تِمْثَالُ سَعْدٍ

Wave Image
امْـــلَأِ الْأُفْـــقَ مِــنْ سَــنًــا وَسَــنَــاءِ
وَتَــــرَفَّـــقْ بِـــهَـــامَـــةِ الْـــجَـــوْزَاءِ
وَاسْـمُ نَـحْـوَ الـسَّـمَـاءِ كَـالْمَثَلِ الْأَعْـ
ـلَـى تَـجَـلَّـى مُـحَـلِّـقًـا فِـي الـسَّـمَاءِ
تَـجْـتَـلِـيـكَ الـنُّـفُـوسُ طَـالِـعَ سَـعْـدٍ
وَتَـــرَاكَ الْـــعُـــيُـــونُ لَــمْــحَ رَجَــاءِ
رَافِـــعٌ رَأْسَــهُ يَــشُــقُّ بِــهِ الــسُّــحْـ
ـبَ فَــتَـمْـضِـي فِـي رَهْـبَـةٍ وَحَـيَـاءِ
شَــمَـمٌ عَـافَ أَنْ يَـعِـيـشَ عَـلَـى الْأَرْ
ضِ فَــفَــازَتْ بِــهِ طِــبَــاقُ الْـجِـوَاءِ
مَـنْ سِـوَى ذِي الْمَضَاءِ وَالْهِمَّةِ الشَّمَّـ
ـاءِ أَوْلَـــى بِـــالْــقِــمَّــةِ الــشَّــمَّــاءِ؟
نَــاظِــرٌ يَــعْــبُـرُ الْـوُجُـودَ بِـلَـحْـظَـيْـ
ـهِ فَــيَــجْــتَــازُ مُـسْـتَـسِـرَّ الْـخَـفَـاءِ
تَــتَــجَــلَّــى لَــهُ الْــحَــيَـاةُ سُـطُـورًا
مِـنْ ضِـيَـاءٍ لَا مِـنْ حُـرُوفِ الْـهِـجَاءِ
وَيَـــرَى مِـــنْ وَرَائِـــهَـــا كُـــلَّ سِـــرٍّ
جَـــلَّ مَـــكْــنُــونُــهُ عَــنِ الْإِفْــشَــاءِ
وَاقِـفٌ كَـالْـخَـطِـيـبِ فَـانْـتَـبَـهَ الشَّرْ
قُ وَمَـــدَّ الْأَعْـــنَـــاقَ لِـــلْإِصْـــغَـــاءِ
رُبَّ صَــمْــتٍ مِــنَ الْــبَـيَـانِ رَهِـيـبٍ
حُـــرِمَـــتْـــهُ مَـــقَــاوِلُ الْــبُــلَــغَــاءِ
وَإِذَا جَــلَّــتِ الْــمَــعَــانِـي تَـسَـامَـتْ
عَــنْ قُــيُــودِ الْأَفْــعَــالِ وَالْأَسْــمَـاءِ
يَـتَأَبَّـى الـسَّـيْـلُ الَّـذِي يَـصْدَعُ الْأَجْـ
ـبَــالَ أَنْ يَــحْــتَــوِيــهِ جَــوْفُ إِنَـاءِ
وَإِذَا لَــمْ تَــعِ الْــمَــعَــانِــي فَــنَــقِّـبْ
تَــجِــدِ الْــعَــيْـبَ كُـلَّـهُ فِـي الْـوِعَـاءِ
بَــيْــنَ مَــعْــنًــى قَــزْمٍ يَـجُـرُّ رِدَاءَيْـ
ـهِ وَمَـعْـنًـى ضَـخْـمٍ قَـصِـيـرِ الـرِّدَاءِ
رُبَّ فِـكْـرٍ فِـي الـنَّـفْسِ وَهْوَ مُضِيءٌ
أَخْـــمَـــدَتْـــهُ فَـــهَـــاهَــةُ الْــفَأْفَــاءِ
•••
كَـانَ فِـي مَـوْتِـهِ مِـنَ الْـخُـلْـدِ مَـعْنًى
فَــوْقَ مَــعْــنَـى الْـحَـيَـاةِ وَالْأَحْـيَـاءِ
عِــشْــتَ حُــرًّا فَــكَـانَ خَـيْـرَ قَـرِيـنٍ
لَــكَ بَــعْــدَ الْــحَـيَـاةِ طَـلْـقُ الْـهَـوَاءِ
تَـزْدَهِـي الـطَّـيْـرُ بِـالـزَّعِـيـمِ وَتَـهْـفُو
بِــجَــنَــاحَــيْــنِ مِــنْ هَــوًى وَوَفَـاءِ
كُـــلَّــمَــا غَــنَّــتِ الْــبِــلَادُ بِــسَــعْــدٍ
رَدَّدَتْ فِــي الـسَّـمَـاءِ لَـحْـنَ الْـغِـنَـاءِ
وَهْــــوَ عَــــالٍ كَـــذِكْـــرِهِ مَـــلَأَ الْأَرْ
ضَ وَأَلْــوَى بِــعَــاصِــفَــاتِ الْــفَـنَـاءِ
إِنَّ مَــنْ لَــمْ يُــبَــالِ بِـالْـمَـوْتِ حَـيًّـا
فَــازَ مِــنْ بَــعْــدِ مَــوْتِــهِ بِــالْــبَـقَـاءِ
•••
فِـي صَـفَـاءٍ مِـنَ الـطَّـبِـيـعَـةِ كَـالْـحَـ
ـقِّ إِذَا لَــمْ يَــشِــنْــهُ ثَــوْبُ الــرِّيَــاءِ
تَقْبِسُ الشَّمْسُ نُورَهَا مِنْهُ فِي الصُّبْـ
ـحِ وَزُهْــرُ الــنُّـجُـومِ عِـنْـدَ الْـمَـسَـاءِ
فِـي حَـفِـيـفٍ مِـنَ الـنَّـسِـيـمِ رَفِـيـقٍ
وَجَـــمِـــيـــمٍ عَـــذْبٍ مِـــنَ الْأَنْــدَاءِ
لَا يُــبَـالِـي الْأَنْـوَاءَ مِـنْ بَـعْـدِ مَـا عَـا
شَ حَــــيَــــاةً كَـــثِـــيـــرَةَ الْأَنْـــوَاءِ
تَـحْـتَـهُ الـنِّـيـلُ فِـي الْخَمَائِلِ يَمْشِي
خَـافِـضًـا طَـرْفَـهُ عَـلَـى اسْـتِـحْـيَـاءِ
سَــارَ يُــزْهَـى بِـشَـاطِـئَـيْـهِ طَـلِـيـقًـا
نَــحْــنُ أَدْرَى بِــنِــعْــمَــةِ الــطُّـلَـقَـاءِ
يَـزْأَرُ الْـمَـوْجُ فِـيـهِ غَـضْـبَـانَ أَنْ ضَا
قَ بِـــمَــا يَــسْــتَــحِــقُّ مِــنْ إِطْــرَاءِ
هُــوَ مَــجْــرًى مِــنَ الْــبَــشَــائِـرِ وَالْآ
مَــالِ مُــثِّــلْــنَ فِــي غَــرِيــنٍ وَمَــاءِ
هُـوَ حِـيـنًـا حَـوْلَ الـرُّبَـى مِـنْ نُـضَارٍ
وَهْــوَ حِــيــنًــا مِـنْ فِـضَّـةٍ بَـيْـضَـاءِ
قَـــبَّـــلَــتْــهُ الْأَزْهَــارُ وَهْــوَ أَبُــوهَــا
كَــمْ حَــنَــانٍ فِــي قُــبْــلَــةِ الْأَبْـنَـاءِ!
•••
قِـفْ كَـمَـا شِئْتَ وَقْفَةَ اللَّيْثِ يَا سَعْـ
ـدُ قَـــلِـــيـــلَ الْأَنْــدَادِ وَالــنُّــظَــرَاءِ
مِـصْـرُ غِـيـلُ الشَّرْقِ الَّذِي عَلَّمَ الْأُسْـ
ـدَ صِـيَـانَ الْـحِـمَـى وَفَـتْـكَ الـضِّرَاءِ
نَـابُـهَـا الْـحُـجَّـةُ الـضَّـرُوسُ وَأَظْـفَـا
رُ يَـــدَيْـــهَــا عَــزِيــمَــةُ الْــبُــسَــلَاءِ
زَأَرَتْ مِـصْـرُ فَـاسْـتَـطَـارَ لَـهَـا الـشَّـرْ
قُ وَلَـــبَّـــى مُـــثَـــوِّبًـــا لِـــلـــنِّـــدَاءِ
وَأَمَــاطَ الْــحِــجَــابَ عَـنْ نَـاظِـرَيْـهِ
وَمَـــضَـــى يَـــسْــتَــخِــفُّ بِــالْأَرْزَاءِ
قِـفْ مُـشِـيـرًا إِلَـى الْـفَـضَـاءِ فَـذِكْـرَا
كَ مَـدَى الـدَّهْـرِ مِـلْءُ هَـذَا الْـفَـضَـاءِ
حَـفِـظَـتْـهَـا الْأَبْـنَـاءُ أُنْـشُـودَةَ الْـمَـهْـ
ـدِ وَكَــــانَــــتْ عَـــقِـــيـــدَةَ الْآبَـــاءِ
•••
قِـفْ وَشَـاهِـدْ مِـصْـرَ الطَّلِيقَةَ تَجْرِي
شَــوْطَــهَــا فِــي تَــوَثُّــبٍ وَمَــضَـاءِ
نَـحْـنُ أَحْـرَى بِـالـرَّسْـمِ مِـنْ أَلْفِ مَثَّا
لٍ وَأَدْرَى بِـــشِـــيـــمَــةِ الــنُّــبَــغَــاءِ
ذَهَــبَ الْــقَــيْـدُ فِـي الـرِّيَـاحِ وَوَلَّـى
وَبَـــدَا وَجْـــهُــهَــا وَضِــيءَ الــرُّوَاءِ
لَــيْــسَ يَــدْرِي حَــلَاوَةَ الـنُّـجْـحِ إِلَّا
كَـــادِحٌ ذَاقَ فِـــيـــهِ مُـــرَّ الْــعَــنَــاءِ
وَنَــعِــيــمُ الــسَّــرَّاءِ يَـجْـهَـلُ مَـعْـنَـا
هُ فَـــتًـــى لَــمْ يُــمَــسَّ بِــالــضَّــرَّاءِ
مَــرْحَـبًـا بِـالـشَّـدَائِـدِ الـدُّهْـمِ يَـتْـلُـو
هَــا صَــبَــاحٌ مِــنْ نِــعْــمَــةٍ وَرَخَـاءِ
عَــلَّــمَــتْــنَــا أَلَّا نَـبِـيـتَ عَـلَـى ضَـيْـ
ـمٍ وَأَلَّا نَـــبْـــكِـــي بُـــكَـــاءَ الْإِمَـــاءِ
وَأَرَتْـــنَـــا أَنَّ الـــنِّــهَــايَــةَ لِــلــصَّــبْـ
ـرِ إِذَا حَــــاطَــــهُ كَــــرِيـــمُ الْإِبَـــاءِ
كِــبْــرِيَــاءُ الــشُّــعُــوبِ سِـرُّ عُـلَاهَـا
لَـــمْ تَـــسُـــدْ أُمَّـــةٌ بِـــلَا كِــبْــرِيَــاءِ
•••
إِنَّ تِـــمْـــثَـــالَـــكَ الَّـــذِي هُــوَ رَمْــزٌ
لِــلْأَمَــانِــي وَالْــهِــمَّــةِ الْــقَــعْــسَـاءِ
بَـارِزٌ فِـي الـضَّـمِـيـرِ مِـنْ كُـلِّ نَـفْـسٍ
بَـــاعِـــثٌ نُـــورَهُ إِلَـــى كُـــلِّ رَائِــي
قَــدْ أَجَـادَ الْـمَـثَّـالُ مَـا تَـصْـنَـعُ الْـكَـ
ـفُّ وَمَـا يَـسْـتَـطِـيـعُ وَحْـيُ الـذَّكَـاءِ
غَــيْــرَ أَنَّ الـنَّـفْـسَ الْـكَـبِـيـرَةَ خَـلْـقٌ
فَــوْقَ طَـوْقِ الـتَّـصْـوِيـرِ وَالْإِيـحَـاءِ
مَـنْ تُـرَى يَـسْـتَـطِـيـعُ تَـصْـوِيـرَ فِكْرٍ
لَــكَ أَمْـضَـى مِـنْ رَجْـعَـةِ الْأَصْـدَاءِ؟
مَـنْ تُـرَى يَـسْـتَـطِـيـعُ تَـصْـوِيـرَ رَأْيٍ
أَلْــمَــعِــيٍّ كَــالْــكَــوْكَــبِ الْـوَضَّـاءِ؟
أَيْــنَ مَـنْ يَـرْسُـمُ الـشَّـهَـامَـةَ وَالْـحَـ
ـقَّ وَضِـيءَ الـسَّـنَـا بَـعِـيـدَ الـسَّـنَاءِ؟
أَيْــنَ مَــنْ يَــرْسُــمُ الْإِبَــاءَ عَــزِيــزًا
وَجَــلَالَ الْــهُــدَى وَنُــبْــلَ الـسَّـرَاءِ؟
صَـوِّرُوا شَـخْـصَـهُ وَخَـلُّـوا الْـمَعَانِي
وَدَعُـــوهَـــا لِـــرِيــشَــةِ الــشُّــعَــرَاءِ
يَـصْـعَـدُ الـشِّعْرُ حَيْثُ لَا تَصِلُ الشَّمْـ
ـسُ وَيَــبْــقَــى عَــلَــى مَــدَى الْآنَـاءِ
هُـوَ خَـطُّ الْـجَـمَـالِ فِي صَفْحَةِ الْكَوْ
نِ فَــهَــلْ لِــلْــجَــمَــالِ مِــنْ قُــرَّاءِ؟
•••
شَــرَفًـا سَـعْـدُ قَـدْ لَـقِـيـتَ مِـنَ الْـفَـا
رُوقِ مَــا أَنْــتَ أَهْــلُــهُ مِــنْ حَــفَـاءِ
مَــلِــكٌ يَــقْــدُرُ الــرِّجَــالَ وَتَــعْــلُــو
فِــي حِــمَــاهُ مَــرَاتِــبُ الْــعُــظَـمَـاءِ
كُــلَّــمَــا أَثْــنَــتِ الْــمَــعَـالِـي عَـلَـيْـهِ
كَــانَ فَــوْقَ الْــعُــلَا وَفَــوْقَ الـثَّـنَـاءِ
حُــبُّــهُ جَــمَّــعَ الْــقُــلُـوبَ كَـمَـا تَـجْـ
ـمَــعُ بَــلُّــورَةٌ شَــتِــيــتَ الــضِّــيَـاءِ
حِـكْـمَـةٌ زَانَـهَـا الـشَّـبَـابُ فَأَضْـحَـتْ
قَـــبَــسًــا لِــلْــهُــدَاةِ وَالْــحُــكَــمَــاءِ
وَجَــلَالٌ لِــمِــثْــلِــهِ يَــخْـشَـعُ الـطَّـرْ
فُ وَتَــعْــنُــو الْــقُــلُــوبُ بِــالْإِيـمَـاءِ
قَـــدْ فَــدَيْــنَــا لِــوَاءَهُ فِــي يَــدَيْــهِ
وَفَــــدَيْــــنَــــاهُ حَـــامِـــلًا لِـــلِّـــوَاءِ
هَـتَـفَ الْـمَـجْـدُ بِـاسْمِهِ وَاسْتَضَاءَتْ
بِـــسَـــنَـــاهُ زَعَـــامَـــةُ الـــزُّعَـــمَــاءِ
قَـدْ مَـلَأْتُ الْـوُجُـودَ شِـعْـرًا بِـمَدْحِيـ
ـهِ وَمَـــا زِلْـــتُ بَـــيْـــنَ بَـــاءٍ وَتَــاءِ
يَــنْـتَـهِـي جُـهْـدُ كُـلِّ مَـدْحٍ وَوَصْـفٍ
وَمَــدَى فَــضْــلِــهِ بِــغَــيْــرِ انْــتِـهَـاءِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤