نَذِيرُ الشَّيْبِ

Wave Image
أَهْـــلًا وَسَــهْــلًا بِــالــنَّــذِيـ
ـرِ وَمَـرْحَـبًـا بِـكَ يَا مَشِيبْ
لَاحَــتْ بِــعَـارِضِ مَـفْـرِقِـي
نَـجْـمًـا يُـخَـالِـطُـهُ شُـحُوبْ
وَلَــئِــنْ رَضِـيـتُ وَإِنْ كَـرِهْـ
ـتُ فَـأَوَّلُ الْـغَـيْـثِ الْهُبُوبْ
•••
قَـالُـوا كَـبِـرْتَ وَكَـيْـفَ يَـكْـ
ـبَــرُ مَـنْ لَـهُ قَـلْـبٌ طَـرُوبْ
بَــعْــضُ الْــقُـلُـوبِ جَـلَامِـدٌ
وَالْـبَـعْضُ مِنْ شَوْقٍ يَذُوبْ
كَـيْـفَ الـسُّـلُـوُّ وَفَـوْقَ سَطْـ
ـحِ الْأَرْضِ رُعْـبُـوبٌ رَبِـيـبْ
قَـــلْــبِــي يَــجُــسُّ وَهَــذِهِ
عَـيْـنِـي تَـحُـثُّ فَيَسْتَجِيبْ
•••
مَـــا الْـــعُـــمْـــرُ إِلَّا لَــيْــلَــةٌ
فِـي ظِـلِّـهَـا رَضِـيَ الْحَبِيبْ
غَــفَـلَ الـزَّمَـانُ فَـجَـادَ عَـنْ
سَـهْـوٍ بِـهَـا الـزَّمَنُ الْجَدِيبْ
حَـرَصُـوا عَـلَـى تَـفْـوِيـتِـهَـا
وَجَـرَى بِـهَـا الْقَدَرُ الْعَجِيبْ
•••
فَـاشْـرَبْ عَـلَـى ذِكْـرِ الْحَبِيـ
ـبِ وَإِنْ تَـرَصَّـدَكَ الـرَّقِـيبْ
وَقُــلِ الــسَّـلَامُ عَـلَـيْـكَ يَـا
عَــهْــدًا دَعَــائِــمُــهُ ذُنُــوبْ
يَـزْهُـو بِـهَـا الـرَّجُـلُ الْـكَـرِيـ
ـمُ وَرُبَّ ذَنْــبٍ لَا يَــعِــيــبْ
•••
أَيَّــامَ أَنْــطَــقَــنِــي الْـهَـوَى
فَـشَـدَا بِـلَـحْـنِ الْـعَـنْـدَلِيبْ
أَيَّــامَ كُــنْــتُ مَــعَ الــظِّــبَـا
ءِ كَـبَـعْضِ مَنْ ضَمَّ الْكَثِيبْ
نَـرْمِـي الـشِّـبَـاكَ وَقَـدْ تُـحَا
كُ لَـنَـا فَـنَـقْـنَـطُ أَوْ نُـصِيبْ
نَــلْــهُــو بِــهِــنَّ كَــمَــا لَـهَـوْ
نَ فَـأَيُّـنَـا الْـخَـصْمُ السَّلِيبْ
نَـسْـقِـي وَنُـسْـقَـى وَالْـهَوَى
كَــأْسٌ تَــدَاوَلُــهَـا الْـقَـلُـوبْ
نَطْوِي الْحَدِيثَ وَفِي الْعُيُو
نِ رَسَــائِــلٌ عَــنَّــا تَــنُــوبْ
نَــعْــنِــي بِــهِــنْــدٍ زَيْــنَــبًــا
وَلِـغَـيْـرِ فَـاطِـمَـةَ الـنَّـسِيبْ
وَنَــخُـصُّ لَـيْـلَـى بِـالْـحَـدِيـ
ـثِ لَـعَـلَّ بُـثْـنَـةَ تَـسْـتَـرِيبْ
•••
دَرَجَ الــشَّــبَــابُ وَلَـمْ يَـزَلْ
عَـــهْــدِي بِــأَوَّلِــهِ قَــرِيــبْ
هَــذَا نَــصِــيـبُـكَ مِـنْ شَـبَـا
بِـكَ وَالـصِّـبَا بِئْسَ النَّصِيبْ
فَـاخْـلَـعْ عِـذَارَكَ وَاسْـتَـبِـحْ
مَــا لَا يُــرِيـبُ وَمَـا يُـرِيـبْ
•••
يَــا قَــلْـبُ لَـجَّ كَـمَـا لَـجِـجْـ
ـتَ فَـلَيْسَ مِثْلُكَ مَنْ يُنِيبْ
كَـمْ قُـلْـتُ مُـتَّ وَلَـمْ تَـمُـتْ
أَفَــأَنْــتَ قَــلْـبٌ أَمْ قُـلُـوبْ
وَلَـئِـنْ سَـلَـوْتَ فَـلَـسْـتَ قَلْـ
ـبِــي إِنَّ قَــلْـبِـي لَا يَـتُـوبْ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

عزيز فهمي: شاعر مصري امتازَ بإنتاجٍ شِعريٍّ وفير، حازَ على إعجابِ مُعاصِريه في النصف الأول من القرن العشرين؛ لا سيما عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين.

وُلِد «عزيز عبد السلام فهمي محمد جمعة» في طنطا عامَ ١٩٠٩م، وكان والده أحدَ قِياديِّي حزب الوفد. تلقَّى «عزيز» تعليمَه الأساسي في مَسقط رأسه، ثم انتقَلَ إلى القاهرة فأكمَلَ دراستَه بمدرسة الجيزة الثانوية، والْتَحقَ بعدَها بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وفي الوقت نفسه انتسب إلى كلية الآداب، فدرَسَ فيهما معًا، وبعدما حصل على ليسانس الحقوق سافرَ إلى فرنسا لدراسة القانون، وهناك حصل على الدكتوراه في القانون من جامعة السوربون عامَ ١٩٣٨م.

بعد عودته من فرنسا عمل بالنيابة، غيرَ أنه فُصِل من عمله بعدَ إقالة الحكومة الوفدية عامَ ١٩٤٤م، فاشتغل بالمحاماة، وانتُخِب لعضوية البرلمان المصري عن حزب الوفد عامَ ١٩٥٠م، وكانت له فيه صَولاتٌ وجَولاتٌ أشهَرُها دِفاعُه عن حُرية الصحافة؛ ما أوغَرَ صدْرَ المَلِك عليه، فاعتُقِل بتهمة العيب في الذات المَلكية إبَّانَ الحربِ العالَمية الثانية. وشارَكَ «عزيز» في تحرير الصُّحف والمَجَلات التي كان يُصدِرها حزبُ الوفد، وكان عضوًا في كتائب الفدائيِّين، واشترَكَ في عملياتٍ فِدائيةٍ استهدفَتْ معسكراتِ قواتِ الاحتلالِ الإنجليزي.

أمَّا شِعْره فيتنوَّع بينَ قصائدَ طويلةٍ ومتوسطةِ الطول، ويتَّجه إلى رِثاء النفس، والغَزَل العفيف، ومَدِيح أعلام عصره، وبخاصةٍ «طه حسين» و«حافظ إبراهيم»، ورثاء آخَرين، فضلًا عن بُروزِ النَّزْعةِ الوطنية في شِعره واهتمامِه بقضايا الوطن. وله قصائدُ نشرَتْها مَجلاتٌ عِدَّة، منها: «الرسالة»، و«الثقافة»، و«الإرادة»، و«السياسة»، وقد نُشِر معظمُ شِعره في ديوانه «ديوان عزيز» عَقِب وفاته، وقدَّمَ للديوان الدكتور طه حسين، الذي أبدى في كلمته أسًى كبيرًا على الشاعر المُجِيد، الذي تَخطَّفَتْه يدُ المَنُون عاجلًا عامَ ١٩٥٢م في العيَّاط جنوبي القاهرة غَرَقًا في تُرْعةٍ مائية، بعدَ انقلابِ سيارةِ الأجرة التي كان يَستقِلُّها أثناءَ مُحاوَلتِه اللَّحاقَ بقطارِ الصَّعِيد ليتمكَّنَ من التَّرافُع في إحدى القضايا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤