَ الثِّياب، وكان له أراءه الخاصة في العقيدة، التي جعلت الآراء تختلف حول حقيقة إيمانه؛ إذ ذهب البعض إلى تكفيره واتهامه بالإلحاد، وإخراجِه مِنَ الإسلام، بينما دافَعَ عنه عميدُ الأدبِ العربيِّ «طه حسين» في عِدَّةِ كِتاباتٍ ومُؤلَّفات؛ أشْهرُها «معَ أبي العلاءِ في سجنِه». 

ظلَّ حبيسًا في بيتِه حتى وفاتِه عامَ ٤٤٩ﻫ بمنزلِه بمَعَرَّةِ النُّعْمان، وقد أَوْصى أن يُكتَبَ على قبْرِه عِبارة: «هذا جَناهُ أبي عليَّ، وما جَنيْتُ على أَحَد.» ويَقصدُ أنَّ أباه بزَواجِه من أمِّه أوْقَعَه في دارِ الدُّنيا. وقد وقَفَ على قبْرِه جمْعٌ غفيرٌ من أُدباءِ عصْرِه وشُعرائِه ورَثَوْه بثمانينَ مَرْثَاة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤