لِوَاءُ الْحُسْنِ

Wave Image
يَــا لِــوَاءَ الْــحُــسْــنِ أَحْــزَابُ الْـهَـوَى
أَيْــقَــظُــوا الْــفِـتْـنَـةَ فِـي ظِـلِّ الـلِّـوَاءْ
فَــرَّقَــتْــهُــمْ فِــي الْــهَــوَى ثَــارَاتُـهُـمْ
فَــاجْـمَـعِـي الْأَمْـرَ وَصُـونِـي الْأَبْـرِيَـاءْ
إِنَّ هَـــذَا الْــحُــسْــنَ كَــالْــمَــاءِ الَّــذِي
فِــــيــــهِ لِـــلْأَنْـــفُـــسِ رِيٌّ وَشِـــفَـــاءْ
لَا تَــــذُودِي بَـــعْـــضَـــنَـــا عَـــنْ وِرْدِهِ
دُونَ بَــعْــضٍ وَاعْـدِلِـي بَـيْـنَ الـظِّـمَـاءْ
أَنْــتِ يَــمُّ الْــحُــسْــنِ فِـيـهِ ازْدَحَـمَـتْ
سُــفُــنُ الْآمَــالِ يُــزْجِــيــهَــا الــرَّجَـاءْ
يَــقْــذِفُ الــشَّــوْقُ بِــهَــا فِــي مَــائِـجٍ
بَـــيْـــنَ لُـــجَّـــيْـــنِ عَـــنَــاءٍ وَشَــقَــاءْ
شِــــدَّةٌ تَــــمْــــضِــــي وَتَأْتِـــي شِـــدَّةٌ
تَــقْــتَــفِــيــهَـا شِـدَّةٌ، هَـلْ مِـنْ رَجَـاءْ؟
سَـــاعِـــفِــي آمَــالَ أَنْــضَــاءِ الْــهَــوَى
بِـــقَـــبُـــولٍ مِـــنْ سَــجَــايَــاكِ رُخَــاءْ
وَتَــجَــلَّــيْ وَاجْــعَــلِــي قَــوْمَ الْـهَـوَى
تَحْتَ عَرْشِ الشَّمْسِ فِي الْحُكْمِ سَوَاءْ
أَقْــبِــلِــي نَــسْــتَــقْــبِــلِ الــدُّنْـيَـا وَمَـا
ضَــمِــنَــتْــهُ مِــنْ مُــعَــدَّاتِ الْــهَــنَــاءْ
وَاسْــفِــرِي تِــلْــكَ حُــلًـى مَـا خُـلِـقَـتْ
لِــــتُــــوَارَى بِــــلِــــثَــــامٍ أَوْ خِـــبَـــاءْ
وَاخْــطِـرِي بَـيْـنَ الـنَّـدَامَـى يَـحْـلِـفُـوا
أَنَّ رَوْضًـــا رَاحَ فِـــي الــنَّــادِي وَجَــاءْ
وَانْـــطِــقِــي يَــنْــثُــرْ إِذَا حَــدَّثْــتِــنَــا
نَـــاثِـــرُ الـــدُّرِّ عَـــلَــيْــنَــا مَــا نَــشَــاءْ
وَابْـــسِـــمِــي مَــنْ كَــانَ هَــذَا ثَــغْــرُهُ
يَــمْــلَأِ الــدُّنْــيَــا ابْــتِـسَـامًـا وَازْدِهَـاءْ
لَا تَــخَــافِــي شَــطَــطًــا مِــنْ أَنْــفُـسٍ
تَــعْــثُــرُ الــصَّــبْــوَةُ فِـيـهَـا بِـالْـحَـيَـاءْ
رَاضَـــتِ الـــنَّــخْــوَةُ مِــنْ أَخْــلَاقِــنَــا
وَارْتَـــضَـــى آدَابَـــنَـــا صِــدْقُ الْــوَلَاءْ
فَـــلَـــوِ امْـــتَـــدَّتْ أَمَـــانِـــيــنَــا إِلَــى
مَـــلَـــكٍ مَـــا كَـــدَّرَتْ ذَاكَ الــصَّــفَــاءْ
أَنْــــتِ رُوحَــــانِــــيَّــــةٌ لَا تَــــدَّعِــــي
أَنَّ هَــذَا الْــحُــسْــنَ مِــنْ طِـيـنٍ وَمَـاءْ
وَانْـزِعِـي عَـنْ جِـسْـمِـكِ الـثَّـوْبَ يَـبِـنْ
لِــلْــمَــلَا تَــكْــوِيــنُ سُــكَّــانِ الـسَّـمَـاءْ
وَأَرِي الـــدُّنْـــيَـــا جَـــنَــاحَــيْ مَــلَــكٍ
خَــلْــفَ تِــمْـثَـالٍ مَـصُـوغٍ مِـنْ ضِـيَـاءْ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الرمل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

إسماعيل صبري باشا: ولد في مصر بمدينة القاهرة عام ١٨٥٤م، وتلقى الدروس الثانوية في المدارس المصرية، ونال شهادة الليسانس في الحقوق من كلية مدينة إكس في فرنسا سنة ١٨٧٨م، حيث وصلها مع إحدى البعثات الفرنسية، ولما عاد إلى مصر تنقل في مناصب القضاء والإدارة حيث شغل وظائف القضائيين، كما عُين رئيسًا لمحكمة الإسكندرية الأهلية، ثم محافظًا للإسكندرية، فوكيلًا لوزارة العدلية «الحقانية»، ولما بلغ الستين أحيل للتقاعد ففتح داره التي صارت منتدى الشعراء والأدباء.

يعد إسماعيل صبري من شعراء الطبقة الأولى في العصر الحديث، كان يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة، حيث كان كثيرًا ما يمزق قصائده صائحًا: «إن أحسن ما عندي ما زال في صدري!» وقد امتاز شعره بقوة الخيال ورقة وعذوبة المعنى، وحب الفن والجمال، وخفة الروح، كان يكتب أحيانًا مقطوعات قصيرة، وأحيانًا أخرى قصائد طويلة، ولشعر صبري مسحة من الترف الحضري واللين والجلاء، وعلى الرغم من سهولة ألفاظه إلا أنه كان شعرًا محملًا بالمعاني الجليلة. كما كان نثره أشد تأثيرًا في النفس وأثبت أثرًا.

وقد نظم صبري الكثير من الشعر الغنائي والأدوار والمواويل، وقال في المديح والتهاني والتقاريض والهجاء، كما قال في الوصف والاجتماعات والسياسات والإلهيات والمراثي والأناشيد. كان شاعرنا وطنيًّا ومثاليًّا، فمثلًا لم يزر أي إنجليزي قط، وكانت له في السياسة مواقف مشرفة مثل وقعة حادثة دنشواي المؤلمة التي نظم فيها قصيدة معبرة، وقيل إن كرومر كان يريد التمهيد لجعله رئيسًا للوزارة؛ فرد عليه بالقول: «لن أكون رئيسًا للوزارة وأخسر ضميري!»

توفي عام ١٩٢٣م، ودفن في مقبرة الإمام الشافعي في القاهرة، وأقيم له حفل تأبين كبير تبارى فيه الشعراء والخطباء لمواقفه النزيهة.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤