دُنْيَاكَ تَحْدُو بِالْمُسَا

Wave Image
دُنْــيَـاكَ تَـحْـدُو بِـالْـمُـسَـا
فِــرِ وَالْـمُـقِـيـمِ جِـمَـالَـهَـا
فَــعَّــالَــةٌ غَــيْـرَ الْـجَـمِـيـ
ـلِ فَـكَـمْ هَـوِيـتَ جَمَالَهَا
نَـقَـصَـتْ مَـسَـرَّتُـهَـا فَـمَـا
يَـجِـدُ الـسَّـعِـيـدُ كَـمَـالَـهَا
وَالنَّفْسُ تَخْدِمُ فِي الْحَيَا
ةِ بِــجَــهْــلِــهَــا آمَــالَــهَـا
حَــتَّـامَ تَـعْـتَـسِـفُ الـرِّفَـا
قُ حُــزُونَــهَــا وَرِمَــالَـهَـا
مُــتَــظَــلِّــلِــيــنَ بِأَيْــكَـةٍ
مَــنَـعَ الْـهَـجِـيـرُ ظِـلَالَـهَـا
أَلِــفَــتْ غَــرَامَــهُــمُ بِـهَـا
فَـــتَـــعَـــوَّدَتْ إِذْلَالَـــهَــا
كَـالْـخَـوْدِ أَبْـدَتْ لِـلْمُحِبِّ
جَـــفَـــاءَهَـــا وَدَلَالَـــهَـــا
قَــالُــوا مَــلِـلْـنَـا بِـالـلِّـسَـا
نِ وَمَـا الـضَّـمِـيـرُ مَـلَالَهَا
قَـبَـضَتْ عَلَى الْحُرِّ الْكَرِيـ
ـمِ يَــمِــيـنَـهَـا وَشِـمَـالَـهَـا
طَــلَّــقْــتُــهَــا مَـذْمُـومَـةً
حِـيـنَ ابْـتَـلَـيْـتُ خِصَالَهَا
وَلَــوَ انَّــهَـا جَـاءَتْـكَ عَـفْـ
ـوًا مَــا أَرَدْتَ وِصَــالَــهَــا
وَسَــلِـمْـتَ مِـنْ هَـمٍّ يُـبَـرِّ
حُ إِذْ بَـــتَــتَّ حِــبَــالَــهَــا
لَــمَّــا حَــمَـتْـكَ مَـهَـاتَـهَـا
بَــعَـثَـتْ إِلَـيْـكَ خَـيَـالَـهَـا
فَـصَدَفْتَ عَنْ ذَاتِ السِّوَا
رِ وَلَــمْ تُــرِدْ خَــلْـخَـالَـهَـا
وَعَــرَفْــتَ غَـايَـةَ بَـدْرِهَـا
لَـــمَّـــا رَأَيْــتَ هِــلَالَــهَــا
وَالـشَّـمْـسُ عِـنْدَ شُرُوقِهَا
عَــلِــمَ الــلَّـبِـيـبُ زَوَالَـهَـا
وَعَــظَــتْــكَ أَيَّــامٌ تَــمُــرُّ
فَـهَـلْ فَـهِـمْـتَ مَـقَـالَـهَـا؟
إِنْ غَـــيَّــرَتْ حَــالَ الْأَنَــا
مِ فَــمَــا تُــغَــيِّــرُ حَـالَـهَـا
سَـلَـبَـتْـكَ أَوْقَـاتَ الـشَّـبَا
بِ فَـمَـا أَصَـبْـتَ مِـثَـالَـهَا
تَـجْـرِي بِـنَـا جَـرْيَ الْخُيُو
لِ وَقَـدْ سَـئِـمْـتَ مَـجَالَهَا
وَسَـرَيْـتَ تَـحْتَ الْمُدْجِنَا
تِ مُــمَــارِسًــا أَهْــوَالَـهَـا
فِـي فِـتْـيَةٍ تُزْجِي إِلَى الْـ
ـبَــيْـتِ الْـحَـرَامِ نِـعَـالَـهَـا
أَوْ رَاكِــبًــا وَجْــنَــاءَ تَـشْـ
ـكُــو بِــالْــفَــلَاةِ كَــلَالَـهَـا
غَــادَرْتَــهَــا لِــلـطَّـيْـرِ تَـنْـ
ـقُـرُ بِـالـضُّـحَـى أَوْصَـالَهَا
وَأَكَـلْـتَ صَمْغَ الطَّلْحِ فِي
بَـــيْـــدَاءَ تَـــرْفَــعُ آلَــهَــا
تَــبْــغِــي بِـمَـكَّـةَ حَـاجَـةً
قَـــدَرَ الْــعَــزِيــزُ مَآلَــهَــا
حَـتَّـى قَـضَـيْـتَ طَوَافَهَا
سَــبْــعًــا وَزُرْتَ جِـبَـالَـهَـا
وَسَـمِـعْـتَ عِـنْـدَ صَبَاحِهَا
وَمَــسَــائِــهَــا إِهْــلَالَــهَــا
تَـرْجُـو رِضَـا الْـمَلِكِ الَّذِي
مَــنَــحَ الْـمُـلُـوكَ جَـلَالَـهَـا

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الكامل
  • عصر القصيدة: العباسي الثاني

عن الشاعر

أبو العلاء المَعَرِّي: شاعرٌ وفيلسوفٌ وأديبٌ عربيٌّ مِنَ العصرِ العبَّاسي، اشتُهِرَ بآرائِه وفلسفتِه المثيرةِ للجدلِ في وقْتِه.

وُلِدَ «أحمد بن عبد الله بن سليمان القُضاعي التنُوخي المَعَرِّي» المعروفُ ﺑ «أبي العلاء المَعَرِّي» عامَ ٣٦٣ﻫ بمَعَرَّةِ النُّعمانِ بسُوريا، وفقَدَ بصَرَه وهو صغيرٌ نتيجةً لمَرضِه بالجُدَري. أخَذَ علومَ القراءاتِ القرآنيةِ بإسنادٍ عنِ الشُّيوخ، كما تعلَّمَ الحديثَ في سنٍّ مُبكِّرة، وقالَ الشِّعرَ وهو ابنُ إحدى عشرةَ سنة، ورحلَ إلى بغدادَ عامَ ٣٩٨ﻫ فأقامَ بها سنةً وسبعةَ أَشْهُر، ثُم اعتزَلَ الناسَ لبعضِ الوقت؛ فلُقِّبَ ﺑ «رَهِينِ المَحْبسَيْن»؛ العَمَى والدَّار.

أمَّا شِعْرُه، وهو ديوانُ حكمتِه وفلسفتِه، فالمطبوعُ منه حتى الآن: «اللُّزوميَّات»، و«سِقْطُ الزَّنْد». وقد تُرجِمَ الكثيرُ من شِعْرِه إلى غيرِ العربيَّة، وأمَّا كُتبُه فكثيرةٌ وفِهرسُها في «مُعجَمِ الأُدَباء». من تَصانيفِه كتابُ «الأَيْك والغُصُون» في الأدب، يَزيدُ على مائةِ جُزْء، و«تاج الحُرَّة» في النساءِ وأخلاقِهنَّ وعِظاتِهِن، و«عَبَث الوَلِيد» شرَحَ فيه دِيوانَ البُحْتُريِّ ونقَدَه، و«رِسالة المَلائِكة» وهي صَغِيرة، و«رِسالة الغُفْران»، و«الفُصُول والغَايات».

عاش المعري متفلسفًا زاهدًا في الدنيا؛ إذ كانَ يَدعمُ حقوقَ الحيوانِ ويُحرِّمُ إِيلامَه، ولذا كان نباتيًا؛ فلمْ يَأكُلِ اللحمَ خمسًا وأربعينَ سنة، كما كانَ يَلبسُ خشِنَ الثِّياب، وكان له أراءه الخاصة في العقيدة، التي جعلت الآراء تختلف حول حقيقة إيمانه؛ إذ ذهب البعض إلى تكفيره واتهامه بالإلحاد، وإخراجِه مِنَ الإسلام، بينما دافَعَ عنه عميدُ الأدبِ العربيِّ «طه حسين» في عِدَّةِ كِتاباتٍ ومُؤلَّفات؛ أشْهرُها «معَ أبي العلاءِ في سجنِه». 

ظلَّ حبيسًا في بيتِه حتى وفاتِه عامَ ٤٤٩ﻫ بمنزلِه بمَعَرَّةِ النُّعْمان، وقد أَوْصى أن يُكتَبَ على قبْرِه عِبارة: «هذا جَناهُ أبي عليَّ، وما جَنيْتُ على أَحَد.» ويَقصدُ أنَّ أباه بزَواجِه من أمِّه أوْقَعَه في دارِ الدُّنيا. وقد وقَفَ على قبْرِه جمْعٌ غفيرٌ من أُدباءِ عصْرِه وشُعرائِه ورَثَوْه بثمانينَ مَرْثَاة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤