يَا نِسْبَةً أَدْخَلَتْ سَلْمَانَ فِي النَّسَبِ

Wave Image
يَـا نِـسْـبَـةً أَدْخَـلَـتْ سَـلْـمَـانَ فِي النَّسَبِ
بِــقَــوْلِ طَــهَ رَسُــولِ الــلــهِ خَـيْـرِ نَـبِـي
سَــلْــمَــانُ مِــنَّــا بِآلِ الْــبَــيْــتِ أَلْــحَـقَـهُ
مَــعْ أَنَّــهُ فَــارِسِــيٌّ لَــيْــسَ بِــالْــعَــرَبِـي
وَأَخْــرَجَــتْ عَــمَّــهُ الْأَدْنَــى إِلَــيْــهِ كَـمَـا
أَتَــاهُ تَــبَّــتْ يَــدَا، وَحْــيًــا، أَبِــي لَــهَــبِ
فَـابْـحَـثْ عَـنِ الـنِّـسْـبَـةِ الْمَرْفُوعِ جَانِبُهَا
مَـا تِـلْـكَ وَاعْـمَـلْ عَـلَـيْـهَـا فِيكَ وَانْتَسِبِ
وَمُـجْـمَـلُ الْـقَـوْلِ فِـي مَـعْـنَـى حَـقِيقَتِهَا
بِأَنَّـــهَـــا مِــلَّــةُ الْإِسْــلَامِ فَــاحْــتَــسِــبِ
إِسْـــلَامُ رُوحٍ وَعَـــقْـــلٍ لِـــلْإِلَـــهِ مَـــعًــا
بِــــلَا شُــــعُــــورٍ وَلَا قَــــصْــــدٍ وَلَا أَرَبِ
هَــذَا وَتَــفْــصِــيــلُــهُ إِنْ رُمْــتَ تَــعْـرِفُـهُ
فَإِنَّـــهَـــا حَـــالَـــةٌ مَـــجْــمُــوعَــةُ الْأَدَبِ
سِـرٌّ مِـنَ الْـغَـيْـبِ سَـارَ فِـي سَـرِيـرَةِ مَـنْ
لَـــهُ يُـــرِيـــدُ بِـــلَا سَـــعْــيٍ وَلَا سَــبَــبِ
فَإِنْ بَــدَتْ لَــكَ مِــنْ فَــيْــضِ الْإِلَـهِ هُـنَـا
فَـاسْـجُـدْ لِـمَـوْلَاكَ فِـي دُنْـيَـاكَ وَاقْـتَـرِبِ
سُــجُــودَ قَــلْــبٍ أَنَـارَ الْـغَـيْـبَ طَـلْـعَـتُـهُ
فَــلَــمْ يَــدَعْ عِــنْــدَهُ رَيْــبًــا مِـنَ الـرِّيَـبِ
وَأَسْــلَــمَــتْ نَــفْـسُـهُ طَـوْعًـا لِـخَـالِـقِـهَـا
وَآمَــنَــتْ بِــالَّــذِي فِــيــهَــا مِــنَ الـرُّتَـبِ
وَأَصْــبَــحَــتْ سَــائِــرُ الْأَكْــوَانِ تَـطْـلُـبُـهُ
لِأَنَّــهُ سِــرُّهَــا الْــمَــخْــصُـوصُ بِـالْـقُـرَبِ
تَـــــنَـــــزُّلَاتُ كَـــــلَامٍ لَا حُـــــرُوفَ لَــــهُ
وَلَا عُــرُوضَ مَــعَــانِــي جُـمْـلَـةِ الْـكُـتُـبِ
حَـــقٌّ تَـــنَـــزَّهَ عَــنْ رُوحٍ وَعَــنْ جَــسَــدٍ
وَعَـنْ ظُـهُـورٍ وَعَـمَّـا فِـي الْـبُـطُـونِ خَبِي
هَــذَا حَــقِــيــقَــةُ إِسْـلَامِ الَّـذِي سَـلِـمَـتْ
مِـنْـهَـا بِـهَـا نَـفْـسُـهُ عَـنْ صِـدْقِ مُـرْتَـقِـبِ
وَهْــوَ الَّــذِي لَــمْ تَـكُـنْ تُـوصَـفْ بِـهِ أَبَـدًا
غَـيْـرُ الـنَّـبِـيِّـيـنَ فِي الْمَاضِي مِنَ الْحِقَبِ
حَـتَّـى الْـخَـلِـيـلُ لَـنَـا بِـالْـمُـسْـلِـمِـيـنَ لَقَدْ
سَـمَّـى كَـمَـا جَـاءَ فِـي الْـقُرْآنِ يَا ابْنَ أَبِي
فَــاقْــنَـعْ بِـمُـجْـمَـلِـهِ وَاطْـلُـبْ مُـفَـصَّـلَـهُ
فَــرُبَّــمَـا فُـزْتَ بَـعْـدَ الْـكَـشْـفِ لِـلْـعَـجَـبِ
وَنِـلْـتَ مَـا نِـلْـتَ بِـالْـفَـيْـضِ الْـمُـقَدَّسِ لَا
بِالْكَسْبِ مِنْكَ، وَدُمْ فِي السَّعْيِ وَاكْتَسِبِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: البسيط
  • عصر القصيدة: العثماني

عن الشاعر

عبد الغني النابلسي الدمشقي: شاعر، وفقيه، ورحَّالة، ومتصوِّف سوري، يرجع نسَبُه إلى «عمر بن الخطاب».

وُلد «عبد الغني النابلسي» في دمشق عام ١٦٤١م في بيتِ عِلم؛ فقد كان جدُّه مدرِّسًا لجامع «درويش باشا» وناظرًا لوَقْفه، وقد تَولى أبوه المهامَّ نفسَها بعد وفاة جدِّه. كان أبوه أولَ معلِّم له؛ فقد حفظ على يدَيه القرآنَ الكريم في سِن الخامسة، وحين بلَغ العاشرة حفظ كثيرًا من المقدِّمات والمنظومات مثل: «ألفية ابن مالك في النحو»، و«الشاطبية في القراءات»، و«الرحبانية في الفرائض»، و«الجَزرية في التجويد»، كما تابَع دروس «نجم الدين الغزي» في الحديث في الجامع الأموي، وحصل على أول إجازة عامة في الحديث.

عمل «النابلسي» مدرسًا في الجامع الأموي وهو في سِن العشرين من عمره، وحين بلغ الخامسةَ والعشرين ارتحل إلى أدرنة بالدولة العثمانية ثم زار إسطنبول، وبعد عودته عُيِّن قاضيًا في حي الميدان جنوب دمشق، لكنه استقال من منصبه ليتفرَّغ للتدريس والتأليف.

تَجاوَزت مُؤلَّفاته ثلاثمائة عمل مُوزَّعة بين الشِّعر وأدب الرحلات والفقه والتصوُّف والحديث والتفسير؛ ومن أبرزها: «إيضاح المقصود من وَحْدة الوجود»، و«الوجود الحق والخطاب الصدق»، و«التعبير في تفسير الأحلام»، و«ديوان الدواوين» وهو مجموعُ شِعره، و«أسرار الشريعة»، و«الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية»، و«ذخائر المواريث في الدلالة على مَواضع الحديث»، وغير ذلك من المصنَّفات الغنية التي تُعَد مصادرَ مهمة في مجالاتها.

اشتهر بالتصوُّف ومُجاهَدة النفس حتى وصل إلى مرتبة العارفين، وكان يَتبنى أفكارَ «محيي الدين بن عربي» ويُدافِع عنه ضدَّ مُنتقِديه، ودخَل في معركة حامية مع علماء وفقهاء عصره حول أفكاره الصوفية والقول بوَحْدة الوجود، وتَعرَّض على إثرها لأزمةٍ نفسية حادة في سن الأربعين، اضطرَّ على إثرها إلى الاعتزال في بيته لمدة سبع سنوات، قضاها في التأليف والتدريس، وأسدَل شَعره في أثنائها، وأرخى لحيتَه، وطلَّق زوجته، لكنه خرج بعدها إلى الناس الذين ازداد احترامُهم له بعدَ أن كانوا قد رمَوه بالحجارة قبل خلوته.

تُوفِّي «النابلسي» عام ١٧٣١م في دمشق، ودُفِن بالقبة التي بناها في بيته، والتي أُقيم عليها جامعٌ بعد ذلك.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤