الدُّنْيَا طَرِيقٌ

Wave Image
الـــلــهُ يَــعْــلَــمُ يَــا صَــدِيــقْ
أَنِّـــي لِـــهَـــجْــرِكَ لَا أُطِــيــقْ
فَــــابْـــعَـــثْ إِلَـــيَّ رِسَـــالَـــةً
أُطْــفِــئْ بِــهَــا نَــارَ الْـحَـرِيـقْ
مَــــا لِــــي أُحِــــبُّ وَلَا تُــــحِـ
ـبُّ وَأَسْــتَــفِــيــقُ وَلَا تُـفِـيـقْ
سَــافَــرْتَ لَــمْ تَــعْــلَــمْ بِــمَــا
لَاقَــيْــتُ مِــنْ هَــمٍّ وَضِــيــقْ
يَــا لَــيْــتَ يَــوْمَ رَحَــلْـتَ عَـنِّـ
ـي كُـنْـتُ عَـبْـدَكَ فِـي الطَّرِيقْ
فَـــاجْــزِ الْــمَــوَدَّةَ صَــاحِــبًــا
يُــخْــفِــي لَـكَ الْـوُدَّ الْـوَثِـيـقْ
فَـــلَـــقَـــدْ تَــرَى مِــنِّــي أَخًــا
كَالسَّيْفِ فِي الْخَطْبِ الطَّرُوقْ
يَـــجْـــلُـــو الْإِخَـــاءَ بِـــنِــيَّــةٍ
كَـالـشَّـمْـسِ فِـي رَأْدِ الـشُّرُوقْ
وَصَــــدَاقَـــةٍ خَـــطَّـــافَـــةِ الْـ
أَنْــوَارِ تَــحْــسَــبُــهَــا الْـبُـرُوقْ
نَـفْـسِـي كَـنَـفْـسِ الـلَّيْثِ غَضْـ
ـبَــانًــا لَـدَى هَـضْـمِ الْـحُـقُـوقْ
فَـــوْقَ الْـــمَـــجَــرَّةِ لِــلْــعَــدُوِّ
وَتَــحْــتَ أَقْــدَامِ الــصَّــدِيــقْ
أَنَـا فِـي الْـمَـحَـامِـدِ ضَـارِبُ الْـ
أَعْــرَاقِ لَــسْــتُ بِــهَـا لَـصِـيـقْ
وَأَرَى الــصِّــحَـابَ بِـفَـضْـلِـهِـمْ
لَا بِـــالْـــمُـــلَازِمِ وَالْـــفَــرِيــقْ
فَــاذْكُــرْ أَخًــا لَــكَ لَـيْـسَ يُـنْـ
ـسَـى فَـهْـوَ بِـالـذِّكْـرَى حَـقِيقْ
أَوَمَـــا تَـــرَى الْأَعْـــمَـــارَ كَــالْـ
أَسْــفَــارِ وَالــدُّنْــيَــا طَــرِيــقْ
وَإِذَا سَـــكِـــرْتَ الْــيَــوْمَ مِــنْ
يَــحْــيَـى إِلَـى أَنْ تَـسْـتَـفِـيـقْ
فَـــانْــظُــرْ إِلَــيَّ كَــمَــا نَــظَــرْ
تُ إِلَــيْــكَ بِـالـنَّـظَـرِ الـدَّقِـيـقْ
تَــشْــهَــدْ ضَــمِـيـرِيَ صَـافِـيًـا
كَــزُجَــاجَـةِ الْـمَـاءِ الـصَّـفِـيـقْ
تَــــجِــــدِ الْــــوِدَادَ مُــــنَـــوِّرًا
وَالــصِّـدْقَ مَـنْـشُـورَ الْـعَـبِـيـقْ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

محمد توفيق علي: شاعِرٌ مِصريٌّ يَنْتَمِي إِلى مَدْرَسةِ الإحْياءِ والبَعْثِ فِي الشِّعرِ العَرَبِي؛ تلكَ المَدْرَسةِ التِي وُصِفتْ بأنَّها أَحْيَتِ الشِّعرَ مِن مَرْقَدِه؛ حيثُ أعادَتْ بِناءَ القَصِيدةِ الشِّعريةِ بِناءً يُجدِّدُ فِي أَغْراضِها الشِّعريةِ ولا يَتَصرَّفُ فِي صُورتِها التَّقلِيديةِ المُتمثِّلةِ فِي وَحْدةِ الوَزنِ والقَافِية.

وُلِدَ محمد توفيق فِي قَرْيةِ «زاوية المصلوب» بمُحافَظةِ بني سويف عامَ ١٨٨١م أثناءَ الثَّوْرةِ العُرَابِية، وكانَ والِدُهُ مِن أَثْرياءِ الفَلَّاحِين، فأَلْحَقَه بِكُتَّابِ القَرْيةِ بِوَصْفِهِ أَوَّلَ بابٍ يُفْضِي إِلى مَدِينةِ العِلْمِ والدِّينِ فِي هَذا الزَّمَان، ثُم أَوفَدَهُ إلَى القاهِرة؛ فانْتَظَمَ بِمَدْرَسةِ «القِرَبِيَّة» حتَّى نالَ الشَّهادةَ الِابتِدَائِية، والْتَحقَ بَعدَها بِمَدرَسةِ الفُنُونِ والصَّنائِعِ فِي بولاق، ودَرَسَ بِها فُنونًا مِنَ الأَدَبِ العَرَبِي.

وكانَ القَدَرُ يَدَّخِرُ مُنْعطفًا آخَرَ فِي حَياةِ الشاعِر؛ إذِ اغْتنَمَ فُرصَةَ الإعْلانِ عَنِ الحَاجَةِ إِلى ضُبَّاطٍ بالمَدرَسةِ الحَرْبِية، فالْتَحَقَ بِها وتَخَرَّجَ ضَابِطًا عامَ ١٨٩٨م، ثُمَّ الْتَحَقَ بالجَيشِ المِصرِيِّ فِي السُّودان، وهُناكَ الْتَقَى بِشاعِرِ النِّيلِ حافظ إبراهيم ونَهَلَ مِن فَيْضِ شِعرِهِ الزَّاخِر، وبَعْدَ انْقِضاءِ مَهَمَّتِهِ فِي السُّودان عادَ إِلى مِصرَ وقرَّرَ أنْ يَهَبَ مَا بَقِيَ مِن عُمُرِهِ لِنَظْمِ الشِّعْر.

وعَلَى الرَّغْمِ ممَّا مُنِيَ بِه شاعِرُنا مِن ضائِقةٍ مالِيةٍ عصَفَتْ بثَرْوةِ أبيهِ وأَحالَتْهُ إِلى الفَقرِ والشَّقاءِ بَعدَ رَغَدٍ مِنَ النَّعِيمِ والثَّرَاء؛ فإنَّ ذلِكَ لَمْ يَمنَعْهُ مِن أنْ يُثرِيَ السَّاحةَ الأَدَبيةَ بالعَدِيدِ مِنَ الذَّخائِرِ الشِّعْرية؛ مِنْها دِيوانُهُ الكَبيرُ الذِي أَخرَجَهُ فِي خمسةِ أَجْزاء؛ هي: «قِفَا نَبْكِ»، و«السَّكَن»، و«الرَّوْضَة الفَيْحَاء»، و«تَسْبِيح الأَطْيَار»، و«تَرْنِيم الأَوْتَار».

وقَدْ وافَتْهُ المَنِيَّةُ عامَ ١٩٣٧م عَن عُمُرٍ ناهَزَ ٥٥ عامًا، ودُفِنَ فِي مَقْبرةِ أُسرَتِهِ الواقِعةِ عَلى مَشارِفِ الصَّحْراءِ شَرْقِيَّ النِّيل.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤