وَصِيَّةٌ

Wave Image
يَـــا بْـــنَــتِــي إِنْ أَرَدْتِ آيَــةَ حُــسْــنٍ
وَجَــمَــالًا يَــزِيــنُ جِــسْــمًــا وَعَــقْـلَا
فَـــانْـــبِــذِي عَــادَةَ الــتَّــبَــرُّجِ نَــبْــذًا
فَــجَــمَـالُ الـنُّـفُـوسِ أَسْـمَـى وَأَعْـلَـى
يَــصْــنَــعُ الــصَّــانِــعُـونَ وَرْدًا وَلَـكِـنْ
وَرْدَةُ الـــرَّوْضِ لَا تُـــضَـــارَعُ شَــكْــلَا
صِــبْــغَــةُ الــلـهِ صِـبْـغَـةٌ تَـبْـهَـرُ الـنَّـفْـ
ـسَ تَــــعَــــالَـــى الْإِلَـــهُ عَـــزَّ وَجَـــلَّا
ثُـمَّ كُـونِـي كَـالـشَّـمْـسِ تَـسْـطَـعُ لِـلـنَّا
سِ سَـــوَاءً مَـــنْ عَـــزَّ مِـــنْــهُــمْ وَذَلَّا
فَـامْـنَـحِـي الْـمُـثْـرِيَـاتِ لِـيـنًـا وَلُـطْـفًا
وَامْــنَــحِـي الْـبَـائِـسَـاتِ بِـرًّا وَفَـضْـلَا
زِيــنَــةُ الْـوَجْـهِ أَنْ تَـرَى الْـعَـيْـنُ فِـيـهِ
شَــرَفًــا يَــسْــحَــرُ الْــعُــيُــونَ وَنُـبْـلَا
وَاجْــعَــلِــي شِـيـمَـةَ الْـحَـيَـاءِ خِـمَـارًا
فَــهْــوَ بِــالْــغَــادَةِ الْــكَــرِيــمَـةِ أَوْلَـى
لَــيْــسَ لِـلْـبِـنْـتِ فِـي الـسَّـعَـادَةِ حَـظٌّ
إِنْ تَــنَــاءَى الْــحَــيَــاءُ عَــنْـهَـا وَوَلَّـى
وَالْـبَـسِـي مِـنْ عَـفَـافِ نَـفْـسِـكِ ثَـوْبًـا
كُــلُّ ثَــوْبٍ سِــوَاهُ يَــفْــنَــى ويَـبْـلَـى
وَإِذَا مَـــا رَأَيْـــتِ بُـــؤْسًــا فَــجُــودِي
بِــدُمُــوعِ الْإِحْـسَـانِ يَـهْـطِـلْـنَ هَـطْـلَا
فُــدُمُـوعُ الْإِحْـسَـانِ أَنْـضَـرُ فِـي الْـخَـ
ـدِّ وَأَبْـــهَـــى مِــنَ الــلَّآلِــي وَأَغْــلَــى
وَانْظُرِي فِي الضَّمِيرِ — إِنْ شِئْتِ مِرْآ
ةً — فَـفِـيـهِ تَـبْـدُو الـنُّـفُـوسُ وَتُجْلَى
ذَاكِ نُــصْـحِـي إِلَـى فَـتَـاتِـي وَسُـؤْلِـي
وَابْــــنَــــتِـــي لَا تَـــرُدُّ لَـــلْأَبِ سُـــؤْلَا

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤