هَذَا الطَّرِيقُ الْأَقْرَبُ

Wave Image
هَــذَا الــطَّــرِيــقُ الْأَقْــرَبُ
فَـخُـذُوا الْـمُـدَامَةَ وَاشْرَبُوا
وَهِــيَ الْــوُجُــودُ وَنُـورُهَـا
كَأْسٌ وَأَنْــتَ الْــغَــيْــهَــبُ
وَالْـكَأْسُ فِـي يَـدِ مَـنْ بَـدَا
وَهُــوَ الْــمَـلِـيـحُ الْأَشْـنَـبُ
يَــا أَيُّــهَــا الــنَّــدْمَــانُ لِـي
حُـثُّـوا الْـمَـطِـيَّـةَ وَارْكَـبُـوا
مِــنْــكُــمْ إِلَــيْـكُـمْ فَـالَّـذِي
يَــدْرِي الْــكَــلَامَ مُــهَــذَّبُ
وَامْـشُوا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيـ
ـمَ إِلَـى الْـحَـبِـيـبِ لِـتَقْرُبُوا
لَا تَـــهْــرُبُــوا مِــنْــهُ تَــرَوْا
مِـــنْــهُ إِلَــيْــهِ الْــمَــهْــرَبُ
فَـــازَ الَّــذِي يَــدْنُــو وَقَــدْ
خَــسِــرَ الَّــذِي يَــتَـجَـنَّـبُ
يَـــا عَــاذِلُــونَ تَــحَــوَّلُــوا
عَــنْ دَرْبِــنَــا وَتَــنَــكَّــبُــوا
قَـــلْــبِــي بِــهِ مُــتَــعَــلِّــقٌ
إِذْ مَــا لِــقَــلْــبِــي لَــوْلَــبُ
لَا أُمَّ لِــــي مِـــنْ غَـــيْـــرِهِ
أَمَــــدَ الــــزَّمَــــانِ وَلَا أَبُ
قَـــامَ الَّــذِي يَــدْعُــو إِلَــيْـ
ـهِ بِـمَـا يَـقُـولُ وَيَـخْـطُـبُ
أَيْــنَ الَّــذِي يُــصْــغِــي لَـهُ
وَيَــجِــدُّ فِــيــهِ وَيَـطْـلُـبُ
جَـلَّـتْ مَـعَـانِـي الْغَيْبِ عَنْ
كَــوْنٍ يَــجِــيءُ وَيَــذْهَـبُ
وَعَــنِ الْــعُــقُــولِ وَمَـا بِـهِ
أَهْـلُ الْـعُـقُـولِ تَـمَـذْهَـبُـوا
هِـــيَ جَـــنَّـــةٌ وَجَــهَــنَّــمٌ
أَغْــــيَـــارُهُ تَـــتَـــلَـــهَّـــبُ
وَجْـهٌ هُـوَ الـشَّـمْـسُ الَّـتِـي
عَــنْ شَــرْقِــنَــا لَا تَــغْـرُبُ
يَــتْــلُــو مَــقَــالَــةَ أَيْــنَـمَـا
وَلَّـــوْا فَـــلَا تَــتَــهَــيَّــبُــوا
نَـــحْـــنُ الَّـــذِيــنَ بِــهِ لَــهُ
جِــئْــنَــا وَعَــزَّ الْــمَـطْـلَـبُ
الــــلـــهُ أَكْـــبَـــرُ هَـــكَـــذَا
أَحَــدٌ هُــنَــاكَ فَــيُــسْـلَـبُ
هُـــوَ مُـــؤْمِـــنٌ لَـــكِـــنَّـــهُ
عَــنَّــا بِــنَــا مُــتَــحَــجِّـبُ
وَبِــهِ نَــلُــوحُ وَنَــخْــتَـفِـي
بَـــرْقٌ يُـــرَفْـــرِفُ خُــلَّــبُ
الــــلـــهُ أَكْـــبَـــرُ هَـــكَـــذَا
هُــوَ وَالــلَّــبِــيـبُ يُـجَـرِّبُ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: مجزوء الكامل
  • عصر القصيدة: العثماني

عن الشاعر

عبد الغني النابلسي الدمشقي: شاعر، وفقيه، ورحَّالة، ومتصوِّف سوري، يرجع نسَبُه إلى «عمر بن الخطاب».

وُلد «عبد الغني النابلسي» في دمشق عام ١٦٤١م في بيتِ عِلم؛ فقد كان جدُّه مدرِّسًا لجامع «درويش باشا» وناظرًا لوَقْفه، وقد تَولى أبوه المهامَّ نفسَها بعد وفاة جدِّه. كان أبوه أولَ معلِّم له؛ فقد حفظ على يدَيه القرآنَ الكريم في سِن الخامسة، وحين بلَغ العاشرة حفظ كثيرًا من المقدِّمات والمنظومات مثل: «ألفية ابن مالك في النحو»، و«الشاطبية في القراءات»، و«الرحبانية في الفرائض»، و«الجَزرية في التجويد»، كما تابَع دروس «نجم الدين الغزي» في الحديث في الجامع الأموي، وحصل على أول إجازة عامة في الحديث.

عمل «النابلسي» مدرسًا في الجامع الأموي وهو في سِن العشرين من عمره، وحين بلغ الخامسةَ والعشرين ارتحل إلى أدرنة بالدولة العثمانية ثم زار إسطنبول، وبعد عودته عُيِّن قاضيًا في حي الميدان جنوب دمشق، لكنه استقال من منصبه ليتفرَّغ للتدريس والتأليف.

تَجاوَزت مُؤلَّفاته ثلاثمائة عمل مُوزَّعة بين الشِّعر وأدب الرحلات والفقه والتصوُّف والحديث والتفسير؛ ومن أبرزها: «إيضاح المقصود من وَحْدة الوجود»، و«الوجود الحق والخطاب الصدق»، و«التعبير في تفسير الأحلام»، و«ديوان الدواوين» وهو مجموعُ شِعره، و«أسرار الشريعة»، و«الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية»، و«ذخائر المواريث في الدلالة على مَواضع الحديث»، وغير ذلك من المصنَّفات الغنية التي تُعَد مصادرَ مهمة في مجالاتها.

اشتهر بالتصوُّف ومُجاهَدة النفس حتى وصل إلى مرتبة العارفين، وكان يَتبنى أفكارَ «محيي الدين بن عربي» ويُدافِع عنه ضدَّ مُنتقِديه، ودخَل في معركة حامية مع علماء وفقهاء عصره حول أفكاره الصوفية والقول بوَحْدة الوجود، وتَعرَّض على إثرها لأزمةٍ نفسية حادة في سن الأربعين، اضطرَّ على إثرها إلى الاعتزال في بيته لمدة سبع سنوات، قضاها في التأليف والتدريس، وأسدَل شَعره في أثنائها، وأرخى لحيتَه، وطلَّق زوجته، لكنه خرج بعدها إلى الناس الذين ازداد احترامُهم له بعدَ أن كانوا قد رمَوه بالحجارة قبل خلوته.

تُوفِّي «النابلسي» عام ١٧٣١م في دمشق، ودُفِن بالقبة التي بناها في بيته، والتي أُقيم عليها جامعٌ بعد ذلك.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤