نَبِيٌّ مِنَ الْغِرْبَانِ لَيْسَ عَلَى شَرْعِ

Wave Image
نَـبِـيٌّ مِـنَ الْـغِـرْبَـانِ لَـيْـسَ عَـلَى شَرْعِ
يُـخَـبِّـرُنَـا أَنَّ الـشُّـعُـوبَ إِلَـى الـصَّـدْعِ
أُصَــدِّقُــهُ فِــي مَــرْيِــهِ وَقَـدِ امْـتَـرَتْ
صَـحَـابَـةُ مُـوسَـى بَـعْـدَ آيَـاتِـهِ الـتِّسْعِ
كَأَنَّ بِــفِــيــهِ كَــاهِــنًــا أَوْ مُــنَــجِّــمًــا
يُــحَــدِّثُـنَـا عَـمَّـا لَـقِـيـنَـا مِـنَ الْـفَـجْـعِ
وَمَـا كَـانَ أَفْـعَـى أَهْـلِ نَـجْـرَانَ مِـثْـلَهُ
وَلَـكِـنَّ لِـلْإِنْـسِ الْـفَـضِـيـلَةَ فِي السَّمْعِ
وَمَــا قَــامَ فِــي عُــلْـيَـا زُغَـاوَةَ مُـنْـذِرٌ
فَـمَـا بَـالُ سُـحْـمٍ يَـنْـتَـجِـيـنَ إِلَـى بُقْعِ
تَـــلَاقٍ تَـــقَـــرَّى عَـــنْ فِــرَاقٍ تَــذُمُّــهُ
مَآقٍ وَتَـكْـسِـيـرُ الـصَّـحَائِحِ فِي الْجَمْعِ
وَشَــكْــلَـيْـنِ مَـا بَـيْـنَ الْأَثَـافِـيِّ وَاحِـدٌ
وَآخَــرُ مُــوفٍ مِــنْ أَرَاكٍ عَــلَــى فَـرْعِ
أَتَـى وَهْـوَ طَـيَّـارُ الْـجَـنَـاحِ وَإِنْ مَشَى
أَشَـاحَ بِـمَـا أَعْـيَـا سَـطِيحًا مِنَ السَّجْعِ
يُــجِــيــبُ سَــمَــاوِيَّــاتِ لَــوْنٍ كَأَنَّـمَـا
شَـكِـرْنَ بِـشَـوْقٍ أَوْ سَـكِـرْنَ مِـنَ الْـبِتْعِ
تَــرَى كُـلَّ خَـطْـبَـاءِ الْـقَـمِـيـصِ كَأَنَّـهَـا
خَـطِيبٌ تَنَمَّى فِي الْغَضِيضِ مِنَ الْيَنْعِ
إِذَا وَطِـئَـتْ عُـودًا بِـرِجْـلٍ حَـسِـبْـتَـهَـا
ثَـقِـيـلَـةَ حِـجْلٍ تَلْمِسُ الْعُودَ ذَا الشِّرْعِ
مَـتَـى ذَنَّ أَنْـفُ الْـبَـرْدِ سِـرْتُـمْ فَـلَـيْـتَهُ
عَـقِـيـبَ الـتَّـنَائِي كَانَ عُوقِبَ بِالْجَدْعِ
وَمَــا أَوْرَقَــتْ أَوْتَــادُ دَارِكَ بِــالــلِّــوَى
وَدَارَةَ حَـتَّـى أُسْـقِـيَـتْ سَـبَـلَ الـدَّمْـعِ
ذَكَـرْتُ بِـهَـا قِـطْـعًـا مِـنَ الـلَّـيْـلِ وَافِيًا
مَـضَـى كَـمُضِيِّ السَّهْمِ أَقْصَرَ مِنْ قِطْعِ
وَمَــا شَــبَّ نَــارًا فِــي تِـهَـامَـةَ سَـامِـرٌ
يَــدَ الــدَّهْـرِ إِلَّا أَبَّ قَـلْـبُـكَ فِـي سَـلْـعِ
حَـكَتْ وَهْيَ تُجْلَى نَاظِرَ السَّبُعِ اجْتَلَى
مَـعَ الـلَّـيْـلِ أَكْـلَـى وَالـرِّكَابُ عَلَى سَبْعِ
حَـمَـلْـتُ لَـهَـا قَـلْـبَ الْـجَـبَـانِ وَلَمْ أَزَلْ
شُـجَـاعَ الْـهَـوَى لَوْلَا رَحِيلُ بَنِي شَجْعِ
وَفِـي الْـحَـيِّ أَعْـرَابِـيَّةُ الْأَصْلِ مَحْضَةٌ
مِـنَ الْـقَـوْمِ إِعْـرَابِـيَّـةُ الْـقَـوْلِ بِـالـطَّبْعِ
وَقَـدْ دَرَسَـتْ نَـحْـوَ الـسُّـرَى فَـهْيَ لَبَّةٌ
بِـمَـا كَـانَ مِـنْ جَـرِّ الْـبَـعِـيـرِ أَوْ الـرَّفْـعِ
أَلِـفْـتِ الْـمَـلَا حَـتَّـى تَـعَـلَّـمْـتِ بِـالْـفَـلَا
رُنُـوَّ الـطَّـلَا أَوْ صَـنْعَةَ الْآلِ فِي الْخَدْعِ
وَمَـنْ يَـتَـرَقَّـبْ صَـوْلَـةَ الـدَّهْـرِ يَـلْـقَـهَا
وَشِـيـكًـا وَهَـلْ تُرْضِي الْأَسَاوِدُ بِالْوَكْعِ
إِذَا الـضَّـبُـعُ الـشَّـهْـبَـاءُ حَلَّتْ بِسَاحَتِي
نَــضَـوْتُ عَـلَـيْـهَـا كُـلَّ مَـوَّارَةِ الـضَّـبْـعِ
وَقَـالَ الْـوَلِـيـدُ الـنَّـبْـعُ لَـيْـسَ بِـمُـثْـمِـرٍ
وَأَخْـطَأَ سِـرْبُ الْـوَحْـشِ مِنْ ثَمَرِ النَّبْعِ
أُوَدِّعُــكُــمْ يَــا أَهْـلَ بَـغْـدَادَ وَالْـحَـشَـا
عَــلَــى زَفَـرَاتٍ مَـا يَـنِـيـنَ مِـنَ الـلَّـذْعِ
وَدَاعَ ضَــنًــى لَــمْ يَــسْــتَــقِـلَّ وَإِنَّـمَـا
تَـحَـامَـلَ مِـنْ بَـعْـدِ الْـعِـثَـارِ عَـلَى ظَلْعِ
إِذَا أَطَّ نِــسْــعٌ قُــلْـتُ وَالـدَّوْمُ كَـارِبِـي
أَجِــدَّكُـمُ لَـمْ تَـفْـهَـمُـوا طَـرَبَ الـنِّـسْـعِ
فَـبِـئْـسَ الْـبَـدِيـلُ الـشَّأْمُ مِـنْكُمْ وَأَهْلُهُ
عَـلَـى أَنَّـهُـمْ قَـوْمِـي وَبَـيْـنَـهُـمُ رَبْـعِـي
أَلَا زَوِّدُونِـــي شَـــرْبَـــةً وَلَـــوَ انَّـــنِــي
قَـدَرْتُ إِذَنْ أَفْـنَـيْـتُ دِجْـلَـةَ بِـالْـجَـرْعِ
وَأَنَّــى لَــنَــا مِــنْ مَــاءِ دِجْــلَـةَ نُـغْـبَـةٌ
عَـلَـى الْـخِمْسِ مِنْ بُعْدِ الْمَفَاوِزِ وَالرِّبْعِ
وَسَـاحِـرَةِ الْأَطْـرَافِ يَـجْـنِـي سَـرَابُـهَا
فَـتَـصْـلُـبُ حِـرْبَـاءً بَـرِيًّـا عَـلَـى جِـذْعِ
وَمَـا الْـفُـصَـحَـاءُ الـصِّيدُ وَالْبَدْوُ دَارُهَا
بِأَفْــصَــحَ قَــوْلًا مِـنْ إِمَـائِـكُـمُ الْـوُكْـعِ
أَدَرْتُــمْ مَــقَــالًا فِــي الْـجِـدَالِ بِأَلْـسُـنٍ
خُــلِـقْـنَ فَـجَـانَـبْـنَ الْـمَـضَـرَّةَ لِـلـنَّـفْـعِ
سَأُعْـرِضُ إِنْ نَـاجَيْتُ مِنْ غَيْرِكُمْ فَتًى
وَأَجْـعَـلُ زَوًّا مِـنْ بَـنَـانِـيَ فِـي سَـمْعِي
غُـذِيـتُ الـنَّـعَـامَ الـرُّوحَ دُونَ مَـزَارِكُمْ
وَأَسْــهَــرَنِـي زَارُ الـضَّـرَاغِـمَـةِ الْـفُـدْعِ
وَمَـا ذَادَ عَـنِّـي الـنَّـوْمَ خَـوْفُ وُثُـوبِـهَا
وَلَـكِـنَّ جَـرْسًـا حَـالَ فِـي أُذُنَـيْ سِـمْعِ
وَكَـمْ جُـبْـتُ أَرْضًـا مَـا انْتَعَلْتُ بِمَرْوِهَا
وَجَاوَزْتُ أُخْرَى مَا شَدَدْتُ لَهَا شِسْعِي
وَبِــتُّ بِــمُــسْــتَــنِّ الْــيَــرَابِـيـعِ رَاقِـدًا
يُـطَـوِّفْـنَ حَوْلِي مِنْ فُرَادَى وَمِنْ شَفْعِ
أَبَــيْـتُ فَـلَـمْ أَطْـعَـمْ نَـقِـيـعَ فِـرَاقِـكُـمْ
مُـطَـاوَعَـةً حَـتَّـى غُـلِـبْـتُ عَلَى النَّشْعِ
فَــنَـادَيْـتُ عَـنْـسِـي مِـنْ دِيَـارِكُـمُ هَـلًا
وَقُـلْـتُ لِـسَـقْـبِـي عَـنْ حِيَاضِكُمُ هِدْعِ
صَـحِـبْـتُ إِلَـيْـكُـمْ كُـلَّ أَطْلَسَ شَاحِبٍ
يَـنُـوطُ إِلَـى هَـادِيـهِ أَبْـيَـضَ كَـالـرَّجْـعِ
عَـلَـيْـهِ لِـبَـاسُ الْـخُـلْـدِ حُـسْـنًا وَنُضْرَةً
وَلَـمْ يَـرْبَ إِلَّا فِـي الْجَحِيمِ مِنَ الصُّنْعِ
وَأَبْــرَزَهُ مِــنْ نَــارِهِ الْــقَــيْــنُ أَخْـضَـرًا
كَأَنْ غِـيـثَ فِـيـهَـا بِـالـتَّـلَـهُّـبِ وَالسَّفْعِ
وَلَـوْلَا الْـوَغَـى فِـي الْـحَرْبِ أَسْمَعَ رَبَّهُ
أَلِـيـلَ الْـمَـنَـايَـا فِـي الْـمَـثَـارِ مِنَ النَّقْعِ
وَيَأْبَـــى ذُبَـــابٌ أَنْ يَـــطُـــورَ ذُبَــابَــهُ
وَلَـوْ ذَابَ مِـنْ أَرْجَـائِـهِ عَـمَـلُ الـرُّصْـعِ
تَـــلَـــوَّنَ لِـــلْأَقْـــرَانِ فِــي هَــبَــوَاتِــهِ
تَـلَـوُّنَ غُـولِ الْـفَـقْـرِ لِـلْـعَـاجِـزِ الْـمِـجْعِ
تَــقُــولُ: بَــدَا فِــي سُـنْـدُسٍ أَوْ مُـوَرَّدٍ
مِـنَ الـلِّـبْسِ أَوْ عَصْبٍ يَرُوقُكَ أَوْ نَصْعِ
يَــدِرُّ بِــهِ خِـلْـفُ الْـمَـنُـونِ دَمَ الـطُّـلَـى
وَيَـكْـبُـرُ عَـنْ فَـطْـرِ الْـوَلَائِـدِ وَالـرَّضْـعِ
فَــيَــا لَــكَ مِــنْ أَمْـنٍ تَـقَـلَّـدَهُ الْـفَـتَـى
وَبَــاتَ بِــهِ الْأَعْــدَاءُ فِـي خِـطَّـةٍ بِـدْعِ
وَلَـمَّـا ضَـرَبْـنَـا قَـوْنَـسَ الـلَّـيْلِ مِنْ عَلٍ
تَـسَـرَّى بِـنَـضْـخِ الـزَّعْـفَـرَانِ أَوِ الـرَّدْعِ
كَأَنَّ الـدُّجَـى نُـوقٌ عَـرِقْـنَ مِـنَ الْـوَنَى
وَأَنْــجُــمُــهَــا فِـيـهَـا قَـلَائِـدُ مِـنْ وَدْعِ
لَــبِــسْــتُ حِــدَادًا بَـعْـدَكُـمْ كُـلَّ لَـيْـلَـةٍ
مِـنَ الـدُّهْـمِ لَا الْغُرِّ الْحِسَانِ وَلَا الدُّرْعِ
أَظُــنُّ الــلَّــيَـالِـي وَهْـيَ خُـونٌ غَـوَادِرٌ
بِــرَدِّي إِلَــى بَــغْــدَادَ ضَــيِّــقَـةَ الـذَّرْعِ
وَكَــانَ اخْــتِـيَـارِي أَنْ أَمُـوتَ لَـدَيْـكُـمُ
حَـمِـيـدًا فَـمَـا أَلْـفَـيْتُ ذَلِكَ فِي الْوُسْعِ
فَـلَـيْـتَ حِـمَـامِـي حُـمَّ لِي فِي بِلَادِكُمْ
وَجَـالَـتْ رِمَـامِـي فِـي رِيَاحِكُمُ الْمِسْعِ
وَلَــيْـتَ قِـلَاصًـا مِـلْـعِـرَاقِ خَـلَـعْـنَـنِـي
جُـعِـلْـنَ وَلَـمْ يَـفْـعَـلْـنَ ذَاكَ مِـنَ الْـخَلْعِ
فَــدُونَــكُــمُ خَــفْــضَ الْــحَـيَـاةِ فَإِنَّـنَـا
نَـصَـبْـنَـا الْـمَـطَـايَـا بِالْفَلَاةِ عَلَى الْقَطْعِ
تَـعَـجَّـلْـتُ إِنْ لَـمْ أَثْـنِ جُـهْـدِي عَـلَيْكُمُ
سَـحَـابَ الـرَّزَايَـا وَهْـيَ صَـائِـبَةُ الْوَقْعِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: العباسي الثاني

عن الشاعر

أبو العلاء المَعَرِّي: شاعرٌ وفيلسوفٌ وأديبٌ عربيٌّ مِنَ العصرِ العبَّاسي، اشتُهِرَ بآرائِه وفلسفتِه المثيرةِ للجدلِ في وقْتِه.

وُلِدَ «أحمد بن عبد الله بن سليمان القُضاعي التنُوخي المَعَرِّي» المعروفُ ﺑ «أبي العلاء المَعَرِّي» عامَ ٣٦٣ﻫ بمَعَرَّةِ النُّعمانِ بسُوريا، وفقَدَ بصَرَه وهو صغيرٌ نتيجةً لمَرضِه بالجُدَري. أخَذَ علومَ القراءاتِ القرآنيةِ بإسنادٍ عنِ الشُّيوخ، كما تعلَّمَ الحديثَ في سنٍّ مُبكِّرة، وقالَ الشِّعرَ وهو ابنُ إحدى عشرةَ سنة، ورحلَ إلى بغدادَ عامَ ٣٩٨ﻫ فأقامَ بها سنةً وسبعةَ أَشْهُر، ثُم اعتزَلَ الناسَ لبعضِ الوقت؛ فلُقِّبَ ﺑ «رَهِينِ المَحْبسَيْن»؛ العَمَى والدَّار.

أمَّا شِعْرُه، وهو ديوانُ حكمتِه وفلسفتِه، فالمطبوعُ منه حتى الآن: «اللُّزوميَّات»، و«سِقْطُ الزَّنْد». وقد تُرجِمَ الكثيرُ من شِعْرِه إلى غيرِ العربيَّة، وأمَّا كُتبُه فكثيرةٌ وفِهرسُها في «مُعجَمِ الأُدَباء». من تَصانيفِه كتابُ «الأَيْك والغُصُون» في الأدب، يَزيدُ على مائةِ جُزْء، و«تاج الحُرَّة» في النساءِ وأخلاقِهنَّ وعِظاتِهِن، و«عَبَث الوَلِيد» شرَحَ فيه دِيوانَ البُحْتُريِّ ونقَدَه، و«رِسالة المَلائِكة» وهي صَغِيرة، و«رِسالة الغُفْران»، و«الفُصُول والغَايات».

عاش المعري متفلسفًا زاهدًا في الدنيا؛ إذ كانَ يَدعمُ حقوقَ الحيوانِ ويُحرِّمُ إِيلامَه، ولذا كان نباتيًا؛ فلمْ يَأكُلِ اللحمَ خمسًا وأربعينَ سنة، كما كانَ يَلبسُ خشِنَ الثِّياب، وكان له أراءه الخاصة في العقيدة، التي جعلت الآراء تختلف حول حقيقة إيمانه؛ إذ ذهب البعض إلى تكفيره واتهامه بالإلحاد، وإخراجِه مِنَ الإسلام، بينما دافَعَ عنه عميدُ الأدبِ العربيِّ «طه حسين» في عِدَّةِ كِتاباتٍ ومُؤلَّفات؛ أشْهرُها «معَ أبي العلاءِ في سجنِه». 

ظلَّ حبيسًا في بيتِه حتى وفاتِه عامَ ٤٤٩ﻫ بمنزلِه بمَعَرَّةِ النُّعْمان، وقد أَوْصى أن يُكتَبَ على قبْرِه عِبارة: «هذا جَناهُ أبي عليَّ، وما جَنيْتُ على أَحَد.» ويَقصدُ أنَّ أباه بزَواجِه من أمِّه أوْقَعَه في دارِ الدُّنيا. وقد وقَفَ على قبْرِه جمْعٌ غفيرٌ من أُدباءِ عصْرِه وشُعرائِه ورَثَوْه بثمانينَ مَرْثَاة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤