نَصَبْتِ لَنَا دُونَ التَّفَكُّرِ يَا دُنْيَا

Wave Image
أَلَا مَــــنْ لِــــدَهْــــرٍ وَأَيَّـــامِـــهِ
وَخِـــبٍّ يَــكِــيــدُ بِــإِيــهَــامِــهِ
يَــوَدُّ عَــشِــيــرُ الْـوَرَى صِـنْـوَهُ
لِـــكَــيْــمَــا يُــسَــرُّ بِــإِيــلَامِــهِ
وَلَـيْـسَ الـضَّـمِـيـرُ لِـخَـيْرٍ سِوَاهُ
وَلَــكِــنْ لِـيَـحْـظَـى بِـأَحْـكَـامِـهِ
لِــيَــمْــنَــعَ إِتْــيَــانَــهُ مَــأْثَــمًــا
يُــرَى مَــهْــلَــكًــا دُونَ إِنْـعَـامِـهِ
فِـإِنْ لَـمْ يَـجِـدْ فِـيهِ هَلْكًا يُعَافُ
تَــنَــاءَى الــضَّــمِــيــرُ بِــآلَامِــهِ
فَـلَا تَـبْـتَـغِ الـنِّـصْـفَ مِـنْ خَـيِّـرٍ
يَـرَى الـطُّـهْـرَ فِـي رَوْثِ آثَـامِـهِ
هَـلِ الـتِّـبْـرُ يَـحْـمَـرُّ مِـنْ سَـفْكِهِ
دِمَــاءً تَــصِــيــحُ بِــإِجْــرَامِـهِ؟
وَمَــا الــنَّـاسُ إِلَّا أَخُـو خَـجْـلَـةٍ
بَـــرِيءٌ شَـــقِـــيٌّ بِـــأَحْــلَامِــهِ
وَذُو لَــوْثَــةٍ مَـا لَـهُ مِـنْ حَـيَـاءٍ
يُــخَــفِّــضُ مِــنْ حَـقِّ إِكْـرَامِـهِ
فَـدَاوِ الْـحَـيَـاءَ بِـبَـعْضِ الشُّرُورِ
لِــتُــفْــلِــتَ مِــنْ ظَــنِّ لُـوَّامِـهِ!
وَمَــا كُــلُّ بَـاغٍ لِـخَـيْـرِ الـشُّـرُو
رِ يَــنْــقَــعُ مِــنْ غُــلِّ تَـهْـيَـامِـهِ
بِــقَــدْرِ تُــقَــاكَ يَــضِــيـرُكَ شَـرُّ
كَ ضَــيْـرَ الـنَّـقِـيـضِ بِـإِلْـمَـامِـهِ
وَبَــعْـضُ الـضَّـمَـائِـرِ دَاءٌ عَـيَـاءٌ
يُـــذِلُّ الْــبَــرِيءَ بِــأَسْــقَــامِــهِ
وَآخَـرُ كَالسَّيْفِ حَرْبُ الْخُطُوبِ
وَنُـــورُ الْـــمُـــغِــذِّ بِــإِلْــهَــامِــهِ
وَمِـنْ لَـذَّةِ الْـعَيْشِ جَهْلُ الْمُغَامِـ
ـرِ لُــؤْمَ الــضَّــمِــيـرِ وَأَوْهَـامِـهِ
وَذَلِـكَ مِـنْ خَـيْـرِ هَـذِيِ الـنُّـفُـو
سِ، وَالــشَّــرُّ يُـثْـنَـى بِـإِبْـرَامِـهِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: العباسي الأول

عن الشاعر

أبو العتاهية: شاعر عربي، يُعدُّ واحدًا من أهم شعراء العصر العباسي في بغداد، ولُقب بأشعر الإنس والجن لقدرته العالية على نظم الشعر في أي وقت وبشكلٍ ارتجالي.

هو «إسماعيل بن القاسم بن سويد»، وكنيته الأصلية «أبو إسحاق» ولكن الكُنية الأشهر له هي «أبو العتاهية»، وُلد في «عين التمر» وهي قرية بالمدينة المنورة في الحجاز عام ٧٤٨م لأب نبطيٍّ اشتغل بالحجامة، ولما ضاق الحال بأبيه انتقل بأسرته إلى الكوفة. كان «أبو العتاهية» يميل في تلك الفترة إلى حياة اللهو والبطالة حتى بدأ بالعمل مع أخيه زيد في صناعة الفخار والإتجار به.

برع في نظم الشعر في تلك الحقبة من حياته واشتهر به لدى جمهور شباب المحبين للشعر حتى وصل إلى قصور بغداد، وبالأخص قصر الخليفة المهدي الذي أعجب بشعره ، وقد عُرف عن «أبو العتاهية» التناقض في أسلوب حياته حيث ذكر المؤرخون أنه كان يعيش بين حياة المجون والفساد الذي وصل به حدَّ أن يُطلق عليه «مخنث أهل بغداد»، وبين حياة والورع والزهد والتقوى حتى أن له العديد من القصائد التي تُحقر من ملذات الدنيا الفانية وتُرغب في التقرب إلى الله، وعُرف عنه دمامة الوجه، وانتشرت قصة رفض جارية زوجة الخليفة المهدي له، رغم إفراده قصائد الغزل فيها.

وكان «أبو العتاهية» عظيم الموهبة غزير الانتاج الشعري، حتى أنه كان ينظم في اليوم مئة وخمسين بيتًا من الشعر، كما عُرف بأسلوبه السهل الممتنع الذي جعل أشعاره تنتقل عبر الأجيال دون صعوبة في فهم مفرداتها ومعانيها. واستمر «أبو العتاهية» في ملازمة الخلفاء المولعين بشعره فلزم الخليفة «هارون الرشيد»، وحاول في عهده أن ينقطع عن الشعر ولكن الرشيد أمره بالعودة إليه وحبسه حتى عاد، ولزم من بعده ابنه «الأمين» ثم «المأمون» إلى أن توفي عام ٨٢٥م في بغداد.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤