وَمَا أَنْسَ لَا أَنْسَ يَوْمَ الْمَغَارِ

Wave Image
وَمَـا أَنْـسَ لَا أَنْـسَ يَـوْمَ الْـمَغَارِ
مُـحَـجَّـبَـةً لَـفَـظَـتْـهَـا الْـحُـجُبْ
دَعَــاكَ ذَوُوهَــا بِـسُـوءِ الْـجِـوَارِ
لِــمَــا لَا تَــشَــاءُ وَمَــا لَا تُـحِـبْ
فَـوَافَـتْـكَ تَـعْـثُـرُ فِـي مِـرْطِـهَـا
وَقَـدْ رَأَتِ الْـمَوْتَ مِنْ عَنْ كَثَبْ
وَقَـدْ خَـلَـطَ الْـخَـوْفُ لَـمَّـا طَلَعْـ
ـتَ دَلَّ الْــجَـمَـالِ بِـذُلِّ الـرُّعُـبْ
فَـــكُـــنْـــتَ أَخَـــاهُــنَّ إِذْ لَا أَخٌ
وَكُــنْــتَ أَبَــاهُــنَّ إِذْ لَـيْـسَ أَبْ
وَمَا زِلْتَ مُذْ كُنْتَ تَأْتِي الْجَمِيلَ
وَتَحْمِي الْحَرِيمَ وَتَرْعَى النَّسَبْ
وَتَـغْـضَـبُ حَـتَّـى إِذَا مَـا مَلَكْتَ
أَطَـعْتَ الرِّضَا وَعَصَيْتَ الْغَضَبْ
فَــوَلَّــيْــنَ عَــنْــكَ يُــفَــدِّيـنَـهَـا
وَيَـرْفَـعْـنَ مِنْ ذَيْلِهَا مَا انْسَحَبْ
يُــنَــادِيــنَ بَــيْـنَ خِـلَالِ الْـبُـيُـو
تِ: لَا يَـقْـطَـعِ اللـهُ نَـسْلَ الْعَرَبْ
أَمَـرْتَ وَأَنْـتَ الْـكَـرِيـمُ الْـمُطَاعُ
بِــبَــذْلِ الْأَمَــانِــي وَرَدِّ الـنُّـهَـبْ
وَقَـدْ رُحْـنَ مِنْ مُهَجَاتِ الْقُلُوبِ
بِــأَوْفَــرِ غُــنْــمٍ وَأَعْـلَـى نَـسَـبْ
فَــإِلَّا يَــجُــدْنَ بِــرَدِّ الْــقُــلُــوبِ
فَــلَــسْـنَـا نَـجُـودُ بِـرَدِّ الـسَّـلَـبْ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: خرج سيف الدولة يطلب بني كلاب ومن انضم إليهم، فلحق حِلَّة بني نمير ورئيسها مماغث، فاحتوى عليها، فخرجت إليه بنت مماغث وهي كالشمس الباهرة، فصفح لها عن الحِلَّة وأمر بردِّ ما أخذ؛ فكتب إليه أبو فراس يداعبه بهذه القصيدة.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: المتقارب
  • عصر القصيدة: العباسي الثاني

عن الشاعر

أبو فراس الحمداني: هو شاعر وقائد عسكري وأمير بالدولة الحمدانية، عاصَر «المتنبي» ونافَسه في بلاط «سيف الدولة».

وُلد «أبو فراس الحارث بن حمدون الحمداني» في منبج بسوريا عام ٣٢١ﻫ/٩٣٣م، وقيل بالموصل شماليَّ العراق، وتَيتَّم وهو في الثالثة من عمره، فنشأ في رعاية ابن عمه «سيف الدولة»، فقرَّبه إليه حين رأى منه نبوغًا في شعره وقوةً وحُسن تخطيطٍ في المعارك.

كان «أبو فراس الحمداني» أحد أهم مُجالِسي «سيف الدولة» في مجلسه الخاص الذي كان يُدعى إليه الشعراء، وكان يُجزل له العطاءَ حتى منحه ضَيْعة في منبج، بالإضافة إلى توليته عليها وهو في السادسة عشرة من عمره.

جمع نَظمُ «أبي فراس» كلَّ ألوان الشعر، فكان فيه الغزل والفخر والرثاء والوصف والحِكم، وكان أعظمها «الروميات» التي نظَمها وهو في الأَسر، فأخرج فيها عميقَ مشاعره وأصدق أقواله.

حافَظ «أبو فراس الحمداني» على ممارسة هواية الصيد وعقد مجالس الشعر والأدب، وكانت له انتصاراتٌ عديدة على جيش الروم، وأُسر عدة مرات فدَاه فيها «سيف الدولة»، كان آخرها وهو عائد من إحدى رحلات الصيد، فجُرح وأُسر، وراسَل «سيف الدولة» أكثر من مرة حتى جفاه «سيف الدولة» بسبب وشاية بعض المقرَّبين منه، فطال الأَسر لأربع سنوات، فأرسل إليه قصيدته المشهورة: «أراك عصيَّ الدمع شِيمتُك الصبر»، وكان لهذه المدة من الأَسر أثرُها الكبير في صَقل موهبة «أبي فراس» وتهذيب وِجدانه الذي أخرج لنا «الروميات» (نسبةً إلى اسم السجن).

وبعد خروجه من الأَسر تولَّى حمص حتى وفاة «سيف الدولة» عام ٣٥٦ﻫ، فأصبح حاجبُ «سيف الدولة» وصيًّا على ابنه «أبي المعالي»، فوشى الحاجب ﺑ «أبي فراس»، فسيَّر إليه «أبو المعالي» جيشًا أرداه قتيلًا وقطع رأسه عام ٣٥٧ﻫ/٩٦٨م.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤