حَنَّ شِعْرِي إِلَى اللِّقَاءِ وَأَنَّا

Wave Image
حَــنَّ شِــعْــرِي إِلَــى الــلِّــقَــاءِ وَأَنَّــا
أَيْــنَ أَلْــقَـاكَ لَـيْـتَ شِـعْـرِي؟ وَأَنَّـى؟
ضَــرَبَــتْ بَــيْــنَــنَـا الْـمَـنُـونُ بِـسُـورٍ
حَــجَــبَــتْــهُ الْـعُـقُـولُ عَـنْـهَـا وَعَـنَّـا
تَــتَــلَاقَــى بِــهِ الــدُّمُــوعُ حَــيَــارَى
وَتَـغُـوصُ الـظُّـنُـونُ فِـيـهِ فَـتَـضْـنَى
كَـــمْ حَـــوَى مِـــنْ وَرَائِـــهِ زَهَـــرَاتٍ
وَغُــصُــونًــا رَيَّــا الْــمَـعَـاطِـفِ لُـدْنَـا
كَــمْ حَــوَى مِــنْ وَرَائِــهِ عَــبْــقَــرِيَّـا
تٍ وَرَأْيًــا عَــضْــبَ الـشَّـبَـاةِ وَذِهْـنَـا
كَـمْ حَـوَى مِـنْ صَـحَـائِـفٍ لَـمْ تُـتَـمَّمْ
وَأَنَــاشِــيــدَ لَــمْ تَــعِــشْ لِــتُــغَــنَّـى
وَأَمَــانٍ زُغْــبٍ تَــطِــيــرُ إِلَــى الْـقَـبْـ
ـرِ خِـمَـاصَ الْـحَـشَـى فُرَادَى وَمَثْنَى
حَــجَــبَ الــسُّـورُ خَـلْـفَـهُ لِـي رَجَـاءً
خَــانَــهُ الـدَّهْـرُ فِـي صِـبَـاهُ وَأَخْـنَـى
أَسْــكَــتَــتْــهُ قَـوَارِعُ الْـمَـوْتِ لَـحْـنَـا
وَلَــوَتْــهُ زَعَــازِعُ الْــمَــوْتِ غُــصْــنَـا
هُـوَ فِـي الْـبَـدْرِ حِـيـنَـمَـا يَـطْـلُعُ الْبَدْ
رُ وَفِــي الــرَّوْضِ حِـيـنَـمَـا يَـتَـثَـنَّـى
مَــا بُــكَــاءُ الْأَطْـفَـالِ أَجْـدَى عَـلَـيْـهِ
لَا وَلَا الــصَّــبْــرُ وَالــتَّــجَــلُّـدُ أَغْـنَـى
فِــيــهِ أَسْــعَــدْتُ كُـلَّ بَـاكٍ بِـدَمْـعِـي
وَأَعَـرْتُ الـثَّـكْـلَـى الْـحَـزِيـنَـةَ جَـفْـنَا
كُــلَّــمَــا مَــرَّتِ الــنَّــوَادِبُ صُــبْــحًـا
ضَــرَبَ الْــقَــلْــبُ بِـالْـجَـنَـاحِ وَحَـنَّـا
يَــا شَــبَــابًــا فَـقَـدْتُ فِـيـهِ شَـبَـابِـي
أَدْرِكِ الْــوَالِــهَ الــشَّــجِــيَّ الْـمُـعَـنَّـى
قَــدْ وَأَدْتُ الــرَّجَـاءَ فِـي هَـذِهِ الـدُّنْـ
ـيَـــا فَـــلَا أَرْتَـــجِـــي وَلَا أَتَــمَــنَّــى
وَخَــنَــقْـتُ الـسِّـنِـيـنَ أَوْ مَـا عَـلَاهَـا
فَــرَأَيْــتُ الْــمِــيــلَادَ مَــوْتًــا وَدَفْـنَـا
مَــنْ يُــعَــمَّــرْ يَـجِـدْ أَخِـلَّاءَهُ فِـي الْـ
أَرْضِ أَوْفَـى مِـمَّـنْ عَـلَـيْـهَـا وَأَحْـنَـى
يَـذْهَـبِ الْأَمْـسُ بِـالـرِّجَـالِ فَـيُـنْـسَوْ
نَ وَتَــمْـضِـي الْـقُـرُونُ قَـرْنًـا فَـقَـرْنًـا
رِيــشَـةٌ فِـي مَـهَـامِـهِ الْـبِـيـدِ طَـارَتْ
أَيْـــنَ طَــارَتْ؟ الــلــهُ أَعْــلَــمُ مِــنَّــا
وَخِـضَـمُّ الْـمَـاضِـي يَـعِـجُّ بِـمَـنْ فِـيـ
ـهِ وَيَــغْــشَـى قَـوْمًـا وَيَـغْـمُـرُ مُـدْنَـا
وَظُـعُـونُ الْـمَـنُـونِ مُـنْـذُ سَـلِيلِ الطِّـ
ـيـنِ تَـطْـوِي الـصَّـحْرَاءَ ظَعْنًا فَظَعْنَا
سُـفُـنٌ تَـلْـتَـقِـي عَـلَـى شَـاطِـئِ الْغَيْـ
ـبِ لِــتَـلْـقَـى هُـنَـاكَ سُـفْـنًـا وَسُـفْـنَـا
مَــا لَــنَــا غَــيْــرُ أَنْ نَــقُـولَ حَـيَـارَى
بِــلِــسَــانِ الــدُّمُــوعِ: كَــانُــوا وَكُـنَّـا
لَا تَــقُــلْ إِنَّ صَــالِــحَ الـذِّكْـرِ يَـبْـقَـى
كُـلُّ شَـيْءٍ فِـي الـدَّهْـرِ يَـبْقَى لِيَفْنَى
مَـا غِـنَـائِـي بِـالـذِّكْـرِ يَـبْـقَـى جَـمِيلًا
حِـيـنَ أَمْـسَـى تَـحْـتَ الصَّفَائِحِ رَهْنَا
مَـا رَجَـائِـي وَالسَّيْفُ أَضْحَى حُطَامًا
أَنْ أَرَى بَـــعْـــدَهُ نِــجَــادًا وَجَــفْــنَــا
•••
قَـدْ فَـقَـدْنَا «أَنْطُونَ» بِالْأَمْسِ وَالْحُزْ
نُ عَـــلَـــى فَــقْــدِهِ يُــجَــدِّدُ حُــزْنَــا
أَخَـــذَتْــهُ فُــجَــاءَةُ الْــمَــوْتِ أَخْــذًا
رِيــعَ مِــنْ هَــوْلِــهِ الــصَّـبَـاحُ وَجُـنَّـا
مَــا حَــنَــى الــرَّأْسَ مَــرَةً لِـعَـظِـيـمٍ
فَأَبَــى أَنْ يَــرَاهُ لِــلــسِّــنِّ يُــحْــنَــى
أَنْــجُــمٌ أَشْــرَقَــتْ فَأَطْــفَأَهَـا الْـمَـوْ
تُ كَــمَــا تُـطْـفَأُ الْـمَـصَـابِـيـحُ وَهْـنَـا
مَــا عَــلَـى الـدَّهْـرِ لَـوْ تَـرَيَّـثَ حِـيـنًـا
أَوْ عَــلَــى الــدَّهْــرِ مَــرَّةً لَــوْ تَأَنَّــى!
كُــلُّ يَــوْمٍ نَــرْثِــي وَنَــنْــدُبُ حَـتَّـى
صَـارَ نَـدْبُ الـرِّجَـالِ فِـي مِـصْـرَ فَـنَّا
وَرَحَــا الْــمَــوْتِ لَا تَــنِــي تَـمْـلَأُ الْأَرْ
ضَ ضَـجِـيـجًـا وَتَـنْـثُـرُ النَّاسَ طَحْنَا
نَــسِـيَ الـشِّـعْـرُ فِـي صِـرَاعِ الـرَّزَايَـا
رَنَّـــةَ الْـــكَأْسِ وَالْـــغَـــزَالَ الْأَغَــنَّــا
شَــــغَــــلَــــتْـــهُ مَآتِـــمٌ وَنُـــعُـــوشٌ
عَـنْ هَـوَى زَيْـنَـبٍ وَعَـنْ وَعْـدِ لُـبْـنَى
كَـمْ سَـلَـوْنَـا عَـنْ صَـاحِـبٍ بِـحَـبِـيبٍ
فَإِذَا بِــالْــحَــبِــيــبِ يُــخْــلِـفُ ظَـنَّـا
نَـتَـدَاوَى مِـنْ لَاعِـجِ الـشَّـوْقِ بِـالـشَّوْ
قِ وَنَــطْــوِي أَسًـى لِـنَـنْـشُـرَ شَـجْـنَـا
•••
مَاتَ «أَنْطُونُ» وَانْقَضَتْ دَوْلَةُ الْمَجْـ
ـدِ وَكَـــانَـــتْ بِـــهِ تَــعِــزُّ وَتَــغْــنَــى
وَغَـــدَا عَـــبْـــقَـــرٌ وَوَادِيــهِ أَضْــغَــا
ثًــا وَعَــادَتْ رَجَــاحَـةُ الْـعَـقْـلِ أَفْـنَـا
وَرَأَيْــنَــا الْأَقْــلَامَ يَــشْـقُـقْـنَ صَـدْرًا
بَــعْــدَهُ حَــسْــرَةً وَيَــقْــرَعْــنَ سِــنَّـا
نَـنْـدُبُ الْـكَـاتِـبَ الَّـذِي يُـرْسِـلُ الْـقَوْ
لَ قَــوِيَّ الْأَدَاءِ مَــعْــنًــى وَمَــبْــنَــى
لَا تَــرَى لَــفْــتَــةً بِــهِ تَــجْــبَــهُ الـذَّوْ
قَ وَلَا لَــــفْـــظَـــةً تُـــخْـــدِّشُ أُذْنَـــا
مُـــوجِـــزٌ زَادَهُ الْـــوُضُــوحُ جَــمَــالًا
وَالــتَّــخَــلِّـي عَـنِ الْـفَـضَـالَاتِ وَزْنَـا
أَيْـنَ ذَاكَ الْـخُـلْـقُ الـسَّـمِيحُ؟ كَأَنْ لَمْ
يَــكُ بِـالْأَمْـسِ يَـمْـلَأُ الْأَرْضَ حُـسْـنَـا
وَالْــبَـشَـاشَـاتُ أَيْـنَ مِـنِّـي سَـنَـاهَـا؟
وَالْأَفَـــاكِـــيــهُ مِــنْ هُــنَــاكَ وَهَــنَّــا
وَالــسِّـيَـاسَـاتُ؟ وَالـدَّهَـاءُ الَّـذِي كَـا
نَ سِــلَاحًـا حِـيـنًـا وَحِـيـنًـا مِـجَـنَّـا؟
أَيْـنَ ذَاكَ الـصَّـدْرُ الَّـذِي يَـحْمِلُ الْعِبْ
ءَ عَـظِـيـمًـا وَلَـيْـسَ يَـحْـمِـلُ ضِـغْنَا؟
كَـمْ غَـزَتْـهُ الْـخُطُوبُ دُهْمَ النَّوَاصِي
وَهْـوَ أَصْـفَـى مِـنَ الـصَّـبَـاحِ وَأَسْنَى
•••
يَـا أَخِـي، هَـلْ يَـلِـيـقُ أَنْ تَـدْخُلَ الْبَا
بَ أَمَــامِــي وَأَنْــتَ أَصْــغَــرُ سِـنَّـا؟!
قِـفْ! تَأَخَّـرْ، قَـدْ كُـنْـتَ تُـعْلِي مَكَانِي
مَــا جَـرَى؟ مَـا الَّـذِي نَـبَـا بِـكَ عَـنَّـا؟
كُـنْـتَ بِـالْأَمْـسِ، كُنْتَ بِالْأَمْسِ رُوحًا
مَــرِحًــا ضَــاحِــكًــا وَصَــوْتًــا مُـرِنَّـا
كُـنْـتَ مَـعْـنًـى مِـنَ الـشَّبَابِ، وَإِنْ شَا
خَ، وَعَـزْمًـا لَـمْ يَـعْـرِفِ الـدَّهْـرَ وَهْـنَا
تَـــمْـــلَأُ الْأَرْضَ وَالـــزَّمَـــانَ حَــيَــاةً
هَــادِئَ الــنَّــفْــسِ وَادِعًـا مُـطْـمَـئِـنَّـا
تَــبْــذُلُ الْــخَــيْــرَ لَــمْ يُــكَــدَّرْ بِـمَـنٍّ
وَكَـــثِـــيـــرٌ مِـــنَّـــا إِذَا مَـــنَّ مَـــنَّـــا
•••
مَـجْـمَـعُ الـضَّـادِ كُـنْـتَ لِـلـضَّـادِ فِـيهِ
عَــلَــمًــا يُــحْــسِــرُ الْـعُـيُـونَ وَرُكْـنَـا
كُـنْـتَ مِـصْـبَـاحَـنَـا الْـمُـنِـيـرَ إِذَا غَـمَّـ
ـتْ سَــبِــيــلٌ وَطَــالَ لَــيْــلٌ وَجَــنَّـا
كُـنْـتَ يَـوْمَ الْـجِـدَالِ بِـالْـحُـجَّةِ الْبَيْـ
ـضَـاءِ تَـمْـحُـو سَـحَـائِـبَ الشَّكِّ دُكْنَا
عِــفَّــةٌ فِــي الــلِّـسَـانِ صَـيَّـرَتِ الْأَيَّـ
ـامَ تَــشْـدُو بِـمَـدْحِـكَ الْـيَـوْمَ لُـسْـنَـا
تَــبْــلُــغُ الْــغَــايَــةَ الْــقَـصِـيَّـةَ مَـا أَدْ
مَــيْـتَ جُـرْحًـا وَلَا تَـعَـمَّـدْتَ طَـعْـنَـا
كُــلُّ قِــرْنٍ لَــدَى الـنِّـضَـالِ يَـرَى فِـيـ
ـكَ لِــمَــعْـنَـى الْـوَفَـاءِ لِـلْـحَـقِّ قِـرْنَـا
•••
حَــسْــرَتَـا لِـلْـفَـتَـى إِذَا قَـارَبَ الـشَّـوْ
طَ طَــوَتْــهُ الْــمَــنُـونُ غَـدْرًا وَغَـبْـنَـا
كُـــلَّـــمَـــا مَـــدَّ لِــلْــكَــمَــالِ يَــدَيْــهِ
صَــدَّ عَــنْــهُ الْــكَــمَـالُ كِـبْـرًا وَضَـنَّـا
إِنْ قَـوِيـنَـا عَـقْـلًا ضَـعُـفْـنَـا جُـسُومًا
وَرَأَيْــنَــا فِــي الْــمَــوْتِ بُـرْءًا وَأَمْـنَـا
وَشُــئُــونُ الْــحَــيَــاةِ شَـتَّـى وَلَـكِـنْ
حُــبُّــنَــا لِــلْــحَــيَــاةِ أَعْــظَــمُ شَأْنَــا
لَـوْ يَـعِـيـشُ الْإِنْـسَـانُ عُـمْرَ السُّلُحْفَا
ةِ لِأَغْــنَــى هَــذَا الْــوُجُــودَ وَأَقْــنَـى
مَـا الَّـذِي نَـرْتَـجِـيـهِ وَالْـعُـمْـرُ طَـيْـفٌ
إِنْ فَــتَـحْـنَـا الْـعَـيْـنَـيْـنِ بَـانَ وَبِـنَّـا؟
نَــحْــنُ فِــي هَــذِهِ الْــحَــيَــاةِ ثِـمَـارٌ
كُـلُّ شَـيْءٍ إِنْ أَدْرَكَ الـنُّـضْـجَ يُـجْنَى
•••
يَـا أَخِـي، هَـلْ تُجِيبُ إِنْ هَتَفَ الشَّـوْ
قُ حَـبِـيـبًـا صِـدْقَ الْـوَفَـاءِ وَخِـدْنَـا؟
إِنْ أَكُــنْ فِـيـكَ دَانِـيَ الْـقَـلْـبِ بِـالْأَمْـ
ـسِ فَـرُوحِـي لِـرُوحِـكَ الْـيَـوْمَ أَدْنَى
أَتَــرَانِــي إِنْ حَــانَ حَـيْـنِـي قَـمِـيـنًـا
أَنْ أَرَى فِـــي ذَرَاكَ ظِـــلًّا وَسَــكْــنَــا
نَــمْ قَـرِيـرًا فَإِنَّ فِـي ضَـجْـعَـةِ الْـقَـبْـ
ـرِ سَــلَامًــا لِــلْــعَــامِــلِــيــنَ وَيُـمْـنَـا
وَجَــدَ الــسَّــاهِــرُ الْــمُــجِــدُّ وِسَـادًا
وَرَأَى الــطَّــائِــرُ الْــمُــحَــلِّــقُ وَكْــنَـا
إِنْ يَـكُنْ فِي الْحَيَاةِ مَعْنًى مِنَ الصَّفْـ
ـوِ فَــمَــا لِــلْــحَــيَـاةِ بَـعْـدَكَ مَـعْـنَـى

عن القصيدة

  • غرض القصيدة: الرثاء
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤