أَتَطْمَعُ فِي الْوُدِّ مِنْ زَاهِدِ؟

Wave Image
أَتَــطْــمَــعُ فِـي الْـوُدِّ مِـنْ زَاهِـدِ؟
وَأَيْــنَ الْــخَــلِــيُّ مِـنَ الْـوَاجِـدِ؟
وَكَــمْ قَــلَــقٍ لَــكَ مِــنْ سَــاكِــنٍ
عَـــلَــى سَــهَــرٍ لَــكَ مِــنْ رَاقِــدِ
عَــنَـانِـي الْـغَـرَامُ بِـحُـبِّ الـسَّـقَـا
مِ شَــوْقًــا إِلَــى ذَلِــكَ الْــعَــائِــدِ
وَقَــدْ كُــنْــتُ جَـلْـدًا أَبِـيَّ الْـقِـيَـا
دِ لَــوْ أَنَّ غَــيْــرَ الْــهَـوَى قَـائِـدِي
وَمَـا لِـيَ فِـي الـدَّهْـرِ مِـنْ حَـامِدٍ
إِذَا لَـــمْ أَعُـــذْ بِـــعُـــلَا حَـــامِــدِ
هُـوَ الْـبَـدْرُ يُـشْـرِقُ لِـلْـمُـسْـتَـنِـيرِ
هُــوَ الْــبَــحْــرُ يَــزْخَــرُ لِــلْــوَارِدِ
تَــجَــمَّــعَ فِــيــهِ خِــلَالُ الْـكِـرَامِ
وَقَـدْ يُـجْـمَـعُ الْـفَـضْلُ فِي وَاحِدِ
فَتًى يَحْجُبُ الْفَضْلَ عَنْ طَالِبِيهِ
وَلَا يَـحْـجُـبُ الـرِّفْـدَ عَـنْ قَاصِدِ
يَـــدُلُّ عَـــلَـــى جُـــودِهِ بِــشْــرُهُ
وَقَــدْ يُــعْـرَفُ الـرَّوْضُ بِـالـرَّائِـدِ
وَيَــنْــطِــقُ عَــنْ بَأْسِــهِ سَــيْـفُـهُ
بِــشَــيْــطَــانِ فَــتْــكٍ لَــهُ مَــارِدِ
وَمَـنْ يَـكُ مَـوْلَاهُ هَـذَا الْـمَـجِـيـدُ
يَــكُــنْ فَــوْقَ كُـلِّ فَـتًـى مَـاجِـدِ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: قال ابن الخياط هذه القصيدة يمدح بها الحاجب علي بن حامد الأتابكي، وعملها بديهًا في مجلسه على السكر.
  • غرض القصيدة: المدح
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: المتقارب
  • عصر القصيدة: العباسي الثاني

عن الشاعر

هو أحمد بن محمد بن علي بن يحيى التغلبي، يُعَد أحد رُواد الأدب العربي، وأشهر شعراء الشام الذين ساهموا في النهضة الشعرية التي شهدها العصر العباسي الثاني، اتسم شِعره بحُسن البيان، وجزالة العبارة، وعُمق المعنى.

وُلد في دمشق سنة ٤٥٠ﻫ/ ١٠٥٨م، حين كانت تحت سيطرة الدولة الفاطمية، ونشأ وترعرع بها؛ فدرس علوم اللغة، والكتابة، ونَظَم فيها أُولى قصائده. وظل بها حتى سيطر عليها السلاجقة فهاجر منها إلى حماة، وكان عُمره آنذاك ثمانية عشر عامًا، ومكث في حماة مدةً قاربت اثنتَي عشرة سنة، واتصل بأميرها «محمد بن مانك» وعمل عنده كاتبًا، ثم انتقل إلى شينيز ومدح أميرها «علي بن مقلد بن منقذ»، ومنها إلى حلب السورية، وهناك التقى ﺑ «ابن حيُّوس» أشهر شعراء زمانه، ولازَمه مدةً حتى صار امتدادًا لشِعره، ثم اتجه غربًا إلى طرابلس الليبية التي أقام فيها مدةً قاربت عشر سنوات، وفيها ذاع صِيتُه، ووصلت شُهرته الآفاق، ونَظَم أبدع قصائده وأشهرها، وتَقرَّب من حاكمها «جلال الدين بن عمار»، ثم عاد ثانيةً إلى دمشق وحط فيها رِحاله، وصاحَب وزيرها السلجوقي «هبة الله بن بديع الأصفهاني».

سُمي ﺑ «ابن الخياط» لاشتغال أبيه بحرفة الخياطة، وسُمي بالكاتب لاشتغاله بالكتابة؛ حيث عمل كاتبًا لدى أمراء الدولة العباسية، كما نَظَم الشعر بأغراضه المتنوعة، كالهِجاء، والرِّثاء، والغزَل، ولكنَّ النصيب الأوفر من قصائده كان في المديح، حتى اشتُهر بذلك؛ فذكَرَته كُتُب المؤرخين المعاصرين بأنه من الشعراء المُجيدين، امتَدح الناس، وطاف البلاد، ودخل بلاد العجم وامتَدح أهلها. وصل إلينا ديوانه الذي حوى أبهى قصائد الشعر العربي، وأعذب العبارات، وأبلغ المعاني.

تُوفِّي «ابن الخياط» بدمشق في ١١ رمضان ٥١٧ﻫ/١ نوفمبر ١١٢٣م، عن عُمرٍ يُناهز سبعًا وستين سنة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤