حَيَّاكَ يَا رَبْعَ لَيْلَى كُلُّ هَطَّالِ
حَــيَّــاكَ يَــا رَبْـعَ لَـيْـلَـى كُـلُّ هَـطَّـالِ
يَــسْــقِــي بَــقِــيَّــةَ أَظْـلَالٍ وَأَطْـلَالِ
وَبَــاتَ رَعْــدُ سَــوَارِيــهِ يَــحِــنُّ إِلَـى
تَـجْـدِيـدِ عَـهْـدٍ بِـذَاكَ الْـمَـعْـهَـدِ الْبَالِي
سَـقَـى الْـخَمَائِلَ مِنْ وَادِي الْبَشَامِ إِلَى
سَـفْحِ الْخُزَامِ فَشِعْبِ الشِّيحِ وَالضَّالِ
مَـلَاعِـبُ الـلَّـهْـوِ لَا دَهْـرِي الْـقَدِيمُ بِهَا
دَهْـرِي الْـقَـدِيـمُ وَلَا حَـالِـي بِـهَا حَالِي
ذَهَــبْــنَ أَيَّـامُ أَهْـلِـيـهَـا كَـمَـا ذَهَـبَـتْ
نَـسَـائِـمُ الـرِّيـحِ بَـيْـنَ الْـمَهْمَهِ الْخَالِي
مَــنْ لِــي بِــرَدِّ نَــعِــيـمٍ لَا لَـحَـاقَ بِـهِ
وَجِــيــرَةٍ عَـنْ يَـمِـيـنِ الْـحَـيِّ حُـلَّالِ
يَـوْمُ الْـغَـرَامِ غَـرِيمِي وَالْحِمَى وَطَنِي
وَأَعْـيُـنُ الْـعِـيـنِ شُـغْلِي دُونَ أَشْغَالِي
وَالـلَّـهْـوُ دِيـنِـي وَدَارُ الـظَّـاعِـنِينَ إِلَى
دَارِي وَفِـي الْـحَـيِّ أَعْمَامِي وَأَخْوَالِي
هَــيْــهَــاتَ ذَاكَ زَمَــانٌ فَـاتَ أَطْـيَـبُـهُ
بِـالْـغَـوْرِ مِـنْ غَـيْـرِ تَـفْـصِـيلٍ وَإِجْمَالِ
إِذَا تَــذَكَّــرْتُ أَيَّــامِــي بِــهِ وَكَــفَــتْ
عَـيْـنِـي بِـعَـبْـرَةِ بَـاكِـي الْـعَيْنِ مِثْكَالِ
مَــا الْــحُــبُّ إِلَّا لِـقَـوْمٍ يُـعْـرَفُـونَ بِـهِ
لَا يَـــشْـــعُـــرُونَ بِـــلُـــوَّامٍ وَعُـــذَّالِ
وَرَاحَـةُ الـصَّبِّ أَنْ يَرْوِي الْصَّبَابَةَ عَنْ
دَمْــعٍ يَــسِــيــلُ لِـدَمْـعٍ غَـيْـرِ سَـيَّـالِ
فَـمَـا عَـلَـى الْـقَـلْـبِ أَنْ تَـهْـفُو نَوَازِعُهُ
إِلَــى حَـبِـيـبٍ بِـدِيـنِ الْـحُـبِّ مَـطَّـالِ
لِــلـهِ دَرُّ الـلَّـيَـالِـي مَـا قَـصَـمْـنَ عُـرَى
صَـبْـرِي الْـجَـمِـيـلِ وَلَا هَـمَّتْ بِأَذْيَالِي
وَالْــعِــزُّ طَــوْدٌ مَــنِــيــعٌ لَا يَـحُـلُّ بِـهِ
إِلَّا نَـــزِيــلُ حِــمَــى أُسْــدٍ وَأَشْــبَــالِ
الْـمُـكْـدِشِـيـنَ بِـسِـرِّ الـصَّـالِـحِينَ فَهُمْ
أَهْـلُ الْـهُـدَى وَالـنَّدَى وَالْمَفْخَرِ الْعَالِي
غَـمَـائِـمُ الْـجُـودِ أَعْـلَامُ الْـوُجُـودِ فَهُمْ
سَـهْـمِـي الْـمُـعَـلَّى وَفَالِي أَسْعَدُ الْفَالِ
لَـزِيـمُـهُـمْ فِـي رِيَـاضِ الْـخَـيْرِ مُغْتَبِطٌ
وَجَــارُهُــمْ فِـي نَـعِـيـمٍ نَـاعِـمِ الْـبَـالِ
يَـا رَائِـحًـا مِـنْ رُبَـا الـنَّـيَـابَـتَـيْـنِ عَلَى
وَجْـنَـاءَ مُـجْـفَـرَةِ الْـجَـنْـبَـيْـنِ شِمْلَالِ
دَعْـهَـا تُـنِـخْ فِـي دِيَـارِ الْـغَـانِـمِيَّةِ فِي
رَوْضٍ أَرِيــضٍ لَــدَى جُـودٍ وَإِفْـضَـالِ
فِــي رِيـفِ رَأْفَـةِ قُـطْـبٍ عَـالِـمٍ عَـلَـمٍ
أَغَــرَّ يَــكْــثُــرُ فِـيـهِ ضَـرْبُ الَامْـثَـالِ
الْـمَـكْـدَشِـيُّ الْـغِـيَـاثُ الْـمُـسْتَغَاثُ بِهِ
لِــحَــلِّ مُــنْــعَــقِــدٍ أَوْ فَــتْـحِ أَقْـفَـالِ
فَـرْدُ الْـحَـقِـيـقَـةِ سُـنِّـيُّ الـطَّـرِيقَةِ لِلهِ
مِـــنْ قَـــائِـــلٍ بِـــالْـــحَـــقِّ فَـــعَّـــالِ
غَـوْثٌ لِـمُـلْـتَـجِـئٍ غَـيْـثٌ لِـمُـنْـتَـجِـعٍ
لَــيْــثٌ عَــلَــى مِـلَّـةِ الْإِسْـلَامِ رِيـبَـالِ
إِنَّ الْــفَـقِـيـهَ جَـمَـالَ الـدِّيـنِ مَـدَّ لَـنَـا
مِــنْ سِــرِّ مَــعْــنَــاهُ ظِـلًّا غَـيْـرَ زَوَّالِ
الـصَّـائِـمُ الْـقَـائِمُ الْمُحْيِي الظَّلَامَ وَمَا
أَدْرَاكَ مَــا سِـرُّ ذَاكَ الْـقَـانِـتِ الـتَّـالِـي
لَــمَّــا تَـمَـكَّـنَ مِـنْـهُ الْـحُـبُّ مِـنْ قَـدَرٍ
سَــقَــاهُ عَــبًّـا بِـكَأْسٍ مِـنْـهُ سَـلْـسَـالِ
فَـقَـامَ فِـي مَـشْـهَـدِ الـتَّـوْفِيقِ مُمْتَثِلًا
لِـلْـحَـقِّ بِـالْـحَـقِّ لَا بِـالْـحَـوْلِ وَالْحَالِ
صِـفْـهُ بِـمَـا شِـئْتَ مِنْ عِلْمٍ وَمِنْ عَمَلٍ
وَانْــزِلْ بِأَغْــلَــبَ لَا جَـافٍ وَلَا غَـالِـي
وَبِـابْـنِـهِ شَـرَفِ الـدِّيـنِ الَّـذِي وَصَلَتْ
بِـهِ الْـمَـحَـامِـدُ حَـرْفَ الْـمِـيـمِ وَالدَّالِ
تُــدَرُّ بِــالــنِّــعْـمَـةِ الْـخَـضْـرَا أَنَـامِـلُـهُ
فَـتُـخْـجِـلُ الـسُّحْبَ مِنْ جُودٍ بِإِجْزَالِ
وَصِــنْــوُهُ عُــمَــرٌ مَــا صِــنْــوُهُ عُـمَـرٌ
سَـامِي الذَّوَائِبِ وَاقِي الْعِرْضِ بِالْمَالِ
ذُو الْـعِـلْمِ وَالْحِلْمِ وَالتَّبْرِيرِ إِنْ نَجَمَتْ
بَــيْـنَ الْـعَـوَالِـمِ عَـمْـيَـا ذَاتُ إِشْـكَـالِ
وَسَـابِـقُ الـدِّيـنِ رَوْضُ الـرَّائِـدِيـنَ لَـهُ
فَــضْـلٌ يُـقَـهْـقِـرُ عَـنْـهُ كُـلَّ مِـفْـضَـالِ
نِــيـطَـتْ مَـكَـارِمُ أَخْـلَاقِ الْـكِـرَامِ بِـهِ
فَــكَــلَّ مِـنْـهُ لِـسَـانُ الْـقِـيـلِ وَالْـقَـالِ
تِـلْـكَ الـثَّـلَاثَـةُ جَـاهِـي عِـنْـدَ وَالِدِهِمْ
وَحِـصْـنُ عِـزِّي وَكَـنْـزِي عِـنْـدَ إِقْـلَالِي
لِــلــهِ دَرُّ فُــرُوعٍ طَــابَ عُــنْـصُـرُهُـمْ
زُهْــــرٍ لِــــزُهْــــرٍ وَأَبْــــدَالٍ لِأَبْـــدَالِ
يَــقْـفُـونَ فِـي إِثْـرِهِـمْ آثَـارَ وَالِـدِهِـمْ
حُـكْـمَ الـتَّـوَابِـعِ فِـي عَـطْـفٍ وَإِبْـدَالِ
أُولَاهُـمُ الْـفَـضْـلُ مَنْ صَفَّى سَرَائِرَهُمْ
عَـنْ فَـخْـرِ مُـفْـتَـخِـرٍ أَوْ كِـبْـرِ مُـخْتَالِ
وَفِـي الْـمَضِيضَا شُمُوسٌ مَا قَصَدْتُهُمُ
إِلَّا رَأَيْــتُ بِــقَـاعَ الْأَرْضِ تُـطْـوَى لِـي
غُـبَـارُ تُـرْبَـتِـهِـمْ تُـمْـحَـى الـذُّنُـوبُ بِهِ
فَــكَــمْ بِـتُـرْبَـتِـهِـمْ مِـنْ حَـطِّ أَثْـقَـالِ
وَكَــمْ هُــنَــالِـكَ مِـنْ حَـجٍّ وَمُـعْـتَـمِـرٍ
بِـــغَــيْــرِ سَــعْــيٍ وَإِحْــرَامٍ وَإِهْــلَالِ
قَـوْمٌ جَـرَى حُـبُّـهُـمْ مَجْرَى دَمِي فَهُمُ
رُوحٌ لِــرُوحِــي وَأَوْصَــالٌ لِأَوْصَـالِـي
جَـلَـتْ مَـحَـاسِـنُـهُـمْ جِيدَ الزَّمَانِ فَمَا
أَصْـفَـى الـزَّمَـانَ وَأَبْهَى جِيدَهُ الْحَالِي
وَزَخْـرَفَـتْ بَـهْـجَـةَ الـدُّنْـيَـا صَنَائِعُهُمْ
لِـلْـعُـرْبِ وَالْـعُـجْـمِ فِـي سَهْلٍ وَأَجْبَالِ
يَـا ظَـامِـئَ الْـقَـصْدِ زُرْ نَيْلَ النَّوَالِ وَلَا
يَـــسُــدَّ عَــيْــنَــكَ عَــنْــهُ لَامِــعُ الْآلِ
تَـلْـقَى بَنِي مَكْدَشَ الْأَجْوَادَ بَحْرَ غِنًى
يُـغْـنِـيـكَ عَنْ وِرْدِ ضَحْضَاحٍ وَأَوْشَالِ
يَـا سَـيِّـدِي يُوسُفَ اسْمَعْ مَا أَقُولُ وَلَا
تُـهْـمِـلْ جَـنَـابِـي فَـلَـسْـتُمْ أَهْلَ إِهْمَالِ
لِـي مِـنْـكَ بَـلْ مِـنْ بَـنِـيـكَ الْغُرِّ وَاقِيَةٌ
بِــالــلــهِ تَـغْـتَـالُ عَـنِّـي كُـلَّ مُـغْـتَـالِ
وَالْـبَـيْـتُ بَـيْـتُـكُـمُ وَالْـغَرْسُ غَرْسُكُمُ
وَالــدَّهْــرُ مَــا بَــيْــنَ إِدْبَــارٍ وَإِقْـبَـالِ
فَـاحْمُوا حِمَاكُمْ وَقُولُوا لَا تَخَفْ دَرَكًا
مِــنِ اعْــتِــدَاءِ عَــدُوٍّ أَوْ قِـلَـى قَـالِـي
فَـلِـي ظُـنُـونٌ وَآمَـالٌ بِـكُـمْ حَـسُـنَـتْ
لَا خَـيَّـبَ الـلـهُ مِـنْـكُـمْ حُـسْـنَ آمَـالِي
دُمْـتُـمْ وَدَامَـتْ رِيَـاضُ الدِّينِ مُسْفِرَةً
مِــنْــكُـمْ بِـشِـيـبٍ وَشُـبَّـانٍ وَأَطْـفَـالِ
وَجَـادَ تُـرْبَ الْـمَـصِـيـصَا كَلُّ مُنْسَجِمٍ
يَــهْـمِـي بِـعَـارِضِ تَـعْـظِـيـمٍ وَإِجْـلَالِ