إِلَى الْمَطْهَى يَا عَاذِلَة

Wave Image
أَنَـا لَا الْـمُـحِـبُّ وَلَا الْـوَلُـوعُ
كَـذَبَـتْ عَـلَـى قَلْبِي الدُّمُوعُ
يَـــا وَيْــحَ عَــاذِلَــتِــي أَمَــا
لِـدَبِـيـبِ غَـيْـرَتِـهَـا هُـجُـوعُ
أَبَــــدًا تُــــعَــــذِّبُـــنِـــي وَكُـ
ـلُّ حَـدِيـثِـهَـا خَـلَـقٌ رَجِـيـعُ
إِنَّ الَّـــتِـــي تَـــهْـــذِي بِــهَــا
أَرْدَانُــهَــا مِــسْــكٌ يَــضُـوعُ
وَلِــحُــسْـنِـهَـا مِـنْ طُـهْـرِهَـا
وَجَــلَالِــهَــا حِـصْـنٌ مَـنِـيـعُ
لَا وَصْـــلُــهَــا يُــرْجَــى وَإِنْ
يَـشْـفَـعْ لِـعَـاشِـقِـهَـا يَـسُوعُ
وَأَنَـــا امْـــرُؤٌ لَا جَـــاهَ لِـــي
وَلِــحُــسْــنِــهَـا جَـاهٌ رَفِـيـعُ
وَلَـــهَــا عَــلَــى كِــبْــرٍ بِــهَــا
وَتَـــرَفُّـــعٍ لَـــحْـــظٌ يَــرُوعُ
وَفَـــــمٌ يَـــــذُوبُ حَــــلَاوَةً
نَــدْمَــانُ خَــمْــرَتِـهِ صَـرِيـعُ
لَا بِــالــصَّــغِــيـرِ فَأَشْـتَـكِـي
وَجْـدًا وَلَا الـنَّـزِقُ الْـخَـلِـيـعُ
أَنَـا فِـي خَـرِيـفِ الْـعُـمْـرِ جَا
وَزَنِـي لِـسَـاحَـتِـهَـا الـرَّبِـيـعُ
مَــا لِــلْــكُــهُــولَــةِ وَالْـهَـوَى
ذَهَـبَ الـشَّـبَـابُ وَلَا رُجُـوعُ
مَــاذَا يُــرِيــبُــكِ مِـنْ أَخِـي
نُــسْــكٍ يُــذَلِّـلُـهُ الْـخُـشُـوعُ
إِنَّ الَّـــــذِي أَبْــــكِــــي لَــــهُ
لِـــلـــهِ دَرُّ أَبِـــيـــكِ جُـــوعُ
قُومِي اصْنَعِي «خَيْرًا» تَرَيْ
مَـا لَـيْـسَ يَـصْـنَـعُـهُ الْقَنُوعُ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

محمد توفيق علي: شاعِرٌ مِصريٌّ يَنْتَمِي إِلى مَدْرَسةِ الإحْياءِ والبَعْثِ فِي الشِّعرِ العَرَبِي؛ تلكَ المَدْرَسةِ التِي وُصِفتْ بأنَّها أَحْيَتِ الشِّعرَ مِن مَرْقَدِه؛ حيثُ أعادَتْ بِناءَ القَصِيدةِ الشِّعريةِ بِناءً يُجدِّدُ فِي أَغْراضِها الشِّعريةِ ولا يَتَصرَّفُ فِي صُورتِها التَّقلِيديةِ المُتمثِّلةِ فِي وَحْدةِ الوَزنِ والقَافِية.

وُلِدَ محمد توفيق فِي قَرْيةِ «زاوية المصلوب» بمُحافَظةِ بني سويف عامَ ١٨٨١م أثناءَ الثَّوْرةِ العُرَابِية، وكانَ والِدُهُ مِن أَثْرياءِ الفَلَّاحِين، فأَلْحَقَه بِكُتَّابِ القَرْيةِ بِوَصْفِهِ أَوَّلَ بابٍ يُفْضِي إِلى مَدِينةِ العِلْمِ والدِّينِ فِي هَذا الزَّمَان، ثُم أَوفَدَهُ إلَى القاهِرة؛ فانْتَظَمَ بِمَدْرَسةِ «القِرَبِيَّة» حتَّى نالَ الشَّهادةَ الِابتِدَائِية، والْتَحقَ بَعدَها بِمَدرَسةِ الفُنُونِ والصَّنائِعِ فِي بولاق، ودَرَسَ بِها فُنونًا مِنَ الأَدَبِ العَرَبِي.

وكانَ القَدَرُ يَدَّخِرُ مُنْعطفًا آخَرَ فِي حَياةِ الشاعِر؛ إذِ اغْتنَمَ فُرصَةَ الإعْلانِ عَنِ الحَاجَةِ إِلى ضُبَّاطٍ بالمَدرَسةِ الحَرْبِية، فالْتَحَقَ بِها وتَخَرَّجَ ضَابِطًا عامَ ١٨٩٨م، ثُمَّ الْتَحَقَ بالجَيشِ المِصرِيِّ فِي السُّودان، وهُناكَ الْتَقَى بِشاعِرِ النِّيلِ حافظ إبراهيم ونَهَلَ مِن فَيْضِ شِعرِهِ الزَّاخِر، وبَعْدَ انْقِضاءِ مَهَمَّتِهِ فِي السُّودان عادَ إِلى مِصرَ وقرَّرَ أنْ يَهَبَ مَا بَقِيَ مِن عُمُرِهِ لِنَظْمِ الشِّعْر.

وعَلَى الرَّغْمِ ممَّا مُنِيَ بِه شاعِرُنا مِن ضائِقةٍ مالِيةٍ عصَفَتْ بثَرْوةِ أبيهِ وأَحالَتْهُ إِلى الفَقرِ والشَّقاءِ بَعدَ رَغَدٍ مِنَ النَّعِيمِ والثَّرَاء؛ فإنَّ ذلِكَ لَمْ يَمنَعْهُ مِن أنْ يُثرِيَ السَّاحةَ الأَدَبيةَ بالعَدِيدِ مِنَ الذَّخائِرِ الشِّعْرية؛ مِنْها دِيوانُهُ الكَبيرُ الذِي أَخرَجَهُ فِي خمسةِ أَجْزاء؛ هي: «قِفَا نَبْكِ»، و«السَّكَن»، و«الرَّوْضَة الفَيْحَاء»، و«تَسْبِيح الأَطْيَار»، و«تَرْنِيم الأَوْتَار».

وقَدْ وافَتْهُ المَنِيَّةُ عامَ ١٩٣٧م عَن عُمُرٍ ناهَزَ ٥٥ عامًا، ودُفِنَ فِي مَقْبرةِ أُسرَتِهِ الواقِعةِ عَلى مَشارِفِ الصَّحْراءِ شَرْقِيَّ النِّيل.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤