كَمْ تَهِيمُ كَمْ تَجِبُ

Wave Image
كَــمْ تَــهِــيــمُ كَــمْ تَـجِـبُ
كَــمْ تَــهِــي وَتَــضْــطَـرِبُ
كُـــلَّـــمَــا أَقُــولُ: «سَــلَا»
جَــــدَّ ذَلِــــكَ الـــلَّـــعِـــبُ
كُـــلَّــمَــا أَقُــولُ: «خَــبَــا»
شَـــبَّ ذَلِـــكَ الـــلَّـــهَـــبُ
أَيُّـــهَـــا الْـــفُـــؤَادُ تَـــمَـــا
دِيـكَ فِـي الْـهَـوَى عَـجَـبُ
مَـــا نِـــفَـــارُ فَـــاتِــنَــتِــي
يَـــا تُـــرَى لَـــهُ سَـــبَــبُ؟
غَـــيْـــرَ أَنَّـــنِـــي كَـــلِـــفٌ
فِــي الْــهَــوَى بِــهَـا تَـعِـبُ
ذَاكِـــــرٌ إِذَا نَــــسِــــيَــــتْ
قَـــائِـــمٌ بِـــمَـــا يَـــجِـــبُ
فِــتْــنَـتِـي الْـجَـمَـالُ وَعُـذْ
رِي الْــــجَـــمَـــالُ وَالْأَدَبُ
•••
هَــلْ دَرَتْ بِــمَـنْ حَـمَـلَـتْ
فِــي الْــمَــهَـامِـهِ الـنُّـجُـبُ
هَــلْ دَرَتْ مَــكَــانَـةَ «عَـبَّـ
اسَ» بَــيْــنَ مَــنْ رَكِــبُــوا
فَـــهْـــيَ لَـــمْ يُــلِــمَّ بِــهَــا
فِــي طَــرِيــقِــهَــا لَــغَــبُ
بَـــلْ عَـــدَتْ وَلَـــذَّ لَـــهَـــا
فِــي الْــمَــفَــاوِزِ الْـخَـبَـبُ
هَـــلْ رَأَتْ وُجُـــوهَـــهُـــمُ
فِــي سَــمَــائِـهَـا الـشُّـهُـبُ
فَـــهْــيَ فِــي مَــنَــازِلِــهَــا
سَــــاهِــــرٌ وَمُـــرْتَـــقِـــبُ
هَــلْ رَأَيْــتَ مَــنْ ذَهَــبُـوا
قَـــافِـــلِـــيــنَ لَا ذَهَــبُــوا
لَا عَـــدِمْـــتَ رَكْـــبَـــهُـــمُ
فِــي الــصَّــبَـاحِ إِذْ رَكِـبُـوا
وَالْــحِــجَــازُ قِــبْــلَــتُــهُـمْ
وَالْـــفُـــرُوضُ وَالْـــقُـــرَبُ
وَالـــنَّــبِــيُّ يَــطْــلُــبُــهُــمْ
وَالْـــمُـــحِـــبُّ يَــقْــتَــرِبُ
وَالْــحَــنِــيــنُ يَــجْـذِبُـهُـمْ
وَالْــمَــشُــوقُ يَــنْــجَــذِبُ
وَالْـــجَــلَالُ يُــؤْنِــسُــهُــمْ
وَالــنِّــجَــارُ وَالْــحَــسَــبُ
هَـــاتِ يَـــا بَـــشِـــيــرُ أَدِرْ
ذِكْـــرَهُـــمْ أَلَا اقْــتَــرَبُــوا
مَــــــا الَّــــــذِي تُــــــرَدِّدُهُ
فِـــي بِـــلَادِهَـــا الْــعَــرَبُ
سَـــالَ فِـــي رُبُـــوعِــهِــمُ
مِـــنْ نَـــدَاهُـــمُ الــذَّهَــبُ
وَانْـــبَـــرَت تُـــقَـــلِّــدُهُــمْ
مِــنْ سَــمَـائِـهَـا الـسُّـحُـبُ
فَـــالْـــفَـــقِــيــرُ جَــاءَ لَــهُ
فِـــي دِيَـــارِهِ الـــنَّـــشَــبُ
وَالـــسُّــهُــولُ وَاصَــلَــهَــا
— بَعْدَ هَجْرِهِ — الْعُشُبُ
•••
إِيـــهِ يَــا بَــشِــيــرُ أَفِــضْ
مَــا تَــقُــولُ مُــقْــتَــضَـبُ
إِنْ تَـــــزِدْ فَـــــذُو كَـــــرَمٍ
لِـــلْـــكِـــرَامِ يَـــنْــتَــسِــبُ
أَوْ تُــــرِدْ فَـــمَـــوْعِـــدُنَـــا
مَــا سَــتَـشْـرَحُ الْـخُـطَـبُ
وَالـــنَّـــدِيُّ تَـــمْـــرَحُ فِــيـ
ـهِ الْــقَــصَــائِــدُ الْـقُـشُـبُ
وَالَّـــذِي سَـــتَــحْــفَــظُــهُ
فِــي صُــدُورِهَــا الْـكُـتُـبُ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: تهنئة بقدوم سمو الخديوي عباس الثاني من الحج في سنة ١٩١٠م.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: المقتضب
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

إسماعيل صبري باشا: ولد في مصر بمدينة القاهرة عام ١٨٥٤م، وتلقى الدروس الثانوية في المدارس المصرية، ونال شهادة الليسانس في الحقوق من كلية مدينة إكس في فرنسا سنة ١٨٧٨م، حيث وصلها مع إحدى البعثات الفرنسية، ولما عاد إلى مصر تنقل في مناصب القضاء والإدارة حيث شغل وظائف القضائيين، كما عُين رئيسًا لمحكمة الإسكندرية الأهلية، ثم محافظًا للإسكندرية، فوكيلًا لوزارة العدلية «الحقانية»، ولما بلغ الستين أحيل للتقاعد ففتح داره التي صارت منتدى الشعراء والأدباء.

يعد إسماعيل صبري من شعراء الطبقة الأولى في العصر الحديث، كان يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة، حيث كان كثيرًا ما يمزق قصائده صائحًا: «إن أحسن ما عندي ما زال في صدري!» وقد امتاز شعره بقوة الخيال ورقة وعذوبة المعنى، وحب الفن والجمال، وخفة الروح، كان يكتب أحيانًا مقطوعات قصيرة، وأحيانًا أخرى قصائد طويلة، ولشعر صبري مسحة من الترف الحضري واللين والجلاء، وعلى الرغم من سهولة ألفاظه إلا أنه كان شعرًا محملًا بالمعاني الجليلة. كما كان نثره أشد تأثيرًا في النفس وأثبت أثرًا.

وقد نظم صبري الكثير من الشعر الغنائي والأدوار والمواويل، وقال في المديح والتهاني والتقاريض والهجاء، كما قال في الوصف والاجتماعات والسياسات والإلهيات والمراثي والأناشيد. كان شاعرنا وطنيًّا ومثاليًّا، فمثلًا لم يزر أي إنجليزي قط، وكانت له في السياسة مواقف مشرفة مثل وقعة حادثة دنشواي المؤلمة التي نظم فيها قصيدة معبرة، وقيل إن كرومر كان يريد التمهيد لجعله رئيسًا للوزارة؛ فرد عليه بالقول: «لن أكون رئيسًا للوزارة وأخسر ضميري!»

توفي عام ١٩٢٣م، ودفن في مقبرة الإمام الشافعي في القاهرة، وأقيم له حفل تأبين كبير تبارى فيه الشعراء والخطباء لمواقفه النزيهة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤