أَلَا مَا لِعَيْنِكَ لَا تَهْجَعُ

Wave Image
أَلَا مَــا لِــعَــيْــنِــكَ لَا تَــهْـجَـعُ
وَتَـبْـكِـي لَـوَ انَّ الْـبُـكَـا يَـنْـفَـعُ
كَــأَنَّ جُــمَــانًــا هَـوَى مُـرْسَـلًا
دُمُــوعُــهُــمَــا أَوْ هُـمَـا أَسْـرَعُ
تَــحَـدَّرَ وَانْـحَـلَّ مِـنْـهُ الـنِّـظَـا
مُ فَـارْفَـضَّ مِـنْ سِـلْـكِهِ أَجْمَعُ
فَــبَـكُّـوا لِـصَـخْـرٍ وَلَا تَـعْـدِلُـوا
سِــوَاهُ لِــكُــلِّ فَــتًـى مَـصْـرَعُ
مَـضَـى وَسَـنَـمْـضِي عَلَى إِثْرِهِ
كَــذَاكَ لِــكُــلِّ فَــتًـى مَـصْـرَعُ
هُـوَ الْـفَارِسُ الْمُسْتَعِدُّ الْخَطِيـ
ـبُ فِي الْقَوْمِ وَالْيَسَرُ الْوَعْوَعُ
وَعَــانٍ يَــحُــكُّ ظَــنَــابِــيــبَـهُ
إِذَا خَــرَّ فِـي الْـقَـيْـدِ لَا يُـرْفَـعُ
دَعَــاكَ فَــقَــطَّــعْــتَ أَنْــكَـالَـهُ
وَقَــدْ ظَــنَّ قَــبْـلَـكَ لَا تُـقْـطَـعُ
وَعَــنْــسٍ أَمُــونٍ تَـخَـذَّمْـتَـهَـا
لِــيَــطْــعَــمَــهَــا نَــفَــرٌ جُــوَّعُ
بِـأَبْـيَـضَ صَـافٍ كَمِثْلِ الْبُرُوقِ
تَــــضَـــمَّـــنَـــهُ مَـــلِـــكٌ أَرْوَعُ
فَـظَـلَّـتْ تَـكُـوسُ عَـلَـى أَكْـرُعٍ
ثَــــلَاثٍ وَكَـــانَ لَـــهَـــا أَرْبَـــعُ
بِــمَــهْــوٍ إِذَا أَنْــتَ صَــوَّبْــتَــهُ
كَـــأَنَّ الْــعِــظَــامَ لَــهُ خِــرْوَعُ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: المتقارب
  • عصر القصيدة: الجاهلي

عن الشاعر

الخنساء: هي صحابيةٌ وشاعرةٌ مُخضرَمة؛ حيث أدركت أواخرَ عصر الجاهلية وبدايةَ ظهور الإسلام، وهي تُعدُّ من أشهر النساء في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي)، وكانت قصائدُها ذائعةَ الصِّيت وانتشرت في مختلِف أرجاء البلاد.

هي «تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد»، وقد لُقِّبت ﺑ «الخنساء» لصِغَر حجم أنفها وارتفاع أرنبته. وُلِدت عام ٥٧٥م، وهي تنتمي ﻟ «آل الشريد»، وهم ساداتُ العرب وأشرافُهم وملوكُ قبيلة «بني سليم» في الجاهلية، وقد عاشت «الخنساء» فترةً طويلة في عصر الجاهلية وبعد ظهور الإسلام، ووفدتْ بصُحْبة بَنِيها وبني عمها من «بني سليم» إلى سيدنا «محمد» — صلى الله عليه وسلم — وأعلنوا دخولَهم في الإسلام، وذلك في عام ٨ﻫ/٦٣٠م.

كانت «الخنساء» تتمتَّع بمكانةٍ مرموقة بفضل نَسَبها، فضلًا عن تمتُّعها برجاحة العقل، واتِّزان الفكر، وقوة الشخصية، وحرية الرأي، ولم يستطع أحدٌ التحدُّثَ عنها بسوءٍ أو التهجُّمَ عليها. أما عن حياتها، فتزوَّجت «الخنساء» من ابن عمها «رواحة بن عبد العزيز السلمي»، وأنجبت منه ابنَها «أبا شجرة»، وبعد انفصالها عنه تزوَّجت من «مرداس بن أبي عامر السلمي» المعروف بسَخائه وجُوده، وأنجبت منه أربعةَ أبناء استُشهِدوا جميعًا في معركة القادسية عام ١٦ﻫ.

وقد غلب على شعر «الخنساء» البكاءُ والرثاء حتى غدَتْ أشهرَ شعراء الرثاء في عصرها، وكان الرسول — صلى الله عليه وسلم — يستنشدها ويُعجِبه شِعرُها كثيرًا، وكان أكثرَ شعرها وأجوده رثاؤها أخوَيْها «صخر» و«معاوية»، وكانا قد قُتِلا في الجاهلية.

تُوفِّيت «الخنساء» عامَ ٢٤ﻫ/٦٤٥م عن عمرٍ يناهز ٧١ عامًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤