مِصْرُ وَأَهْلُهَا

Wave Image
يَـــا مِـــصْـــرُ مَـــاذَا جَـــرَّهُ أَهْــلُــوكِ
حَــتَّــى رَكَــنْـتِ لِإِفْـكِ مَـنْ غَـبَـنُـوكِ
تَـحْـلُـو الْإِقَـامَـةُ لِلْـغَـرِيـبِ وَيَـرْتَـقِـي
وَيَــظَــلُّ فِــي وَادِي الْـهُـمُـومِ بَـنُـوكِ
كَــمْ سَــادَ فِــي أَرْجَــاكِ غِــرٌّ خَـامِـلٌ
وَسَـمَـتْ بِـأَرْضِـكِ سُـمْـعَـةُ الصُّعْلُوكِ!
يَــا أُمَّ فِــرْعَــوْنٍ وَأَنْــتِ حَــكِــيــمَـةٌ
كَـيْـفَ ابْـتَـسَـمْـتِ لِـمَـعْـشَـرٍ ظَلَمُوكِ؟
يَــا جَــنَّــةَ الــدُّنْـيَـا وَبَـهْـجَـةَ أَهْـلِـهَـا
لَا كَــانَ مَــنْ بِــعِــنَــادِهِـمْ قَـصَـدُوكِ
أَبْــنَــاؤُكِ الْــغُــرُّ الْأَفَــاضِــلُ كُــلُّــهُـمْ
أَصْــلُ الْــعُــلَا مِــنْ سُــوقَـةٍ وَمُـلُـوكِ
هُمْ خَيْرُ مَنْ دَرَسُوا الْفُنُونَ فَأَدْهَشُوا
هَــذَا الــزَّمَـانَ بِـحُـسْـنِـهَـا الْـمَـتْـرُوكِ
آثَــارُهُــمْ لَا يَــسْــتَــطِــيــعُ مُــعَـانِـدٌ
إِتْــقَــانَ دِقَّــةِ صُــنْـعِـهَـا الْـمَـسْـبُـوكِ
حَـسَـدُوا جَـمَـالَـكِ فَـاسْـتَـبَدُّوا عَنْوَةً
لَــوْلَا مَــحَــاسِــنُــكِ لَــمَــا حَـسَـدُوكِ
لَــوْلَا نَــوَالُـكِ مَـا تَـهَـافَـتَ جَـمْـعُـهُـمْ
يَــتَــلَــقَّــطُــونَ الْـخَـيْـرَ فِـي وَادِيـكِ
أَيَـــقُـــولُ عَـــنَّــا الْــغَــرْبُ إِنَّــا أُمَّــةٌ
لَا تَــهْــتَــدِي لِـطَـرِيـقِـهِ الْـمَـسْـلُـوكِ؟
كَـــذَبَ الْـــعُـــدَاةُ فَــأَنْــتِ أَوَّلُ أُمَّــةٍ
سَـــادَتْ وَإِنْ هَــانُــوكِ أَوْ سَــلَــبُــوكِ
وَزَمَــانُ إِسْــمَـاعِـيـلَ يَـشْـهَـدُ بِـالَّـذِي
يُــخْــزِي الَّــذِيــنَ بِـإِفْـكِـهِـمْ شَـانُـوكِ
فَـتَـحَ الْـمَـدَارِسَ وَاسْـتَـقَـلَّ كَـثِـيرُهَا
وَمَــحَــا عَــنِ الْأَذْهَــانِ كُــلَّ شُـكُـوكِ
فَـتَـحَـرَّكَ الْـغَـرْبُ الـطَّـمُـوحُ لِـفِـعْـلِـهِ
وَأَبَــى عَــلَــى الْأَهْـلِـيـنَ أَنْ يَـعْـلُـوكِ
أَوَهَــكَـذَا يَـا مِـصْـرُ يَـحْـرِمُـنَـا الْـعُـلَا
هَـذَا الْـغَـرِيـبُ بِـمَـكْـرِهِ الْـمَـحْـبُـوكِ؟
حَــسَــدَ الــرُّقِــيَّ فَــلَــمْ يَـقَـرَّ قَـرَارُهُ
إِلَّا بِــــإِبْــــعَــــادِ الْأُلَــــى رَفَـــعُـــوكِ
لَا تَــيْــئَـسِـي إِنَّ الْـخُـطُـوبَ كَـثِـيـرَةٌ
وَالْــفَــوْزُ مَــضْــمُــونٌ وَإِنْ خَــذَلُـوكِ
وَاسْـتَـقْـبِـلِـي غَـدْرَ الـزَّمَـانِ بِـحِـكْمَةٍ
عُــرِفَـتْ وَثَـغْـرٍ لِلْـخُـطُـوبِ ضَـحُـوكِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

نبوية موسى: رائدةٌ مِصريةٌ بارزةٌ في مجالاتِ التَّعليمِ وحقوقِ المرأة.

وُلِدَتْ «نبوية موسى» في عامِ ١٨٨٦م بقريةِ «مجول» بمحافظةِ «القليوبية»، لأبٍ كانَ يعملُ ضابطًا بالجيشِ المصريِّ أُوفِدَ إلى السودانِ قبلَ ميلادِها بشهرَين، وتُوفِّيَ هناكَ فلمْ تَرَهُ ونشأَتْ يتيمةَ الأب.

شُغِفتْ منذُ صِغرِها بالتعليم، ولكنْ بسببِ التقاليدِ الاجتماعيةِ الصارمةِ السائدةِ آنَذاكَ لمْ يكُنْ يُسمَحُ للفَتياتِ أن يَلْتحقْنَ بالمدارسِ بسُهولة؛ لذلكَ تعلَّمتِ القراءةَ والكتابةَ في البيتِ بمُساعدةِ شقيقِها الأكبر، الذي كانَ كثيرًا ما يَقرأُ عليها دروسَه فتَحْفظُها مِنَ المرَّةِ الأُولى.

عندما بلغَتْ الثالثةَ عشرةَ مِن عمرِها أرادَت أن تَلتحِقَ بالمدرسة، إلا أنَّ أُسرتَها رفَضت بشدة، ولكنها احتالتْ بشتَّى السُّبُلِ لتضمَنَ لنفسِها مَقْعدًا دراسيًّا؛ فاضْطُرَّتْ إلى أن تسرقَ خاتمَ والدتِها لتُزوِّرَ موافقَتَها على الالتِحاق، وبالفعلِ بدأتْ في تَلقِّي الدروسِ ﺑ «المدرسةِ السنيةِ للبنات» لتنالَ شهادةَ التعليمِ الابتدائيِّ بتفوُّقٍ عامَ ١٩٠٣م.

بعدَ أن أتمَّتْ دراستَها بقسمِ المُعلِّماتِ عامَ ١٩٠٦م عُيِّنتْ مُعلِّمةً بمَدْرسة «عباس الابْتدائيَّة للبِنات» بالقاهِرة، ولكنَّها صُدِمَتْ عندما وجدَتْ أنَّ راتبَها نصفُ راتبِ زملائِها خرِّيجِي «مدرسةِ المُعلِّمين العُلْيا»، فتقدَّمتْ بشَكوى لوزارةِ المَعارف، التي رَدَّتْ بدَوْرِها بأنَّ سببَ ذلكَ هو حصولُ زملائِها الرجالِ على درجةِ «البكالوريا»، فقرَّرتْ أن تَدْرسَ لِنَيلِها بنفسِها؛ حيثُ لم يكُنْ هناكَ وقتَها مدارسُ فَتياتٍ للبكالوريا، فكانتْ هيَ أولَ فتاةٍ مِصريةٍ تَحصُلُ على هذهِ الشهادةِ عامَ ١٩٠٧م.

كانت قد بدأتْ في ذلكَ الوقتِ في كتابةِ مَقالاتٍ صحفيةٍ تتناولُ موضوعاتٍ تعليميةً واجتماعيةً وأدبية، وركَّزتِ اهتمامَها على قَضايا التعليمِ وتربيةِ الفتاةِ وتَثْقيفِها، كما ألَّفتْ بعضَ الكتبِ التي ضمَّتْ آراءَها وأفكارَها.

كانتْ «نبوية موسى» أوَّلَ ناظرةٍ مِصريةٍ لمَدْرسةٍ ابتدائية؛ مَدْرسةِ «المحمَّدية للبنات» بالفيوم، وقد بذلَتْ فيها مَجْهودًا كبيرًا لنَشرِ تعليمِ الفَتيات، وطبَّقتْ أسلوبًا أخلاقيًّا صارمًا ومُنضبطًا لتربيةِ الطالبات؛ لكَي تُشجِّعَ الأُسَرَ على إرسالِ بناتِهم للتعلُّمِ دونَ خوْفٍ عليهِن.

أنشأتْ «نبوية موسى» مطبعةً ومجلةً أُسبوعيةً نسائيةً باسمِ «الفتاة»، كما شارَكَتْ في العديدِ مِنَ المؤتَمراتِ التربويةِ والنِّسائية، وتُوفِّيتْ عامَ ١٩٥١م بعدَ حياةٍ حافِلةٍ بالعَطاء.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤