نَشِيدُ التَّاجِ

Wave Image
بَـــسَـــمَـــتْ لِـــمَـــقْــدَمِــكَ الْأَمَــانِــي
وَشَـــدَتْ لِـــطَـــلْـــعَـــتِـــكَ الْأَغَــانِــي
وَنَـــــزَلْـــــتَ أَحْـــــنَــــاءَ الْــــقُــــلُــــو
بِ فَـــكُـــنْـــتَ فِـــي أَوْفَـــى مَـــكَــانِ
كَــــمْ نِــــعْــــمَــــةٍ أَسْــــدَيْــــتَــــهَــــا
مَـــــا لِـــــلــــزَّمَــــانِ بِــــهَــــا يَــــدَانِ!
الْــــيَــــوْمَ تَــــلْــــبَــــسُ تَــــاجَ مِـــصْـ
ـرَ مُــــمَــــلَّــــكًــــا مِــــلْءَ الــــزَّمَـــانِ
تَـــــــــــــاجٌ أَضَــــــــــــاءَ كَأَنَّــــــــــــهُ
مِـــنْ صُـــنْـــعِ أَيْـــدِيـــكَ الْــحِــسَــانِ
مَــــجْــــدٌ أَنَـــافَ عَـــلَـــى الـــسَّـــمَـــا
ءِ فَــــمَــــنْ يُــــقَـــارِبُ أَوْ يُـــدَانِـــي؟
فَــارُوقُ يَــا نَــجْــمَ الْـهُـدَى دُمْ لِـلْـعُـلَا
أَدْرَكْــتَ غَــايَــاتِ الْــمُــنَــى مُـتَـمَـهِّـلَا
الــشَّــعْــبُ يَــلْـمَـحُ نُـورَكُـمْ مُـتَـفَـائِـلَا
مَـجْـدٌ أَثِـيـلْ، دَهْـرٌ مُـنِـيـلْ، مَـلِكٌ نَبِيلْ
زَيْـــنُ الْـــحِـــمَـــى سَــبْــطُ الْــبَــنَــانِ
لِـــــــلـــــــهِ تَــــــاجُــــــكَ إِنَّــــــمَــــــا
لَــــمَــــحَــــاتُــــهُ بِــــشْـــرُ الْأَمَـــانِـــي
قَـــدْ صِـــيـــغَ مِـــنْ حَـــبِّ الْـــقُـــلُـــو
بِ فَـــجَـــلَّ عَـــنْ حَـــبِّ الْـــجُـــمَــانِ
بَــــهَــــرَ الْـــعُـــيُـــونَ الْـــخَـــاشِـــعَـــا
تِ جَــــــلَالَــــــةً وَعُــــــلُـــــوَّ شَـــــانِ
وَزَهَــــــا وَعَــــــزَّ بِــــــجَـــــبْـــــهَـــــةٍ
هِــــــيَ أَوَّلٌ وَالْــــــبَـــــدْرُ ثَـــــانِـــــي
شَـــــــذَرَاتُــــــهُ صَــــــفْــــــوُ الْــــــوَلَا
ءِ وَدُرُّهُ صِــــــدْقُ الـــــتَّـــــهَـــــانِـــــي
كَـــــــمْ رَحْــــــمَــــــةٍ ضَــــــمَّــــــتْ لَآ
لِــــئُــــهُ لِــــمِـــصْـــرَ وَكَـــمْ حَـــنَـــانِ!
الْــيَــوْمَ عِــيــدٌ بَــاسِــمٌ عِــيــدُ الْأَمَـلْ
تُــزْهَــى بِــهِ مِــصْـرٌ عَـلَـى كُـلِّ الـدُّوَلْ
مَـنْ كَـالْـمَـلِـيـكِ بِـنُـبْـلِـهِ ضُرِبَ الْمَثَلْ؟
نَـــفَــحَــاتُــهُ، وَصِــفَــاتُــهُ، وَهِــبَــاتُــهُ
قَــــدْ أَعْـــجَـــزَتْ وَحْـــيَ الْـــبَـــيَـــانِ
حَـــــصَّـــــنْـــــتُــــهُ بِــــفَــــوَاتِــــحِ الْـ
ـقُــــرْآنِ وَالــــسَّـــبْـــعِ الْـــمَـــثَـــانِـــي
نَــــالَــــتْ بِــــهِ مِــــصْــــرُ الْـــمُـــنَـــى
وَتَــــــــفَــــــــيَّأَتْ ظِـــــــلَّ الْأَمَـــــــانِ
مَـــلِـــكٌ مَـــشَـــى الـــدَّهْــرُ الْــجَــمُــو
حُ إِلَــــيْــــهِ مَــــرْخِــــيَّ الْــــعِــــنَـــانِ
أَعْـــــلَـــــى أَبُـــــوكَ بِـــــنَــــاءَ مِــــصْـ
ـرَ وَكَــــانَ جَــــدُّكَ خَــــيْــــرَ بَـــانِـــي
الْــــخَــــيْــــرُ أَسْــــبَــــقُ لِــــلْـــبَـــقَـــا
ءِ مِـــنَ الـــسَّـــوَابِـــقِ فِـــي الــرِّهَــانِ
وَالْـــــــبِـــــــرُّ فِـــــــي آنٍ يُـــــــفَـــــــا
دُ وَذِكْــــــــــرُهُ فِــــــــــي كُـــــــــلِّ آنِ
فَــاهْــنَأْ بِــمُــلْـكِـكَ إِنَّـهُ بِـكَ يَـحْـتَـمِـي
وَاسْــعَــدْ فَـكُـلُّ مَـجَـادَةٍ لَـكَ تَـنْـتَـمِـي
واسْـلَـمْ لِـمِـصْـرَ عِـمَـادَهَـا فِي الْمُعْظِمِ
عَاشَ الْمَلِكْ، عَاشَ الْمَلِكْ، عَاشَ الْمَلِكْ
بِـــالْـــقَـــلْـــبِ يُـــحْــمَــدُ وَالــلِّــسَــانِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: شعر مقطوعي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤