أَمَا فِي نَسِيمِ الرِِّيحِ عَرْفٌ مُعَرِّفُ

Wave Image
أَمَــا فِــي نَــسِـيـمِ الـرِّيـحِ عَـرْفٌ مُـعَـرِّفُ
لَـنَـا هَـلْ لِـذَاتِ الْـوَقْـفِ بِـالْـجِـزْعِ مَوْقِفُ
فَــنَــقْــضِــيَ أَوْطَــارَ الْـمُـنَـى مِـنْ زِيَـارَةٍ
لَـــنَــا كَــلَــفٌ مِــنْــهَــا بِــمَــا نَــتَــكَــلَّــفُ
ضَـــمَـــانٌ عَـــلَــيْــنَــا أَنْ تُــزَارَ وَدُونَــهَــا
رِقَــاقُ الــظُّــبَــا وَالــسَّـمْـهَـرِيُّ الْـمُـثَـقَّـفُ
وَقَــوْمٌ عِــدًى يُـبْـدُونَ عَـنْ صَـفَـحَـاتِـهِـمْ
وَأَزْهَــرُهَــا مِــنْ ظُــلْـمَـةِ الْـحِـقْـدِ أَكْـلَـفُ
غَـــيَـــارَى يَـــعُــدُّونَ الْــغَــرَامَ جَــرِيــرَةً
بِــهَــا وَالْـهَـوَى ظُـلْـمًـا يَـغِـيـظُ وَيُـؤْسِـفُ
يَــوَدُّونَ لَــوْ يَــثْــنِــي الْـوَعِـيـدُ زَمَـاعَـنَـا
وَهَـيْـهَـاتَ رِيـحُ الـشَّـوْقِ مِنْ ذَاكَ أَعْصَفُ
يَـسِـيـرٌ لَـدَى الْـمُـشْتَاقِ فِي جَانِبِ الْهَوَى
نَــوَى غُــرْبَــةٍ أَوْ مَــجْــهَــلٌ مُــتَــعَــسَّـفُ
هَــلِ الــرَّوْعُ إِلَّا غَــمْــرَةٌ ثُــمَّ تَــنْــجَــلِــي
أَمِ الْـــهَـــوْلُ إِلَّا غُـــمَّـــةٌ ثُـــمَّ تُــكْــشَــفُ
وَفِــي الـسِّـيَـرَاءِ الـرَّقْـمِ وَسْـطَ قِـبَـابِـهِـمْ
بَــعِــيــدُ مَــنَــاطِ الْــقُــرْطِ أَحْـوَرُ أَوْطَـفُ
تَـــبَــايَــنَ خَــلْــقَــاهُ، فَــعَــبْــلٌ مُــنَــعَّــمٌ
تَـــأَوَّدَ فِـــي أَعْـــلَاهُ لَـــدْنٌ مُـــهَــفْــهَــفُ
فَــلِلْــعَــانِــكِ الْــمُــرْتَــجِّ مَــا حَــازَ مِـئْـزَرٌ
وَلِلْــغُــصُــنِ الْــمُــهْـتَـزِّ مَـا ضَـمَّ مِـطْـرَفُ
حَـــبِـــيــبٌ إِلَــيْــهِ أَنْ نُــسَــرَّ بِــوَصْــلِــهِ
إِذَا نَـــحْــنُ زُرْنَــاهُ وَنَــهْــنَــا وَنُــسْــعَــفُ
وَلَــيْــلَــةَ وَافَــيْــنَــا الْــكَــثِـيـبَ لِـمَـوْعِـدٍ
سُـرَى الْأَيْـنِ لَـمْ يُـعْـلَـمْ لَـمِـسْـرَاهُ مَزْحَفُ
تَــهَـادَى أَنَـاةَ الْـخَـطْـوِ مُـرْتَـاعَـةَ الْـحَـشَـا
كَــمَــا رِيــعَ يَــعْــفُـورُ الْـفَـلَا الْـمُـتَـشَـوِّفُ
فَــمَـا الـشَّـمْـسُ رَقَّ الْـغَـيْـمُ دُونَ أَيَـاتِـهَـا
سِــوَى مَـا أَرَى ذَاكَ الْـجَـبِـيـنُ الْـمُـنَـصَّـفُ
فَـــدَيْـــتُـــكِ أَنَّـــى زُرْتِ نُـــورُكِ وَاضِــحٌ
وَعِـــطْــرُكِ نَــمَّــامٌ وَحَــلْــيُــكِ مُــرْجِــفُ
هَـبِـيـكِ اعْـتَـرَرْتِ الْـحَـيَّ وَاشِـيـكِ هَاجِعٌ
وَفَــرْعُــكِ غِــرْبِــيــبٌ وَلَــيْـلُـكِ أَغْـضَـفُ
فَـأَنَّـى اعْـتَـسَـفْـتِ الْـهَـوْلَ خَطْوُكِ مُدْمَجٌ
وَرِدْفُــكِ رَجْــرَاجٌ وَخَــصْــرُكِ مُــخْـطَـفُ
لَـجَـاجٌ، تَـمَـادِي الْـحُـبِّ فِـي الْمَعْشَرِ الْعِدَا
وَأَمُّ الْــهَــوَى الْأُفْــقَ الَّـذِي فِـيـهِ نُـشْـنَـفُ
وَأَنْ نَتَلَقَّى السُّخْطَ — عَانِينَ — بِالرِّضَا
لِـغَـيْـرَانَ أَجْـفَـى مَـا يُـرَى حِـيـنَ يَـلْـطُفُ
كَــفَــانَـا مِـنَ الْـوَصْـلِ الـتَّـحِـيَّـةُ خُـلْـسَـةً
فَـــيُـــومِــئُ طَــرْفٌ أَوْ بَــنَــانٌ مُــطَــرَّفُ
خَــلِــيــلَــيَّ مَــهْــلًا لَا تَــلُــومَــا فَــإِنَّـنِـي
فُــؤَادِي أَلِـيـفُ الْـبَـثِّ وَالْـجِـسْـمُ مُـدْنَـفُ
فَــأَعْــنَـفُ مَـا يَـلْـقَـى الْـمُـحِـبُّ لَـجَـاجَـةً
عَـلَـى نَـفْـسِـهِ فِـي الْـحُـبِّ حِـيـنَ يُـعَـنَّفُ
وَإِنِّــي لَــيَــسْــتَـهْـوِيـنِـيَ الْـبَـرْقُ صَـبْـوَةً
إِلَــى بَــرْقِ ثَــغْــرٍ إِنْ بَــدَا كَــادَ يَـخْـطَـفُ
وَمَــــا وَلَــــعِــــي بِـــالـــرَّاحِ إِلَّا تَـــوَهُّـــمٌ
لِـــظَـــلْــمٍ بِــهِ كَــالــرَّاحِ لَــوْ يُــتَــرَشَّــفُ
وَتُــذْكِــرُنِــي الْــعِــقْــدَ الْــمُــرِنَّ جُـمَـانُـهُ
مُــرِنَّــاتُ وُرْقٍ فِــي ذُرَا الْأَيْــكِ تَــهْــتِـفُ
فَـمَـا قَـبْـلَ مَـنْ أَهْـوَى طَـوَى الْبَدْرَ هَوْدَجٌ
وَلَا صَــانَ رِيــمَ الْــقَــفْـرِ خِـدْرٌ مُـسَـجَّـفُ
وَلَا قَـبْـلَ «عَـبَّـادٍ» حَـوَى الْـبَـحْـرَ مَجْلِسٌ
وَلَا حَــمَــلَ الــطَّــوْدَ الْــمُــعَــظَّـمَ رَفْـرَفُ
هُــوَ الْــمَـلِـكُ الْـجَـعْـدُ الَّـذِي فِـي ظِـلَالِـهِ
تُــكَــفُّ صُــرُوفُ الْــحَــادِثَـاتِ وَتُـصْـرَفُ
هُــمَــامٌ يَــزِيــنُ الــدَّهْــرَ مِــنْــهُ وَأَهْــلَــهُ
مَــلِــيــكٌ فَــقِــيــهٌ كَــاتِــبٌ مُــتَـفَـلْـسِـفُ
يَـــتِـــيـــهُ بِــمَــرْقَــاهُ سَــرِيــرٌ وَمِــنْــبَــرٌ
وَيَــحْــمَــدُ مَـسْـعَـاهُ حُـسَـامٌ وَمُـصْـحَـفُ
رَوِيَّـــتُــهُ فِــي الْــحَــادِثِ الْإِدِّ لَــحْــظَــةٌ
وَتَـوْقِـيـعُـهُ الْجَالِي دُجَى الْخَطْبِ أَحْرُفُ
يَـــذِلُّ لَـــهُ الْـــجَــبَّــارُ خِــيــفَــةَ بَــأْسِــهِ
وَيَــعْــنُــو إِلَــيْــهِ الْأَبْــلَــجُ الْـمُـتَـغَـطْـرِفُ
حِـذَارَكَ — إِذْ تَـبْـغِـي عَلَيْهِ — مِنَ الرَّدَى
وَدُونَـكَ فَـاسْـتَـوْفِ الْـمُـنَـى حِينَ تُنْصِفُ
سَـتَـعْـتَـامُـهُـمْ فِـي الْـبَـرِّ وَالْـبَـحْرِ بِالتَّوَى
كَــتَــائِــبُ تُــزْجَــى أَوْ سَـفَـائِـنُ تُـجْـدَفُ
أَغَـــرُّ مَــتَــى نَــدْرُسْ دَوَاوِيــنَ مَــجْــدِهِ
يَــرُقْــنَــا غَــرِيــبٌ مُــجْـمَـلٌ أَوْ مُـصَـنَّـفُ
إِذَا نَــحْــنُ قــرَّظْــنَــاهُ قَــصَّــرَ مُــطْـنِـبٌ
وَلَــمْ يَــتَـجَـاوَزْ غَـايَـةَ الْـقَـصْـدِ مُـسْـرِفُ
وَأَرْوَعُ لَا الْــــبَـــاغِـــي أَخَـــاهُ مُـــبَـــلَّـــغٌ
مُـــنَـــاهُ وَلَا الـــرَّاجِـــي نَــدَاهُ مُــسَــوَّفُ
مُــمِــرُّ الْـقُـوَى لَا يَـمْـلَأُ الْـخَـطْـبُ صَـدْرَهُ
وَلَـــيْـــسَ لِأَمْـــرٍ فَـــائِـــتٍ يَـــتَـــلَــهَّــفُ
لَــهُ ظِــلُّ نُــعْــمَــى يَــذْكُــرُ الْـهَـمُّ عِـنْـدَهُ
ظِــلَالَ الــصِّــبَــا بَــلْ ذَاكَ أَنْــدَى وَأَوْرَفُ
جَــحِــيــمٌ لِــعَــاصِــيــهِ يُــشَــبُّ وَقُـودُهُ
وَجَــنَّــةُ عَــدْنٍ لِلْــمُــطِــيــعِــيــنَ تُــزْلَـفُ
مَــحَــاسِــنُ، غَــرْبُ الــذَّمِّ عَــنْـهَـا مُـفَـلَّلٌ
كَــهَــامٌ، وَشَــمْـلُ الْـمَـجْـدِ فِـيـهَـا مُـؤَلَّـفُ
تَـنَـاهَـتْ فَـعِـقْـدُ الْـمَـجْـدِ مِـنْـهَـا مُـفَـصَّلٌ
سَــنَــاءً وَبُــرْدُ الْــفَــخْــرِ مِــنْـهَـا مُـفَـوَّفُ
طَــلَاقَــةُ وَجْــهٍ فِــي مَـضَـاءٍ كَـمِـثْـلِ مَـا
يَــرُوقُ فِــرِنْـدُ الـسَّـيْـفِ وَالْـحَـدُّ مُـرْهَـفُ
عَـلَـى الـسَّـيْـفِ مِـنْ تِـلْكَ الشَّهَامَةِ مِيسَمٌ
وَفِـي الـرَّوْضِ مِـنْ تِـلْـكَ الطَّلَاقَةِ زُخْرُفُ
سَــجَــايَــا لِــمَـنْ وَالَاهُ كَـالْأَرْيِ تُـجْـتَـنَـى
تَــعُــودُ لِــمَــنْ عَــادَاهُ كَـالـشَّـرْيِ يُـنْـقَـفُ
يُــرَاقِــبُ مِــنْــهُ اللــهَ «مُــعْــتَــضِـدٌ» بِـهِ
يَــدَ الــدَّهْــرِ يَـقْـسُـو فِـي رِضَـاهُ وَيَـرْأَفُ
فَـقُـلْ لِلْـمُـلُـوكِ الْـحَـاسِـدِيـهِ مَـتَـى ادَّعَى
سِـبَـاقَ الْـعَـتِـيـقِ الْـفَـائِـتِ الـشَّـأْوِ مُقْرِفُ
أَلَــيْــسَ «بَــنُــو عَــبَّــادٍ» الْــقِـبْـلَـةَ الَّـتِـي
عَـــلَـــيْــهَــا لِآمَــالِ الْــبَــرِيَّــةِ مَــعْــكَــفُ
مُــلُــوكٌ يُـرَى أَحْـيَـاؤُهُـمْ فَـخْـرَ دَهْـرِهِـمْ
وَيَــخْــلُــفُ مَــوْتَــاهُــمْ ثَــنَــاءٌ مُــخَـلَّـفُ
بِــهِــمْ بَــاهَــتِ الْأَرْضُ الـسَّـمَـاءَ فَـأَوْجُـهٌ
شُــمُـوسٌ وَأَيْـدٍ مِـنْ حَـيَـا الْـمُـزْنِ أَوْكَـفُ
•••
أَشَــارِحَ مَــعْـنَـى الْـمَـجْـدِ وَهْـوَ مُـعَـمَّـسٌ
وَمُـجْـزِلَ حَـظِّ الْـحَـمْـدِ وَهْـوَ مُـسَـفْـسِفُ
لَـعَـمْـرُ الْـعِـدَا الْـمُـسْـتَـدْرِجِـيـكَ بِـزَعْـمِهِمْ
إِلَـى غِـرَّةٍ كَـادَتْ لَـهَـا الـشَّـمْـسُ تُـكْـسَـفُ
لَــكَــالُــوكَ صَــاعَ الْــغَــدْرِ لُــؤْمَ سَـجِـيَّـةٍ
وَكِــيــلَ لَــهُـمْ صَـاعُ الْـجَـزَاءِ الْـمُـطَـفَّـفُ
لَـقَـدْ حَـاوَلُـوا الْـعُـظْـمَى الَّتِي لَا شَوَى لَهَا
فَــأَعْـجَـلَـهُـمْ عَـقْـدٌ مِـنَ الْـهَـمِّ مُـحْـصَـفُ
•••
وَلَــمَّــا رَأَيْــتَ الْــغَــدْرَ هَــبَّ نَــسِــيــمُــهُ
تَــلَــقَّــاهُ إِعْــصَــارٌ لِــبَــطْــشِـكَ حَـرْجَـفُ
أَظَــــنَّ الْأَعَـــادِي أَنَّ حَـــزْمَـــكَ نَـــائِـــمٌ
لَــقَـدْ تَـعِـدُ الْـفَـسْـلَ الـظُّـنُـونُ فَـتُـخْـلِـفُ
دَوَاعِــــي نِــــفَــــاقٍ أَنْــــذَرَتْـــكَ بِـــأَنَّـــهُ
سَيَشْرَى وَيَدْوَى الْعُضْوُ مِنْ حَيْثُ يُشْأَفُ
تَـحَـمَّـلْـتَ عِـبْءَ الـدَّهْـرِ عَـنْـهُـمْ وَكُـلُّـهُـمْ
بِــنُــعْــمَــاكَ مَــوْصُـولُ الـتَّـنَـعُّـمِ مُـتْـرَفُ
فَـإِنْ يَـكْـفُـرُوا الـنُّـعْـمَـى فَـتِـلْـكَ دِيَـارُهُمْ
بِـسَـيْـفِـكَ قَـاعٌ صَـفْـصَـفُ الـرَّسْمِ تُنْسَفُ
وَطَــيَّ الـثَّـرَى مَـثْـوًى يَـكُـونُ قُـصَـارَهُـمْ
وَإِنْ طَــالَ مِـنْـهُـمْ فِـي الْأَدَاهِـمِ مَـرْسَـفُ
وَبُـــشْـــرَاكَ عِــيــدٌ بِــالــسُّــرُورِ مُــظَــلَّلٌ
وَبِــالْــحَـظِّ فِـي نَـيْـلِ الْـمُـنَـى مُـتَـكَـنَّـفُ
بَـــشِــيــرٌ بِــأَعْــيَــادٍ تُــوَافِــيــكَ بَــعْــدَهُ
كَـمَـا يَـنْـسُـقُ الـنَّـظْـمَ الْـمُـوالِـي وَيَرْصُفُ
تَـــجَــرَّدَ فِــيــهِ سَــيْــفُ دَوْلَــتِــكَ الَّــذِي
دِمَــاءُ الْــعِــدَى دَأْبًــا بِــغَــرْبَـيْـهِ تُـظْـلَـفُ
هُـوَ الـصَّـارِمُ الْـعَـضْـبُ الَّـذِي الْـعَزْمُ حَدُّهُ
وَحِــلْــيَــتُــهُ بَــذْلُ الــنَّــدَى وَالــتَّـعَـفُّـفُ
هُــمَــامٌ سَــمَــا لِلْــمُــلْــكِ إِذْ هُــوَ يَــافِــعٌ
وَتَـــمَّـــتْ لَـــهُ آيَـــاتُــهُ وَهْــوَ مُــخْــلِــفُ
كَــرِيــمٌ يَــعُــدُّ الْــحَــمْــدَ أَنْـفَـسَ قِـنْـيَـةٍ
فَــيُــولَـعُ بِـالْـفِـعْـلِ الْـجَـمِـيـلِ وَيُـشْـغَـفُ
غَــدَا بِــخَــمِــيــسٍ يُــقْـسِـمُ الْـغَـيْـمُ إِنَّـهُ
لَأَحْــفَــلُ مِــنْــهَــا مُــكْــفَــهِــرًّا وَأَكْــثَــفُ
هُــوَ الْــغَــيْــمُ مِــنْ زُرْقِ الْأَسِــنَّــةِ بَـرْقُـهُ
وَلِلــطَّــبْـلِ رَعْـدٌ فِـي نَـوَاحِـيـهِ يَـقْـصِـفُ
•••
فَـــلَـــمَّــا قَــضَــيْــنَــا مَــا عَــنَــانَــا أَدَاؤُهُ
وَكُــلٌّ بِــمَــا يُــرْضِــيــكَ دَاعٍ فَــمُـلْـحِـفُ
قَـــرَنَّـــا بِـــحَـــمْـــدِ اللـــهِ حَــمْــدَكَ إنَّــهُ
لَأَوْكَــدُ مَــا يُــحْــظِــي لَــدَيْــهِ وَيُــزْلِــفُ
وَعُــدْنَــا إِلَــى الْـقَـصْـرِ الَّـذِي هُـوَ كَـعْـبَـةٌ
يُـــغَـــادِيـــهِ مِـــنَّــا نَــاظِــرٌ أَوْ مُــطَــرَّفُ
فَــإِذْ نَــحْــنُ طَــالَــعْــنَــاهُ وَالْأُفْـقُ لَابِـسٌ
عَــجَــاجَــتَـهُ وَالْأَرْضُ بِـالْـخَـيْـلِ تَـرْجُـفُ
رَأَيْــنَــاكَ فِــي أَعْــلَـى الْـمُـصَـلَّـى كَـأَنَّـمَـا
تَــطَــلَّــعَ مِــنْ مِــحْــرَابِ دَاوُدَ يُــوسُــفُ
وَلَــمَّــا حَــضَــرْنَــا الْإِذْنَ وَالــدَّهْـرُ خَـادِمٌ
تُــشِــيــرُ فَـيُـمْـضِـي وَالْـقَـضَـاءُ مُـصَـرِّفُ
وَصَــلْـنَـا فَـقَـبَّـلْـنَـا الـنَّـدَى مِـنْـكَ فِـي يَـدٍ
بِـهَـا يُـتْـلَـفُ الْـمَـالُ الْـجَـسِـيـمُ وَيُـخْـلَـفُ
•••
لَـقَـدْ جُـدْتَ حَـتَّـى مَـا بِـنَـفْـسٍ خَصَاصَةٌ
وَأَمَّــنْــتَ حَــتَّــى مَــا بِــقَــلْــبٍ تَـخَـوُّفُ
وَلَــوْلَاكَ لَــمْ يَـسْـهُـلْ مِـنَ الـدَّهْـرِ جَـانِـبٌ
وَلَا ذَلَّ مُــــقْـــتَـــادٌ وَلَا لَانَ مَـــعْـــطِـــفُ
لَـكَ الْـخَـيْـرُ، أَنَّـى لِـي بِـشُـكْـرِكَ نَـهْـضَـةٌ؟
وَكَــيْـفَ أُؤَدِّي فَـرْضَ مَـا أَنْـتَ مُـسْـلِـفُ؟
أَفَـــدْتَ بَـــهِــيــمَ الْــحَــالِ مِــنِّــيَ غُــرَّةً
يُــقَــابِــلُــهَـا طَـرْفُ الْـجَـمُـوحِ فَـيُـطْـرَفُ
وَبَــــوَّأْتَــــهُ دُنْــــيَــــاكَ دَارَ مُــــقَــــامَـــةٍ
بِـــحَـــيْـــثُ دَنَـــا ظِــلٌّ وَذُلِّلَ مَــقْــطِــفُ
•••
وَكَــمْ نِــعْــمَــةٍ أُلْــبِــسْــتُــهَـا سُـنْـدُسِـيَّـةٍ
أُسَــرْبَــلُــهَــا فِــي كُــلِّ حِــيــنٍ وَأُلْــحَـفُ
مَــوَاهِــبُ فَــيَّــاضِ الْــيَــدَيْــنِ كَــأَنَّــمَــا
مِـنَ الْـمُـزْنِ تُـمْـرَى أَوْ مِـنَ الْـبَـحْـرِ تُغْرَفُ
فَـــإِنْ أَكُ عَـــبْـــدًا قَــدْ تَــمَــلَّــكْــتَ رِقَّــهُ
فَـــأَرْفَـــعُ أَحْــوَالِــي وَأَسْــنَــى وَأَشْــرَفُ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: الأندلسي

عن الشاعر

«ابن زيدون»: شاعر أندلسي هو من أبزر شعراء قرطبة وإشبيلية في عصره، له قصة شهيرة جمعت بينه وبين شاعرة الأندلس «ولَّادة بنت المستكفي».

وُلد أبو الوليد «أحمد بن زيدون المخزومي» في «قرطبة» بالأندلس عام ١٠٠٣م لأسرة تنتمي إلى بني مخروم، وقد تعلم الأدب والشعر واللغة منذ حداثته على يد أبيه وعلماء «قرطبة» التي كانت في ذلك الوقت منارةً للعلم والفن والأدب والطرب، فحفظ السير والحكم والأمثال والشعر العربي.

اشتهر «ابن زيدون» في مجالس قرطبة الأدبية والاجتماعية بخفة الظل والميل للدعابة ونال شعره شهرة واسعة في المنتديات الأدبية التي كانت النساء ذوات المكانة العالية تديرها، وكان الشعراء يطمعون في مكانة وحظوة لديهن، مثل محبوبة «ابن زيدون» «ولادة بنت المستكفي» التي أفرد لها أروع قصائده وتنافس على الفوز بقلبها مع غريمه «ابن عبدوس».

اشترك «ابن زيدون» في الثورة التي قام بها «ابن جمهور» على آخر خلفاء بني آمية والتي ما نجحت حتى اتخذه وزيرًا له وكاتبًا ولُقب ﺑ«ذي الوزارتين»، ولكن ما لبث أن أوقع المنافسون بينه وبين «ابن جمهور» فعزله وألقى به في السجن وهناك كتب له مجموعة من القصائد والرسائل النثرية يحاول استمالته مجددًا وأن يبرئ نفسه، كما كتب من الأسر أروع أشعاره لاستعطاف «ولادة» ولكن دون جدوى. واستطاع «ابن زيدون» الهرب من السجن حتى احتل «المعتمد بن عباد» مدينة «قرطبة» وضمَّها إلى ملكه فأعاده وزيرًا مرة أخرى. وبعدها أُرسل «ابن زيدون» إلى «إشبيلية» لتهدئة الفتنة التي ثارت فيها واستمر في الإقامة بها.

وﻟ«ابن زيدون» ديوان شعر يتميز بتنوع موضوعاته وسهولة لغته، كما ترك مجموعة من الرسائل التي توضح سمات عصره السياسية والاجتماعية، وقد وصف النقاد شعره بأنه بليغ رغم إيثاره التراكيب الشعرية البسيطة. كما تميز «ابن زيدون» بالبناء التصويري الشعري الذي تبدو فيه الطبيعة والمكان الذي كان يقطن فيه مصورةً بشكلٍ متميز، والبناء الموسيقي الذي اتسم بحسن التقسيم والإيقاعات المتتالية في الأوزان والقوافي.

وقد توفي «ابن زيدون» بعد أن داهمه المرض أثناء إقامته في «إشبيلية» ودُفن بها وذلك في عام ١٠٧١م.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤