لَا تَخَلْ أَنَّنِي لَقِيتُ رَوَاحَا

Wave Image
لَا تَــخَــلْ أَنَّــنِــي لَــقِـيـتُ رَوَاحَـا
بَـعْـدَ صَـخْـرٍ حَـتَّـى أُبِـيـنَ نُـوَاحَـا
مِـنْ ضَـمِـيرِي بِلَوْعَةِ الْحُزْنِ حَتَّى
نَـكَأَ الْـحُـزْنُ فِـي فُـؤَادِي فَـقَـاحَـا
لَا تَــخَــالِـي أَنِّـي نَـسِـيـتُ وَلَا بُـلَّ
فُــؤَادِي وَلَــوْ شَــرِبْــتُ الْــقَـرَاحَـا
ذِكْـــرَ صَـــخْـــرٍ إِذَا ذَكَــرْتُ نَــدَاهُ
عِــيــلَ صَــبْـرِي بِـرُزْئِـهِ ثُـمَّ بَـاحَـا
إِنَّ فِــي الـصَّـدْرِ أَرْبَـعًـا يَـتَـجَـاوَبْـ
ـنَ حَـنِـيـنًـا حَـتَّـى بَـلَـغْـنَ الْمُرَاحَا
دَقَّ عَـظْـمِي وَهَاضَ مِنِّي جَنَاحِي
هُـلْـكُ صَـخْـرٍ فَـمَـا أُطِـيـقُ بَـرَاحَا
مَـنْ لِـضَـيْـفٍ يَـحُـلُّ بِـالْـحَيِّ عَانٍ
بَــعْــدَ صَــخْــرٍ إِذَا أَرَادَ مِــيَــاحَــا
وَعَــلَــيْــهِ أَرَامِـلُ الْـحَـيِّ وَالـسَّـفْـ
ـرُ وَمُــعْــتَــرُّهُــمْ بِــهِ قَــدْ أَلَاحَــا
وَعَـــطَــايَــا يَــهُــزُّهَــا بِــسَــمَــاحٍ
وَطِـــمَــاحٌ لِــمَــنْ أَرَادَ طِــمَــاحَــا
ظَــفِــرٌ بِــالْأُمُــورِ جَــلْـدٌ نَـجِـيـبٌ
وَإِذَا مَــا سَــمَــا لِــحَــرْبٍ أَبَــاحَــا
وَبِــحِــلْــمٍ إِذَا الْــجَـهُـولُ اعْـتَـرَاهُ
يَـرْدَعُ الْـجَـهْـلَ بَـعْـدَمَـا قَدْ أَشَاحَا
إِنَّـنِـي قَـدْ عَـلِـمْـتُ وَجْـدَكَ بِالْحَمْـ
ـدِ وَإِطْــلَاقَـكَ الْـعُـنَـاةَ الْـجِـنَـاحَـا
وَخَـطِـيـبٌ أَشَـمُّ إِذْ سَـعَـرُوا الْـحَرْ
بَ وَصَفُّوا صَفَّ الْخَصِيمِ الرِّمَاحَا
فَـارِسٌ يَـضْـرِبُ الْـكَـتِـيـبَةَ بِالسَّيْـ
ـفِ إِذَا أَرْدَفَ الـصُّـيَـاحُ الـصُّـيَاحَا
فَـيَـبُـلُّ الـنُّـحُـورَ بِـالـطَّـعْـنِ شَـزْرًا
حِـيـنَ يَـسْـمُـو حَتَّى يُثِرَّ الْجِرَاحَا
مُــقْــبِــلَاتٍ حَـتَّـى يُـوَلِّـيـنَ عَـنْـهُ
مُـــدْبِـــرَاتٍ وَلَا يُــرِدْنَ كِــفَــاحَــا
كَـمْ طَـرِيـدٍ قَـدْ سَكَّنَ الْجَأْشَ مِنْهُ
كَــانَ يَــدْعُــو بِـصَـفِّـهِـنَّ صُـرَاحَـا
فَـارِسُ الْـحَـرْبِ وَالْـمُـعَـمَّـمُ فِـيـهَا
مِـدْرَهُ الْـحَـرْبِ حِـينَ تَلْقَى نِطَاحَا

عن القصيدة

  • غرض القصيدة: الرثاء
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الخفيف
  • عصر القصيدة: الجاهلي

عن الشاعر

الخنساء: هي صحابيةٌ وشاعرةٌ مُخضرَمة؛ حيث أدركت أواخرَ عصر الجاهلية وبدايةَ ظهور الإسلام، وهي تُعدُّ من أشهر النساء في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي)، وكانت قصائدُها ذائعةَ الصِّيت وانتشرت في مختلِف أرجاء البلاد.

هي «تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد»، وقد لُقِّبت ﺑ «الخنساء» لصِغَر حجم أنفها وارتفاع أرنبته. وُلِدت عام ٥٧٥م، وهي تنتمي ﻟ «آل الشريد»، وهم ساداتُ العرب وأشرافُهم وملوكُ قبيلة «بني سليم» في الجاهلية، وقد عاشت «الخنساء» فترةً طويلة في عصر الجاهلية وبعد ظهور الإسلام، ووفدتْ بصُحْبة بَنِيها وبني عمها من «بني سليم» إلى سيدنا «محمد» — صلى الله عليه وسلم — وأعلنوا دخولَهم في الإسلام، وذلك في عام ٨ﻫ/٦٣٠م.

كانت «الخنساء» تتمتَّع بمكانةٍ مرموقة بفضل نَسَبها، فضلًا عن تمتُّعها برجاحة العقل، واتِّزان الفكر، وقوة الشخصية، وحرية الرأي، ولم يستطع أحدٌ التحدُّثَ عنها بسوءٍ أو التهجُّمَ عليها. أما عن حياتها، فتزوَّجت «الخنساء» من ابن عمها «رواحة بن عبد العزيز السلمي»، وأنجبت منه ابنَها «أبا شجرة»، وبعد انفصالها عنه تزوَّجت من «مرداس بن أبي عامر السلمي» المعروف بسَخائه وجُوده، وأنجبت منه أربعةَ أبناء استُشهِدوا جميعًا في معركة القادسية عام ١٦ﻫ.

وقد غلب على شعر «الخنساء» البكاءُ والرثاء حتى غدَتْ أشهرَ شعراء الرثاء في عصرها، وكان الرسول — صلى الله عليه وسلم — يستنشدها ويُعجِبه شِعرُها كثيرًا، وكان أكثرَ شعرها وأجوده رثاؤها أخوَيْها «صخر» و«معاوية»، وكانا قد قُتِلا في الجاهلية.

تُوفِّيت «الخنساء» عامَ ٢٤ﻫ/٦٤٥م عن عمرٍ يناهز ٧١ عامًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤