عَلَى قَبْرِ نَابُلْيُونَ

Wave Image
قِــفْ عَــلَــى كَــنْـزٍ بِـبَـارِيـسَ دَفِـيـنْ
مِــنْ فَـرِيـدٍ فِـي الْـمَـعَـانِـي وَثَـمِـيـنْ
وَافْـــتَـــقِـــدْ جَــوْهَــرَةً مِــنْ شَــرَفٍ
صَــدَفُ الــدَّهْــرِ بِـتِـرْبَـيْـهَـا ضَـنِـيـنْ
قَــدْ تَــوَارَتْ فِــي الــثَّـرَى حَـتَّـى إِذَا
قَــدُمَ الْـعَـهْـدُ تَـوَارَتْ فِـي الـسِّـنِـيـنْ
غُــرِّبَـتْ حَـتَّـى إِذَا مَـا اسْـتَـيْـئَـسَـتْ
دَنَـــتِ الـــدَّارُ وَلَـــكِـــنْ لَاتَ حَــيــنْ
لَــمْ تُــذِبْ نَــارُ الْــوَغَــى يَــاقُــوتَـهَـا
وَأَذَابَـــتْـــهُ تَـــبَــارِيــحُ الْــحَــنِــيــنْ
لَا تَـــلُـــومُــوهَــا؟ أَلَــيْــسَــتْ حُــرَّةً
وَهَــوَى الْأَوْطَــانِ لِــلْأَحْــرَارِ دِيــنْ؟
•••
غَــيَّــبَــتْ بَــارِيــسُ ذُخْــرًا وَمَـضَـى
تُــرْبُـهَـا الْـقَـيِّـمُ بِـالْـحِـرْزِ الْـحَـصِـيـنْ
نَــــزَلَ الْأَرْضَ وَلَــــكِـــنْ بَـــعْـــدَمَـــا
نَــزَلَ الــتَّــارِيــخَ قَــبْــرَ الــنَّـابِـغِـيـنْ
أَعْــظُــمُ الــلَّــيْــثِ تَـلَـقَّـاهَـا الـشَّـرَى
وَرُفَــاتُ الــنَّــسْــرِ حَــازَتْـهُ الْـوُكُـونْ
وَحَـــوَى الْـــغِــمْــدُ بَــقَــايَــا صَــارِمٍ
لَــمْ تُــقَــلِّــبْ مِـثْـلَـهُ أَيْـدِي الْـقُـيُـونْ
شَـــيَّـــدَ الـــنَّــاسُ عَــلَــيْــهِ وَبَــنَــوْا
حَــائِـطَ الـشَّـكِّ عَـلَـى أُسِّ الْـيَـقِـيـنْ
لَــسْــتَ تُــحْــصِــي حَــوْلَــهُ أَلْــوِيَـةً
أُسِـــرَتْ أَمْـــسِ وَرَايَـــاتٍ سُــبِــيــنْ
نَـــامَ عَـــنْـــهَــا وَهْــيَ فِــي سُــدَّتِــهِ
دَيْــدُبَــانٌ سَــاهِــرُ الْــجَــفْــنِ أَمِـيـنْ
وَكَأَيٍّ مِــــــنْ عَــــــدُوٍّ كَــــــاشِــــــحٍ
لَــكَ بِــالْأَمْــسِ هُــوَ الْــيَـوْمَ خَـدِيـنْ
وَوَلِـــيٍّ كَـــانَ يَــسْــقِــيــكَ الْــهَــوَى
عَــسَـلًا قَـدْ بَـاتَ يَـسْـقِـيـكَ الْـوَزِيـنْ
فَإِذَا اسْـــتَـــكْـــرَمْــتَ وُدًّا فَــاتَّــهِــمْ
جَـوْهَـرُ الْـوُدِّ — وَإِنْ صَحَّ — ظَنِينْ
•••
مَــرْمَــرٌ أُضْــجِــعَ فِــي مَــسْــنُــونِـهِ
حَــجَــرُ الْأَرْضِ وَضِــرْغَـامُ الْـعَـرِيـنْ
جَـــلَّـــلَـــتْــهُ هَــيْــبَــةُ الــثَّــاوِي بِــهِ
رَوْعَـةَ الْـحِـكْـمَـةِ فِي الشِّعْرِ الرَّصِينْ
هَــلْ دَرَى الْــمَــرْمَــرُ مَــاذَا تَــحْــتَــهُ
مِـنْ قُـوَى نَـفْـسٍ وَمِـنْ خُـلْـقٍ مَـتِينْ
أَيُّــهَــا الْــغَــالُــونَ فِــي أَجْــدَاثِــهِـمْ
ابْحَثُوا فِي الْأَرْضِ هَلْ عِيسَى دَفِينْ
يَــمَّــحِــي الْــمَـيْـتُ وَيَـبْـلَـى رَمْـسُـهُ
وَيَــغُــولُ الـرَّبْـعَ مَـا غَـالَ الْـقَـطِـيـنْ
حَــصِّــنُــوا مَــا شِــئْــتُــمُ مَــوْتَـاكُـمُ
هَـلْ وَرَاءَ الْـمَـوْتِ مِنْ حِصْنٍ حَصِينْ
لَــيْــسَ فِــي قَــبْـرٍ وَإِنْ نَـالَ الـسُّـهَـا
مَــا يَــزِيــدُ الْــمَــيْــتَ وَزْنًـا وَيَـزِيـنْ
فَــانْــزِلِ الــتَّــارِيــخَ قَــبْــرًا أَوْ فَـنَـمْ
فِـي الـثَّـرَى غُـفْـلًا كَـبَـعْضِ الْهَامِدِينْ
وَاخْــدَعِ الْأَحْــيَــاءَ مَـا شِـئْـتَ فَـلَـنْ
تَـجِـدَ الـتَّـارِيـخَ فِـي الْـمُـنْـخَـدِعِـيـنْ
•••
يَــا عِـصَـامِـيًّـا حَـوَى الْـمَـجْـدَ سِـوَى
فَـضْـلَـةٍ قَـدْ قُـسِّـمَـتْ فِـي الْمُعْرِقِينْ
أُمُّــكَ الــنَّــفْــسُ قَــدِيــمًــا أَكْـرَمَـتْ
وَأَبُـوكَ الْـفَـضْـلُ خَـيْـرُ الْـمُـنْـجِـبِـيـنْ
نَــسَــبُ الْــبَــدْرِ أَوِ الـشَّـمْـسِ — إِذَا
جِــيءَ بِــالْآبَــاءِ — مَـغْـمُـورٌ رَهِـيـنْ
وَأُصُــولُ الْــخَــمْــرِ مَــا أَزْكَـى عَـلَـى
خُـبْـثِ مَـا قَـدْ فَـعَـلَـتْ بِـالـشَّـارِبِـيـنْ
لَا يَـــقُـــولَــنَّ امْــرُؤٌ أَصْــلِــي فَــمَــا
أَصْـلُـهُ مِـسْـكٌ وَأَصْـلُ الـنَّـاسِ طِـينْ
قَـــدْ تَـــتَـــوَّجْـــتَ فَـــقَــالَــتْ أُمَــمٌ
وَلَـــدُ الـــثَّـــوْرَةِ عَـــقَّ الــثَّــائِــرِيــنْ
وَتَــــزَوَّجْــــتَ فَـــقَـــالُـــوا مَـــا لَـــهُ
وَلِــحُــورٍ مِــنْ بَــنَـاتِ الْـمُـلْـكِ عِـيـنْ
قَــسَــمًــا لَــوْ قَـدَرُوا مَـا احْـتَـشَـمُـوا
لَا يَـــعِـــفُّ الــنَّــاسُ إِلَّا عَــاجِــزِيــنْ
•••
أَرَأَيْــــتَ الْــــخَــــيْـــرَ وَافَـــى أُمَّـــةً
لَـمْ يَـنَـالُـوا حَـظَّـهُـمْ فِـي الـنَّـابِـغِـينْ
يَــصْــلُــحُ الْــمُــلْــكُ عَــلَـى طَـائِـفَـةٍ
هُـمْ جَـمَـالُ الْأَرْضِ حِـيـنًـا بَعْدَ حِينْ
مَــلَــئُــوا الــدُّنْــيَــا عَــلَــى قِــلَّـتِـهِـمْ
وَقَــدِيــمًــا مُــلِــئَــتْ بِـالْـمُـرْسَـلِـيـنْ
يَــحْــسُــنُ الـدَّهْـرُ بِـهِـمْ مَـا طَـلَـعُـوا
وَبِـــهِــمْ يَــزْدَادُ حُــسْــنًــا آفِــلِــيــنْ
قَـــدْ أَقَـــامُـــوا قُـــدْوَةً صَـــالِــحَــةً
وَمَــضَــوْا أَمْــثِــلَــةً لِــلْــمُــحْـتَـذِيـنْ
إِنَّـــمَـــا الْأُسْــوَةُ، وَالــدُّنْــيَــا أُسًــى،
سَــبَـبُ الْـعُـمْـرَانِ نَـظْـمُ الْـعَـالَـمِـيـنْ
يَــا صَــرِيـعَ الْـمَـوْتِ نَـدْمَـانَ الْـبِـلَـى
كُـــلُّ حَـــيٍّ بِــالَّــذِي ذُقْــتَ رَهِــيــنْ
كِــدْتَ مِــنْ قَــتْــلِ الْــمَـنَـايَـا خِـبْـرَةً
تَـــعْـــلَـــمُ الْآجَـــالَ أَيَّــانَ تَــحِــيــنْ
يَــا مُــبِــيــدَ الْأُسْــدِ فِــي آجَــامِــهَـا
هَـلْ أَبَـادَتْ خَـيْـلُـكَ الـدُّودَ الْـمَـهِـينْ
يَــا عَــزِيــزَ الــسَّــجْـنِ بِـالْـبَـابَـا إِلَـى
كَـمْ تَـرَدَّى فِـي الـثَّـرَى ذُلَّ الـسَّـجِينْ
رُبَّ يَـــوْمٍ لَـــكَ جَـــلَّـــى وَانْــثَــنَــى
سَــائِــلَ الْـغُـرَّةِ مَـمْـسُـوحَ الْـجَـبِـيـنْ
أَحْـــرَزَ الْـــغَـــايَــةَ نَــصْــرًا غَــالِــيًــا
لِــفَـرَنْـسَـا وَحَـوَى الْـفَـتْـحَ الـثَّـمِـيـنْ
قَـــيْــصَــرَا الْأَنْــسَــابِ فِــيــهِ نَــازَلَا
قَـيْـصَـرَ الـنَّـفْـسِ عِـصَـامَ الْـمَـالِـكِينْ
مُــجْــلِــسَ الــتَّــاجِ عَــلَــى مَـفْـرِقِـهِ
بِــيَــدَيْــهِ لَا بِأَيْــدِي الْــمُــجْـلِـسِـيـنْ
حَــوْلَ «أُسْـتِـرْلِـيـزَ»كَـانَ الْـمُـلْـتَـقَـى
وَاصْـطِـدَامُ الـنَّـسْـرِ بِـالْـمُـسْـتَنْسِرِينْ
وُضِــعَ الــشِّــطْـرَنْـجُ فَـاسْـتَـقْـبَـلْـتَـهُ
بِـــبَـــنَـــانٍ عَــابِــثٍ بِــالــلَّاعِــبِــيــنْ
فَإِذَا الْـــمَـــلْـــكَـــانِ هَـــذَا خَــاضِــعٌ
لَـكَ فِـي الْـجَـمْـعِ وَهَـذَا مُـسْـتَـكِـيـنْ
صِـدْتَ شَـاهَ الـرُّوسِ وَالـنِّـمْـسَـا مَـعًا
مَـنْ رَأَى شَـاهَـيْـنِ صِـيدَا فِي كَمِينْ؟
•••
يَــا مُــلَــقَّــى الــنَّـصْـرِ فِـي أَحْـلَامِـهِ
أَيْـنَ مِـنْ وَادِي الْـكَرَى «سَنْتِ هِلِينْ»
يَــا مُـنِـيـلَ الـتَّـاجِ فِـي الْـمَـهْـدِ ابْـنَـهُ
مَــا الَّـذِي غَـرَّكَ بِـالْـغَـيْـبِ الْـجَـنِـيـنْ
اتَّــــئِـــدْ فِـــي أُمَّـــةٍ أَرْهَـــقْـــتَـــهَـــا
إِنَّــهَــا كَــالــنَّــاسِ مِــنْ مَـاءٍ وَطِـيـنْ
أَتْــعَــبَ الــرِّيــحَ مَــدَى مَـا سَـلَـكَـتْ
مِــنْ سُــهُــولٍ وَأَجَـازَتْ مِـنْ حُـزُونْ
مِــــنْ أَدِيــــمٍ يَـــهْـــرَأُ الـــدُّبَّ إِلَـــى
فَــلَــوَاتٍ تُــنْـضِـجُ الـضَّـبَّ الْـكَـنِـيـنْ
لَــــكَ فِــــي كُــــلِّ مُــــغَــــارٍ غَـــارُهُ
وَعَــلَــيْــهَــا الــدَّمْــعُ فِـيـهِ وَالْأَنِـيـنْ
وَمِـــنَ الْـــمَـــكْـــرِ تَــغَــنِّــيــكَ بِــهَــا
هَـلْ يُـزَكِّـي الـذِّبْـحَ غَـيْـرُ الـذَّابِـحِينْ
سُــخِّــرَ الــنَّــاسُ وَإِنْ لَــمْ يَـشْـعُـرُوا
لِــــقَـــوِيٍّ أَوْ غَـــنِـــيٍّ أَوْ مُـــبِـــيـــنْ
وَالْــجَــمَــاعَــاتُ ثَــنَــايَـا الْـمُـرْتَـقَـى
فِـي الْـمَـعَـالِـي وَجُـسُـورُ الْـعَـابِـرِيـنْ
•••
يَـا خَـطِـيـبَ الـدَّهْـرِ هَـلْ مَـالَ الْـبِلَى
بِــلِــسَــانٍ كَــانَ مِــيــزَانَ الــشُّـئُـونْ
تُـــرْجَـــحُ الـــسِّـــلْــمُ إِذَا حَــرَّكْــتَــهُ
كِــفَّــةً أَوْ تُــرْجَــحُ الْـحَـرْبُ الـزَّبُـونْ
خُــــطَــــبٌ لَا صَــــوْتَ إِلَّا دُونَـــهَـــا
فِـي صَـدَاهَـا الْـخَيْلُ تَجْرِي وَالسِّنِينْ
مِـنْ قَـصِـيـرِ الـلَّـفْـظِ فِـي مَكْرِ النُّهَى
وَطَـوِيـلِ الـرُّمْـحِ فِـي كَـيْـدِ الْـوَتِـينْ
غَـــــــيْــــــرَ وَضَّــــــاعٍ وَلَا وَاشٍ وَلَا
مُــنْــكَــرِ الْــقَـوْلِ وَلَا لَـغْـوِ الْـيَـمِـيـنْ
سِــرْنَ أَمْــثَــالًا فَــلَــوْ لَــمْ يُــحْــيِــهِ
سَــيْــفُــهُ أَحْـيَـيْـنَـهُ فِـي الْـغَـابِـرِيـنْ
•••
قُــمْ إِلَــى الْأَهْـرَامِ وَاخْـشَـعْ وَاطَّـرِحْ
خِــيـلَـةَ الـصِّـيـدِ وَزَهْـوَ الْـفَـاتِـحِـيـنْ
وَتَـــمَـــهَّـــلْ إِنَّـــمَــا تَــمْــشِــي إِلَــى
حَــرَمِ الــدَّهْــرِ وَمِــحْــرَابِ الْـقُـرُونْ
هُــوَ كَــالــصَّــخْـرَةِ عِـنْـدَ الْـقِـبْـطِ أَوْ
كَـالْـحَـطِـيـمِ الـطُّـهْـرِ عِـنْدَ الْمُسْلِمِينْ
وَتَـــسَـــنَّـــمْ مِـــنْــبَــرًا مِــنْ حَــجَــرٍ
لَـمْ يَـكُـنْ قَـبْـلَـكَ حَـظَّ الْـخَـاطِـبِـيـنْ
وَادْعُ أَجْــيَــالًا تَــوَلَّــتْ يَــسْــمَــعُـوا
لَـكَ وَابْـعَـثْ فِـي الْأَوَالِـي حَـاشِـرِينْ
وَأَعِــــدْهَــــا كَــــلِــــمَـــاتٍ أَرْبَـــعًـــا
قَــدْ أَحَــاطَـتْ بِـالْـقُـرُونِ الْأَرْبَـعِـيـنْ
أَلْــهَــبَــتْ خَــيْــلًا وَحَـضَّـتْ فَـيْـلَـقًـا
وَأَحَــالَــتْ عَــسَــلًا صَــابَ الْـمَـنُـونْ
قَـدْ عَـرَضْـتَ الـدَّهْـرَ وَالْـجَـيْـشَ مَعًا
غَــايَــةٌ قَــصَّــرَ عَــنْــهَـا الْـفَـاتِـحُـونْ
مَــا عَــلِــمْــنَــا قَــائِــدًا فِـي مَـوْطِـنٍ
صَــفَــحَ الــدَّهْــرَ وَصَـفَّ الـدَّارِعِـيـنْ
فَـــتَـــرَى الْأَحْــيَــاءَ فِــي مُــعْــتَــرَكٍ
وَتَـرَى الْـمَـوْتَـى عَـلَـيْـهِـمْ مُـشْـرِفِـينْ
عِـــظَـــةٌ قَـــوْمِــي بِــهَــا أَوْلَــى وَإِنْ
بَــعُــدَ الْــعَــهْــدُ فَــهَــلْ يَــعْـتَـبِـرُونْ
هَــــذِهِ الْأَهْــــرَامُ تَــــارِيــــخُــــهُـــمُ
كَـيْـفَ مِـنْ تَـارِيـخِـهِـمْ لَا يَـسْـتَحُونْ
•••
يَــا كَــثِـيـرَ الـصَّـيْـدِ لِـلـصِّـيـدِ الْـعُـلَا
قُــمْ تَأَمَّـلْ كَـيْـفَ صَـادَتْـكَ الْـمَـنُـونْ
قُــمْ تَــرَ الــدُّنْــيَــا كَــمَــا غَــادَرْتَــهَـا
مَــنْــزِلَ الْــغَــدْرِ وَمَــاءَ الْـخَـادِعِـيـنْ
وَتَــرَ الْــحَــقَّ عَــزِيــزًا فِــي الْــقَــنَــا
هَـيِّـنًـا فِـي الْـعُـزَّلِ الْـمُـسْـتَـضْـعَفِينْ
وَتَـــــرَ الْأَمْـــــرَ يَـــــدًا فَــــوْقَ يَــــدٍ
وَتَـــرَ الـــنَّـــاسَ ذِئَــابًــا وَضَــئِــيــنْ
وَتَــــرَ الْــــعِــــزَّ لِــــسَــــيْـــفٍ نَـــزِقٍ
فِــي بِــنَــاءِ الْــمُــلْــكِ أَوْ رَأْيٍ رَزِيــنْ
سُـــنَـــنٌ كَــانَــتْ وَنَــظْــمٌ لَــمْ يَــزَلْ
وَفَــسَــادٌ فَــوْقَ بَـاعِ الْـمُـصْـلِـحِـيـنْ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الرمل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

أحمد شوقي: شاعر مصري، يُعَدُّ أحد أعظم شعراء العربية في مختلِف العصور، بايعه الأدباء والشعراء في عصره على إمارة الشعر فلقب ﺑ «أمير الشعراء». كان صاحب موهبة شعرية فَذَّةٍ، وقلم سَيَّال، لا يجد عناء في نظم الشعر، فدائمًا ما كانت المعاني تتدفق عليه كالنهر الجاري؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية، فبلغ نتاجه الشعري ما لم يبلغه تقريبًا أيُّ شاعر عربي قديم أو حديث، حيث وصل عدد أبيات شعره إلى ما يتجاوز ثلاثةً وعشرين ألف بيت وخمسمائة.

وُلد «أحمد شوقي علي» بحي الحنفي بالقاهرة في عام ١٨٦٨م، لأبٍ شركسي وأُمٍّ ذات أصول يونانية، لكنه نشأ وتربَّى في كنف جَدته لأمه التي كانت تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل. أُدخل شوقي في الرابعة من عمره الكُتَّاب فحفظ فيه قدرًا من القرآن، ثم انتقل بعدها ليُتِمَّ تعليمه الابتدائي، وأظهر الصبي في صغره ولعًا بالشعر، جعله يَنْكَبُّ على دواوين فحول الشعراء فيحفظ وينهل منها قدر ما يستطيع، ولما أتمَّ الخامسة عشرة من عمره التحق بقسم الترجمة الذي أُنشِئَ حديثًا بمدرسة الحقوق، سافر بعدها إلى فرنسا ليكمل دراسته القانونية، ورغم وجوده في باريس آنذاك، إلا أنه لم يُبْدِ سوى تأثرٍ محدودٍ بالثقافة الفرنسية، فلم ينبهر بالشعراء الفرنسيين أمثال: رامبو، وبودلير، وفيرلين. وظل قلبه معلقًا بالشعراء العرب وعلى رأسهم المتنبي.

يُعَدُّ أحمد شوقي من مؤسسي مدرسة الإحياء والبعث الشعرية مع كل من: محمود سامي البارودي، وحافظ إبراهيم، وعلي الجارم، وأحمد محرم. وقد التزم شعراء هذه المدرسة بنظم الشعر العربي على نهج القدماء، خاصة الفترة الممتدة بين العصر الجاهلي والعباسي، إلا أنه التزامٌ مازَجَه استحداث للأغراض الشعرية المتناوَلَة، التي لم تكُن معروفة عند القدماء، كالقصص المسرحي، والشعر الوطني، والشعر الاجتماعي. وقد نظم شوقي الشعر بكل أغراضه: المديح، والرثاء، والغزل، والوصف، والحكمة.

بايع الأدباء والشعراء أحمد شوقي أميرًا لهم في حفلٍ أُقِيمَ بالقاهرة عام ١٩٢٧م، وظل الرجل مَحَلَّ إعجاب وتقدير ليس فقط بين الخاصة من المثقَّفين والأدباء بل من عموم الناس أيضًا، وفي عام ١٩٣٢م رحل شوقي عن عالمنا، وفاضت رُوحُهُ الكريمة إلى بارئها عن عمر يناهز أربعة وستين عامًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤