بَلَوْتُ بَنِي الدُّنْيَا فَلَمْ أَرَ فِيهِمُ
بَـلَـوْتُ بَـنِـي الـدُّنْـيَـا فَلَمْ أَرَ فِيهِمُ
سِوَى مَنْ غَدَا وَالْبُخْلُ مِلْءُ إِهَابِهِ
فَـجَـرَّدْتُ مِنْ غِمْدِ الْقَنَاعَةِ صَارِمًا
قَـطَـعْـتُ رَجَـائِـي مِـنْـهُـمُ بِـذُبَـابِهِ
فَـلَا ذَا يَـرَانِـي واقِـفًـا فِي طَرِيقِهِ
وَلَا ذَا يَـرَانِـي قَـاعِـدًا عِـنْـدَ بَـابِـهِ
غَـنِـيٌّ بِـلَا مَـالٍ عَـنِ الـنَّـاسِ كُلِّهِمْ
وَلَـيْسَ الْغِنَى إِلَّا عَنِ الشَّيْءِ لَا بِهِ
إِذَا ظَـالِمٌ يَسْتَحْسِنُ الظُّلْمَ مَذْهَبًا
وَلَـجَّ عُـتُـوًّا فِـي قَـبِـيـحِ اكْتِسَابِهِ
فَـكِـلْـهُ إِلَـى صَـرْفِ الـلَّـيَالِي فَإِنَّهَا
سَـتُبْدِي لَهُ مَا لَمْ يَكُنْ فِي حِسَابِهِ
فَـكَـمْ قَـدْ رَأَيْـنَـا ظَـالِـمًـا مُـتَـمَرِّدًا
يَـرَى الـنَّجْمَ تِيهًا تَحْتَ ظِلِّ رِكَابِهِ
فَـعَـمَّـا قَـلِـيـلٍ وَهْـوَ فِـي غَـفَـلَاتِهِ
أَنَـاخَـتْ صُـرُوفُ الْـحَادِثَاتِ بِبَابِهِ
فَأَصْـبَـحَ لَا مَـالٌ وَلَا جَـاهَ يُرْتَجَى
وَلَا حَـسَـنَـاتٌ تُـلْـتَـقَـى فِي كِتَابِهِ
وَجُـوزِيَ بِـالْأَمْـرِ الَّـذِي كَانَ فَاعِلًا
وَصَـبَّ عَـلَـيْـهِ الـلـهُ سَوْطَ عَذَابِهِ