بَقَاؤُكَ أَوْفَى اقْتِرَاحِ الْأَمَانِي

Wave Image
بَـقَـاؤُكَ أَوْفَـى اقْـتِرَاحِ الْأَمَانِي
وَعِـزُّكَ أَشْـرَفُ حَـظِّ الـتَّـهَـانِـي
وَحَـمْـدُكَ أَفْـضَـلُ نُـطْقِ اللَّبِيبِ
وَمَـدْحُـكَ أَصْـدَقُ سِـحْرِ الْبَيَانِ
وَمَــا الــشَّــهْـرُ وَالـدَّهْـرُ إِلَّا بِأَنْ
تَــفُــوزَ بِـسَـعْـدِهِـمَـا يَـسْـعَـدَانِ
بِــمَـجْـدِكَ يَـا ثَـالِـثَ الـنَّـيِّـرَيْـنِ
وَثَـانِـي الْـحَـيَـا يَـفْـخَرُ النَّيِّرَانِ
فَـلَا تَـجْـهَـلَـنَّـكَ زُهْـرُ الـنُّـجُـومِ
فَإِنَّـكَ مِـنْـهَـا عَـلَـى الْـبُـعْـدِ دَانِ
فَــيَــا سَــيِّــدَ الــرُّؤَسَــاءِ الَّـذِيـ
ـنَ سَـادُوا وَسَـيِّـدَ أَهْـلِ الزَّمَانِ
وَيَـا خَـيْـرَ مَـنْ وَلَـدَ الْـمُـنْجِبُونَ
وَأَكْــرَمَــهُــمْ شَـائِـدًا بَـعْـدَ بَـانِ
دَعَــانِــي نَــدَاكَ فَــكَــمْ نِـعْـمَـةٍ
تَـقَـلَّـبْـتُ فِـي ظِـلِّـهَا مُذْ دَعَانِي
إِذَا مَــا سَأَلْــتُ أَفَــادَ الْــغِــنَــى
وَإِنْ لَـمْ أَسَـلْ جَادَنِي وَابْتَدَانِي
وَإِنْ أَنَـــا أَغْـــبَـــبْـــتُـــهُ زَائِـــرًا
تَـعَـهَّـدَنِـي تَـائِـقًـا وَاقْـتَـضَـانِـي
مَــوَاهِـبُ تُـنْـتَـجُ قَـبْـلَ الْـمَـخَـا
ضِ جُـودًا وَتُـثْـمِـرُ قَـبْلَ الْأَوَانِ
فَــمَــا لِــي تُـطَـاوِلُـنِـي حَـاجَـةٌ
عَـنَـانِـيَ مِـنْ شَأْنِـهَـا مَـا عَـنَانِي
وَكَـيْـفَ يُـحَـلِّـئُـنِـي مَـنْ شَـفَـى
أُوَامِـي وَيُـهْـمِـلُنِي مَنْ رَعَانِي؟
وَكَــمْ بَـاتَ يَـخْـذُلُـنِـي مَـنْ أَعَـا
نَ فَضْلِي وَيُسْلِمُنِي مَنْ حَمَانِي
وَمَـــا كُــنْــتُ آمُــلُ أَنِّــي لَــدَيْـ
ـكَ أَلْــجَـا إِلَـى غَـفْـلَـةٍ أَوْ تَـوَانِ
وَلَـوْ شِـئْـتُ إِذْ رَابَـنِـي مَا يَرِيبُ
هَـزَزْتُـكَ هَـزَّ الْـحُـسَـامِ الْيَمَانِي
أُدِلُّ عَـــلَـــيْــكَ وَأَشْــكُــو إِلَــيْـ
ـكَ نَـبْـوَةَ حَـظٍّ شَـدِيـدِ الْحِرَانِ
وَيُــطْــمِـعُـنِـي فِـيـكَ أَنَّ الـثَّـنَـا
ءَ مَـا زَالَ مِـنْـكَ مَـكِـينَ الْمَكَانِ
بَـقِـيـتَ لِإِحْـسَـانِـكَ الْـمُـرْتَـجَى
بَـقَـاءَ الْـمَـدَائِـحِ فِـيـكَ الْحِسَانِ
وَعِـشْـتَ لِـرَاجِـيـكَ فِـي الـنَّائِبَا
تِ فَــلًّا لِــعَــادٍ وَفَــكًّــا لِــعَــانِ
فَـكَـمْ لَـكَ مِـنْ نِـعْـمَـةٍ ضَـخْـمَةٍ
لَــدَيَّ وَمَــنٍّ بِــغَــيْــرِ امْــتِـنَـانِ
أَرَاكَ أَمَــانًــا مِــنَ الْــحَــادِثَـاتِ
فَـلَا زِلْـتَ مِـنْ صَرْفِهَا فِي أَمَانِ
وَشَـــدَّ لَـــكَ الْأَزْرَ رَبٌّ حَـــبَــاكَ
بِـنَـجْـلَـيْـنِ نَـسْـلِ الْأَغَرِّ الْهِجَانِ
إِلَــى أَنْ تُــرَى قَــمَــرًا طَــالِــعًـا
عَـلَـى الْـخَلْقِ يَحْجُبُهُ الْفَرْقَدَانِ

عن القصيدة

  • غرض القصيدة: المدح
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: المتقارب
  • عصر القصيدة: العباسي الثاني

عن الشاعر

هو أحمد بن محمد بن علي بن يحيى التغلبي، يُعَد أحد رُواد الأدب العربي، وأشهر شعراء الشام الذين ساهموا في النهضة الشعرية التي شهدها العصر العباسي الثاني، اتسم شِعره بحُسن البيان، وجزالة العبارة، وعُمق المعنى.

وُلد في دمشق سنة ٤٥٠ﻫ/ ١٠٥٨م، حين كانت تحت سيطرة الدولة الفاطمية، ونشأ وترعرع بها؛ فدرس علوم اللغة، والكتابة، ونَظَم فيها أُولى قصائده. وظل بها حتى سيطر عليها السلاجقة فهاجر منها إلى حماة، وكان عُمره آنذاك ثمانية عشر عامًا، ومكث في حماة مدةً قاربت اثنتَي عشرة سنة، واتصل بأميرها «محمد بن مانك» وعمل عنده كاتبًا، ثم انتقل إلى شينيز ومدح أميرها «علي بن مقلد بن منقذ»، ومنها إلى حلب السورية، وهناك التقى ﺑ «ابن حيُّوس» أشهر شعراء زمانه، ولازَمه مدةً حتى صار امتدادًا لشِعره، ثم اتجه غربًا إلى طرابلس الليبية التي أقام فيها مدةً قاربت عشر سنوات، وفيها ذاع صِيتُه، ووصلت شُهرته الآفاق، ونَظَم أبدع قصائده وأشهرها، وتَقرَّب من حاكمها «جلال الدين بن عمار»، ثم عاد ثانيةً إلى دمشق وحط فيها رِحاله، وصاحَب وزيرها السلجوقي «هبة الله بن بديع الأصفهاني».

سُمي ﺑ «ابن الخياط» لاشتغال أبيه بحرفة الخياطة، وسُمي بالكاتب لاشتغاله بالكتابة؛ حيث عمل كاتبًا لدى أمراء الدولة العباسية، كما نَظَم الشعر بأغراضه المتنوعة، كالهِجاء، والرِّثاء، والغزَل، ولكنَّ النصيب الأوفر من قصائده كان في المديح، حتى اشتُهر بذلك؛ فذكَرَته كُتُب المؤرخين المعاصرين بأنه من الشعراء المُجيدين، امتَدح الناس، وطاف البلاد، ودخل بلاد العجم وامتَدح أهلها. وصل إلينا ديوانه الذي حوى أبهى قصائد الشعر العربي، وأعذب العبارات، وأبلغ المعاني.

تُوفِّي «ابن الخياط» بدمشق في ١١ رمضان ٥١٧ﻫ/١ نوفمبر ١١٢٣م، عن عُمرٍ يُناهز سبعًا وستين سنة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤