يَا لَمِيسُ ابْنَةَ الْمُضَلَّلِ

Wave Image
يَـا لَـمِـيـسُ ابْـنَةَ الْمُضَلَّـ
ـلِ مُــــــنِّــــــي بِــــــزَادِ
لَـيْـسَ وَادِيـكِ فَـاعْـلَمِيـ
ـهِ لِــــقَــــوْمِـــي بِـــوَادِ
إِنْ تَـــوَلَّـــيْــتُ غَــادِيًــا
فَــــبَـــطِـــيءٌ عَـــوَادِي
خَـانَـنِـي مَـلْـبَـسِـي أَبُـو
كِ فَـــحُــلِّــي صِــفَــادِي
بِــــــدِلَاصٍ كَأَنَّــــــهَـــــا
بَــعْــضُ مَــاءِ الــثِّــمَــادِ
حُــلَّــةُ الْأَيْــمِ خُـيِّـطَـتْ
بِـــعُـــيُـــونِ الْـــجَـــرَادِ
خِــلْــتُـهَـا وَالـنِّـبَـالُ تَـهْـ
ـوِي كَـــرِجْـــلِ الْــعَــرَادِ
شَـيْـهَـمًـا أَوْ هِـيَ الْـقَـتَـا
دَةُ لَا كَـــــالْــــقَــــتَــــادِ
شَـــوْكُـــهَــا حَــدُّهُ إِلَــيْـ
ـهَـــا وَبَـــاقِـــيـــهِ بَـــادِ
تِلْكَ فِي الطَّيِّ قَدْرُ مَشْـ
ـرَبِ ظَــــــمْآنَ صَــــــادِ
ثُـمَّ فِي النَّشْرِ غُسْلُ أَشْـ
ـمَــطَ مُــفْــنِــي الْـمَـزَادِ
أَخْـضَـلَـتْ كُـلَّ شَـخْصِهِ
دُونَ رَأْسٍ وَهَــــــــــــادِ
وَتَـــدَانَـــى مِــنَ الــرُّبَــا
لِـــبُـــطُـــونِ الْـــوِهَـــادِ
كَـضَـعِـيـفِ السُّيُولِ مِنْ
وَلْـــــيَــــةٍ أَوْ عِــــهَــــادِ
رَمِـدَتْ عَـيْـنُـهَـا فَـصَحَّـ
ـتْ بِـــــذَرِّ الـــــرَّمَـــــادِ
إِنْ يَـبِتْ مَضْجَعِي بِنَجْـ
ـدٍ كَــمُــلْــقَــى الـنِّـجَـادِ
فَــلَـقَـدْ أَصْـبَـحَ الْـمُـغِـيـ
ـرَةُ أَرْضَ الْأَعَـــــــــادِي
لَـيْـسَ بَـيْـنِـي وَبَـيْنَ قَوْ
مِـــكِ غَـــيْـــرُ الْــجِــلَادِ
كُــلَّـمَـا أَخْـصَـبَ الـرَّبِـيـ
ـعُ حَـــلَـــلْـــنَـــا بِـــنَــادِ
وَأَجَـــابَـــتْ جِــيَــادُنَــا
صَـــــوْتَ زُرْقٍ شَـــــوَادِ
ذَاكَ دِيــنِــي وَدِيــنُــهُـمْ
جَــيْــرِ حَـتَّـى الـتَّـنَـادِي
إِنْ عَــدَتْــهُـمْ فَـوَارِسِـي
فَــعَــدَتْــنِــي الْــعَـوَادِي

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: قال أبو العلاء المعري هذه القصيدة على لسان رجلٍ يخاطب امرأةً خانه أبوها في درع.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الخفيف
  • عصر القصيدة: العباسي الثاني

عن الشاعر

أبو العلاء المَعَرِّي: شاعرٌ وفيلسوفٌ وأديبٌ عربيٌّ مِنَ العصرِ العبَّاسي، اشتُهِرَ بآرائِه وفلسفتِه المثيرةِ للجدلِ في وقْتِه.

وُلِدَ «أحمد بن عبد الله بن سليمان القُضاعي التنُوخي المَعَرِّي» المعروفُ ﺑ «أبي العلاء المَعَرِّي» عامَ ٣٦٣ﻫ بمَعَرَّةِ النُّعمانِ بسُوريا، وفقَدَ بصَرَه وهو صغيرٌ نتيجةً لمَرضِه بالجُدَري. أخَذَ علومَ القراءاتِ القرآنيةِ بإسنادٍ عنِ الشُّيوخ، كما تعلَّمَ الحديثَ في سنٍّ مُبكِّرة، وقالَ الشِّعرَ وهو ابنُ إحدى عشرةَ سنة، ورحلَ إلى بغدادَ عامَ ٣٩٨ﻫ فأقامَ بها سنةً وسبعةَ أَشْهُر، ثُم اعتزَلَ الناسَ لبعضِ الوقت؛ فلُقِّبَ ﺑ «رَهِينِ المَحْبسَيْن»؛ العَمَى والدَّار.

أمَّا شِعْرُه، وهو ديوانُ حكمتِه وفلسفتِه، فالمطبوعُ منه حتى الآن: «اللُّزوميَّات»، و«سِقْطُ الزَّنْد». وقد تُرجِمَ الكثيرُ من شِعْرِه إلى غيرِ العربيَّة، وأمَّا كُتبُه فكثيرةٌ وفِهرسُها في «مُعجَمِ الأُدَباء». من تَصانيفِه كتابُ «الأَيْك والغُصُون» في الأدب، يَزيدُ على مائةِ جُزْء، و«تاج الحُرَّة» في النساءِ وأخلاقِهنَّ وعِظاتِهِن، و«عَبَث الوَلِيد» شرَحَ فيه دِيوانَ البُحْتُريِّ ونقَدَه، و«رِسالة المَلائِكة» وهي صَغِيرة، و«رِسالة الغُفْران»، و«الفُصُول والغَايات».

عاش المعري متفلسفًا زاهدًا في الدنيا؛ إذ كانَ يَدعمُ حقوقَ الحيوانِ ويُحرِّمُ إِيلامَه، ولذا كان نباتيًا؛ فلمْ يَأكُلِ اللحمَ خمسًا وأربعينَ سنة، كما كانَ يَلبسُ خشِنَ الثِّياب، وكان له أراءه الخاصة في العقيدة، التي جعلت الآراء تختلف حول حقيقة إيمانه؛ إذ ذهب البعض إلى تكفيره واتهامه بالإلحاد، وإخراجِه مِنَ الإسلام، بينما دافَعَ عنه عميدُ الأدبِ العربيِّ «طه حسين» في عِدَّةِ كِتاباتٍ ومُؤلَّفات؛ أشْهرُها «معَ أبي العلاءِ في سجنِه». 

ظلَّ حبيسًا في بيتِه حتى وفاتِه عامَ ٤٤٩ﻫ بمنزلِه بمَعَرَّةِ النُّعْمان، وقد أَوْصى أن يُكتَبَ على قبْرِه عِبارة: «هذا جَناهُ أبي عليَّ، وما جَنيْتُ على أَحَد.» ويَقصدُ أنَّ أباه بزَواجِه من أمِّه أوْقَعَه في دارِ الدُّنيا. وقد وقَفَ على قبْرِه جمْعٌ غفيرٌ من أُدباءِ عصْرِه وشُعرائِه ورَثَوْه بثمانينَ مَرْثَاة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤