أَلَا فَانْصَحَا مَنْ رَامَ حَمْدَانَ شَاعِرًا
أَلَا فَـانْـصَـحَـا مَـنْ رَامَ حَـمْـدَانَ شَاعِرًا
وَقُــولَا لَــهُ أَنْ لَا يُــعِــيــدَ وَلَا يُــبْـدِي
لَــقَــدْ وَفَــدَتْ لِـلـشَّـامِ مِـنْـهُ خَـرِيـدَةٌ
وَفِـي جِيدِهَا طَوْقٌ مِنَ الشُّكْرِ وَالْحَمْدِ
وَأَمْـهَـرَهَـا مَـنْ لَيْسَ فِي النَّاسِ كُفْؤُهَا
فَـضَـلَّـتْ لَـدَى تِـلْـكَ الْـمَنَازِلِ عَنْ رُشْدِ
رَأَتْ كُــلَّ دَارٍ غَــلَّــقَ الــشُّــحُّ بَــابَــهَـا
وَسَـدَّدَهَـا بِـالْـجَـصِّ وَالْـحَـجَـرِ الـصَّلْدِ
وَأَدْرَكَــهَـا الـلَّـيْـلُ الْـبَـهِـيـمُ فَـحَـيَّـرَتْ
وَلَا شَـكَّ أَنَّ الْـبِـكْـرَ تَـخْشَى مِنَ الْجُنْدِ
عَــرَتْـهَـا لِـفَـقْـدِ الْأَهْـلِ دَهْـشَـةُ غُـرْبَـةٍ
فَـقَامَتْ عَلَى الْأَقْدَامِ تَرْجُفُ كَالسَّعْدِي
مُـمَـزَّقَـةَ الْـجِـلْـبَـابِ مَـحْـلُـولَـةَ الْـعُرَى
مُــضَــيَّــعَـةَ الـسِّـرْوَالِ بَـادِيَـةَ الـنَّـهْـدِ
تَـقُـولُ أَضَـاعَ الـلـهُ شَـيْـخًـا أَضَـاعَـنِي
وَيُـهْـدِي وَلَـمْ يَـدْرِ الْـهَـدَايَـا لِمَنْ يُهْدِي
وَقَــالَـتْ تُـرَى هَـلْ أُبْـصِـرُ الْآنَ غَـيْـرَةً
أَصُـونُ بِـهَـا عِـرْضِـي فَـقُلْتُ لَهَا عِنْدِي
فَـقَـالَـتْ لَـعَـلَّ الـدَّارَ دَارُ ابْـنِ مَـنْـجَـكٍ
أَمِـيـرِ دِمَـشْـقِ الـشَّـامِ قُـلْتُ نَعَمْ جَدِّي
فَــقَــابَــلْــتُــهَــا مِــنِّــي بِـكُـلِّ تَـحِـيَّـةٍ
وَأَمْـهَـرْتُـهَـا رُوحِـي وَأَفْـرَشْـتُـهَـا خَدِّي
وَمُـتِّـعْـتُ فِـيـهَـا حَـيْـثُ أُوهِـمْـتُ أَنَّهَا
تَــرُدُّ شَـبَـابِـي إِذْ خَـلَـوتُ بِـهَـا وَحْـدِي
فَـقُـلْـتُ لِـمَـنْ وَافَـيْـتِ قَـالَـتْ مَـرُوعَةً
إِلَـى ذَلِـكَ الْـجُـرْدَانِ فِـي صُحْبَةِ الْقِرْدِ
وَغَـنَّـتْ بِـبَـيْـتٍ مَـا سَـمِـعْـتُ بِـمِـثْـلِـهِ
كَـسَـانِـيَ فِـي قَـيْظِ الزَّمَانِ حُلَى الْبَرْدِ
أَخَــا عَــزَمَــاتٍ لَــوْ يَــنَـالُ بِـبَـعْـضِـهَـا
مِـنَ الـنَّـقَدِ الْوَاهِي وَهَتْ صَوْلَةُ الْأُسْدِ
وَذَاكَ الَّـذِي مَـا لَـيْـسَ يُـشْـرَى بِـشَـعْرَةٍ
وَلَـوْ نَـبَـتَـتْ مِـنْـهُ الـسِّـبَـالُ عَـلَـى فَهْدِ
فَــظَــنَّــتْ بِأَنِّــي لَا أُطِــيـلُ مُـقَـامَـهَـا
لَـدَيَّ وَخَـافَـتْ وَسْـمَـةَ الـطَّـرْدِ وَالْـبُعْدِ
فَــقُــلْــتُ انْـعَـمِـي بَـالًا وَقَـرِّيَ أَعْـيُـنًـا
فَـمِـنْ بِـرِّ نَـادِيـنَـا الْأَرَامِـلُ تَـسْـتَـجْدِي
أَقِـيـمِـي إِلَـى أَنْ تَـشْـتَهِي السَّيْرَ عِنْدَنَا
وَرُوحِـي لِـمَـنْ تَـبْـغِـي وَخِفِّي بِلَا طَرْدِ
فَـقَـالَـتْ تَـرَفَّـقْ مَـا الـتَّـحَـجُّبُ عَادَتِي
وَلَا أَنَـا فِـي حِـجْـرِ الـصِّيَانَةِ مِنْ مَهْدِي
فَــغَــابَــتْ وَآبَـتْ مِـثْـلَ لَـمْـحَـةِ بَـارِقٍ
وَتَـبْـكِـي بُـكَـاءَ الْـمُـسْـتَـهَامِ مِنَ الْوَجْدِ
فَـقُـلْـتُ عَـلَـى مَـنْ تَـنْـدُبِـيـنَ فَـوَلْوَلَتْ
وَقَـالَـتْ لَـقَـدْ مَـاتَ الْـحِـمَـارُ مِـنَ الْـكَدِّ
وَعِــنْــدِيَ شُــؤْمٌ لَــوْ طَــرَحْــتُ أَقَـلَّـهُ
عَـلَـى كُـلِّ مَـنْ بَـعْـدِي لَـكَـانَ بِـهِ بَعْدِي
فَـقُـلْـتُ إِلَـى أَيِّ الْـمَـنَـاحِـيـسِ تَـنْـتَمِي
فَـقَـالَـتْ طُـوَيْـسٌ كَانَ زَوْجِي بِلَا عَقْدِ
فَـقُـلْـتُ اذْهَـبِـي أَيَّـانَ شِـئْـتِ ذَمِـيـمَـةً
وَرَاجِــعَــةً مِــنْ غَــيْــرِ إِرْثٍ وَلَا نَــقْـدِ