التَّاجِيَّةُ الْكُبْرَى

Wave Image
خَـشَـعَـتْ لِـفَـيْـضِ جَـلَالِـكَ الْأَبْصَارُ
وَذَكَــتْ بِــمِـسْـكِ خِـلَالِـكَ الْأَشْـعَـارُ
وَتَـوَسَّـمَـتْ مِـصْـرُ الْـعُـلَا فِي طَلْعَةٍ
قَـــدْ حَــفَّــهَــا الْإِجْــلَالُ وَالْإِكْــبَــارُ
•••
مَـــلِــكٌ تَــغَــارُ الــنَّــيِّــرَاتُ إِذَا بَــدَا
أَسَــمِــعْــتَ أَنَّ الــنَّــيِّــرَاتِ تَــغَـارُ؟
وَدَّتْ لَـوِ اشْـتَـمَـلَـتْ بَـفَـضْـلِ رِدَائِـهِ
هَـيْـهَـاتَ ثَـوْبُ الْـمَـجْـدِ لَـيْـسَ يُعَارُ
شَــتَّــانَ بَــيْــنَ الـنَّـيِّـرَاتِ وَمَـنْ بِـهِ
سُــبُــلُ الْــبُـطُـولَـةِ وَالْـحَـيَـاةِ تُـنَـارُ
تُـهْـدَى الْـعُـيُـونُ بِـضَـوْئِهِنَّ وَضَوْءُهُ
تُــهْــدَى الْـبَـصَـائِـرُ فِـيـهِ وَالْأَبْـصَـارُ
وَلَــهَــا مَــدَارٌ مِــنْ فَــضَــاءٍ مُـبْـهَـمٍ
وَلَــكَ الْــعُــلَا وَالْــمَــكْـرُمَـاتُ مَـدَارُ
غُـضِّـي جُـفُـونَـكِ يَـا نُـجُـومُ فَدُونَهُ
تَــــتَــــضَـــاءَلُ الْآمَـــالُ وَالْأَقْـــدَارُ
أَنْــتُــنَّ أَقْــرَبُ مُــشْــبِــهٍ لِــهِــبَـاتِـهِ
فِــكَــلَاكُــمَــا مِــنْ رَاحَــتَــيْـهِ نِـثَـارُ
•••
مِـنْ حُـسْـنِهِ اخْتَلَسَ الْأَصِيلُ جَمَالَهُ
وَبِــبِــشْــرِهِ تَــتَــبَــسَّــمُ الْأَسْــحَــارُ
تَـبْـدُو سَـجَـايَـا الـنُّـبْـلِ وَهْيَ قَلَائِلٌ
فَإِذَا حَـــلَـــلْــنَ ذَرَاهُ فَــهْــيَ كِــثَــارُ
أَبْـصَـرْنَ فِـيـهِ نَـصِـيـرَ كُـلِّ كَـرِيـمَـةٍ
إِنْ قَـــلَّـــتِ الْأَعْـــوَانُ وَالْأَنْـــصَـــارُ
•••
لِــلــهِ يَــوْمُــكَ وَالــضِّــيَــاءُ يَـعُـمُّـهُ
فَـــعَـــشِـــيُّـــهُ سِـــيَّــانِ وَالْإِبْــكَــارُ
نَــسِــيَــتْ بِـهِ الْآمَـالُ جَـفْـوَةَ دَلِّـهَـا
وَمِـــنَ الــدَّلَالِ تَــحَــجُّــبٌ وَنِــفَــارُ
يَــوْمٌ تَــمَــنَّــاهُ الــزَّمَــانُ وَطَــالَــمَـا
مَــدَّتْ إِلَــيْــهِ رُءُوسَــهَــا الْأَعْــصَـارُ
سَـفَـرَتْ بِـهِ الْـبُـشْـرَى فَطَاحَ قِنَاعُهَا
عَــمْــدًا وَطَــارَ مَــعَ الْــهَـوَاءِ خِـمَـارُ
وَالـنَّـفْـسُ أَغْـرَى بِـالْـجَـمَالِ مُحَجَّبًا
إِنْ زُحْــزِحَــتْ مِــنْ دُونِـهِ الْأَسْـتَـارُ
مَـا صُـبْـحُ يَـوْمٍ وَالـسَّـمَـاءُ مَـرِيضَةٌ
كَــصَــبَــاحِ يَــوْمٍ وَالــنَّــهَــارُ نَــهَــارُ
يَــوْمٌ غَــدَا بَــيْـنَ الـدُّهُـورِ مُـمَـلَّـكًـا
يُـــومَـــا إِلَــيْــهِ مَــهَــابَــةً وَيُــشَــارُ
الْأَمْــسُ يَــجْـزَعُ أَنْ تَـقَـدَّمَ خُـطْـوَةً
وَغَــدٌ أَطَــارَ صَــوَابَــهُ اسْــتِـئْـخَـارُ
يَــوْمٌ جَــثَـا الـتَّـارِيـخُ فِـيـهِ مُـدَوِّنًـا
لِـــلــهِ مَــا قَــدْ ضَــمَّــتِ الْأَسْــفَــارُ!
وَتَــصَــفَّـحَ الْأَخْـبَـارَ يَـبْـغِـي مِـثْـلَـهُ
هَــيْــهَــاتَ تَـحْـوِي مِـثْـلَـهُ الْأَخْـبَـارُ
يَـــوْمٌ كَأَنَّ ضِـــيَـــاءَهُ مِــنْ أَعْــيُــنٍ
مِـنْ طُـولِ مَـا اتَّـجَـهَـتْ لَـهُ الْأَنْـظَارُ
•••
يَــكْــفِــيــهِ أَنْ يُـنْـمَـى لِأَكْـرَمِ سُـدَّةٍ
سَــعِــدَتْ بِــهَــا الْأَيَّــامُ وَالْأَمْــصَـارُ
بَـيْـتٌ لَـهُ عَـنَـتِ الْـوُجُـوهُ خَـوَاشِـعًا
كَــالْــبَــيْــتِ يُــمْـسَـحُ رُكْـنُـهُ وَيُـزَارُ
ضُـمَّـتْ بِـهِ فِـلَـذُ الْـقُـلُـوبِ فَـكَـوَّنَتْ
بَــيْــتًــا، فَــلَا صَــخْــرٌ وَلَا أَحْــجَـارُ
الـدِّيـنُ وَالْـخُـلُـقُ الْـمَـتِـيـنُ أَسَـاسُهُ
وَحِــيَــاطَــةُ الْــمَــوْلَــى لَــهُ أَسْـوَارُ
رَحُـبَـتْ بِـهِ الـسَّـاحَـاتُ فَـهْـوَ مَثَابَةٌ
وَعَــلَا عُــلُــوَّ الْــحَــقِّ فَــهْــوَ مَـنَـارُ
غِـيـلٌ تَـهَـابُ الْأُسْـدُ بَـطْـشَ لُـيُـوثِهِ
وَتَــخُــونُــهَــا الْأَنْــيَــابُ وَالْأَظْـفَـارُ
مِـــنْ كُــلِّ خَــطَّــارٍ إِلَــى غَــايَــاتِــهِ
يُـزْهَـى بِـهِ الـصَّـمْـصَـامُ وَالْـخَـطَّـارُ
نَـــدْبٍ إِذَا حَــلَّ الْــحُــبَــاءَ لِــغَــارَةٍ
أَلْــقَـى الـسِّـلَاحَ الْـفَـارِسُ الْـمِـغْـوَارُ
حَامَتْ نُسُورُ النَّصْرِ حَوْلَ جُيُوشِهِمْ
حَــــتَّـــى كَأَنَّ غُـــبَـــارَهَـــا أَوْكَـــارُ
شُـمْـسُ الْـعَـدَاوَةِ وَالْـحُـسَـامُ مُجَرَّدٌ
فَإِذَا انْــطَــوَى فَــمَــلَائِــكٌ أَطْــهَــارُ
سَـبَـقُـوا وُثُـوبَ الْـحَادِثَاتِ وَبَادَرُوا
إِنَّ الْــــحَــــيَـــاةَ تَـــوَثُّـــبٌ وَبِـــدَارُ
وَعَـلَـوْا لِـنَـيْـلِ الْـمَـجْـدِ كُـلَّ مَـطِـيَّةٍ
لَـوْ كَـانَ نَـجْـمًـا فِـي الـسَّمَاءِ لَطَارُوا
الْــخَــالِـدُونَ عَـلَـى الـزَّمَـانِ وَأَهْـلِـهِ
تَــفْــنَــى الــرِّجَــالُ وَتَــخْـلُـدُ الْآثَـارُ
جَـاءُوا وَمِـصْـرُ عَفَتْ مَعَالِمُ مَجْدِهَا
لَا مِــصْــرُ مِــصْــرُ وَلَا الـدِّيَـارُ دِيَـارُ
الْــعِــلْــمُ يَـخْـفِـقُ لِـلـزَّوَالِ سِـرَاجُـهُ
وَالْــعَــدْلُ مُــنْــدَكُّ الــذُّرَا مُــنْــهَــارُ
وَالـنَّـاسُ فِي حَلَكِ الظَّلَامِ يَسُوقُهُمْ
نَــحْــوَ الْــفَــنَــاءِ تَــخَــبُّـطٌ وَعِـثَـارُ
فَـبَـدَا «مُـحَـمَّـدُكُـمْ» فَهَبَّ صَرِيعُهُمْ
حَــيًّــا، كَــذَاكَ الْــبَــعْــثُ وَالْإِنْـشَـارُ
وَالْــتَــفَّــتِ الــرَّايَـاتُ حَـوْلَ لِـوَائِـهِ
وَدَعَـا الْـغُـفَـاةَ إِلَـى الْـمَسِيرِ فَسَارُوا
وَأَعَــادَ مَــجْــدَ الْأَوَّلِــيــنَ بَــعَـزْمَـةٍ
إِيـــــرَادُهَـــــا لِــــلــــهِ وَالْإِصْــــدَارُ
إِنَّ الـنُّـفُـوسَ تَـضِـيقُ وَهْيَ صَغِيرَةٌ
وَيَـضِـيـقُ عَـنْـهَـا الْـكَـوْنُ وَهْيِ كِبَارُ
فَــارُوقُ، عِـيـدُكَ هَـزَّ أَدْوَاحَ الْـمُـنَـى
وتَـــعَـــطَّــرَتْ بِــعَــبِــيــرِهِ الْأَزْهَــارُ
الْـيُـمْـنُ يَـسْـطَـعُ فِـي جَـبِـيـنِ نَهَارِهِ
وَالــسَّــعْــدُ كَـوْكَـبُ لَـيْـلِـهِ الـسَّـيَّـارُ
رَقَـصَـتْ بِـهِ الـرَّايَـاتُ بَـادِيَةَ الْحُلَى
الْــحُــبُّ رَنَّــحَــهَــا وَالِاسْــتِــبْـشَـارُ
مُــتَــلَــفِّـتَـاتٍ حَـوْلَ رَكْـبِـكَ حُـوَّمًـا
لَا يَـــسْـــتَـــقِــرُّ لِــوَجْــدِهِــنَّ قَــرَارُ
مُــتَــدَلِّــلَاتٍ مَــا عَــرَفْــنَ صَــبَـابَـةً
نَــشْــوَى وَمَــا لَــعِـبَـتْ بِـهِـنَّ عُـقَـارُ
جَـعَـلَـتْ سَـمَاءَ النِّيلِ رَوْضًا أَخْضَرًا
هَـيْـهَـاتَ مِـنْـهُ الـرَّوْضَـةُ الْـمِـعْـطَـارُ
•••
وَالـنَّـاسُ قَـدْ سَـدُّوا الْـفَـضَاءَ كَأَنَّهُمْ
بَــحْــرٌ يَــعِــجُّ عَــجِــيــجُــهُ زَخَّــارُ
لَـوْ صُـبَّـتِ الْأَمْـطَـارُ صَـبًّـا فَـوْقَـهُـمْ
مَــا مَـسَّ مَـوْطِـئَ نَـعْـلِـهِـمْ أَمْـطَـارُ
مُـتَـجَـمِّـعِـيـنَ كَأَنَّـهُـمْ سِـرْبُ الْـقَـطَا
مُـــتَـــدَفِّـــقِـــيــنَ كَأَنَّــهُــمْ أَنْــهَــارُ
قَـدْ لَـوَّحُـوا بِـالـرَّاحَـتَـيْـنِ وَزَاحَـمُوا
وَتَــلَــفَّــتُــوا بِــالـنَّـاظِـرَيْـنِ وَمَـارُوا
لَــهُــمُ دَوِيٌّ بِــالْــهُــتَــافِ وَضَــجَّــةٌ
وَلَــهُــمْ بِــصِــدْقِ دُعَــائِـهِـمْ تَـهْـدَارُ
رَفَـعُـوا الْـعَـمَـارَ وَبَـعْـثَـرُوا أَزْهَارَهُمْ
فَـــالْـــجَــوُّ زَهْــرٌ نَــاضِــرٌ وَعَــمَــارُ
حُـبُّ الْـمَـلِـيـكِ الْأَرْيَـحِـيِّ شِـعَارُهُمْ
لَــوْ كَــانَ يُــنْــسَــجُ لِــلْـوَلَاءِ شِـعَـارُ
قَـرَءُوا الـسَّعَادَةَ فِي جَبِينِكَ أَسْطُرًا
بِــيَــدِ الْــمُــهَــيْـمِـنِ هَـذِهِ الْأَسْـطَـارُ
وَرَأَوْا شَــبَــابًــا كَـالْـجُـمَـانِ يَـزِيـنُـهُ
أَنَّـــى الْـــتَـــفَـــتَّ جَــلَالَــةٌ وَوَقَــارُ
سُـسْـتَ الْـقُـلُـوبَ فَـنِلْتَ أَكْرَمَ وُدِّهَا
وَعَــرَفْــتَ بِـالْإِحْـسَـانِ كَـيْـفَ تُـثَـارُ
وَمِــنَ الْــقُــلُــوبِ حَـدَائِـقٌ بَـسَّـامَـةٌ
وَمِــنَ الْــقُــلُـوبِ سَـبَـاسِـبٌ وَقِـفَـارُ
مَـنْ يَـغْـرِسِ الـصُّـنْـعَ الْـجَمِيلَ بِأُمَّةٍ
فَــلَـهُ مِـنَ الـشُّـكْـرِ الْـجَـمِـيـلِ ثِـمَـارُ
لَــمَّــا رَأَوْكَ رَأَوْا بَـشَـاشَـاتِ الْـمُـنَـى
الْــوَجْــهُ نَــضْــرٌ وَالـشَّـبَـابُ نُـضَـارُ
مُـتَـسَـرْبِـلًا ثَـوْبَ الْـهُـدَى مُـتَواضِعًا
لِـــلــهِ، لَا صَــلَــفٌ وَلَا اسْــتِــكْــبَــارُ
نُــورُ الْإِلَــهِ يَــدُورُ حَــوْلَــكَ هَــالَــةً
لَــمْ تَــزْدَهِــرْ بِــمَــثِــيـلِـهَـا الْأَقْـمَـارُ
فِـي مَـوْكِـبٍ لِـلْـمُـلْكِ يَخْتَلِبُ النُّهَى
وَتَــتِــيــهُ فِــي تَــصْـوِيـرِهِ الْأَفْـكَـارُ
فَـتَـنَ الْـعُـيُـونَ الشَّاخِصَاتِ بِسِحْرِهِ
إِنَّ الْـــجَـــمَـــالَ لَــفَــاتِــنٌ سَــحَّــارُ
•••
فَــارُوقُ، تَــاجُــكَ رَحْـمَـةٌ وَسَـعَـادَةٌ
لِـــلْـــوَادِيَـــيْـــنِ وَعِـــزَّةٌ وَفَـــخَــارُ
تَـــتَأَلَّـــقُ الْآمَــالُ فِــي جَــنَــبَــاتِــهِ
وَيَـدُورُ نَـجْـمُ الـسَّـعْـدِ حَـيْـثُ يُـدَارُ
مَـا نَـالَـهُ «كِـسْـرَى» وَلَـمْ يَـظْـفَـرْ لَهُ
بِــمُــمَــاثِــلٍ يَــوْمَ الْــفَـخَـارِ «نِـزَارُ»
نُـورُ الْـجَـبِـيـنِ الـسَّمْحِ مَازَجَ ضَوْءَهُ
فَـــتَـــشَـــابَـــهَ الْأَضْــوَاءُ وَالْأَنْــوَارُ
•••
الْــمُــلْــكُ فِــيـكَ طَـبِـيـعَـةٌ وَوِرَاثَـةٌ
وَالْــمَــجْـدُ فِـيـكَ سَـلِـيـقَـةٌ وَنِـجَـارُ
أَعْــلَــيْــتَ دِيــنَ الــلـهِ جَـلَّ جَـلَالُـهُ
فَـــرَسَـــا لَــهُ أَصْــلٌ وَطَــالَ جِــدَارُ
الـدِّيـنُ نُـورُ الـنَّـفْـسِ فِـي ظُـلُـمَاتِهَا
وَالْــعَـقْـلُ يَـعْـثُـرُ وَالـظُّـنُـونُ تَـحَـارُ
بِــيْــنَ الْــمَــنَــابِـرِ وَالْـمآذِنِ بَـهْـجَـةٌ
وَتَــحَــدُّثٌ بِــصَــنِــيــعِـكُـمْ وَحِـوَارُ
آيَــاتُ نُــبْـلِـكَ فِـي شَـبَـابِـكَ سُـبَّـقٌ
لِــلْــمَــجْـدِ لَـمْ يُـشْـقَـقْ لَـهُـنَّ غُـبَـارُ
يَـبْـدُو شَـذَا الـرَّيْـحَـانِ أَوَّلَ غَـرْسِـهِ
وَيَــبِــيــنُ قَــدْرُ الـدُّرِّ وَهْـيَ صِـغَـارُ
فَـتَـحَـتْ لَـكَ الـدُّنْـيَـا كُـنُـوزَ هِـبَاتِهَا
تَــخْــتَـارُ مِـنْـهَـا الْـيَـوْمَ مَـا تَـخْـتَـارُ
يُــمْــنَــاكَ يُــمْــنٌ لِــلْــبِـلَادِ وَرَحْـمَـةٌ
غَــدَقٌ وَيُــسْــرَى رَاحَــتَـيْـكَ يَـسَـارُ
بَـهَـرَتْ رِجَـالَ الْـغَـرْبِ مِـنْكَ شَمَائِلٌ
خُــــلُــــقٌ أَغَــــرُّ وَرَاحَــــةٌ مِــــدْرَارُ
عَـرَفُـوا بِـمَـجْـدِكَ مَجْدَ مِصْرَ وَنُبْلَهَا
وَتَــحَــدَّثَــتْ بِــخِــلَالِــكَ الــسُّـمَّـارُ
وَغَــدَوْتَ فَأْلًا لِــلْــعُـلَا فَـتَـحَـقَّـقَـتْ
فِــيــكَ الْـمُـنَـى وَانْـحَـطَّـتِ الْآصَـارُ
وَتَــخَــطَّـرَتْ مِـصْـرٌ إِلَـى فَـارُوقِـهَـا
غَــيْــدَاءَ مَــا شَــانَ الْـجَـمَـالَ إِسَـارُ
شَـمَّـاءَ يَـحْـنِـي الـدَّهْـرُ أَصْيَدَ رَأْسِهِ
لِـــجَـــلَالِـــهَــا وَتُــطَأْطِــئُ الْأَقْــدَارُ
فَـانْـعَـمْ بَـمَـا أُوتِـيـتَ وَاهْـنَأْ شَـاكِرًا
نِــــعَــــمَ الْإِلَــــهِ فَإِنَّــــهُــــنَّ غِـــزَارُ
لَا زِلْـتَ بِـالـنَّـصْـرِ الْـمُـبِـيـنِ مُـتَـوَّجًا
تَــحْــيَــا بِــكَ الْأَوْطَــانُ وَالْأَوْطَــارُ

عن القصيدة

  • غرض القصيدة: قيلت في تهنئة الملك «فاروق الأول» بتولي سلطته الدستورية سنة ١٩٣٧م.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤