مَعَانٌ مِنْ أَحِبَّتِنَا مَعَانُ

Wave Image
مَــعَــانٌ مِــنْ أَحِــبَّــتِــنَــا مَــعَــانُ
تُـجِـيـبُ الـصَّـاهِـلَاتِ بِـهِ الْـقِـيَـانُ
وَقَــفْــتُ بِـهِ لِـصَـوْنِ الْـوُدِّ حَـتَّـى
أَذَلْــتُ دُمُــوعَ جَــفْــنٍ مَـا تُـصَـانُ
وَلَاحَــتْ مِــنْ بُـرُوجِ الْـبَـدْرِ بُـعْـدًا
بُــدُورُ مَــهًــا تَــبَــرُّجُــهَـا اكْـتِـنَـانُ
فَـلَـوْ سَـمَـحَ الـزَّمَـانُ بِـهَـا لَـضَـنَّتْ
وَلَـوْ سَـمَـحَـتْ لَـضَـنَّ بِـهَـا الزَّمَانُ
رُزِقْــنَ تَــمَــكُّــنًــا مِــنْ كُـلِّ قَـلْـبٍ
فَــلَــيْــسَ لِــغَــيْــرِهِـنَّ بِـهِ مَـكَـانُ
وَفَـيْـتُ وَقَـدْ جُـزِيـتُ بِمِثْلِ فِعْلِي
فَـــهَـــا أَنَـــا لَا أَخُـــونُ وَلَا أُخَــانُ
وَعِـيـشَـتِـيَ الـشَّـبَـابُ وَلَيْسَ مِنْهَا
صِــبَــايَ وَلَا ذَوَائِــبِــيَ الْــهِــجَـانُ
وَكَــالــنَّــارِ الْــحَــيَـاةُ فَـمِـنْ رَمَـادٍ
أَوَاخِــــرُهَــــا وَأَوَّلُــــهَــــا دُخَـــانُ
إِلَامَ وَفِـــيـــمَ تَــنْــقُــلُــنَــا رِكَــابٌ
وَتَأْمُـــلُ أَنْ يَـــكُـــونَ لَـــنَـــا أَوَانُ
فَـنَـجْـزِيـهَـا عَـلَـى الْـحُسْنَى وَأَهْلٌ
لِــمَــا ظَـنَّـتْ خَـلَائِـقُـكَ الْـحِـسَـانُ
وَكَــانَــتْ كَــالـنَّـخِـيـلِ فَـظَـلَّ كُـلٌّ
وَمُــشْــبِــهُـهُ مِـنَ الـضُّـمْـرِ الْإِهَـانُ
تَــخَـيَّـلَـتِ الـصَّـبَـاحَ مَـعِـيـنَ مَـاءٍ
فَــمَـا صَـدَقَـتْ وَلَا كَـذَبَ الْـعِـيَـانُ
فَـكَـادَ الْـفَـجْـرُ تَـشْـرَبُـهُ الْـمَـطَـايَـا
وَتُــمْــلَأُ مِــنْــهُ أَسْــقِــيَــةٌ شِـنَـانُ
وَقَــدْ دَقَّــتْ هَــوَادِيــهِــنَّ حَــتَّـى
كَأَنَّ رِقَــــابَـــهُـــنَّ الْـــخَـــيْـــزُرَانُ
إِذَا شَــرِبَــتْ رَأَيْــتَ الْـمَـاءَ فِـيـهَـا
أُزَيْــرِقَ لَــيْــسَ يَـسْـتُـرُهُ الْـجِـرَانُ
سَــتَــرْجِـعُ عَـنْـكَ وَهْـيَ أَعَـزُّ إِبْـلٍ
إِذَا إِبِـــلٌ أَضَـــرَّ بِـــهَــا امْــتِــهَــانُ
لَــهَــا فَـرَحًـا فُـوَيْـقَ الْأَرْضِ أَرْضٌ
وَمِـنْ تَـحْـتِ الـلُّـجَـيْـنِ لَـهَـا لِجَانُ
تَــرَى مَــا نَــالَــتِ الْأَضْـيَـافُ نَـزْرًا
وَلَـوْ مُـلِـئَـتْ مِـنَ الـذَّهَـبِ الْجِفَانُ
وَيُـطْـلَـب مِـنْـكَ مَـا هُوَ فِيكَ طَبْعٌ
وَمَــطْـلُـوبٌ مِـنَ الـلَّـسِـنِ الْـبَـيَـانُ
وَمُــمْــتَــحِـنٍ لِـقَـاءَكَ وَهْـوَ مَـوْتٌ
وَهَـلْ يُـنْـبِـي عَـنِ الْـمَوْتِ امْتِحَانُ
وَمُـضْـطَـغِـنٍ عَـلَيْكَ وَلَيْسَ يُجْدِي
وَلَا يُـعْـدِي عَلَى الشَّمْسِ اضْطِغَانُ
وَرُبَّ مُـــسَـــاتِـــرٍ بِــهَــوَاكَ عَــزَّتْ
سَـــرَائِـــرُهُ وَكُـــلُّ هَـــوًى هَـــوَانُ
أَحَــبَّــكَ فِــي ضَــمَــائِــرِهِ وَنَـادَى
لِــيُــعْــلِــنَــهَــا وَقَـدْ فَـاتَ الْـعِـلَانُ
وَصَــلَّــى ثُــمَّ أَذَّنَ مُــسْــتَــقِــيـلًا
وَقَـــبْـــلَ صَــلَاتِــهِ وَجَــبَ الْأَذَانُ
تَـضَـمَّـنُ مِـنْـكَ ذِي الـدُّنْـيَـا مَـلِيكًا
عَــلَــيْــهِ لِــكُــلِّ مَـكْـرُمَـةٍ ضَـمَـانُ
كَأَنَّ بِــحَــارَهَــا الْـحَـيَـوَانُ فِـيـهَـا
وَقُــرْبَـكَ خُـلْـدُهَـا وَهْـيَ الْـجِـنَـانُ
وَتُـعْـذَلُ حِـيـنَ لَـمْ تُـجْـنَـنْ سُرُورًا
وَتُـعْـذَرُ حَـيْـثُ لَـيْـسَ لَـهَـا جَـنَـانُ
وَلَــوْ طَـرِبَ الْـجَـمَـادُ لَـكَـانَ أَوْلَـى
شُــرُوبِ الـرَّاحِ بِـالـطَّـرَبِ الـدِّنَـانُ
وَلَــمَّــا دَالَــتِ الْـعُـرْبُ اغْـتِـصَـابًـا
وَأَضْــحَـتْ جُـلُّ طَـاعَـتِـهَـا دِهَـانُ
وَعَــادَتْ جَــاهِــلِــيَّــتُــهَــا إِلَــيْـهَـا
فَـــصَـــارَتْ لَا تَـــدِيــنُ وَلَا تُــدَانُ
سَطَوْتَ فَفِي وَظِيفِ الصَّعْبِ قَيْدٌ
بِـــذَاكَ وَفِـــي وَتِـــيـــرَتِــهِ عِــرَانُ
وَقَــدْ يَـنْـمِـي كَـبِـيـرٌ مِـنْ صَـغِـيـرٍ
وَيَـنْـبُـتُ مِـنْ نَـوَى الْـقَسْبِ اللِّيَانُ
وَعَــنَّــتْ فِــي سَـمَـاءِ بَـنِـي عَـدِيٍّ
نُــجُــومٌ مَــا يُــغَــيِّــبُــهَــا عَــنَـانُ
فَـمَـا عَـبَـدَتْ سِـوَى الـرَّحْـمَـنِ رَبًّـا
إِذِ الْــمَــعْــبُــودُ نَــسْــرٌ وَالْــمَــدَانُ
إِذَا الْــبِــرْجِــيـسُ وَالْـمِـرِّيـخُ رَامَـا
سِـوَى مَـا رُمْـتَ خَـانَـهُـمَـا الْـكِيَانُ
هُــمَــا الْـعَـبْـدَانِ إِنْ بَـغَـيَـاكَ غَـدْرًا
فَـــمَـــا فَـــعَـــلَا إِبَـــاقٌ أَوْ دِفَـــانُ
تُــقَــارِنُ بَــيْــنَ أَشْـتَـاتِ الْـمَـنَـايَـا
بِــضَــرْبٍ لَــيْـسَ يُـحْـسِـنُـهُ قِـرَانُ
وَلَـــوْلَا قَـــوْلُـــكَ الْــخَــلَّاقُ رَبِّــي
لَــكَــانَ لَــنَـا بِـطَـلْـعَـتِـكَ افْـتِـتَـانُ
تَــخُــبُّ بِــكَ الْـجِـيَـادُ كَأَنَّ جَـوْنًـا
عَـــلَـــى لَـــبَّـــاتِـــهِــنَّ الْأُرْجُــوَانُ
مُــضَــمَّــرَةً كَأَنَّ الْــحِــجْـرَ مِـنْـهَـا
إِذَا مَــا آنَــسَــتْ فَــزَعًــا حِــصَـانُ
بَــنَــاتُ الْــخَــيْـلِ تَـعْـرِفُـهَـا دَلُـوكٌ
وَصَـــارِخَـــةٌ وَآلُـــسُ وَالــلُّــقَــانُ
كَأَنَّ قَـــطَــاةَ أَعْــجَــزِهَــا قَــطَــاةٌ
أُدِيــفَ بِـمَـحْـجِـرَيْـهَـا الـزَّعْـفَـرَانُ
كَأَنَّ جَــنَــاحَــهَـا قَـلْـبُ الْـمُـعَـادِي
وَلِــيَّــكَ كُــلَّـمَـا اعْـتَـكَـرَ الْـجَـنَـانُ
مُـــعِـــيـــدٌ مُــبْــدِئٌ فَــالْأُمُّ مِــمَّــا
فَـعَـلْـتَ الْـبِـكْـرُ وَابْـنَـتُـهَـا الْـعَـوَانُ
وَكَــائِــنْ قَــدْ وَرَدْتَ بِــهَـا غَـدِيـرًا
وَلِــلْــمُــهْــجَــاتِ بِــالــرِّيِّ ارْتِـهَـانُ
بِـهِ غَـرْقَـى الـنُّـجُـومِ فَـبَـيْنَ طَافٍ
وَرَاسٍ يَــسْــتَــسِــرُّ وَيُــسْــتَــبَـانُ
أَجَــدَّ بِــهِ غَــوَانِــي الْــجِـنِّ لِـعْـبًـا
فَأَعْـجَـلَـهَـا الـصَّـبَـاحُ وَفِـيـهِ جَـانُ
فَــصِــيـمٌ نِـصْـفُـهُ فِـي الْـمَـاءِ بَـادٍ
وَنِــصْــفٌ فِــي الـسَّـمَـاءِ بِـهِ تُـزَانُ
كَأَنَّ الــلَّــيْــلَ حَــارَبَــهَــا فَــفِــيـهِ
هِـلَالٌ مِـثْـلُ مَـا انْـعَـطَـفَ الـسِّنَانُ
وَمِــنْ أُمِّ الــنُّــجُــومِ عَــلَـيْـهِ دِرْعٌ
يُــحَــاذِرُ أَنْ يُــمَــزِّقَــهَـا الـطِّـعَـانُ
وَقَـدْ بَـسَـطَـتْ إِلَـى الْـغَـرْبِ الثُّرَيَّا
يَــدًا غَــلِــقَــتْ بَأَنْـمُـلِـهَـا الـرِّهَـانُ
كَأَنَّ يَــمِــيــنَـهَـا سَـرَقَـتْـكَ شَـيْـئًـا
وَمَـقْـطُـوعٌ عَـلَـى الـسَّـرَقِ الْـبَـنَانُ
إِذَا ضُـرِبَـتْ خِـيَـامُـكَ فِـي مَـكَـانٍ
فَـذَلِـكَ حَـيْـثُ يُـلْـتَـقَـطُ الْـجُـمَانُ
وَتَــدَّخِــرُ الْـكَـوَاعِـبُ مِـنْ حَـصَـاهُ
وَحُـــقَّ لَـــهَــا ادِّخَــارٌ وَاخْــتِــزَانُ
كِــلَا كَــفَّــيْـكَ فِـي سِـلْـمٍ وَحَـرْبٍ
يَــكُــونُ الْـخَـوْفُ مِـنْـهَـا وَالْأَمَـانُ
فَـلَـيْـسَ بِـشَـاغِـلِ الْـيُـمْنَى حُسَامٌ
وَلَـيْـسَ بِـشَـاغِـلِ الْـيُـسْـرَى عِـنَانُ
فَــكُــنْ فِــي كُــلِّ نَــائِـبَـةٍ جَـرِيـئًـا
تُـصِبْ فِي الرَّأْيِ إِنْ خَطِئَ الْهِدَانُ
وَسَـائِـلْ مَـنْ تَـنَـطَّسَ فِي التَّوَقِّي
لِأَيَّـــةِ عِـــلَّـــةٍ مَـــاتَ الْـــجَــبَــانُ
فَإِنَّ تَـــعَـــاوُنَ الْأَمْـــلَاكِ جَـــهْـــلٌ
عَــلَــى مَــلِــكٍ بِــخَــالِــقِـهِ يُـعَـانُ
يُــعَــبِّــرُ سَــيْــفُـهُ لَـفْـظَ الْـمَـنَـايَـا
كَــمَــا شَــرَحَ الْـكَـلَامَ الـتَّـرْجُـمَـانُ
وَيَــسْــلُــكُ رُمْــحُـهُ فِـي كُـلِّ بَـاغٍ
كَـمَـا سَـلَـكَ الْـمَـضِـيـقَ الْأُفْـعُـوَانُ
وَيُـكْـنَـى بِـاسْـمِـهِ عَـنْ كُـلِّ مَـجْـدٍ
وَكُـــلُّ اسْـــمٍ كِـــنَـــايَــتُــهُ فُــلَانُ
وَيُـعْـدَمُ عِـنْـدَهُ فِـي الْـجُـودِ مَطْلٌ
وَمَــعْــدُومٌ مَــعَ الْــعِـتْـقِ الْـحِـرَانُ
إِذَا سَــمَّــيْــتَــهُ فِــي أَرْضِ جَـدْبٍ
نَـــزَلْـــتَ وَكُـــلُّ رَابِـــيَـــةٍ خِــوَانُ
تَـطَـاوَلَـتِ الْـوِهَـادُ هَـوًى وَشَـوْقًـا
إِلَــيْــهِ كَــمَــا تَــقَـاصَـرَتِ الـرِّعَـانُ
سَــتَــفْـدِيـكَ الْـمَـكَـارِمُ رَاضِـيَـاتٍ
وَمَــا مِــنْــهَـا بِـفِـدْيَـتِـكَ امْـتِـنَـانُ
إِذَا صَــالَــتْ فَأَنْــتَ لَــهَــا يَـمِـيـنٌ
وَإِنْ نَــطَــقَــتْ فَأَنْـتَ لَـهَـا لِـسَـانُ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الوافر
  • عصر القصيدة: العباسي الثاني

عن الشاعر

أبو العلاء المَعَرِّي: شاعرٌ وفيلسوفٌ وأديبٌ عربيٌّ مِنَ العصرِ العبَّاسي، اشتُهِرَ بآرائِه وفلسفتِه المثيرةِ للجدلِ في وقْتِه.

وُلِدَ «أحمد بن عبد الله بن سليمان القُضاعي التنُوخي المَعَرِّي» المعروفُ ﺑ «أبي العلاء المَعَرِّي» عامَ ٣٦٣ﻫ بمَعَرَّةِ النُّعمانِ بسُوريا، وفقَدَ بصَرَه وهو صغيرٌ نتيجةً لمَرضِه بالجُدَري. أخَذَ علومَ القراءاتِ القرآنيةِ بإسنادٍ عنِ الشُّيوخ، كما تعلَّمَ الحديثَ في سنٍّ مُبكِّرة، وقالَ الشِّعرَ وهو ابنُ إحدى عشرةَ سنة، ورحلَ إلى بغدادَ عامَ ٣٩٨ﻫ فأقامَ بها سنةً وسبعةَ أَشْهُر، ثُم اعتزَلَ الناسَ لبعضِ الوقت؛ فلُقِّبَ ﺑ «رَهِينِ المَحْبسَيْن»؛ العَمَى والدَّار.

أمَّا شِعْرُه، وهو ديوانُ حكمتِه وفلسفتِه، فالمطبوعُ منه حتى الآن: «اللُّزوميَّات»، و«سِقْطُ الزَّنْد». وقد تُرجِمَ الكثيرُ من شِعْرِه إلى غيرِ العربيَّة، وأمَّا كُتبُه فكثيرةٌ وفِهرسُها في «مُعجَمِ الأُدَباء». من تَصانيفِه كتابُ «الأَيْك والغُصُون» في الأدب، يَزيدُ على مائةِ جُزْء، و«تاج الحُرَّة» في النساءِ وأخلاقِهنَّ وعِظاتِهِن، و«عَبَث الوَلِيد» شرَحَ فيه دِيوانَ البُحْتُريِّ ونقَدَه، و«رِسالة المَلائِكة» وهي صَغِيرة، و«رِسالة الغُفْران»، و«الفُصُول والغَايات».

عاش المعري متفلسفًا زاهدًا في الدنيا؛ إذ كانَ يَدعمُ حقوقَ الحيوانِ ويُحرِّمُ إِيلامَه، ولذا كان نباتيًا؛ فلمْ يَأكُلِ اللحمَ خمسًا وأربعينَ سنة، كما كانَ يَلبسُ خشِنَ الثِّياب، وكان له أراءه الخاصة في العقيدة، التي جعلت الآراء تختلف حول حقيقة إيمانه؛ إذ ذهب البعض إلى تكفيره واتهامه بالإلحاد، وإخراجِه مِنَ الإسلام، بينما دافَعَ عنه عميدُ الأدبِ العربيِّ «طه حسين» في عِدَّةِ كِتاباتٍ ومُؤلَّفات؛ أشْهرُها «معَ أبي العلاءِ في سجنِه». 

ظلَّ حبيسًا في بيتِه حتى وفاتِه عامَ ٤٤٩ﻫ بمنزلِه بمَعَرَّةِ النُّعْمان، وقد أَوْصى أن يُكتَبَ على قبْرِه عِبارة: «هذا جَناهُ أبي عليَّ، وما جَنيْتُ على أَحَد.» ويَقصدُ أنَّ أباه بزَواجِه من أمِّه أوْقَعَه في دارِ الدُّنيا. وقد وقَفَ على قبْرِه جمْعٌ غفيرٌ من أُدباءِ عصْرِه وشُعرائِه ورَثَوْه بثمانينَ مَرْثَاة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤