إِلَى الْمَقْصُودِ هَلْ أَجِدُ السَّبِيلَا

Wave Image
إِلَـى الْـمَـقْـصُودِ هَلْ أَجِدُ السَّبِيلَا
فَأَذْكُـرَ بِـالـثَّـنَـا الـصَّـبْـرَ الْـجَمِيلَا
يُـعَـادِيـنِـي الـزَّمَـانُ وَكَـمْ أَرَتْـنِي
مَـكَـائِـدُ أَهْـلِـهِ الْـخَـطْـبَ الْجَلِيلَا
وَيَـثْـنِـي هِـمَّـتِـي بِـالْـمَـكْـرِ حَتَّى
وَأَيْــمُ الــلـهِ فَـضَّـلْـتُ الْـخُـمُـولَا
بِأَنَّ أَبَــا الــزَّمَــانِ غَـدَا طَـرِيـحًـا
بِـسَـيْـفِ أَبِـي عَـلَـى الْبَيْدَا قَتِيلَا
فَــقَــامَ سَـلِـيـلُـهُ يَـقْـتَـصُّ مِـنِّـي
بِـثَأْرِ أَبِـيـهِ مَـا أَشْـقَـى الـسَّـلِـيـلَا
وَظَـنَّ الْـحُـجْـبَ حَاجِبَةَ الْمَعَالِي
فَأَمَّ بِــذَاكَ قَــصْـدًا مُـسْـتَـحِـيـلَا
وَمَا حَجَبَ الْحِجَابُ الْمَجْدَ عَنِّي
وَلَا عَــاقَ الْــغِـطَـا بَـاعًـا طَـوِيـلَا
رَضَـعْـتُ صَـغِـيـرَةً ثَـدْيَ الْمَعَالِي
فَـكَـيْـفَ يَـسُـوغُ عَـنْـهَا أَنْ أَحُولَا
وَفِـي سِـنِّ الـشَّـبَـابِ عَـرَفْـتُ لَمَّا
خَـبَـرْتُ الـدَّهْـرَ مَـا فَـاقَ الْـكُهُولَا
فَإِنْ يَــزْوَرَّ عَــنِّــي فَــلَـنْ أُبَـالِـي
إِذَا أَوْلَــيْــتَــنِــي مِـنْـكَ الْـقَـبُـولَا
فَـنِـعْـمَ الْأَخُّ أَنْـتَ لَـدَى الـلَّـيَـالِي
كَــسَــيْـفِ الـلـهِ لَا تَـلْـقَـى فُـلُـولَا
سَـمِـيُّ كَـلِـيـمِ رَبِّ الْـعَرْشِ كِدْتَ
تُــضَـاهِـي فِـعْـلَـهُ عِـلْـمًـا وَطُـولَا
فَـقَـدْ كَـانَ الـدَّلِـيـلَ بِخَوْضِ بَحْرٍ
وَبَـحْـرُ الْـعِـلْـمِ كُـنْـتَ بِـهِ الـدَّلِيلَا
وَقَـدْ أَبْـدَى الْـيَـدَ الْـبَيْضَاءَ فِيهِمْ
وَبِـيـضُ يَـدَيْـكَ أَوْلَـتْـنَـا الْجَمِيلَا
فَأَلْــقِ إِنْ أَرَدْتَ إِلَــى الــلَّــيَـالِـي
عَـصَـاكَ فَإِنَّـهَـا تُـبْـدِي الـدَّخِـيـلَا
وَتَـلْـقَـفُ كُـلَّ مَـا صَـنَـعَـتْـهُ ظُلْمًا
وَيَــقْــطَــعُ حَــدُّهَــا قَـالًا وَقِـيـلَا
وَلَا تَــلُـمِ الْـفَـتَـاةَ عَـلَـى خُـمُـولٍ
فَــمَــا كَــسَــلًا أَرَدْتُ وَلَا خُـمُـولَا
أَتُـوجِـسُ خِـيـفَـةً وَتَـظُـنُّ وَهْـمًا
سِــوَايَ عَــلَـيَّ يَـوْمًـا أَنْ تَـطُـولَا
وَسِـحْـرًا مَـا رَأَيْـتُ مِـنَ الـلَّـيَالِي
يُــحَــيِّــرُ دَهْـرَنَـا فِـيـهِ الْـعُـقُـولَا
وَمَــوْعِـدُنَـا لِـقَـطْـعِ الـشَّـكِّ يَـوْمٌ
بِــهِ تَــزْوَرُّ مَـنْ لَـبِـسَـتْ حُـجُـولَا
وَيَــتَّــسِــعُ الْـمَـجَـالُ لِـذَاتِ جِـدٍّ
وَيُــمْـكِـنُ عِـنْـدَ ذَلِـكَ أَنْ تَـصُـولَا
وَسَـلْ إِنْ شِـئْـتَ تَـصْدِيقًا لِقَوْلِي
هُـمَـامًـا يَـفْـعَـلُ الْـحَسَنَ الْجَمِيلَا
لِــتَــعْــرِفَ هَـلْ رَأَى مِـنِّـي مَـلَالًا
وَهَـلْ أَحْـجَـمْـتُ يَـوْمًـا أَنْ أَقُولَا
وَهَــلْ أَلْــقَــى دَرَارِيــهِ عَــلَــيْـنَـا
وَكَـانَ بِـجَـمْـعِـهَـا عَـزْمِـي كَـلِـيلَا
فَــحَــتَّــامَ أَرَى فَــوْقِــي أُنَــاسًـا
أَرَانِــي فَــوْقَــهُــمْ فِـعْـلًا وَقِـيـلَا
وَهَـلْ يُـرْضِـيـكَ يَـا ذَا الـنُّبْلِ أَنِّي
أُغَـادِرُ مَـنْـطِـقَ الْـعَـرَبِ الْـجَمِيلَا
وَأَعْــوِجُ فِـي كَـلَامِـهِـمُ لِـسَـانِـي
لِـيُـعْـطُـونِـي الْـمُـسَوَّلَ وَالْمَسُولَا
وَيَأْبَــى مَــنْــطِــقِـي إِلَّا اعْـتِـدَالًا
كَـمَـا عَـوَّدْتَـنِـي الـزَّمَـنَ الـطَّوِيلَا
وَلَــكِــنِّــي سَأَبْــذُلُ كُـلَّ جَـهْـدِي
لَــعَـلِّـي فِـي الـنِّـهَـايَـةِ أَنْ أَطُـولَا

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: تخاطب الشاعرة في هذه القصيدة شقيقها المرحوم موسى بك، وهي لا تزال في السنة الرابعة الابتدائية.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الوافر
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

نبوية موسى: رائدةٌ مِصريةٌ بارزةٌ في مجالاتِ التَّعليمِ وحقوقِ المرأة.

وُلِدَتْ «نبوية موسى» في عامِ ١٨٨٦م بقريةِ «مجول» بمحافظةِ «القليوبية»، لأبٍ كانَ يعملُ ضابطًا بالجيشِ المصريِّ أُوفِدَ إلى السودانِ قبلَ ميلادِها بشهرَين، وتُوفِّيَ هناكَ فلمْ تَرَهُ ونشأَتْ يتيمةَ الأب.

شُغِفتْ منذُ صِغرِها بالتعليم، ولكنْ بسببِ التقاليدِ الاجتماعيةِ الصارمةِ السائدةِ آنَذاكَ لمْ يكُنْ يُسمَحُ للفَتياتِ أن يَلْتحقْنَ بالمدارسِ بسُهولة؛ لذلكَ تعلَّمتِ القراءةَ والكتابةَ في البيتِ بمُساعدةِ شقيقِها الأكبر، الذي كانَ كثيرًا ما يَقرأُ عليها دروسَه فتَحْفظُها مِنَ المرَّةِ الأُولى.

عندما بلغَتْ الثالثةَ عشرةَ مِن عمرِها أرادَت أن تَلتحِقَ بالمدرسة، إلا أنَّ أُسرتَها رفَضت بشدة، ولكنها احتالتْ بشتَّى السُّبُلِ لتضمَنَ لنفسِها مَقْعدًا دراسيًّا؛ فاضْطُرَّتْ إلى أن تسرقَ خاتمَ والدتِها لتُزوِّرَ موافقَتَها على الالتِحاق، وبالفعلِ بدأتْ في تَلقِّي الدروسِ ﺑ «المدرسةِ السنيةِ للبنات» لتنالَ شهادةَ التعليمِ الابتدائيِّ بتفوُّقٍ عامَ ١٩٠٣م.

بعدَ أن أتمَّتْ دراستَها بقسمِ المُعلِّماتِ عامَ ١٩٠٦م عُيِّنتْ مُعلِّمةً بمَدْرسة «عباس الابْتدائيَّة للبِنات» بالقاهِرة، ولكنَّها صُدِمَتْ عندما وجدَتْ أنَّ راتبَها نصفُ راتبِ زملائِها خرِّيجِي «مدرسةِ المُعلِّمين العُلْيا»، فتقدَّمتْ بشَكوى لوزارةِ المَعارف، التي رَدَّتْ بدَوْرِها بأنَّ سببَ ذلكَ هو حصولُ زملائِها الرجالِ على درجةِ «البكالوريا»، فقرَّرتْ أن تَدْرسَ لِنَيلِها بنفسِها؛ حيثُ لم يكُنْ هناكَ وقتَها مدارسُ فَتياتٍ للبكالوريا، فكانتْ هيَ أولَ فتاةٍ مِصريةٍ تَحصُلُ على هذهِ الشهادةِ عامَ ١٩٠٧م.

كانت قد بدأتْ في ذلكَ الوقتِ في كتابةِ مَقالاتٍ صحفيةٍ تتناولُ موضوعاتٍ تعليميةً واجتماعيةً وأدبية، وركَّزتِ اهتمامَها على قَضايا التعليمِ وتربيةِ الفتاةِ وتَثْقيفِها، كما ألَّفتْ بعضَ الكتبِ التي ضمَّتْ آراءَها وأفكارَها.

كانتْ «نبوية موسى» أوَّلَ ناظرةٍ مِصريةٍ لمَدْرسةٍ ابتدائية؛ مَدْرسةِ «المحمَّدية للبنات» بالفيوم، وقد بذلَتْ فيها مَجْهودًا كبيرًا لنَشرِ تعليمِ الفَتيات، وطبَّقتْ أسلوبًا أخلاقيًّا صارمًا ومُنضبطًا لتربيةِ الطالبات؛ لكَي تُشجِّعَ الأُسَرَ على إرسالِ بناتِهم للتعلُّمِ دونَ خوْفٍ عليهِن.

أنشأتْ «نبوية موسى» مطبعةً ومجلةً أُسبوعيةً نسائيةً باسمِ «الفتاة»، كما شارَكَتْ في العديدِ مِنَ المؤتَمراتِ التربويةِ والنِّسائية، وتُوفِّيتْ عامَ ١٩٥١م بعدَ حياةٍ حافِلةٍ بالعَطاء.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤