قَلْبٌ ذَلُولٌ وَغَادَةٌ صَعْبَة

Wave Image
قَــلْــبٌ ذَلُــولٌ وَغَــادَةٌ صَــعْــبَـة
كَــمْ لَــكَ يَـا دَمْـعَ صَـبِّـهَـا صَـبَّـة
أَفْـدِي بِـقَـلْـبِـي الْـمَـغْـلُوبِ لَاعِبَةً
حَـالِـيَّـةَ الْـوَجْـنَـتَـيْـنِ كَـالـلُّـعْـبَـة
هَــيْــفَــاءَ لَا ضَــمَّــةٌ أَفُــوزُ بِــهَـا
إِلَّا إِذَا الــنَّــوْمُ كَــانَ لِـي نَـصَـبَـهْ
أَعْـضَـايَ فِـي كِـسْـوَةِ السَّقَامِ بِهَا
وَلِـمَّـتِـي فِـي الْمَشِيبِ فِي شُهْبَة
حَـاوَلَ لَـثْـمِـي خِـيـلَانُ وَجْـنَـتِهَا
فَــقَــالَ مِــسْــكِــيُّــهَــا وَلَا حَـبَّـة
قُلْتُ وَقَلْبِي فِي الصُّدْغِ مُنْتَشِبٌ
أَلْـثِـمُ قَـلْـبِـي قَـالَـتْ فَـذِي نُـشْبَة
وَابْـتَـسَـمَتْ فَابْتَدَرْتُ مِنْ ظَمَئِي
فَــيَــا لَــهَـا مِـنْ رُضَـابِـهَـا شَـرْبَـة
وَيَــا لَــهَــا عَــضْــبَــةً أَثَـرْتُ بِـهَـا
نُـقْـطَـةَ دَمْـعٍ فَأَصْـبَـحَـتْ عَضْبَة
وَعَــاتَـبَـتْـنِـي فَـقُـلْـتُ مِـنْ أَنَـسٍ
وَقْـتُـكِ لَا تَـجْـعَـلِـيـهِ مِـنْ عَـتْـبَة
فَـوُدُّنَـا الْـمُـسْـتَـقِـيـمُ يُـسْـنَدُ عَنْ
سَـهْـلٍ فَـلَا تُـسْـنِـدِيـهِ عَـنْ شُعْبَة
قَـالَـتْ فَـخُـذْهَـا تَـعْـذِيبَةً لِحَشًى
فَــقُــلْـتُ هَـذِي تَـعْـذِيـبَـةٌ عَـذْبَـة
فَـقُـلْـتُ مَـدْحُ الْـعَـلَاءِ أَعْذَبُ مِنْ
تَــغَــزُّلِــي وَاقْــتَـضَـيْـتُـهَـا رُتْـبَـة
ذُو الْـعِـلْـمِ وَالْـفَـضْلِ مَعْ شَبِيبَتِهِ
لَــيْـسَ لَـهُ فِـي سِـوَاهُـمَـا طَـرْبَـة
وَالـسُّـؤْدَدُ الْـمَحْضُ يَجْتَلِيهِ عَلَى
عِـطْـفَـيْـهِ لَـحْـظُ الـنَّـابِـلِ الْأَنْـبَـهْ
وَالْـحَـمْـدُ وَالْأَجْـرُ مِـنْ بَـضَـائِـعِهِ
فَــكَـمْ لَـهُ كَـسْـبَـةً عَـلَـى كَـسْـبَـة
بَــيْــنَـا يُـوَفِّـي حُـقُـوقَ مَـكْـرُمَـةٍ
فِـي الْـيَـوْمِ أَقْضِي غَدًا إِلَى قُرْبَة
فَـبَـابُ نُـعْـمَـاهُ فِـي الْإِبَـاحَـةِ مِنْ
سَـهْـلٍ وَبَـابُ الْأَضْـدَادِ مِـنْ ضَبَّة
كَـمْ بَـسَـطَـتْ رَاحَـتَـاهُ مِـنْ أَمَـلٍ
وَنَـفَّـسَـتْ بِـالْـجَـمِـيـلِ مِـنْ كُرْبَة
كَــمْ دَلَّــنَــا بِــشْــرُهُ عَــلَــى كَـرَمٍ
وَسَـــاقَــنَــا ذِكْــرُهُ إِلَــى رَغْــبَــة
أَخْــلَــصَ فِــي حُـبِّـهِ ذَوُو رَغَـبٍ
وَاعْــتَــدَلَ الـرَّائِـغُـونَ بِـالـرَّهْـبَـة
وَأَوْضَـحَ الْـخَيْرَ فِي دِمَشْقَ فَتًى
كَـمْ قَـامَ فِـي الْخَيْرِ قَوْمَةً غَضْبَة
قَــوْمٌ زَكَــا فِــي الْأَنَــامِ أَصْـلُـهُـمُ
وَفَــرْعُــهُــمْ وَالْـغَـمَـامُ وَالـتُّـرْبَـة
أَنْـصَـارُ دِيـنِ الْإِسْـلَامِ عُـبْيَةُ خَيْـ
ـرِ الْـخَـلْقِ أَهْلُ الْإِيوَاءِ وَالصُّحْبَة
أَمَــا تَـرَى فِـي دِمَـشْـقَ نَـجْـلَـهُـمُ
قَــدْ خَـطَـبَـتْـهُ أُمُـورُهَـا خِـطْـبَـة
مَـا بَـيْـنَ مَـعْـرُوفِـهَـا وَمُـنْـكَـرِهَـا
نَــهْــيٌ وَأَمْــرٌ يُــرْضِــي بِــهِ رَبَّـهْ
مُـبَـارَكُ الْـكَـعْـبِ أَنْ يُسَرَّ بِهِ الشَّـ
ـآمُ فَــقَــدْ سَــرَّ قَـوْمَـهُ الْـكَـعْـبَـة
يَـا كَـافِـلَ الْـحِـسْبَةِ الَّتِي شَهِدَتْ
بِأَنَّـــهَـــا فَـــوْقَ قَــدْرِهَــا رُتْــبَــة
أَحْــسِــنْ بِــهَــا رُتْــبَــةً تَـكَـفَّـلَـهَـا
مَــنْ هُــوَ بَـعْـدَ الْـبَـهَـا بِـهِ أَشْـبَـهْ
شَــهَـادَةُ الْـفَـرْضِ فِـي سِـيَـادَتِـهِ
تَـمَّـتْ وَزَادَتْ شَـهَـادَةُ الْـحِـسْـبَة
هَــنَّأْتَ عَــلْـيَـاءَهَـا وَمِـثْـلُـكَ مَـنْ
بِــهِ تُــهَــنَّــى مَـطَـالِـعُ الْـهَـضْـبَـة
وَمِــدْحَــةٍ أَنْـتَ أَنْـتَ أَجْـدَرُ مَـنْ
تُـحْـدِثُ لِـلْـخَـيْـرِ قَـلْـبَـهَـا جَـذْبَـة
جَـاءَتْـكَ مَـعْـمُولَ حِسْبَةٍ صُنِعَتْ
فِـيـهَـا الْـمَـعَـانِـي حَـلَاوَةٌ رَطْـبَـة
يَــسْأَلُ ذَاكَ الْــكِــتَــابُ جَــائِــزَةً
فَإِنَّــنِــي فِــيــهِ مِـنْ ذَوِي الْإِرْبَـة
عَــشِــقْــتُــهُ مَــعَ خَـفَـا كِـتَـابَـتِـهِ
فَـاقْـبَـلْ سُـؤَالِـي وَعُـدَّهَـا كِـتْـبَة
وَعِــشْ مُــبِـيـحًـا لِـكُـلِّ مُـطَّـلَـبٍ
عِـلْـمًـا وَجُـودًا جَـاءَا عَـلَـى نِسْبَة
لَــمْ يَـتَـقَـدَّمْ دَهْـرُ الْـكِـرَامِ عَـلَـى
دَهْـرِكَ يَـا سَـيِّـدِي سِـوَى حَـجْبَة

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: المنسرح
  • عصر القصيدة: المملوكي

عن الشاعر

ابن نباتة المصري: شاعر من شعراء العصر المملوكي في مصر، ذاع صِيته في القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي).

وُلد «محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري» جمال الدين المُكَنَّى بأبي بكر والشهير ﺑ «ابن نباتة المصري» سنة ٦٨٦ﻫ/١٢٨٧م في «زقاق القناديل» في الفسطاط بالقاهرة، وكان أبوه وجده من شيوخ الحديث، وأصلهم يرجع إلى «ميافارقين» من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.

نشأ ابن نباتة في بيت ثري وبين أسرة ظاهرة‌ الجاه والنفوذ، في ظل أبٍ عطوف ذاع صيتُه في العلم والفضل والأدب وكثيرًا ما نرى أصداءً لفخر الشاعر بأبيه وآله في شعره. وقد تبدَّت أُولى براعم موهبته الشعرية في الثالثة عشرة‌ من عمره، مترافقة مع إقباله الشديد على توسيع مداركه وتغذية ثقافته الدينية والأدبية. وفي سنة ٧١٥ﻫ‍ انتقل ابن نباتة لسُكنى الشام ووَلِيَ نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة المسيحيين لها، واتصل في تلك الفترة بالملك المؤيد وقال فيه شعرًا كثيرًا، وحين رجع إلى القاهرة سنة ٧٦١ﻫ كان صاحب سر السلطان «الناصر حسن».

له ديوان شعر جُمع بعد وفاته وطُبع لأول مرة سنة ١٩٠١م بالقاهرة، وقد ضمَّ مجموع دواوينه وأوراقه الشعرية، ومنها: «القطر النباتي»، و«جلاسة القطر»، و«سوق الرقيق»، و«ظرائف الزيادة». كتب فيها في مختلف الأغراض الشعرية التي ميَّزت عصره، شاملة المدح والغزل والخمريات والرثاء والهجاء والوصف والشكوی والحنين إلی الوطن. وله كذلك مؤلَّفات أخرى نثرية، من بينها: «سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون»، و«سجع المطوق»، و«مطلع الفوائد»، و«المفاخرة بين السيف والقلم»، و«سلوك دول الملوك» وغيرها، وأورد الصلاح الصفدي في «ألحان السواجع» مراسلاته معه.

تُوُفِّيَ ابن نباتة المصري في منزله بزقاق القناديل في القاهرة سنة ٧٦٨ﻫ/١٣٦٦م إثر معاناة مع المرض.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤