صَحْوٌ وَلَا صَحْوٌ

Wave Image
لَــقَــدْ أَصْـبَـحْـتُ لَا عَـتْـبًـا
وَلَا عُــــذْرًا فَـــيُـــبْـــتَـــدَرُ
وَقِــدْمًــا كُــنْــتُ إِنْ أَذْنَــبْـ
ـتَ مِــمَّــا جِــئْــتَ أَعْـتَـذِرُ
لِأَقْــرَبَ مِــنْــكَ بِــالْـغُـفْـرَا
نِ، ذَنْـبُ الْـحُـسْـنِ مُـغْـتَفَرُ
وَفِــي الْأَعْــتَــابِ لِـي وِرْدٌ
وَكَــيْــفَ وَهَــمِّـيَ الـصَّـدَرُ
فَــفِـي الْأَعْـتَـابِ لِـي عَـوْدٌ
وَذَاكَ الــصَّــابُ وَالــصَّــبِـرُ
وَحَــسْـبِـي مِـنْـكَ أَنَّ الْـحُـ
ـبَّ مَــخْــذُولٌ وَمُــعْـتَـكِـرُ
رَعَــى اللــهُ الْــبِــعَــادَ لَـوَ ا
نَّ صَــبْـرًا عَـنْـكَ يَـقْـتَـصِـرُ
أَأَحْـــمَـــدُهُ وَهَــذَا الْــعَــيْـ
ـشُ قُــرْبٌ مِــنْـكَ وَالـذِّكْـرُ
وَأَخْـشَـى أَنْ يَـكُـونَ الْـمَـوْ
تُ فِــيـهِ، مِـنْـكَ لِـي خَـبَـرُ
فَـمَا فِي الْعَيْشِ لِي مَنْجًى
وَمَــا فِـي الْـمَـوْتِ لِـي وَزَرُ
وَكَـيْـفَ أُصِـيبُ لِي مَنْجًى
وَأَنْــتَ الــنَّـفْـسُ وَالْـقَـدَرُ؟
نَــوَازِعُ نَــفْــسِــيَ اللَّاتِــي
تَــئُــوبُ بِــهَــا لَـكَ الْـفِـكَـرُ
أَغَــرَّكَ مِــقْــوَلُ الْــمَــتْـبُـو
لِ: أَنْـتَ الـشَّـمْـسُ وَالْـقَمَرُ
إِذَا مَــــا لَــــجَّ بِــــي وَلَـــهٌ
فَـــتُـــرْبُ بُـــقَــيْــعَــةٍ دُرَرُ
وَمَــا نَــفْـسٌ بِـأَفْـطَـنَ مِـنْ
وَلِـــيـــدٍ شَـــاقَــهُ الْــمَــدَرُ
أَلَا غُـــفْـــرًا بِــنَــفْــسِــيَ لَا
يُــمَــازُ الــشَّـهْـدُ وَالـصَّـبِـرُ
فَـلَـيْـسَ الـذَّنْـبُ ذَنْـبِيَ بَلْ
هِــــيَ الْأَرْزَاءُ وَالْـــغِـــيَـــرُ
فَـــكُــنْ فِــي ذُرْوَةِ الْأَكْــوَا
نِ حَـطَّ بِـمُـهْـجَـتِـي قِـصَرُ
وَكُنْ حَيْثُ الْحَضِيضُ فَلَيْـ
ـسَ قَـوْلِـي سَـاقَـهُ الـصَّعَرُ
وَمَــا أَدْرِي سِــوَى أَنْ لَــسْـ
ـتَ مَـنْ قَـدْ كُـنْـتُ أَنْـتَـظِرُ
حَــبِــيــبٌ وَامِــقٌ جَــاءَتْ
بِــــهِ الْآمَــــالُ وَالــــذِّكْـــرُ
بِــفَــتْــكٍ غَـيْـرِ مَـنْ أَبْـغِـي
وَأَنْــتَ الــسَّـمْـعُ وَالْـبَـصَـرُ
وَلَــوْ أَنِّــي حَــسِــبْــتُــكُـمُ
جَــلَاكُــمْ حُـلْـمِـيَ الْـعَـطِـرُ
رَضِـيـتُ شَـقَـاءَ نَـفْـسِيَ إِذْ
يَــهُــونُ الْـعَـيْـشُ وَالْـقَـدَرُ
شَــقَــائِــيَ أَنَّــنِــي أَهْــوَى
حَــبِــيــبًــا غَــيْـرُهُ الْـوَطَـرُ
أَتَـــحْــسَــبُــنِــي أَغَــارُ إِذَا
أَتَــــتْــــكَ بِـــآيَـــةٍ غُـــرَرُ؟
وَكَــيْــفَ أَغَـارُ مِـنْ فَـضْـلٍ
لِــغَــيْـرِي شَـامَـهُ الـنَّـظَـرُ؟
أَذَلِــــكَ سُــــوءُ رَأْيِــــكَ فِـ
ـيَّ أَمْ وَاشٍ فَــيَــنْــزَجِــرُ؟
وَهَــلْ أَلْــفَــيْــتَــنِــي غِــرًّا
بِــمَــا أَحْـسَـنْـتُ أَفْـتَـخِـرُ؟
جَـفَـاءُ الْـحُـسْـنِ مُـنْـجَـبِـرٌ
أَسُــوءُ الــرَّأْيِ يَــنْــجَــبِـرُ؟
بِــوُدِّيَ أَنْ تَــشِـيـمَ الْـفَـضْـ
ـلَ أَجْــمَــعَــهُ فَــتَــبْــتَــدِرُ
بِــوُدِّيَ أَنْ تَــشِــيــمَ الـنَّـقْـ
ـصَ لَا يَــخْــفَــى لَــهُ أَثَــرُ
لِــكَــيْـمَـا تَـعْـرِفَ الْـوَاشِـيـ
ـنَ مَــا أَبْـدَوْا وَمَـا سَـتَـرُوا
وَأَقْــبَــحُ مَــا يُـرَى حَـسَـنٌ
بِـــرَأْيِ الْـــخِــبِّ يَــأْتَــمِــرُ
فَـهَـلْ عَـوَّذْتَ حُـسْـنَكَ بِانْـ
ـخِـــــدَاعٍ كُــــلُّــــهُ عَــــرَرُ
لِــتَــدْرَأَ حَــاسِــدًا لِــكَــمَــا
لِ حُــسْـنِـكَ لَـحْـظُـهُ شَـرَرُ
وَكَـــــلَّا إِنَّـــــهُ الْــــخَــــوَرُ
فَــأَيْــنَ الْـحَـزْمُ وَالْـحَـذَرُ؟

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الوافر
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

عبد الرحمن شكري: شاعرٌ مِصْري، وأحدُ مُؤسِّسي مدرسةِ الديوانِ الشِّعرية، وصَفتْه الدكتورة «سهير القلماوي» بأنه الشَّاعرُ الذي أنزلَ العقلَ مِن على عَرشِه في إلهامِ الشُّعراء؛ فشِعْرُه خيالٌ مُتحرِّرٌ يرفضُ حدودَ الزمانِ والمكان. وقد أحدثَتْ أشعارُه نَقلةً تَجديدِيةً في مضمونِ الشِّعرِ العربي؛ فتحوَّلتْ به من شاطئِ العقلِ إلى بحرِ الخيال.

وُلِدَ «عبد الرحمن شكري عيَّاد» ببورسعيد عامَ ١٨٨٦م، لأسرةٍ ذاتِ أصولٍ مَغربِية، وقد كانَ لها دَورٌ مُؤثِّرٌ في حياتِه؛ حيثُ كانَ لزوجةِ أخيه «أحمد شكري» — المُولَعةِ برِوايةِ الحكاياتِ والأساطير — دورٌ في إثراءِ خيالِه، كما كانَ في مكتبةِ أبيه ما يُرضي نَهَمَه من دَواوينِ الشِّعر.

قَضى فَصْلًا من عُمرِه معَ أبيه ببورسعيد حتى نالَ الشَّهادةَ الابتدائية، ثُمَّ انتقلَ إلى الإسكندريةِ ليَلتحِقَ بمَدْرسةِ رأسِ التينِ الثانويةِ التي ظَلَّ بها أربعَ سَنواتٍ لينالَ منها الشَّهادةَ الثانويةَ (البكالوريا)، ثُم الْتَحقَ بمَدْرسةِ الحقوقِ إبَّانَ احتدامِ الحركةِ الوطنيةِ التي أتاحتْ له التعرُّفَ على «مصطفى كامل» زعيمِ الحركةِ الوطنيةِ في ذلكَ الوَقْت، والذي طلَبَ منه أنْ يعملَ مُحرِّرًا بجريدةِ «اللِّواء»، ونصَحَه أنْ يَلتحقَ بمدرسةِ المُعلِّمينَ فيَنهلَ من مَعِينِها ليكونَ عَوْنًا له في مَيْدانِ الصَّحافة.

وقد عطَّرَ «عبد الرحمن شكري» رَوْضةَ الأدبِ بالعديدِ من دواوينِه وقصائدِه، ومنها: دِيوانُ «ضَوْء الفَجر»، و«لَآلِئ الأَفْكار»، و«أناشيد الصِّبا»، و«زَهْر الرَّبيع»، و«الخَطَرات»، و«الأَفْنان»، و«أَزْهار الخَرِيف»، ونُشِر ديوانُه الثامنُ بعدَ مَوتِه ضمنَ الأعمالِ الكامِلة. بَدأَ شاعِرُنا صِراعَه معَ المرضِ صيفَ عامَ ١٩٥٧م، إلى أنْ صادَه الموتُ عامَ ١٩٥٨م.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤