عَلَى الْيُمْنِ وَالنُّعْمَى لَيَالٍ تَبَسَّمَتْ

Wave Image
عَـلَـى الْـيُـمْـنِ وَالـنُّـعْـمَـى لَيَالٍ تَبَسَّمَتْ
تَـبَـسُّـمَ ثَـغْـرِ الْـقَـطْرِ عَنْ لَعَسِ السُّحْبِ
وَأَحْـيَـتْ لِـشَـرْقِ الـشَّـامِ وَقْـتَ مَـسَـرَّةٍ
يَـصُـدُّ كَـرَى الْأَجْـفَـانِ فِـيـهِ عَنِ الْغَرْبِ
فَـــلِلَّـــهِ أَفْــرَاحٌ سَــعَــتْ لِــسُــرُورِهَــا
وَمَـحْـفِـلُـهَـا أَهْـلُ الْـكَـتَـائِـبِ وَالْـكُـتْبِ
وَطِــيــبُ أَغَــانٍ رَنَّــحَــتْــنَــا كَــأَنَّــهَــا
تَـدُورُ بِـجَـامَـاتِ الـدُّفُـوفِ عَـلَى شَرْبِ
وَإِيـــلَامُ حُــسَّــادٍ وَفَــضْــلُ وَلِــيــمَــةٍ
كَـذَلِـكَ فَـلْـيُـولِمْ أَخُو السَّعْدِ وَالْخِصْبِ
يَــسُــرُّ فُــؤَادِي مَــا بَـلَـغْـتَ وَإِنْ يَـكُـنْ
سَيَسْلُو بِأَهْلِ الْبَيْتِ عَنْ رُؤْيَةِ الصَّحْبِ
وَحَـاشَـاكَ أَنْ يُـسْـلِـيكَ شَيْءٌ عَنِ الْعُلَا
وَعَـنْ طَالِبِي جَدْوَاكَ فِي الْبُعْدِ وَالْقُرْبِ
أَلَــسْــتَ مِــنَ الْــقَــوْمِ الَّـذِيـنَ أَكُـفُّـهُـمْ
وَأَحْـلَامُـهُـمْ كَـالْـمَـاءِ لِلْأَرْضِ وَالْـهَضْبِ
نَــزَلْــتُ عَــلَــى أَفْــضَــالِــهِـمْ فَـكَـأَنَّـمَـا
نَـزَلْـتُ عَـلَـى آلِ الْـمُـهَـلَّـبِ فِي الْحُدْبِ
وَقَـدْ كَـانَ لِي عَتْبٌ عَلَى الدَّهْرِ وَالْوَرَى
فَـلَـمَّـا تَـلَاقَـيْـنَـا عَـتَـبْـتُ عَـلَـى الْـعَتْبِ
فَـلَا زَالَ قُـطْـبُ الـدِّيـنِ وَاسِـطَـةً لَـهُـمْ
وَبَــدْرَ عُــلًا بَــيْـنَ الْـفَـرَاقِـدِ وَالـشُّـهْـبِ
يَــدُورُ عَــلَــى عُـلْـيَـاهُ حُـسْـنُ رَجَـائِـنَـا
وَلَا غَـرْوَ إِنْ صَـحَّ الْـمَـدَارُ عَـلَى الْقُطْبِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: المملوكي

عن الشاعر

ابن نباتة المصري: شاعر من شعراء العصر المملوكي في مصر، ذاع صِيته في القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي).

وُلد «محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري» جمال الدين المُكَنَّى بأبي بكر والشهير ﺑ «ابن نباتة المصري» سنة ٦٨٦ﻫ/١٢٨٧م في «زقاق القناديل» في الفسطاط بالقاهرة، وكان أبوه وجده من شيوخ الحديث، وأصلهم يرجع إلى «ميافارقين» من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.

نشأ ابن نباتة في بيت ثري وبين أسرة ظاهرة‌ الجاه والنفوذ، في ظل أبٍ عطوف ذاع صيتُه في العلم والفضل والأدب وكثيرًا ما نرى أصداءً لفخر الشاعر بأبيه وآله في شعره. وقد تبدَّت أُولى براعم موهبته الشعرية في الثالثة عشرة‌ من عمره، مترافقة مع إقباله الشديد على توسيع مداركه وتغذية ثقافته الدينية والأدبية. وفي سنة ٧١٥ﻫ‍ انتقل ابن نباتة لسُكنى الشام ووَلِيَ نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة المسيحيين لها، واتصل في تلك الفترة بالملك المؤيد وقال فيه شعرًا كثيرًا، وحين رجع إلى القاهرة سنة ٧٦١ﻫ كان صاحب سر السلطان «الناصر حسن».

له ديوان شعر جُمع بعد وفاته وطُبع لأول مرة سنة ١٩٠١م بالقاهرة، وقد ضمَّ مجموع دواوينه وأوراقه الشعرية، ومنها: «القطر النباتي»، و«جلاسة القطر»، و«سوق الرقيق»، و«ظرائف الزيادة». كتب فيها في مختلف الأغراض الشعرية التي ميَّزت عصره، شاملة المدح والغزل والخمريات والرثاء والهجاء والوصف والشكوی والحنين إلی الوطن. وله كذلك مؤلَّفات أخرى نثرية، من بينها: «سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون»، و«سجع المطوق»، و«مطلع الفوائد»، و«المفاخرة بين السيف والقلم»، و«سلوك دول الملوك» وغيرها، وأورد الصلاح الصفدي في «ألحان السواجع» مراسلاته معه.

تُوُفِّيَ ابن نباتة المصري في منزله بزقاق القناديل في القاهرة سنة ٧٦٨ﻫ/١٣٦٦م إثر معاناة مع المرض.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤