أَوْدَى فَلَيْتَ الْحَادِثَاتِ كِفَافِ

Wave Image
أَوْدَى فَــلَــيْــتَ الْــحَــادِثَـاتِ كَـفَـافِ
مَـالُ الْـمُـسِـيـفِ وَعَـنْـبَـرُ الْـمُـسْـتَافِ
الـــطَّـــاهِـــرُ الْآبَـــاءِ وَالْأَبْـــنَـــاءِ وَالْـ
أَثْــــــــــــــــــــــوَابِ وَالْآرَاءِ وَالْأُلَّافِ
رَغَــتِ الــرُّعُـودُ وَتِـلْـكَ هَـدَّةُ وَاجِـبٍ
جَــبَــلٍ هَــوَى فِــي آلِ عَــبْـدِ مَـنَـافِ
بَــخِــلَــتْ فَــلَــمَّـا كَـانَ لَـيْـلَـةُ فَـقْـدِهِ
سَــمَــحَ الْــغَــمَــامُ بِــدَمْـعِـهِ الـذَّرَّافِ
وَيُــقَــالُ إِنَّ الْــبَــحْــرَ غَــاضَ وَإِنَّـهَـا
سَــتَــعُــودُ سِــيــفًــا لُـجَّـةُ الـرَّجَّـافِ
وَيَـحِـقُّ فِـي رُزْءِ الْـحُـسَـيْـنِ تَـغَيُّرُ الْـ
ـحَـرَسَـيْـنِ بَـلْـهَ الـدُّرَّ فِـي الْأَصْـدَافِ
ذَهَــبَ الَّــذِي غَــدَتِ الـذَّوَابِـلُ بَـعْـدَهُ
رُعْــشَ الْــمُــتُـونِ كَـلِـيـلَـةَ الْأَطْـرَافِ
وَتَـعَـطَّـفَـتْ لَـعِبَ الصِّلَالِ مِنَ الْأَسَى
فَـــالــزُّجُّ عِــنْــدَ اللَّــهْــذَمِ الــرَّعَّــافِ
وَتَــيَــقَّــنَــتْ أَبْــطَــالُــهَــا مِــمَّـا رَأَتْ
أَنْ لَا تُـــقَـــوِّمُــهَــا بِــغَــمْــزِ ثِــقَــافِ
شَــغَـلَ الْـفَـوَارِسَ بَـثُّـهَـا وَسُـيُـوفُـهَـا
تَــحْــتَ الْــقَـوَائِـمِ جَـمَّـةُ الـتَّـرْجَـافِ
وَلَـوَ انَّـهُـمْ نَـكَـبُـوا الْـغُـمُـودَ لَـهَـالَـهُـمْ
كَــمَــدُ الــظُّــبَــى وَتَــقَـلُّلُ الْأَسْـيَـافِ
طَــارَ الــنَّــوَاعِـبُ يَـوْمَ فَـادَ نَـوَاعِـيًـا
فَـــنَـــدَبْـــنَـــهُ لِــمُــوَافِــقٍ وَمُــنَــافِ
أَسَــفٌ أَسَــفَّ بِــهَـا وَأُثْـقِـلَ نَـهْـضُـهَـا
بِـالْـحُـزْنِ فَـهْـيَ عَـلَـى التُّرَابِ هَوَافِ
وَنَــعِــيــبُــهَـا كَـنَـحِـيـبِـهَـا وَحِـدَادُهَـا
أَبَـــــدًا سَــــوَادُ قَــــوَادِمٍ وَخَــــوَافِ
لَا خَـابَ سَـعْـيُـكَ مِـنْ خُـفَافٍ أَسْحَمٍ
كَــسُــحَــيْــمٍ الْأَسَــدِيِّ أَوْ كَــخُـفَـافِ
مِــنْ شَــاعِــرٍ لِلْــبَـيْـنِ قَـالَ قَـصِـيـدَةً
يَـرْثِـي الـشَّـرِيـفَ عَـلَـى رَوِيِّ الْـقَـافِ
جَـوْنٍ كَـبِـنْـتِ الْـجَـوْنِ يَـصْـرُخُ دَائِـبًا
وَيَـمِـيـسُ فِـي بُـرْدِ الْـحَزِينِ الضَّافِي
عُــقِــرَتْ رَكَـائِـبُـكَ ابْـنَ دَأْيَـةَ غَـادِيًـا
أَيُّ امْـــــرِئٍ نَـــــطْــــقٍ وَأَيُّ قَــــوَافِ
بُـنِـيَـتْ عَـلَـى الْإِيـطَـاءِ سَـالِمَةً مِنَ الْـ
إِقْـــــوَاءِ وَالْإِكْــــفَــــاءِ وَالْإِصْــــرَافِ
حَـسَـدَتْـهُ مَـلْـبَـسَـهُ الْـبُـزَاةُ وَمَـنْ لَـهَا
لَــمَّــا نَــعَــاهُ لَــهَــا بِــلُــبْــسِ غُــدَافِ
وَالــطَّــيْــرُ أَغْــرِبَــةٌ عَـلَـيْـهِ بِـأَسْـرِهَـا
فُــتْــخُ الــسَّـرَاةِ وَسَـاكِـنَـاتُ لَـصَـافِ
هَـلَّا اسْـتَـعَـاضَ مِـنَ الـسَّـرِيرِ جَوَادَهُ
وَثَّـــــابَ كُــــلِّ قَــــرَارَةٍ وَنِــــيَــــافِ
هَــيْــهَــاتَ صَـادَمَ لِلْـمَـنَـايَـا عَـسْـكَـرًا
لَا يَـــنْــثَــنِــي بِــالْــكَــرِّ وَالْإِيــجَــافِ
هَــلَّا دَفَــنْــتُــمْ سَــيْــفَــهُ فِـي قَـبْـرِهِ
مَـــعَـــهُ فَـــذَاكَ لَـــهُ خَـــلِــيــلٌ وَافِ
إِنْ زَارَهُ الْـمَـوْتَـى كَـسَـاهُـمْ فِي الْبِلَى
أَكْــفَــانَ أَبْــلَــجَ مُــكْــرِمِ الْأَضْــيَـافِ
وَاللــهُ إِنْ يَــخْــلَــعْ عَــلَــيْــهِـمْ حُـلَّـةً
يَــبْــعَــثْ إِلَــيْــهِ بِــمِـثْـلِـهَـا أَضْـعَـافِ
نُــبِــذَتْ مَــفَــاتِـيـحُ الْـجِـنَـانِ وَإِنَّـمَـا
رِضْـــوَانُ بَــيْــنَ يَــدَيْــهِ لِلْإِتْــحَــافِ
يَــا لَابِـسَ الـدِّرْعِ الَّـذِي هُـوَ تَـحْـتَـهَـا
بَــحْــرٌ تَــلَــفَّــعَ فِــي غَــدِيــرٍ صَــافِ
بَــيْــضَــاءُ زُرْقُ الــسُّــمْــرِ وَارِدَةٌ لَـهَـا
وِرْدَ الــصَّــوَادِي الْـوُرْقِ زُرْقَ نِـطَـافِ
وَالـنَّـبْـلُ تَـسْـقُـطُ فَـوْقَـهَـا وَنِـصَـالُـهَا
كَـالـرِّيـشِ فَـهْـوَ عَـلَـى رَجَـاهَـا طَـافِ
يُـزْهَـى إِذَا حِـرْبَـاؤُهَـا صَـلِـيَ الْـوَغَى
حِــرْبَــاءُ كُــلِّ هَــجِــيــرَةٍ مِــهْــيَــافِ
فَـــلِـــذَاكَ تُـــبْــصِــرُهُ لِــكِــبْــرٍ عَــادَهُ
يُــوفِــي عَــلَــى جِــذْلٍ بِـكُـلِّ قِـذَافِ
الـــرَّكْــبُ إِثْــرَكَ آجِــمُــونَ لِــزَادِهِــمْ
وَاللُّـــهْـــجُ صَــادِفَــةٌ عَــنِ الْأَخْــلَافِ
وَالْآنَ أَلْـقَـى الْـمَـجْـدُ أَخْـمَـصَ رِجْـلِهِ
لَــمْ يَـقْـتَـنِـعْ جَـزَعًـا بِـمِـشْـيَـةِ حَـافِ
تَــكْــبِــيـرَتَـانِ حِـيَـالَ قَـبْـرِكَ لِلْـفَـتَـى
مَــحْــسُــوبَــتَــانِ بِــعُـمْـرَةٍ وَطَـوَافِ
لَــوْ تَــقْــدِرُ الْـخَـيْـلُ الَّـتِـي زَايَـلْـتَـهَـا
أَنْــحَــتْ بَــأَيْــدِيــهَـا عَـلَـى الْأَعْـرَافِ
فَــارَقْــتَ دَهْــرَكَ سَــاخِـطًـا أَفْـعَـالَـهُ
وَهُــوَ الْــجَــدِيــرُ بِــقِــلَّــةِ الْإِنْـصَـافِ
وَلَـقِـيـتَ رَبَّـكَ فَـاسْـتَـرَدَّ لَـكَ الْـهُـدَى
مَــــا نَــــالَــــتِ الْأَيَّـــامُ بِـــالْإِتْـــلَافِ
وَسَــقَــاكَ أَمْــوَاهَ الْــحَــيَـاةِ مُـخَـلَّـدًا
وَكَــسَــاكَ شَــرْخَ شَــبَـابِـكَ الْأَفْـوَافِ
أَبْـقَـيْـتَ فِـيـنَـا كَـوْكَـبَـيْـنِ سَـنَـاهُـمَـا
فِـي الـصُّـبْـحِ وَالـظَّـلْمَاءِ لَيْسَ بِخَافِ
مُــتَــأَنِّــقَــيْـنِ وَفِـي الْـمَـكَـارِمِ أَرْتَـعَـا
مُـــتَـــأَلِّــقَــيْــنِ بِــسُــودَدٍ وَعَــفَــافِ
قَدَرَيْنِ فِي الْإِرْدَاءِ بَلْ مَطَرَيْنِ فِي الْـ
إِجْــدَاءِ بَــلْ قَــمَـرَيْـنِ فِـي الْإِسْـدَافِ
رُزِقَــا الْــعَــلَاءَ فَــأَهْــلُ نَــجْـدٍ كُـلَّـمَـا
نَـطَـقَـا الْـفَـصَـاحَـةَ مِـثْـلُ أَهْـلِ دِيَافِ
سَـاوَى الـرَّضِـيُّ الْـمُـرْتَـضَى وَتَقَاسَمَا
خِــطَــطَ الْـعُـلَا بِـتَـنَـاصُـفٍ وَتَـصَـافِ
حِـلْـفَـا نَـدًى سَـبَـقَـا وَصَلَّى الْأَطْهَرُ الْـ
ـمَـــرْضِــي فَــيَــا لَــثَــلَاثَــةٍ أَحْــلَافِ
أَنْـتُـمْ ذَوُو الـنَّـسَـبِ الْقَصِيرِ فَطَوْلُكُمْ
بَـــادٍ عَـــلَــى الْــكُــبَــرَاءِ وَالْأَشْــرَافِ
وَالـرَّاحُ إِنْ قِـيـلَ ابْـنَـةُ الْعِنَبِ اكْتَفَتْ
بِـــأَبٍ عَـــنِ الْأَسْـــمَـــاءِ وَالْأَوْصَــافِ
مَــا زَاغَ بَــيْــتُــكُــمُ الــرَّفِـيـعُ وَإِنَّـمَـا
بِـــالْـــوَجْــدِ أَدْرَكَــهُ خَــفِــيُّ زِحَــافِ
وَالـشَّـمْـسُ دَائِـمَـةُ الْـبَـقَـاءِ وَإِنْ تُـنَـلْ
بِـالـشَّـكْـوِ فَـهْـيَ سَـرِيـعَـةُ الْإِخْـطَافِ
وَيُــخَــالُ مُــوسَـى جَـدُّكُـمْ لِـجَـلَالِـهِ
فِـي الـنَّـفْسِ صَاحِبَ سُورَةِ الْأَعْرَافِ
الْــمُــوقِــدِي نَـارَ الْـقِـرَى الْآصَـالَ وَالْـ
أَسْــحَــارَ بِــالْأَهْــضَــامِ وَالْأَشْــعَــافِ
حَـمْـرَاءَ سَاطِعَةَ الذَّوَائِبِ فِي الدُّجَى
تَـــرْمِـــي بِـــكُــلِّ شَــرَارَةٍ كَــطِــرَافِ
نَـــارٌ لَـــهَـــا ضَـــرَمِـــيَّـــةٌ كَــرَمِــيَّــةٌ
تَـــأْرِيـــثُـــهَـــا إِرْثٌ عَـــنِ الْأَسْـــلَافِ
تَـسْـقِـيـكَ وَالْأَرْيَ الضَّرِيبَ وَلَوْ عَدَتْ
نَـــهْـــيَ الْإِلَــهِ لَــثَــلَّــثَــتْ بِــسُــلَافِ
يُــمْــسِــي الــطَّـرِيـدُ أَمَـامَـهَـا وَكَـأَنَّـهُ
أَسَــدُ الــشَّــرَى أَوْ طَــائِــرٌ بِــشَــرَافِ
وَإِذَا تَــضَــيَّــفَــتِ الـنَّـعَـامُ ضِـيَـاءَهَـا
حُــمِــلَ الْــهَـبِـيـدُ لَـهَـا مَـعَ الْأَلْـطَـافِ
مُــفْــتَــنَّــةٌ فِــي ظِــلِّــهَـا وَحَـرُورِهَـا
تُـغْـنِيكَ فِي الْمَشْتَى وَفِي الْمُصْطَافِ
زَهْـرَاءُ يَـحْـلُـمُ فِي الْعَوَاصِفِ جَمْرُهَا
وَتَـــــقِـــــرُّ إِلَّا هَـــــزَّةَ الْأَعْــــطَــــافِ
سَـطَـعَـتْ فَـمَـا يَـسْـطِـيـعُ إِطْـفَاءً لَهَا
زُحَــلٌ وَنُــورُ الْــحَــقِّ لَـيْـسَ بِـطَـافِ
تَـصِـلُ الْـوُقُـودَ وَلَا خُـمُـودَ وَلَوْ جَرَى
بِــالْــيَــمِّ صَــوْبُ الْــوَابِــلِ الْــغَــرَّافِ
شُــبَّــتْ بِــعَــالِــيَـةِ الْـعِـرَاقِ وَنُـورُهَـا
يَــغْــشَــى مَــنَــازِلَ نَــائِــلٍ وَإِسَــافِ
وَقُــدُورُهُـمْ مِـثْـلُ الْـهِـضَـابِ رَوَاكِـدًا
وَجِــفَــانُــهُــمْ كَــرَحِــيـبَـةِ الْأَفْـيَـافِ
مِـنْ كُـلِّ جَـائِـشَـةِ الْـعَـشِـيِّ مُـفِـيـئَـةٍ
بِــالْــمَــيْــرِ خَــيْـرَ مَـرَافِـدٍ وَصِـحَـافِ
دَهْـــمَـــاءَ رَاكِـــبَــةٍ ثَــلَاثَــةَ أَجْــبُــلٍ
عِــظَــمًــا وَإِنْ حُـسِـبَـتْ ثَـلَاثَ أَثَـافِ
يَـا مَـالِـكَـيْ سَـرْحِ الْـقَـرِيـضِ أَتَـتْـكُمَا
مِــنِّـي حَـمُـولَـةُ مُـسْـنِـتِـيـنَ عِـجَـافِ
لَا تَـعْـرِفُ الْـوَرَقَ اللَّـجِـيـنَ وَإِنْ تُـسَلْ
تُــخْــبِــرْ عَــنِ الْــقُــلَّامِ وَالْــخِـذْرَافِ
وَأَنَـــا الَّـــذِي أُهْـــدِي أَقَـــلَّ بَـــهَــارَةٍ
حُــسْــنًــا لِأَحْــسَــنِ رَوْضَـةٍ مِـئْـنَـافِ
أَوْضَـعْـتُ فِـي طُـرُقِ التَّشَرُّفِ سَامِيًا
بِـكُـمَـا وَلَـمْ أَسْـلُـكْ طَـرِيـقَ الْـعَـافِـي

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: قال أبو العلاء المعري هذه القصيدة ببغداد يرثي بها الشريف أبا أحمد الموسوي الملقب بالطاهر ويعزي ولدَيْه الرضي أبا الحسن والمرتضى أبا القاسم.
  • غرض القصيدة: الرثاء
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: العباسي الثاني

عن الشاعر

أبو العلاء المَعَرِّي: شاعرٌ وفيلسوفٌ وأديبٌ عربيٌّ مِنَ العصرِ العبَّاسي، اشتُهِرَ بآرائِه وفلسفتِه المثيرةِ للجدلِ في وقْتِه.

وُلِدَ «أحمد بن عبد الله بن سليمان القُضاعي التنُوخي المَعَرِّي» المعروفُ ﺑ «أبي العلاء المَعَرِّي» عامَ ٣٦٣ﻫ بمَعَرَّةِ النُّعمانِ بسُوريا، وفقَدَ بصَرَه وهو صغيرٌ نتيجةً لمَرضِه بالجُدَري. أخَذَ علومَ القراءاتِ القرآنيةِ بإسنادٍ عنِ الشُّيوخ، كما تعلَّمَ الحديثَ في سنٍّ مُبكِّرة، وقالَ الشِّعرَ وهو ابنُ إحدى عشرةَ سنة، ورحلَ إلى بغدادَ عامَ ٣٩٨ﻫ فأقامَ بها سنةً وسبعةَ أَشْهُر، ثُم اعتزَلَ الناسَ لبعضِ الوقت؛ فلُقِّبَ ﺑ «رَهِينِ المَحْبسَيْن»؛ العَمَى والدَّار.

أمَّا شِعْرُه، وهو ديوانُ حكمتِه وفلسفتِه، فالمطبوعُ منه حتى الآن: «اللُّزوميَّات»، و«سِقْطُ الزَّنْد». وقد تُرجِمَ الكثيرُ من شِعْرِه إلى غيرِ العربيَّة، وأمَّا كُتبُه فكثيرةٌ وفِهرسُها في «مُعجَمِ الأُدَباء». من تَصانيفِه كتابُ «الأَيْك والغُصُون» في الأدب، يَزيدُ على مائةِ جُزْء، و«تاج الحُرَّة» في النساءِ وأخلاقِهنَّ وعِظاتِهِن، و«عَبَث الوَلِيد» شرَحَ فيه دِيوانَ البُحْتُريِّ ونقَدَه، و«رِسالة المَلائِكة» وهي صَغِيرة، و«رِسالة الغُفْران»، و«الفُصُول والغَايات».

عاش المعري متفلسفًا زاهدًا في الدنيا؛ إذ كانَ يَدعمُ حقوقَ الحيوانِ ويُحرِّمُ إِيلامَه، ولذا كان نباتيًا؛ فلمْ يَأكُلِ اللحمَ خمسًا وأربعينَ سنة، كما كانَ يَلبسُ خشِنَ الثِّياب، وكان له أراءه الخاصة في العقيدة، التي جعلت الآراء تختلف حول حقيقة إيمانه؛ إذ ذهب البعض إلى تكفيره واتهامه بالإلحاد، وإخراجِه مِنَ الإسلام، بينما دافَعَ عنه عميدُ الأدبِ العربيِّ «طه حسين» في عِدَّةِ كِتاباتٍ ومُؤلَّفات؛ أشْهرُها «معَ أبي العلاءِ في سجنِه». 

ظلَّ حبيسًا في بيتِه حتى وفاتِه عامَ ٤٤٩ﻫ بمنزلِه بمَعَرَّةِ النُّعْمان، وقد أَوْصى أن يُكتَبَ على قبْرِه عِبارة: «هذا جَناهُ أبي عليَّ، وما جَنيْتُ على أَحَد.» ويَقصدُ أنَّ أباه بزَواجِه من أمِّه أوْقَعَه في دارِ الدُّنيا. وقد وقَفَ على قبْرِه جمْعٌ غفيرٌ من أُدباءِ عصْرِه وشُعرائِه ورَثَوْه بثمانينَ مَرْثَاة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤