بِبَهَاءِ وَجْهِكَ تُشْرِقُ الْأَنْوَارُ

Wave Image
بِــبَــهَــاءِ وَجْــهِــكَ تُــشْـرِقُ الْأَنْـوَارُ
وَبِـفَـضْـلِ مَـجْـدِكَ تَـفْـخَـرُ الْأَشْـعَـارُ
آنَـسْـتَ أُنْـسَ الـدَّوْلَـةِ الْـمَـجْـدَ الَّذِي
مَـــا زَالَ فِــيــهِ عَــنِ الْأَنَــامِ نِــفَــارُ
بِــمَـكَـارِمٍ نَـصَـرَتْ يَـدَاكَ بِـهَـا الْـعُـلَا
إِنَّ الْـــمَـــكَـــارِمَ لِلْـــعُـــلَا أَنْـــصَـــارُ
وَإِذَا الْـفَـتَـى جَـعَـلَ الْـمَـحَـامِدَ غَايَةً
لِلْــمَــكْــرُمَــاتِ فَـبَـذْلُـهَـا الْـمِـضْـمَـارُ
فَـاسْـعَـدْ وَدَامَ لَـكَ الْـهَـنَـاءُ بِـمَـاجِـدٍ
طَــالَــتْ بِــهِ الْآمَــالُ وَهْــيَ قِـصَـارُ
لَـوْلَاهُ فِـي كَـرَمِ الْـخَـلِـيـقَـةِ وَالـنُّهَى
لَــمْ تَـكْـتَـحِـلْ بِـشَـبِـيـهِـكَ الْأَبْـصَـارُ
كَــمْ لَــيْــلَــةٍ لَـكَ مَـا لَـهَـا مِـنْ ضَـرَّةٍ
مِــــنْـــهُ وَيَـــوْمٌ مَـــا لَـــهُ أَنْـــظَـــارُ
جَــادَتْ أَنَـامِـلُـكَ الْـغِـزَارُ بِـهِ الْـوَرَى
وَمِــنَ الـسَّـحَـائِـبِ تُـغْـدِقُ الْأَمْـطَـارُ
وَتَـتَـابَـعَـتْ قَـطَـرَاتُ غَـيْـثِـكَ أَنْـعُمًا
إِنَّ الْـــكَـــرِيـــمَ سَـــمَـــاؤُهُ مِـــدْرَارُ
وَأَضَـاءَ مَـجْـدُكَ بِـالْـحُـسَيْنِ وَمَجْدِهِ
وَكَــذَا الــسَّــمَــاءُ تُـنِـيـرُهَـا الْأَقْـمَـارُ
قَــدْ نَــالَ أَفْـضَـلَ مَـا يُـنَـالُ وَقَـدْرُهُ
أَعْـــلَــى وَلَــوْ أَنَّ الــنُّــجُــومَ نِــثَــارُ
وَجَـرَتْ بِـهِ خَـيْـلُ السُّرُورِ إِلَى مَدَى
فَـــرَحٍ دُخَــانُ الــنَّــدِّ فِــيــهِ غُــبَــارُ
وَحَـوَى صَـغِـيـرَ الـسِّـنِّ غَايَاتِ الْعُلَا
وَصِـــغَـــارُ أَبْــنَــاءِ الْــكِــرَامِ كِــبَــارُ
يُـنْـبِـي الْـفَـتَـى قَـبْـلَ الْفِطَامِ بِفَضْلِهِ
وَيَـبِـيـنُ عِـتْـقُ الْـخَـيْـلِ وَهْـيَ مِـهَارُ
لَــمْ تَـلْـحَـظِ الْأَبْـصَـارُ يَـوْمَ طَـهُـورِهِ
إِلَّا كُــــئُــــوسًــــا لِلـــسُّـــرُورِ تُـــدَارُ
فَـغَـدَوْتَ تَـشْـرَعُ فِـي حَـلَالٍ مُسْكِرٍ
مَــا كُــلُّ مَــا طَــرَدَ الْــهُـمُـومَ عُـقَـارُ
قَــمَــرٌ يُــضِــيءُ جَــمَــالُـهُ وَكَـمَـالُـهُ
حَــتَّــى يُــعِــيــدَ اللَّـيْـلَ وَهْـوَ نَـهَـارُ
وَمِــنَ الْـعَـجَـائِـبِ أَنْ تَـرُومَ لِـمِـثْـلِـهِ
طُــهْــرًا وَكَــيْــفَ يُــطَــهَّـرُ الْأَطْـهَـارُ
قَـــدْ طَـــهَّـــرَتْـــهُ أُبُـــوَّةٌ وَمُـــرُوءَةٌ
وَنَـــمَــى بِــهِ فَــرْعٌ وَطَــابَ نِــجَــارُ
إِنَّ الْــعُــرُوقَ الــطَّــيِّــبَـاتِ كَـفِـيـلَـةٌ
لَـكَ حِـيـنَ تُـثْـمِـرُ أَنْ تَـطِـيـبَ ثِـمَـارُ
لَلَـبِـسْـتَ مِـنْ شَـرَفِ الْـمَنَاسِبِ حُلَّةً
بِــالْـفَـخْـرِ يُـسْـدَى نَـسْـجُـهَـا وَيُـنَـارُ
فَــطُـلِ الْأَنَـامَ وَهَـلْ تَـرَكْـتَ لِـفَـاخِـرٍ
فَــخْــرًا وَجَــدُّكَ جَــعْــفَــرُ الـطَّـيَّـارُ
يَــنْـمِـيـكَ صَـفْـوَةُ مَـعْـشَـرٍ لَـوْلَاهُـمُ
مَـــا كَـــانَ يُــرْفَــعُ لِلْــعَــلَاءِ مَــنَــارُ
وَلَّــى وَخَــلَّــفَ كُــلَّ فَـضْـلٍ فِـيـكُـمُ
وَالْــغَــيْــثُ تُــحْــمَــدُ بَــعْـدَهُ الْآثَـارُ
إِنِّي اقْتَصَرْتُ عَلَى الثَّنَاءِ وَلَيْسَ بِي
عَــنْ أَنْ تَـطُـولَ مَـنَـاسِـبِـي إِقْـصَـارُ
وَلَـــرُبَّ قَـــوْلٍ لَا يُـــعَـــابُ بِـــأَنَّـــهُ
خَــطَــلٌ وَلَــكِــنْ عَــيْــبُــهُ الْإِكْــثَـارُ
وَأَرَاكَ وَابْــنَـكَ لِلـسَّـمَـاحِ خُـلِـقْـتُـمَـا
قَــــدْرًا سَــــوَاءً وَالْــــوَرَى أَطْــــوَارُ
فَـبَـقِـيـتُـمَـا عُـمُـرَ الـزَّمَانِ مُصَاحِبَيْ
عَــيْــشٍ تَــجَــنَّــبُ صَـفْـوَهُ الْأَكْـدَارُ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: قال ابن الخياط هذه القصيدة يهنئ الشريف أنس الدولة أبا جعفر عبيد الله بن الحسن بن المحسن الجعفري بطهور ولده الحسين.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: العباسي الثاني

عن الشاعر

هو أحمد بن محمد بن علي بن يحيى التغلبي، يُعَد أحد رُواد الأدب العربي، وأشهر شعراء الشام الذين ساهموا في النهضة الشعرية التي شهدها العصر العباسي الثاني، اتسم شِعره بحُسن البيان، وجزالة العبارة، وعُمق المعنى.

وُلد في دمشق سنة ٤٥٠ﻫ/ ١٠٥٨م، حين كانت تحت سيطرة الدولة الفاطمية، ونشأ وترعرع بها؛ فدرس علوم اللغة، والكتابة، ونَظَم فيها أُولى قصائده. وظل بها حتى سيطر عليها السلاجقة فهاجر منها إلى حماة، وكان عُمره آنذاك ثمانية عشر عامًا، ومكث في حماة مدةً قاربت اثنتَي عشرة سنة، واتصل بأميرها «محمد بن مانك» وعمل عنده كاتبًا، ثم انتقل إلى شينيز ومدح أميرها «علي بن مقلد بن منقذ»، ومنها إلى حلب السورية، وهناك التقى ﺑ «ابن حيُّوس» أشهر شعراء زمانه، ولازَمه مدةً حتى صار امتدادًا لشِعره، ثم اتجه غربًا إلى طرابلس الليبية التي أقام فيها مدةً قاربت عشر سنوات، وفيها ذاع صِيتُه، ووصلت شُهرته الآفاق، ونَظَم أبدع قصائده وأشهرها، وتَقرَّب من حاكمها «جلال الدين بن عمار»، ثم عاد ثانيةً إلى دمشق وحط فيها رِحاله، وصاحَب وزيرها السلجوقي «هبة الله بن بديع الأصفهاني».

سُمي ﺑ «ابن الخياط» لاشتغال أبيه بحرفة الخياطة، وسُمي بالكاتب لاشتغاله بالكتابة؛ حيث عمل كاتبًا لدى أمراء الدولة العباسية، كما نَظَم الشعر بأغراضه المتنوعة، كالهِجاء، والرِّثاء، والغزَل، ولكنَّ النصيب الأوفر من قصائده كان في المديح، حتى اشتُهر بذلك؛ فذكَرَته كُتُب المؤرخين المعاصرين بأنه من الشعراء المُجيدين، امتَدح الناس، وطاف البلاد، ودخل بلاد العجم وامتَدح أهلها. وصل إلينا ديوانه الذي حوى أبهى قصائد الشعر العربي، وأعذب العبارات، وأبلغ المعاني.

تُوفِّي «ابن الخياط» بدمشق في ١١ رمضان ٥١٧ﻫ/١ نوفمبر ١١٢٣م، عن عُمرٍ يُناهز سبعًا وستين سنة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤