حَلَفْتُ بِرَبِّ الرَّاقِصَاتِ إِلَى مِنًى

Wave Image
حَـلَـفْـتُ بِـرَبِّ الـرَّاقِـصَـاتِ إِلَـى مِنًى
هُـوِيَّ الْـقَـطَـا يَـجْـتَـزْنَ بَـطْـنَ دَفِـينِ
لَـقَـدْ ظَـنَّ هَـذَا الْـقَـلْبُ أَنْ لَيْسَ لَاقِيًا
سُـلَـيْـمَـى وَلَا أُمَّ الْـحُـسَـيْـنِ لِـحِـيـنِ
فَـلَـيْـتَ رِجَـالًا فِـيـكِ قَـدْ نَذَرُوا دَمِي
وَهَـمُّـوا بِـقَـتْـلِـي يَـا بُـثَـيْـنَ لَـقُـونِـي
إِذَا مَــا رَأَوْنِــي طَــالِــعًــا مِـنْ ثَـنِـيَّـةٍ
يَـقُـولُـونَ مَـنْ هَـذَا؟ وَقَـدْ عَـرَفُـونِي
يَـقُـولُـونَ لِـي أَهْـلًا وَسَـهْـلًا وَمَـرْحَبًا
وَلَــوْ ظَـفِـرُوا بِـي خَـالِـيًـا قَـتَـلُـونِـي
وَكَــيْــفَ وَلَا تُـوفِـي دِمَـاؤُهُـمُ دَمِـي
وَلَا مَــالُــهُــمْ ذُو نَــدْهَــةٍ فَــيَـدُونِـي
وَغُـرِّ الـثَّـنَـايَـا مِـنْ رَبِـيـعَـةَ أَعْـرَضَتْ
حُـــرُوبُ مَـــعَـــدٍّ دُونَــهُــنَّ وَدُونِــي
تَــحَــمَّــلْــنَ مِــنْ مَـاءِ الـثُّـدَيِّ كَأَنَّـمَـا
تَـحَـمَّـلَ مِـنْ مُـرْسًـى ثِـقَـالُ سَـفِـيـنِ
كَأَنَّ الْـخُـدُورَ أَوْلَـجَـتْ فِـي ظِـلَالِـهَـا
ظِــبَــاءَ الْـمَـلَا لَـيْـسَـتْ بِـذَاتِ قُـرُونِ
إِلَـى رُجُـحِ الْأَعْـجَـازِ حُـورٍ نَـمَـى بِـهَا
مَـعَ الْـعِـتْـقِ وَالْأَحْـسَـابِ صَـالِحُ دِينِ
يُـبَـادِرْنَ أَبْـوَابَ الْـحِـجَـالِ كَمَا مَشَى
حَــمَــامٌ ضُـحًـى فِـي أَيْـكَـةٍ وَفُـنُـونِ
سَـدَدْنَ خَـصَـاصَ الْـخَـيْـمِ لَمَّا دَخَلْنَهُ
بِـــكُـــلِّ لَـــبَــانٍ وَاضِــحٍ وَجَــبِــيــنِ
دَعَـوْتُ أَبَـا عَـمْـرٍو فَـصَـدَّقَ نَـظْـرَتِي
وَمَــا إِنْ يَــرَاهُــنَّ الْــبَـصِـيـرُ لِـحِـيـنِ
وَأَعْــرَضَ رُكْــنٌ مِـنْ أُحَـامِـرَ دُونَـهُـمْ
كَأَنَّ ذُرَاهُ لُــــفِّــــعَــــتْ بِـــسَـــدِيـــنِ
قَــرَضْــنَ شِـمَـالًا ذَا الْـعُـشَـيْـرَةِ كُـلَّـهُ
وَذَاتَ الْـيَـمِـيـنِ الْـبُـرْقَ بُـرْقَ هَـجِينِ
وَأَصْعَدْنَ فِي سَرَّاءَ حَتَّى إِذَا انْتَحَتْ
شِــمَــالًا نَــحَــا حَــادِيــهِــمُ لِـيَـمِـيـنِ
وَقَـالَ خَـلِـيـلِـي: طَـالِـعَاتٌ مِنَ الصَّفَا
فَـقُـلْـتُ تَأَمَّـلْ، لَـسْـنَ حَـيْـثُ تُـرِيـنِي
وَلَـوْ أَرْسَـلَـتْ يَـوْمًـا بُـثَـيْـنَـةُ تَـبْـتَغِي
يَـمِـيـنِـي وَلَـوْ عَـزَّتْ عَـلَـيَّ يَـمِـيـنِـي
لَأَعْـطَـيْـتُـهَـا مَـا جَـاءَ يَـبْـغِي رَسُولُهَا
وَقُـلْـتُ لَـهَـا بَـعْـدَ الْـيَـمِـيـنِ: سَـلِـينِي
سَــلِــيــنِــيَ مَـالِـي يَـا بُـثَـيْـنَ فَإِنَّـمَـا
يُــبَــيَّــنُ عِــنْــدَ الْـمَـالِ كُـلُّ ضَـنِـيـنِ
فَــمَــا لَــكِ لَــمَّـا خَـبَّـرَ الـنَّـاسُ أَنَّـنِـي
غَـدَرْتُ بِـظَـهْـرِ الْـغَـيْـبِ لَـمْ تَـسَلِينِي
فَأُبْــلِــيَ عُــذْرًا أَوْ أَجِــيءَ بِــشَــاهِـدٍ
مِــنَ الـنَّـاسِ عَـدْلٍ أَنَّـهُـمْ ظَـلَـمُـونِـي
بُــثَــيْـنَ الْـزَمِـي لَا، إِنَّ لَا، إِنْ لَـزِمْـتِـهِ
عَــلَــى كَـثْـرَةِ الْـوَاشِـيـنَ، أَيُّ مَـعُـونِ
لَـحَـا الـلـهُ مَـنْ لَا يَـنْـفَـعُ الْوَعْدُ عِنْدَهُ
وَمَــنْ حَــبْــلُــهُ إِنْ مُـدَّ غَـيْـرُ مَـتِـيـنِ
وَمَـنْ هُـوَ ذُو وَجْـهَـيْـنِ لَـيْـسَ بِـدَائِمٍ
عَــلَــى الْـعَـهْـدِ خَـلَّافٌ بِـكُـلِّ يَـمِـيـنِ
وَلَــسْــتُ وَإِنْ عَــزَّتْ عَــلَــيَّ بِـقَـائِـلٍ
لَـهَـا بَـعْـدَ صَـرْمٍ: يَـا بُـثَـيْـنَ صِـلِـينِي

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: عرف الرجال من أهل بثينة أنهما يجتمعان على خلاء، فرصدوه بجماعة، فجاء على ناقته الصهباء حتى وقف على بثينة وأختها أم الحسين، فوثبوا عليه، فرماهم ونجا سليمًا وقال هذه القصيدة.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: الأموي

عن الشاعر

ستُتاح معلومات عن هذه الشخصية قريبًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤