حَدِيثٌ عَلَى رَغْمِ الْعُلَا غَيْرُ كَاذِبِ

Wave Image
حَـدِيـثٌ عَـلَـى رَغْـمِ الْـعُـلَا غَيْرُ كَاذِبِ
يَــغَــصُّ الــنَّــوَادِي عِـنْـدَهُ بِـالـنَّـوَادِبِ
وَلِـلـهِ مِـنْ سَـهْـمٍ عَـلَـى الْـبُـعْـدِ صَائِبِ
رَمَـى ثُـغْـرَةَ الْـمَجْدِ الصَّرِيحِ الْمَنَاسِبِ
أَيَـا صَـاحِـبَـيْ نَـجْـوَايَ دَعْوَةُ صَاحِبِ
أَطَـافَـتْ بِـهِ الْأَشْـجَـانُ مِنْ كُلِّ جَانِبِ
أَلِــمَّــا بِأَحْــدَاثِ الْــعُــلَا وَالْــمَــنَـاقِـبِ
تُــحَــيِّ ثَــرَاهَـا وَاكِـفَـاتُ الـسَّـحَـائِـبِ
•••
أَلَا فَـابْـكِـيَـا رَوْضَ الْـجَلَالِ الَّذِي ذَوَى
عَـلَـى حِـيـنَ هَـزَّتْهُ السَّمَاحَةُ وَاسْتَوَى
وَجَــادَتْـهُ أَخْـلَافُ الْـخِـلَافَـةِ فَـارْتَـوَى
وَنُـوحَـا عَـلَـى نَـجْمِ الْعَلَاءِ الَّذِي هَوَى
فَأَبْـرَزَ شَـمْـسَ الْـجَوِّ فِي خِلْعَةِ الْجَوَى
فَـلِـلـهِ مِـنْ دِيَـوانِ فَـضْـلٍ قَـدِ انْـطَوَى
وَعُـوجَـا بِأَكْـنَـافِ الضَّرِيحِ الَّذِي حَوَى
مِـنَ الْـجُـودِ وَالْإِفْضَالِ أَسْنَى الْمَرَاتِبِ
•••
أَقِــيــمَـا بِـحَـقٍّ مَأْتَـمَ الْـبَأْسِ وَالـنَّـدَى
وَلَا تَــقِـفَـا خَـيْـلَ الـدُّمُـوعِ إِلَـى مَـدَى
لِـبَـدْرٍ جَـلَا جُـنْـحَ الـدُّجَى لِمَنِ اهْتَدَى
وَغُــصْـنٍ ذَوَى حِـيـنَ اسْـتَـوَى وَتَأَوَّدَا
وَسَــيْــفِ إِمَــامٍ أَغْــمَــدَتْـهُ يَـدُ الـرَّدَى
وَلَا تَأْنَــسَــا مَــا رَاحَ رَكْــبٌ وَمَــا غَـدَا
أَلَا فَـابْـكِـيَـا غَـيْـثَ الْـمَوَاهِبِ وَالْجَدَى
وَلَـيْـثَ الـشَّـرَى نَجْلَ السَّرَاةِ الْأَطَايِبِ
•••
هُـوَ الـدَّمْـعُ إِنْ شَـحَّـتْ لِخَطْبٍ عُيُونُهُ
عَـلَـى «ابْـنِ أَبِـي عَمْرٍو» يُذَالُ مَصُونُهُ
فَــتًـى حَـرَّكَ الْأَرْجَـاءَ حُـزْنًـا سُـكُـونُـهُ
وَغَــالَــتْ قَـصِـيَّـاتِ الْأَمَـانِـي مَـنُـونُـهُ
فَـحُـثَّـا سَـحَـابَ الـدَّمْـعِ تَـهْمِي هَتُونُهُ
عَــلَـيْـهِ كَـمَـا كَـانَـتْ تَـصُـوبُ يَـمِـيـنُـهُ
وَجُـودَا بِـوَبْـلِ الـدَّمْـعِ تَـهْـمِـي شُـئُونُهُ
كَـمَـا هَـمَـلَـتْ مُـزْنُ الْـغُيُوثِ السَّوَاكِبِ
•••
وَقُــولَا لِــمَــنْ شُــدَّتْ إِلَـيْـهِ نُـسُـوعُـهُ
يُــؤَمِّــلُ مِـنْـهُ الـنَّـصْـرَ فِـيـمَـا يَـرُوعُـهُ
فَــيُـصْـرِخُـهُ إِنْ ضَـاقَ بِـالـرَّوْعِ رُوعُـهُ
هُــوَ الْــقَـدَرُ الْـمَـحْـتُـومُ حُـمَّ وُقُـوعُـهُ
وَبَــدْرُ الــلَّــيَـالِـي لَا يُـرَجَّـى طُـلُـوعُـهُ
وَقَـلْـبُ الْـمَـعَـالِـي أَسْـلَـمَـتْـهُ ضُـلُـوعُهُ
وَنُــوحَــا فَإِنَّ الْـمَـجْـدَ أَقْـوَتْ رُبُـوعُـهُ
وَزُلْــزِلَ مِــنْــهُ مُــشْـمَـخِـرُّ الْأَهَـاضِـبِ
•••
هَـصَـرْتَ ثِـمَـارَ الْـعِـزِّ طَـيِّـبَـةَ الْـجَـنَـى
وَشَـيَّـدْتَ مَثْوَى الْفَخْرِ مُسْتَحْكِمَ الْبِنَا
وَخَـلَّـفْـتَ فِـي الْأَرْجَـاءِ مِـنْ ذَائِعِ الثَّنَا
فَــضَــائِــلَ لَا يَـغْـتَـالُـهَـا طَـارِقُ الْـفَـنَـا
وَصَـيَّـرْتَ صَـعْـبَ الـشَّرْقِ لِلْغَرْبِ هَيِّنَا
وَكُــنْــتَ مُـسِـرًّا لِـلْـخُـلُـوصِ وَمُـعْـلِـنَـا
وَمَـا كُـنْـتَ إِلَّا الْـبَـحْـرَ وَالـطَّوْدَ وَالسَّنَا
تُـضِـيءُ ضِـيَـاءَ الـزَّاهِـرَاتِ الـثَّـوَاقِـبِ
•••
أَلَــهْــفًــا عَــلَـيْـهَـا مِـنْ خَـلَالٍ كَـرِيـمَـةِ
كَـرَوْضِ الـرُّبَـى تَـفْـتَـرُّ فِي أَرْضِ دِيمَةِ
تَــرِفُّ جَــنَــاهَــا عَـنْ أُصُـولٍ قَـدِيـمَـةِ
وَدُرَّةِ مَـــجْـــدٍ لَا تُــقَــاسُ بِــقِــيــمَــةِ
تَــذُودُ عَــنِ الْأَحْــرَارِ كُــلَّ هَــضِـيـمَـةِ
وَكَـمْ مِـنْ مَـعَـالٍ قَـدْ حَـوَيْـتَ عَظِيمَةِ
وَمَــا كُــنْــتَ إِلَّا حَــائِــزًا كُـلَّ شِـيـمَـةِ
مِـنَ الْـفَـخْـرِ سَـبَّـاقًـا لِـبَـذْلِ الـرَّغَـائِبِ
•••
إِذَا ذُكِــرَ الْـحُـجَّـابُ فِـي كُـلِّ مَـشْـهَـدِ
وَأَمْـلَاكُـهُـمْ مِنْ كُلِّ «هَادٍ» وَ«مُهْتَدِي»
وَ«مُـعْـتَـمِـدٍ» مِـنْ بَـعْـدِهِـمْ وَ«مُـؤَيَّدِ»
وَعُـــدِّدَتِ الْآثَـــارُ مِـــنْ كُـــلِّ أَوْحَـــدِ
كَــمَــا زِيــنَ نَـحْـرٌ بِـالْـفَـرِيـدِ الْـمُـقَـلَّـدِ
وَكَـانُـوا نُـجُـومًـا فِـي الـزَّمَانِ لِمُهْتَدِي
فَـمَـا اخْـتَـصَّتِ الْأَمْلَاكُ مِثْلَ «مُحَمَّدِ»
وَمَـا افْـتَـخَـرَتْ طُولَ الزَّمَانِ بِحَاجِبِ
•••
«مُـحَـمَّـدُ» أَحْـرَزْتَ الْـعَـلَاءَ الْـمُـكَـمَّـلَا
فَـعُـلْـيَـاكَ قَـدْ حَـطَّـتْ سِـوَاكَ وَإِنْ عَلَا
فَـكُـنْـتَ الْـحَـيَا وَالْبَدْرَ جُودًا وَمُجْتَلَى
وَسَـيْـفًـا طَـرِيـرَ الْـحَـدِّ مُـنْتَظِمَ الْحِلَى
بَــلَــغْــتَ الَّـتِـي مَـا فَـوْقَـهَـا مُـتَـمَـهِّـلَا
وَمَــا بَــالَـغَ الْإِطْـنَـابُ فِـيـكَ وَإِنْ غَـلَا
وَمَـا نَـالَـتِ الْأَشْـرَافُ مَـا نِلْتَ مِنْ عُلَا
وَلَا لَــكَ نِــدٌّ فِــي الْــعُـلَا وَالْـمَـنَـاقِـبِ
•••
لَأَبْـدَيْـتَ فِـي الـتَّـدْبِـيـرِ كُـلَّ عَـجِـيـبَةِ
بِآرَاءِ كَــهْــلٍ فِــي ثِــيَــابِ شَــبِــيــبَـةِ
فَأَعْــجَـزْتَ حُـجَّـابَ الْـعُـلَا بِـضَـرِيـبَـةِ
مِـنَ الـلـهِ وَالْـخُـلْـقِ الْـحَـمِـيـدِ قَـرِيـبَةِ
وَنَـفْـسٍ إِلَـى دَاعِـي الْـكَـمَـالِ مُـجِـيبَةِ
تَــذُوبُ حَــيَــاءً وَهْــيَ غَــيْـرُ مُـرِيـبَـةِ
وَإِنْ خُــصَّ مِــنْــهُـمْ مَـاجِـدٌ بِـنَـقِـيـبَـةِ
فَـقَـدْ حُـزْتَ فِـي الْعُلْيَا جَمِيعَ الْمَنَاقِبِ
•••
كَـمُـلْـتَ فَـلَـمْ تَـلْـحَـقْ عُـلَاكَ الـنَّقَائِصُ
سَـمَـوْتَ فَـلَـمْ يُـدْرِكْ مَـحَـلَّكَ شَاخِصُ
وَحُـثَّـتْ لِـمَـغْـنَـاكَ الـرَّحِـيبِ الْقَلَائِصُ
وَرُدَّتْ بِــكَ الْأَهْــوَالُ وَهْــيَ نَـوَاكِـصُ
فَإِنْ شِـئْـتَ إِخْـلَاصًـا فُـؤَادُكَ خَـالِـصُ
وَيَــا دُرَّةً مَــا حَــازَهَــا قَــطُّ غَــائِــصُ
نَـمَـتْـكَ إِلَـى الْـمَجْدِ الْأَصِيلِ خَصَائِصُ
يُـقَـصِّـرُ عَـنْهَا نَجْلُ «زَيْدٍ» وَ«حَاجِبِ»
•••
هُـوَ الْـبَـيْـنُ حَـتْـمًـا لَا لَـعَـلَّ وَلَا عَـسَى
وَمَـاذَا عَـسَـى يُـغْنِي الْوَلِيُّ وَمَا عَسَى
وَلَوْ كَانَ يُجْدِي الْحُزْنُ أَوْ يَنْفَعُ الْأَسَى
لَــمَــا وَجَــدَتْ أَنْــفَــاسُـنَـا مُـتَـنَـفَّـسَـا
فَــكَـمْ بَـيْـنَ مَـنْ هَـدَّ الْـبِـنَـاءَ وَأَسَّـسَـا
وَلَـيْـسَ سَـوَاءً أَحْـسَـنَ الـدَّهْـرُ أَمْ أَسَا
ظَـعَـنْـتَ عَـنِ الـدُّنْـيَـا حَـمِـيدًا مُقَدَّسَا
وَسِـرْتَ بَـرِيـئًـا مِـنْ ذَمِـيـمِ الْـمَـثَـالِـبِ
•••
كَـذَا الْـبَـثُّ لَا يُـشْـفَـى بِـلَـيْـتَ وَعَـلَّنِي
أُعَـالِـجُ أَشْـجَـانِـي إِذَا الـلَّـيْـلُ جَـنَّـنِـي
وَأَنْــهَــلَــنِــي وِرْدَ الــدُّمُــوعِ وَعَـلَّـنِـي
وَمَـا أَنَـا عَـنْ حُـزْنِـي عَـلَـيْـكَ بِـمُـنْثَنِي
فَـلَـمْ يُلْهِنِي مَا طَابَ مِنْ عَيْشِيَ الْهَنِي
أَقُــولُ لِــمَــنْ يَـبْـغِـي سُـلُـوِّيَ خَـلِّـنِـي
فَــبِــالــلــهِ مَــا دَمْــعِـي بِـرَاقٍ وَإِنَّـنِـي
أُكَــفْـكِـفُ مِـنْـهُ كَـالْـعِـهَـادِ الـسَّـوَاكِـبِ
•••
لَــبِــسْــتَ الــرِّضَــا فِـي بَـدْأَةٍ وَتَـتِـمَّـةِ
وَدَافَــعْــتَ عَــنْ مَــوْلَاكَ كُــلَّ مُــلِـمَّـةِ
بَــقِــيــتَ إِذَا اسْــتَـكْـفَـاكَ كُـلَّ مُـهِـمَّـةِ
وَلَــمْ تَأْلُ فِــي صِـيـتٍ بَـعِـيـدٍ وَهِـمَّـةِ
وَكُـنْـتَ أَحَـقَّ الْـمُـخْـلِـصِـيـنَ بِـنِـعْـمَـةِ
فَـــقُـــدِّسْــتَ مِــنْ آلٍ كَــرِيــمٍ وَرِمَّــةِ
وَغَــمَّــدَكَ الــرَّحْــمَــنُ مِــنْـهُ بِـرَحْـمَـةِ
تُــبَــلِّــغُـكَ الـزُّلْـفَـى وَأَقْـصَـى الْـمَآرِبِ
•••
تَــرَحَّــلْــتَ عَــنْ رَبْـعٍ عَـلِـمْـتَ غُـرُورَهُ
وَفَــارَقْــتَ مَــغْــنَــاهُ وَأَخْـلَـيْـتَ دُورَهُ
وَرَافَــقْــتَ وِلْــدَانَ الْــجِـنَـانِ وَحُـورَهُ
وَمَـنْ قَـدَّمَ الْـخَـيْـرَ اسْـتَـطَابَ وَجُورَهُ
فَــضَــاعَــفَ فِــي مَـثْـوَاكَ رَبُّـكَ نُـورَهُ
وَنَـــضْـــرَتَـــهُ لَـــقَّـــاكَـــهَــا وَسُــرُورَهُ
وَبَــوَّاكَ مِـنْ أَعْـلَـى الْـجِـنَـانِ قُـصُـورَهُ
تُـحَـيِّـيـكَ فِـيـهَـا مُـسْـبَـلَاتُ الـذَّوَائِبِ
•••
عَـلَـى مِـثْـلِـهِ ثُـكْـلًا تَـشِـيـبُ الْـمَـفَارِقُ
وَهَـلْ تُخْطِئُ الْمَرْءَ الْخُطُوبُ الطَّوَارِقُ
لَـقَـدْ شَـاقَـنِـي مِـنْـكَ الْحَبِيبُ الْمُفَارِقُ
فَـقَـلْـبِـي وَأَجْـفَـانِـي الْـعَـقِـيـقُ وَبَارِقُ
أُصِـبْـتُ بِـذُخْـرِي مِـنْـكَ وَالدَّهْرُ سَارِقُ
سَأَصْـحَـبُ فِـيـكَ الْـوَجْدَ مَا ذَرَّ شَارِقُ
عَــلَــيْــكَ سَــلَامُ الــلــهِ مَـا لَاحَ بَـارِقُ
وَمَـا سَـجَـعَـتْ وُرْقُ الْـحَـمَامِ النَّوَادِبِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: موشح
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: الأندلسي

عن الشاعر

ستُتاح معلومات عن هذه الشخصية قريبًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤